أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - خالص عزمي - 2 الانسحاب















المزيد.....

2 الانسحاب


خالص عزمي

الحوار المتمدن-العدد: 1411 - 2005 / 12 / 26 - 08:35
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في عام 1972 ؛ كان هو في فيتنام ورأى بأم عينيه تلك المآسي المروعة التي اصابت الجنود الامريكيين الذين اجبروا على خوض حرب ليست فيها اية مقاييس اخلاقية او معايير انسانية وعاد من هناك و صور ذلك التدمير الوحشي لا تبرح مخيلته ؛ كانت حربا ـ كما هي في العراق ـ ؛ خالية من الهدف الحقيقي ؛ بعيدة عن
الشرعية الدولية ؛ اذ لم يكن هناك فيتنامي شمالي واحد يخطط مسبقا لتدمير امريكا ؛ فلماذا شـــــــن اذن
ذلك العدوان وبكل تلك القساوة ؟!. لابد وانه توقف امام اسباب الحرب على العراق بعد ان تكشفت حقائق
الامور بكل وضوح ( لا اسلحة دمار شامل ؛ لا علاقة للعراق باحداث 11 سبتمبر ؛ لا روابط مع القاعدة )
اذن علام خسارة ترليون دولار وراء آخر من حساب دافع الضريبة الامريــــــكي و فقدان ارواح اكثر من الفي جندي اميركي وما لايقل عن اربعين الف جـــــريح ومعوق ؛ واكثر من خمسين الف يعانون مـــــــن
الامراض النفسية والانهيار العصبي وانواع من الكئابة الحادة تنهش في دواخل الجنود او افراداسرهم ..
؛ ناهيك عن مقتل او جرح الامريكيين الآخرين المرتزقة او اؤلئك الذين يعمـــلون بمظهر مدني فـــي
شركات الحماية والحراسة او الترجمة الخاصة ... الخ . لكل هذا وذاك مــــن تراكمات عامة وخاصة ..؛
وقف النائب جون ميرثا يوم 17/ ت2 نوفمبر/ 2005 ؛ ليصرخ وباعلى صوته في الكونجرس قائـــلا: ( ان الولايات المتحد ة الامريكية لم يعد بامكانها ان تنجز شيئا عسكريا في العراق ؛و ان وجود ها يحول دون تطور العراق لان ذلك الوجود يساعد على زيادة العمليات المسلحة ويضاعف حدة العنف ... ولهذا يتوجب الانسحاب فورا ...) وقد وقع هذا الطلب الرسمي على الادارة الاميركية كوقع الزلزال( كما وصفتـــه اجهزة الاعلام )؛ فلم يجد الحزب الجمهوري بدا من شن هجوم عنيف على النائب ميرثا واصفين اياه بالجبن كما جاء في كلمة رئيس مجلس النواب دنيس هارتر او في رد السناتور دونكان هانتر رئيس لجنة الدفاع في الكونجرس وغيرهما من اقطاب الحزب ..و ازاء هذه الحملة القاسية تصدى الديمقراطيون لهــذا االتحدي الصارخ لمبدأ الحوار الديمقراطي ؛ فشن السيناتور جون كيري المرشح السابق لمنصب رئاســة الجمهورية هجوما معاكسا على صفحات الصحف حيث قال في رده الموجع ( في الوقت الذي ننشـغل بنقل الديمقراطية !! الى العراق وافغانستان ؛ نجد انفسنا غير مستعدين لممارستها هنا ... ان المثيــــــــر للأشمئزاز حقا ان اشخاصا لم يرتدوا البزة العسكرية ابدا للدفاع عن وطنهم قد اختاروا الآن الهجــــــوم بطريقة مشينة على النائب ميرثا متهمينه بالجبن ؛ لقد كان ميرثا بالامس وطنيا شجاعا وما
زال كذلك الى اليوم ) .في هذ الجو الذي تتعالى به الاصوات منادية بالانسحاب من العراق ليس من جانب الديمقراطيين و الجمهوريين وحسب بل و من قبل جمهرة واسعة غير منتمية من المثقفين والعمال واساتذة الجامعات والصحفيين وربات البيوت.. الخ تتوقف عجلة جدولة الانسحاب عن الدوران فلا تتحرك باتجاه موقف الرأي العام بالانسحاب الفوري ؛وتلجاأ الادارة ؛ كعادتها ؛ الى صيغها الملتوية المموهة كحل آني .
حينما يدقق المرء في دوافع عدم الانسحاب الفوري ؛ يجد ان سببها يرتبط بفشل مشروعها العاجل والاهم المعروف ب (الشرق الاوسط الكبير ) حيث انكمش لينحصر تحت عنوان محبط صغير لم يكن هو الهدف الرئيس اطلق عليه مؤخرا ( انتهاء المهمة ا والنصر المؤزر ) وهو في حقيقته لا يتعدى البنود التالية : ــ

