أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - عيوب الحوار العربي الكردي خلال الفترات الماضية - 1/3














المزيد.....

عيوب الحوار العربي الكردي خلال الفترات الماضية - 1/3


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5300 - 2016 / 9 / 30 - 10:54
المحور: القضية الكردية
    


العنوان حمالة الأوجه، فيها من السلبيات بقدر ما يؤمل الفرد من الإيجابيات المحتملة على عتباتها، فالبدء بكلمة العيوب تعكس الحقيقة، التاريخية والسياسية، المسيطرة على مسيرة علاقاتهما، والمهيمنة عليها الأنظمة العروبية الاستبدادية. وعادل من حيث غاية الطرح؛ وما وراء الكلمة، والهادفة إلى تجاوز الماضي المأزوم، وخلق حوار ما، وجاد بينهما، على أمل بناء مجتمع خال من الحقد والكراهية تجاه الأخر، وتكوين أوطان تستند إلى الحيز الديمقراطي الصحيح، يشترك الشعبين فيه، للعيش ضمنه بعدالة ومساواة.
ولنقترب من الواقعية، وإعطاء العنوان ركيزة فكرية أعمق، لا بد من تبيانه وتسليط الأضواء على مساراته، وأية حوارات جرت، ويجب البحث فيها؟ الثقافية؛ أم السياسية؛ أم المذهبية، والأخيرة منفية، بشكله العام، في عمقه الديني، لأن الطرفين بالعودة إلى الماضي البعيد، يلتقيان في الإسلام، بشكل عام، رغم وجود أديان أخرى بين الكرد، لكنهم كانوا ولا يزالون مهمشون، وقد تجاوز التعامل معهم حيز النبذ، فهيمنت المجازر بدل حوارات الأديان. والسياسية لا وجود لها بين الشعبين، وما حصل لم تبلغ منطق الحوار، ولها خلفية سنبحث فيها لاحقاً. والثقافية أعدمت منذ البدايات، مع قدوم العرب المسلمون إلى المنطقة، وفرض ثقافتهم، تحت غطاء المفاهيم الإسلامية. وعليه فلم تبقى على طاولة البحث في هذه القضية إلا الحوارات التي فرضتها الأنظمة العربية الحديثة العهد على الكرد، وحسب مخططاتها، وبدون إرادة كردية. ولتبيان هذه المسيرة لابد من العودة إلى تاريخ العلاقات البعيدة بينهما، وإلا فإن العنوان سيستخدم لتوسيع هوة الخلافات، وسيظل في مجمله غير دقيق، وعلى الأغلب سيفهم منه بأنه معروض للتلاعب بالحقائق المؤلمة عن العلاقات العربية الكردية، ونقلها إلى مجرد عيوب ثانوية بسيطة، ومن السهل تصحيحها. كما وأن السرد والتحليل المنطقي، لمسيرة تلك العلاقات المطعونة في مصداقيتها، قد تساعدنا لنستخلص من ركام السلبيات، طفرات إيجابية، نبني عليها الأمل لبناء مستقبل أفضل على حطام الماضي المأزوم.
فبناءً على صفحات التاريخ تتبين بأنه لم تحصل (حوارات) بين هيئتين سياسيتين أو ثقافيتين متعادلتين في الحقوق والواجبات، أو سلطتين، أو شريحتين متساويتين، وما حدث لم تتجاوز الإملاءات، وفرض الهيمنة العروبية على مصير الشعب الكردي، ولم تخلى يوما من فرض الشروط أو في أفضل حالاته دراسة مقترحات سمحت للطرف الكردي بعرضه، وبالتالي لا يمكن أضفاء شروط الحوار على ما حصل ضمن الاجتماعات بينهم، ويمكن تسميتها ما نشاء، إلا الحوارات.
ولنبدأ، في هذا البعد، من أعماق التاريخ، وبدايات التلاقي بين الكرد والعرب، أي منذ الغزوات الإسلامية العربية الأولى، عندما وضعت السلطات القادمة من شبه الجزيرة العربية، حَجرُ إلهي مقدس على ما جرى بينهم من لقاءات، تحت غطاء عدالة الأمة الإسلامية التي لا تخطأ!
الغزوات الأولى كانت بدايات التلاقي بين الشعبين، فوق جغرافية الكرد، التي حملت منها ومن بعض الجغرافيات المجاورة لها، القبائل العربية الجاهلية ثروات هائلة وسبايا شبعت بل وأغنت القبائل العربية وعلى راسهم قريشييهم، لتبنى عليها العنجهية الجاهلية العروبية، المغطاة بالعباءة الإسلامية.
