أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - شذى احمد - ارادتي +نقودي=هجرتك














المزيد.....

ارادتي +نقودي=هجرتك


شذى احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5299 - 2016 / 9 / 29 - 17:09
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    







لعل نابليون الذي ترك ارثا واسعا من الاقوال المأثورة التي يقف عندها الكثيرون بسبب قائلها،لا لمكانته فحسب بل لبعد نظره وعميق خبرته في الحياة... لعله لم يجافي الحقيقة حينما قال

لا يعني الموت شيئا،لكن ان تعيش مهزوما وذليلا يعني ان تموت يوميا
فهذا المحارب الفاتح ، لم تغفل تجربته عن حقيقة الذل والهزيمة التي تلحق بالانسان فتقتله على عدد ايام حياته

كذا الحال باعداد ليست بقليلة من المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل ام الذين خذلتهم الظروف ، وخدعتهم الالة الاعلامية بجنة الارض التي ستنتظرهم على الضفة الاخرى
بعد اوقات الفرح والمرح، والاستسلام لمتعة الاقامة المريحة حتى في اماكن قاسية تأخذ من خصوصياتهم الشيء الكثير. بعد كل هذا يبدأون بالبحث عن ثم .. وبهذه ال ثم يبدأ العد التنازلي لفرحتهم ،وحياتهم الهانئة. وغيبوبتهم التي استسلموا لها طائعين بعد مرارة الخسارة والهزيمة للوطن ،ولما تركوه خلفهم من كل متاع الحياة

الكثير من النسوة يعكفن في بيوتهن، مكتفيات بالقليل ،وممتنات لتركهن بلا ملاحقة وطلبات تثقل على عاتقهن عناء الخروج الدائم. فحتى دورات اللغة لا يهتم المجتمع المتمدن الجديد كثيرا بانخراطهن بها، فهن بكل الاحوال مكلفات، ولن ينفعن المجتمع قريبا بكثير او قليل
لسن وحدهن بل رجالهن كذلك . فكل ما ينتظرهم لا يخرج عن دائرة الاعمال الخدمية البسيطة التي وفرت لهم عن طيب خاطر
من الذي سيسد هذا النقص الحاد بالخدمة والتنظيف ان لم يكونوا هم!!. حقيقة مرة تلك التي يكتشفها المرء حينما يتابع طريقة تعامل دول اللجوء ومنها الاشهر المانيا مع اللاجئين وتوظيفهم

ف خير الله مثلا(اسم مستعار) ظل يراوح مكانه ما يقارب السنتين بانتظار اوراق رحمة تاتيه ليمارس عمل ما. لم يأبه به احد.. لم تهتم دائرة العمل كثيرا بوجوب ذهابه لدورات تعلم اللغة التي تسلطها كالسيف على رقاب اي واحد يرغب في دخول سوق العمل . لم تفعل كل هذا لكنه باستثماره الموفق بابنائه الذين بدأوا بتعلم اللغة بالمدارس راح يعارك ويقاوم هذا السجن الاختياري البغيض ، فقرر اقتحام اسوار المنع سأل.. بحث .. استقصى.. لم يضيع اوقاته هدرا بالمقاهي التي راحت تعج بالمحبطين. ولما وصل لبصيص أمل سارع باللهاث خلفه. نجح في الحصول على فرصة عمل لكنه ما لبث ان اضاعها. كانت طلبات رب العمل تعجيزية وشديدة الغرابة ، عليك القدوم الى العمل في الساعات الاولى من النهار.. لكن في الواحدة او الثانية لا توجد قطارات ، اذن اترك العمل .. وبدأ من الصفر رحلته التالية ..ومن مثله لا يعرف الكلل والملل فنجح بالحصول على فرصة عمل باحدى الشركات الخدمية التي توجست منه قبل قبولها به.. كان عربيا من العراق مسلما اسمر البشرة وكل هذا يعني شبه كبير مع الفظائع التي يتحدث عنها الاعلام.. اولئك الذين يزرعون الارهاب في كل مكان

لكنه لم يستسلم تفانى بالعمل.. فالدم الذي يجري بعروقه يقول ..هذا حفيد من صنعوا حضارة عريقة .. ادهشهم بتفانيه. حتى لم يملك اي منهم الا الاقرار بروعة ادائه،واخلاصه. كان طاقة لا تنضب من العطاء ووجه تلوح سمرته بطيبة العراق واهله

