أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - التَهْرِيبة الثَّوريَّة















المزيد.....

التَهْرِيبة الثَّوريَّة


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 5296 - 2016 / 9 / 26 - 03:00
المحور: الادب والفن
    


تشرق الشمس في الشرق وتهرب إلى الغرب!
*****

الإسلام الهارب

هناك مئات الصفحات الفيسبوكية والإنترنتية التي تطرح فقط الجانب الإيجابي للتهريبة السورية وتهتم به وتعمل ليلاً نهاراً على تمويه أخطاء الهاربين وتجميل صورتهم، بل هناك من يموّل هذا المشروع الكبير، ممن سأطلق عليهم تسمية جماعات الإسلام الهارب إلى أوروبا منذ زمن. ليس من مهامي أو من واجباتي أن أكون فعّالاً تحت هذا السقف المستعار، لذا أخذت على عاتقي مهمة نقد وفضح بعض السلوكيات المشينة للهاربين الواصلين إلى ألمانيا بغض النظر عن ثورجية أو عدم ثورجية الهارب، ثقافته أو عدمها.
*****

الفرق بين الهارب واللاجئ!

كل سوري هارب وليس لاجئ بموجب القانون.
بشكلٍ عام تُطلق تسمية "الهارب/الهاربين" على كل الناس الذين يفرون من بلادهم. لكن عند معالجة الحالة من الناحية القانونية يصبح الأمر أكثر تعقيداً، وهنا يتم التمييز بين الحالات التالية:
وفقاً للمادة 16A من القانون الأساسي "الدستور" يَتمتع الملاحقون والمضطهدون سياسياً من قبل حكومات بلدانهم بحق اللجوء في ألمانيا.

هذا يعني:
- الإنسان الذي يصل إلى ألمانيا في حالة الملاحقة السياسية ساعياً وراء اللجوء، يُسمى "طالب لجوء".
- حالما يقوم بتقديم طلب في الدائرة الاتحادية للهجرة وشؤون الهاربين للحصول على اللجوء، يُسمى "مُرشّح أو مقدم طلب لجوء".
- إذا استطاع أن يُثبت أنّه مُلاحق سياسياً من قبل السلطة الحاكمة في بلده الأم ويتعرض للاضطهاد هناك لأسباب سياسية فإنّه يتلقى اللجوء، ويُسمى بعد ذلك "مُتمتع بحق اللجوء".

بحسب اتفاقية جنيف توفر ألمانيا للناس الذين فروا من أوطانهم "حق حماية الهاربين"، هذا الحق يمكن الحصول عليه بشكل أقل تعقيد من الحصول على حق اللجوء، أي أنّه يخضع لمعايير ومتطلبات أقل وطأة من معايير اللجوء.

الملاحقة هنا لا يُشترط فيها أن تكون من قبل السلطة السياسية وإنما من قبل جماعات أخرى بسبب العرق أو الدين أو الانتماء إلى فئة اجتماعية معينة، كما هي الحالة مع السوريين الذين فروا من خطر الميليشيات الإرهابية بكافة أنواعها، أو حينما يشعر الإنسان بأن حياته في البلد الأم صارت مُهدّدة لسببٍ ما.

كما أنّ دخول الهارب عن طريق بلد ثالث آمن ليست مشكلة بالمقارنة مع وضع الراغب بالحصول على حق اللجوء. في كل الحالات يحصل الهارب على حماية قانونية مؤقتة ومحددة من سنة إلى ثلاث سنوات، بينما كان يحصل المُتمتع بحق اللجوء على إقامة دائمة في ألمانيا. يحق للهارب بعد حصوله على "حق حماية هارب" سماحية عمل.
*****

كل لاجئ هارب بالضرورة، لكن ليس كل هارب لاجئ!