تفاقمت مع الزمن نهب الكرد، ودمرت حيزهم الثقافي والمادي والتي كانت تنعم بالحضارة حينها، وللعلم فإن القبائل العربية الإسلامية جمعت تلك الغنائم، ليس على مبدأ الجزية، بل على مبدأ قانون الغزو المعروفة بين القبائل العربية الجاهلية قبل الإسلام، عندما كانت قوانين الغزو والسبي والنهب والقتل من سماتها الرئيسية. وبلا شك، ومع سيطرة العرب على السلطات، والقدرة على التحكم بكتابة التاريخ، غيبت هذه الحقائق ونسخت مكانها مفاهيم الفتوحات والجزية، والتي في عمقها السياسي ليست سوى استعمار ونهب للثروات، ولا تزال مستمرة على الأوطان التي استعمرتها تحت عباءة الإسلام، إلى أن بلغ بالسلطات العروبية اليوم ومعهم شريحة واسعة من المجتمع اللحظة التي ينكرون فيها حقوق المواطن الأصلي في جغرافياتهم، وعلى خلفية هذه الثقافة والنفسية المبنية على منطق السيد والموالي، أعدمت الحوارات مع غير العربي ضمن الجغرافية التي حلموا بجعلها الوطن العربي.
ومن المعرف أن التاريخ من الأقوياء وللأقوياء، لذلك لم يبلغنا الصحيح والصادق من تلك المراحل الغارقة بالمجازر سوى الفتات، والمعروض اليوم هي ما تلاءمت والسلطات فيما بعد كصفحات من التعامل المنخور والفج، بين مجتمع غرق في التبجح مثلهم سلطات فاجرة، وبين الإنسان المفروض عليه التبعية، وكانت في عمقها علاقات تبنى لمصالح الحكام، وتؤل على القوانين الإلهية، والشريعة الإسلامية، وهي ذاتها التي سمحت للقريشي بالسيادة على العرب، والعربي بالسيادة على الشعوب الأخرى، حتى تلك التي اعتنقت الإسلام، وآمنت بالأمة الإسلامية، وأمنوا بأنه لا فرق بين العربي والأعجمي إلا بالتقوى، أو الناس سواسية كأسنان المشط، في الوقت الذي كان فيه الخليفة الثاني عمر بن الخطاب يعاقب المرأة الموالية المتشبهة بالعربية في اللباس، وحددت عورتها ما بين السرة والركبة، كما أوردها معظم الفقهاء والمؤرخين المسلمين، ومن عهده وفيما بعد وعند تفاقم نسبة السبايا والموالي في المدينة ومكة، حرم عليهم دخول الحضر المديني، إلا بإذن من الخليفة، والبعض يبررها بأنها بدايات مسيرة الانحراف في الإسلام، وظهور أوائل الفرق الضالة، وتحوير الدين الروحي نحو الإسلام السياسي بعد وفاة محمد(صلى). ويتحجج البعض من الفقهاء بأنه لو طبق الإسلام الرسولي، لما أحتاج الكردي ولا غيره من المسلمين إلى طلب الحوار...
يتبع...
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
10/8/2016م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا قدم العروبيون - 2/2
- ماذا قدم العروبيون - 2/1
- سايكس–بيكو في جنيف (ما أشبه البارحة باليوم)-2/2
- سايكس–بيكو في جنيف (ما أشبه البارحة باليوم)-2/1
- فوبيا انفصال الكرد - 2/2
- فوبيا انفصال الكرد - 1/2
- الصور النمطية المعيقة للعرب والكرد - 4/4
- الصور النمطية المعيقة للعرب والكرد - 3/4
- لو أن بشار الأسد - 2/2
- لو أن بشار الأسد - 1/2
- الصور النمطية المعيقة للعرب والكرد - 2/4
- الصور النمطية المعيقة للعرب والكرد - 1/4
- جنيف مرت من الحسكة إلى جرابلس
- الشخصية الكردية - 2/2
- بيان بصدد الحوار العربي-الكردي المقام من قبل مركز حرمون (صال ...
- الشخصية الكردية - 1/2
- القضية الكردية في سان بطرسبورغ
- رمزية سان بطرسبورغ
- احتمالات مصير غربي كردستان -2
- احتمالات مصير غربي كردستان


المزيد.....




- سفير فرنسا في الأمم المتحدة يدعو لإنهاء فوري للحرب على غزة
- شكري: مصر تدعم الأونروا بشكل كامل
- تقرير يدق ناقوس الخطر: غزة تعاني نقصا بالأغذية يتخطى المجاعة ...
- الأمم المتحدة تدين اعتقال مراسل الجزيرة والاعتداء عليه في غز ...
- نادي الأسير يحذّر من عمليات تعذيب ممنهجة لقتل قيادات الحركة ...
- الجيش الإسرائيلي: مقتل 20 مسلحا واعتقال 200 آخرين خلال مداهم ...
- وفد إسرائيلي يصل الدوحة لبدء مباحثات تبادل الأسرى
- إسرائيل تمنع مفوض الأونروا من دخول غزة
- برنامج الأغذية العالمي: إذا لم ندخل شمال غزة سيموت آلاف الأط ...
- تقرير أممي يحذر: المجاعة أصبحت وشيكة في شمال غزة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - عيوب الحوار العربي الكردي خلال الفترات الماضية - 1/3