أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - واثق الجابري - ألف شكر للفاسدين والأغبياء والخونة














المزيد.....

ألف شكر للفاسدين والأغبياء والخونة


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 5297 - 2016 / 9 / 27 - 00:17
المحور: كتابات ساخرة
    


أشعر أن هنالك خطأ كبير إرتكبه الشعب العراقي؛ حيث لم يقدموا الشكر والتقدير والعرفان لبعض الطبقة السياسية الفاسدة، وهؤولاء السراق وأغبياء المواطنة والخونة، اللذين إرتكبوا أخطاء جسيمة وبحاجة لنا أن توقف عندها ونشكرهم، ونقول لهم أن ثلث الوطن ضاع ونهبت ثروته، وكشفوا أمامنا وجوه كنا نعتقدها مقدسة ومجاهدة ونُقاسمها رغيف الخبز والمعناة؛ لذا الشكر يأتي لأنهم علمونا دروس الوطنية وأن الأخطاء الفضيعة أنزلتنا الى درك إنهيار الدولة وفقدان الوطن، ومن الدروس؛ تطور الديموقراطية والتمييز بين الغث والسمين والصادق والكاذب.
إستفاد العباقرة والفلاسفة من أخطاء الأغبياء، وبعضهم صنع عبقريته من أخطاءه ليعوض نقصها بنجاح باهر، ولكن تكرار الأخطاء أخطر من الغباء والخطأ.
ثمة قرائن وشواهد تدلل على أن بعض من الطبقة السياسية؛ بمنتهى السفاهة والجهل والحماقة والإصرار على الأخطاء والفشل، وكل أزمة لها إرتباط بسابقتها وأسوأ منها، وكأنهم يشحذون الهمم ويستجدون الألفاظ والخطابات والأفعال؛ لمزيد من المآسي والنكبات والإنحدار الى هاوية الأنانية، وعندما يتفجر الغباء لا تجد؛ إلاّ تقسيم لمغانم ومكاسب فئوية لا تتعدى فترة ثم تعود بالنقمة على فاعلها وشعبها.
تختلف تجربة العمل السياسي عن تجربة العمل المعارض، وتحتاج الى رؤية تتجاوز التحديات والتركة الثقلية وإنطباعات الدكتاتورية؛ بلباس وشعارات الديموقراطية، ومن ذلك يتطلب العمل أولويات ومحددات لا يمكن التنازل منها، وتحديد بوصلة المسؤولية الشرعية والأخلاقية؛ أن تكون بعمل موجهة لسياسة خادمة للمجتمع، وتحدد خرائط ومسارات ومنطلقات الى المستقبل.
إن الشعب العراقي تلقى كيل من الضربات، التي دفعت كثير من عقوله للصحوة والإنتباه الى محددات ومؤشرات الأخطاء الفضيعة، وتعلم دروس ودروس، ودخل في مخاض إختبار الوطنية، ومن هول النكبات والأخطاء تعلم؛ أن الملمات إستنهاض للهم وصحوة ضمير وتحديد بوصلة وتشخيص الأخطاء والمخطئين، وأن النجاح مبني على تجاوز الخطأ والخطيئة، ومن والواجب على المجتمع شكر كل فاشل وغبي سياسي؛ تصدى للمسؤولية ولم يك قدرها، وإنحدر الى إنحطاط أخلاقي وسياسي، ومواقف شخصية تنم عن عدم إدراك المسؤولية الوطنية، وغياب رؤية وعدم مصداقية طرح.
لبس الأقنعة أحياناً؛ يضلل على المراقب طبيعة أفعال وشخصيات، وربما بكثرة التحركات دلالات على طبيعة النوايا، وعلى المتتبع ومن يحصد عليه التَمَعن بالنتائج.
لا شيء في بلادنا غائباً على مَنْ عاش التجربة وذاق مرارتها، وفي الوطن المستباح تبين السياسي الأبيض من الأسود، وظهرت شمس النهار على سراق الثروة والمشاعر والوطنية، وأن العمل السياسي الموزون ليس مجرد كلمات نرددها؛ أن لم تك ترجمة لأفعال نحصد نتائجها، ولذا فأنها تجربة مريرة مليئة بأخطاء مقصودة وغير مقصودة، وعلينا أن نتقدم بالشكر الجزيل لأغبياء السياسة، وتتحول النظرة الإفتراضية الى واقعية، وأنها دروس نشكر من وقع في أخطائها ليعلملنا طريقنا الصحيح، وإذا أعدنا نفس الأخطاء سنكون شركاء من إنحدر بنا الى هكذا واقع، فألف ألف شكر للفاسدين والأغبياء والسراق والخونة.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحدي القادم بعد الموصل
- موقع العراقي في الشرق الأوسط الجديد
- عدم الإنحياز متحدون على الإنحياز
- العراق بمواجهة رأس الأفعى
- ما وراء إستهداف الأسواق
- إجازة الموظفين وسلبياتها الإقتصادية
- مواجهة العاصفة الإقتصادية
- إختيار الزعيم زعيماً للتحالف الوطني
- نهاية داعش وواجبات الدول
- النواب بين الواجب والمسؤولية والمشاكسة
- منطقة لم يطأها بسطال عراقي
- لن أتحمس للحروب الشخصية
- أياك من مخاصمة القبيلة السياسية
- التعيين بالوكالة افيون الاصلاح/1
- الشباب بين تناقض القوانين
- ما بعد الموصل من دخلها آمن
- متى يشارك جيش النجيفي؟!
- طبيعي ماحدث في مستشفى اليرموك فلماذا إستغرابكم
- بمن نبدأ الإستجواب أولاً؟!
- سكاكين الخارج ومرتزقة الداخل


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - واثق الجابري - ألف شكر للفاسدين والأغبياء والخونة