هذا كلام بديهي، علمي وقانوني، القضية قضية دقة في التعريف والمصطلح فقط لا غير.
ينبغي على كلمة هارب ألا تدعو الهاربين للخجل وتأنيب الضمير إطلاقاً ولا أن تَتَسبَّب في خلق حالات من العدوانية وقلة التهذيب لديهم كآلية للدفاع عن النفس!
لا أحد يهاجم الهارب بشكلٍ مباشر والكل يعلم أن الظروف الحياتية في بعض بلدان العالم ومن بينها سوريا صارت ببساطة غير قابلة للاحتمال وأنّه من كل عائلة سورية تقريباً يوجد شخص هارب أو في حالة استعدادٍ هروبيّ.
*****

الثُلُث المُنهزم

ننصح الهاربين السوريين (الثُلُث المُنهزم) من معركة الحرية والكرامة، الذين حلوا بصفة ضيوف مؤقتين غير مرغوب بهم في ألمانيا العلمانية، ننصحهم بالعمل بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والعودة إلى سوريا كي يستشهدوا ويتوب الله عنهم قبل فوات الآوان وقبل خسارة عطاياه لهم في الجنة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لاتقوم الساعة حتى .......... لا والله، كيف نُخَلِّي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم؟ فينهزم ثُلُث ولا يتوب الله عليهم أبدا، ويُقتَل ثلثُهم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث، لا يُفتَنون أبدا، ...... ». أخرجه مسلم.
*****

سوف لن ننجز هذا!

قامت الكاتبة الألمانية السيدة كاتيا شنايد والناشطة في مجال مساعدة الهاربين منذ عشرين عاماً بتوثيق خبراتها في كتاب "سوف لن ننجز هذا!"، هي نفسها ورغم خبراتها عاجزة عن فهم سلوك بعض الهاربين السوريين، بل ترى أنّ مجموعة كبيرة منهم لا تستحق صفة "هارب من حرب"، وأن من يستحقها لم يتمكن من الخروج من مناطق الحرب، وتتساءل هي والسلطات المعنية من أين للسوري الهارب النقود مثلاً كي يسافر متنقلاً بين سوريا وألمانيا لقضاء الإجازات؟.
*****

إحصائية

كشفت دراسة جديدة في جامعة زيوريخ السويسرية أنّ للأوروبيين تفضيلات معينة فيما يتعلق بالاستقبال المؤقت للهاربين، بالإضافة إلى المهارات اللغوية ودرجة التدريب المهني والتعليم يلعب الدين دوراً مهماً.
فرصة الهارب في الحصول على حماية قانونية لدى الأوروبيين تزداد مع مسيحية الهارب ودرجة تعليمه.
أوضحت الدراسة أنّ الأوروبيون لا يريدون استقبال وقبول المسلمين الهاربين الباحثين عن حماية.
القسم الأكبر من الهاربين الذين قدموا إلى أوروبا، لا يلبي معايير الأوروبيين المفضلة. وعليه ستكون عملية دمجهم في المجتمع الأوروبي معقدة.
*****

جنون هي هذه الرخاوة في تطبيق القانون!

قام هاربان مريضان - 22 و 29 عاماً - في شهر مارس من هذا العام بالإعتداء الجنسي على طفل عراقي عمره أربع سنوات وذلك في دورة المياه الكائنة في معسكر الهروب بووشتيد بالقرب من المدينة البحرية كِيل في الشمال الألماني.

حكمت المحكمة على الأهتر الهارب البالغ من العمر 22 عاماً بالسجن لمدة عامين وأربعة أشهر. وتم تبرئة الآخر لأنه ساهم بكشف الحقيقة.
*****

الهارب أبو حسين
19.09.2016

الأهتر حسّان، 35 سنة، هرب من مدينة عامودا السورية إلى ألمانيا.
منحته السلطات الألمانية وسام الهروب، انبسط الأهتر، ثم طالب السلطات بما يسمونه لم شمل، تعاطفت معه السلطات وأعطته هذا الحق، جلب اِمرأته وأولاده الثلاثة، بعد مضي عدة أسابيع وفي ليلة سوداء راح يرمي أطفاله الثلاثة من نافذة الحمام واحداً تلو الآخر، تكسرت عظام الأطفال وارتجت أدمغتهم وانبسط الهارب الأهتر وانتهت القصة... ها هو يركع في محكمة بون نادماً أمام المصورين...
ملاحظة:
ارتكب الأهتر جريمته لأنّ زوجته لم تعد تسمع أوامره.
*****