اولا ــ قيام برلمان قادر على اضفاء الشرعية على جميع المعاهدات والاتفاقيات السابقة والتي ستنشأ تحت ظله وسلطاته التشريعية وبموجب صلاحياته واختصاصاته طبقا للدستور المعد لمثل هذه الاغراض مسبقا.
ثانيا ـ قيام حكومة قادرة على توقيع اتفاقيات عسكرية وامنية ؛ تؤدي الى نشوء قواعد عسكرية واسعة على ارض العراق بحجة المحافظة على الامن الداخلي؛ والحدود الدولية ؛ ( و بالطبع ) أي خطر داهم ...!!
ثالثا ــ تنفيذ خصخصة ما يؤمن ستراتيجية وضع اليد على الطاقة وثروات البلاد ا لاخرى لمصلحة الشركات الكبرى ؛ التي تنتظر( قيام الحكومة الجديدة ) على احر من الجمر لتحقق لها هذه الآمال ..!!
رابعا ــ عقد اتفاقات مباشرة مع الاقاليم والمحافظات دون الرجوع الى السلطة المركزية استنادا للدستور .
خامسا ــ تنفيذ جميع المخططات الجاهزة للتطبيق فيما يتعلق بالتربية والتعليم والثقافة والدين والصحة والصناعة المحلية ... الخ طبقا للرغبة الامريكية التي هيأها مستشاروها سابقا

لقد انسحبت اسبانيا كأول قافلة من الركب ؛ ثم توالت انسحابات بلغاريا ورومانيا واكرونيا وستتوالى انسحابات ايطاليا وبولونيا ولتوانيا خلال عام 2006 طبقا للقرارات الرسمية بذلك وستنسحب غيرها ايضا ولا يبقى سوى القوات الامريكية( المهمة) التي ستمكث في القواعد العسكرية ( ال 14 ) وتنزل على قلوب العراقيين بردا وسلاما !!! فيحسنون ضيافتها كما فعل اجدادهم في ثورتي العشرين والواحد والاربعين .

يبقى السؤال الرئيس هنا... هل ان امريكا ستكتفي بما نالته وستناله من غزوها للعراق ؟ وهل ان خططها انتهت عند اعتاب تلك البنود الخمسة اعلاه ؟ والجواب ... كلا ... ثم الف كلا ما دام هناك مفكر كماكس بوت ينشر في جريدة ( وول ستريت جرنال ) حكمته البليغة !!! التي يخاطب فيها الانسانية في القرن الحادي والعشرين بقوله ( انني اتطلع الى عصر جديد تخوض فيه امريكا على الدوام حربا من الحروب في مكان ما ... ضد دولة ما وشعب ما ؛ على غرار الامبراطورية الرومانية ) !!!!!
امام هذا الخطاب الحربي نرى ان هناك محاولات ساذجة تدعو الى ردم الهوة وتحسين صورة امريكا في العالم بالدعوة الى التقارب الانساني وربط جسور المحبة والبعد عن العنف واضفاء طابع الالفة .....!!!