دهش رب العمل واقتنع به، فقرر ضمه الى فريق العمل في شركته، وارسل الى دائرة العمل بكتاب توصية يؤكد حاجة شركته له، ورغبتها في توظيفه، فجن جنون المسؤولة المباشرة عن ملفه في دائرة العمل تلك التي حصل على فرص العمل خلسة بعدما خدمه القدر بمرضها ،، فتابع ملفه زميل لها لا يضمر للاجانب والوافدين كل هذه النظرة الدونية ،وكانهم رهائن معسكرات الاعتقال سيئة الصيت في عهد النازية المندثر
وقفت كالرمح المسموم بوجهه وبوجه كل من حاول مساعدته للعمل ،وايجاد موطئ قدم له في سوق العمل... حاولوا لكن هيهات. اصرت وياللسخرية على ضرورة متابعته لدورات اللغة ثم التفكير بالعمل قالت له بالحرف الواحد .. اذهب لدورة اللغة ،وعندما تنتهي منها ستجد بعدها 196وظيفة تنظيف بانتظارك!!!!!!!!!!!..واقفلت ملفه
حريصة بدت هذه السيدة على اتقانه اللغة التي عرف منها اضافة الى انكليزيته وبعض من اللغات الاوربية الاخرى التي مرت به عرف من خلالها النجاح بالعمل.. لكنها لم ترد له النجاح .. فنجاحه سيحث غيره على الولوج الى سوق العمل والكفاح مثله للوصول الى ضفة سوق العمل. والاقامة الدائمة.. عليه البقاء في معسكرات الاعتقال القصرية الموزعة في بيوت اللجوء او حتى في البيوت المستقلة التي يحق لهم الانتقال اليها . وان يظلوا وهذا الاهم رهن القرارات التي ستصدر بحقهم في اي زمان .. وابرزها اعادتهم بطائرات مجانية ـ ياللكرم ـ الى بلدانهم الاصلية .. القرارات كلها تحرك سوق العمل العام في البلد ،ومجموعة تساند اخرى للتكسب من اللجوء واللاجئين اما هم فعليهم البقاء حيثما يراد لهم .. وان لا يتجاوزوا الخطوط الحمراء المسموح لهم بها. تسمع كثيرا عن شعارات براقة ،وعبارات اخاذة عن روعة وحضارية هذا المجتمع المدني لكنك تبقى بكل الاحوال بعيدا عن حقيقته. فالجميع سلع متعددة الاسعار به ، لا تملك اكثر مما يملكه الهامستر في عجلته يدور ويدور في عجلة لا تكف عن الدوران

اليوم خير الله (اسم مستعار) مجبر على الالتحاق بدورة تعلم اللغة . ولا تندهش اذا ما عرفت بان السيدة المالكة لمصيره في اسر اللجوء الحقته في سابقة لا مثيل لها، وربما هناك الكثير مثله لو ثابرت بالبحث الحقته بدورة تعليم اللغة كلفتها الشهرية ستة الاف يورو لوحده!! لا تندهش فاذا ما تعذر لجم الفرس الجامح سعى المرء لكل الوسائل رغم غرابتها الى لجمه.

للذين لا يملكون الا سب وشتم والتحدث بسوء عن اللاجئين ،وعن حياتهم بالغرب . او الذين يرفلون بالدمقس وبالحرير. وتأكل قلوبهم الحسرة لان اللاجئين جاءوا من اجل الحصول على الجنسية تلك التي لم تمنحهم اياها البلدان العربية التي خدموا ويخدمون بها. لكل اولئك نقول..اتقوا الله باحكامكم . وللباقين هذه حقائق ، استفتوا ضمائركم ،وعقولكم ، وفطنتكم واحكموا بعدها بصحتها



#شذى_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللعبة الجائرة
- اوجاع المهاجرين
- من فتحت الحدود خسرت الاصوات
- ضاع محمد والوطن
- يظل اللون ارجواني اللبوة الجريحة
- لما يزعجك دكاني
- عندما تكون العيد
- أصفار شهادة الميلاد
- يظل القيد ارجواني- الخديعة
- يظل القيد ارجواني -الطاعة اولا
- يظل القيد ارجواني-التمرد
- خياطة تقود ثورة
- كان له
- وضاع الوطن مرتين
- ترحل وقيودها معها
- مخالب الامومة
- اغراء لاينتهي
- فرنسا تلعب بهن
- اوراق انثى . النادلة
- السلطان في حدائق الكون


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - شذى احمد - ارادتي +نقودي=هجرتك