لقد قرأت في جريدة ( يو اس تودي ) يوم 14/ كانون اول الحالي / 2005 تحت عنوان ( وزارة الدفاع الاميركية تشن حربا نفسية بتكلفة 400 مليون دولار ) في سعيها لتحسين صورة امريكا كما جرت عليه الحال في كل مرة تثار الضجة حول القتل ا و التعذيب او التنصت او تلفيق المعلومات او الدهم او الاعتقال ... الخ ؛الم يسأل الذين يعملون على تجميل الهيئة ؛عن ماهية السبب الذي يجعل اؤلئك الذين يدكون الارض بصواريخهم ويسحقون البشرية تحت اقدامهم وير وعون الاطفال و يطحنون ألآثار ويمزقون الارث الثقافي ؛ ثم يلجأون بعد كل ذلك الى صرف الملايين على شركات ( المكياج ) لتقوم بمسح ... الدماء المتيبسة
و( الفسفور الابيض والاسود) و ( السخام) و ( الحروق ) و ( القروح ) و( الكسور ) من على الوجه الاميركي المنهك المرهق ؟!! . لقد ذكرني هذا التناقض الصارخ ما بين بين الهدم والاعمار بحكاية بغدادية طريفة تقترب بمعناها من جوهر الموضوع تقول : ــ
عين ( شنيور ) ضابطا في السجن العام في باب المعظم من بغداد ؛ فلما استلم عمله طلب منه مدير السجن ان يخرج مع بعض المساجين المحكوم عليهم بالاشغال الشاقة الى موقع خلف سدة الوزيرية فيجعلهم يعملون بقطع الاخشاب او تكسير الاحجار ... الخ استجاب ( شنيور ) للأمر وخرج بالمجموعة الى تلك الساحة الواسعة ؛ الا انه لم يجد اخشابا ولا احجارا ؛ فلم يرهق نفسه بالبحث هنا او هناك ؛ بل طلب من المساجين ان يحفروا خندقا كبيرا في الارض فلبوا الأمر ( وهم في غاية السخرية من عمل كهذا ) ؛ ولما اتموا عملهم بعد ثلاث ساعات من الجهد المرهق ؛ طلب منهم ( من دون اية استراحة ) ان يردموا الخندق ومساواته بعدئذ بالارض كما كان . ؛ ولما عادوا الى السجن منهكين ورووا الحكاية الغريبة الى رئبس العرفاء ؛ قال : لقد صادفت في حياتي هنا كثيرا من البلهاء ولكنني لم ارمن هو ابله من هذا ال (شنيور )

وهاو الواقع يثبت لنا ان هناك من يضاهي شنيور في تصرفاته ؛ انه يصرف المليارات على حروب ماحقة تدمر دولا قائمة فيستفز الشعوب ويثير العالم ضده ثم يعود ليصرف المليارات لمسح صورة الماضي وتحسين الشكل ؛ ولسان الحال يقول يا شنيور ( ماذا عدا مما بدا )...

قول أخير : تؤكد لنا الادارة الاميركية صباح مساء انها اسرة متدينة جدا ؛ فلو كانت كذلك حقا لتمسكت بالحكة الانسانية التي تؤكد على ان ( المجد لله بالاعالي وعلى الارض السلام وفي الناس المسرة ) لا ان تتسلح بعبارة عسكرية قاسية المخبر تقول ........ ( ليس هناك غير الحرب من حل )!!



#خالص_عزمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوافل الانسحاب 1
- صف لي لبنان
- كان ... واختها لجنة ميليس
- لكل سؤال جواب
- مقاومة الاحتلال
- متحف العراق
- تزوير الارادة
- نثرية دامية مسلسل التعذيب
- يحكى أن ...ثانية
- تمثال عبد المحسن السعدون
- التماثيل
- كتب جديدة
- الحدقه
- الديمقراطية والاصلاح السياسي في العالم العربي
- المنظومة
- امريكا خسرت القلوب ولم تربح الحروب
- مشروع الدستور العراقي 3
- مشروع الدستور العراقي 2
- مشروع الدستور العراقي 13
- التشادق والغريب في عيون الاخبار


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - خالص عزمي - 2 الانسحاب