20.09.2016
قامت مجموعة من الهاربين المختلين عقلياً، من الذين لم توافق الشرطة اليونانية على منحهم شهادة هارب، بإضرام النار في معسكر هروب يضم حوالي 4000 شخص في جزيرة ليسبوس اليونانية والتسبب بأضرار كبيرة.
*****

21.09.2010
تم اليوم القبض على هارب سوري مراهق في أحد معسكرات الهروب الكائنة في مدينة كولونيا وذلك بتهمة التخطيط لعمل إرهابي مدعوم من قبل الجماعات الإسلاموية.
*****

ثورجي

أعلم تماماً أن معظم من وصل إلى جنة الغرب وصلها بأموال سوداء، أو بطرق غير مشروعة وطنياً وقانونياً، وأنّ البعض منهم كان له دوراً في إشعال الفتنة بين الناس ونار الحرب في سوريا، حتى مصطلح (ثورجي) كما يطلقونه على أنفسهم لا يليق بهم، بل مصطلح أخر مختلف تماماً، من يرغب في حماية وطن والارتقاء به ويعتبر ذلك من مهامه يتوجب عليه أن يكون آخر من يغادر السفينة وليس أولها. لأن العمل الثوري المدني لا يتم إلا من داخل الوطن.
*****

تنوع

بالتأكيد حرية التنقل (القانونية) مضمونة لكل البشر، وكذلك حق اللجوء وحق الهروب لمن يستحقه فعلاً. لكن للهروب أسبابه وأشكاله المتعددة وظروفه وليس ظرف الحرب بأولها، هناك من يخطط للهروب منذ كان في الخامسة عشر من عمره وهذا حقه. ونماذج الهاربين شديدة التنوع أيضاً، منهم الأكاديمي والطالب والطبيب والمهندس والمهني ومنهم السياسي والفنان والأديب ومنهم أيضاً الجاهل والمجرم والأصولي والأزعر والسارق والنصّاب ... الخ. وهؤلاء هم الأكثرية في ألمانيا للأسف.
*****

لا للشمع

ظروف الهارب ليست بواحدة، هناك الهارب الفقير الذي يعيش في خيمة على الحدود السورية وقلبنا دائماً مع أطفاله وعائلاته بالدرجة الأولى، لأنهم بالكاد يأكلون ويشربون، وهناك الهارب المقيم في ألمانيا مثلاً والذي يتمتع بكل الحقوق التي يمكن أن تخطر على ذهنك تقريباً، الذين أرفض رفضاً كاملاً أن أمد لهم يد المساعدة الحقيقية لأنهم ببساطة لا يحتاجونها مني، فهناك مئات المنظمات المدنية التي ترعاهم. لا أريد إضاءة شمعة كما يطالبني البعض إلا لمن بقي في سوريا أو هرب إلى حدودها أو إلى مناطقها الأمنة.
*****

خسارة

سياسة ضمان حق الهروب وسياسة الأمن الداخلي المتبعتين من قبل الحكومة الألمانية ساهما من جديد بخسارة كبيرة للحزب الحاكم في انتخابات العاصمة الألمانية وصعود نجم حزب البديل من أجل ألمانيا، بتوجهه اليميني الشعبوي، الذي يطرح موضوعة مكافحة سيول اللجوء وسلوك الهاربين كأولوية في برنامجه الانتخابي.
*****

كهرباء الهروب

أعرف أنّ هناك من يتكهرب من منشوراتي البسيطة التي تفضح سلوكيات بعض السادة الهاربين تحديداً في ألمانيا، مع العلم أنني لا أنقل إلّا الحقيقة الموثقّة من قبل الصحافة الألمانية الرسميّة.
*****

من وحي ميكانيكا الحزوز والتَّصَدُّع!

مع صباح كل يومٍ ومع كل حدثٍ جديد تتعمَّق الْهَوَّة بين السوريّين أكثر ويبلغ الشَّرْخ ذروة جديدة في طريقه للوصول إلى الذروة الأعظم التي ستتَسَبَّب في فصل الجسد الواحد إلى كتلتين متنافرتين، لن يكون بالإمكان لصقهما ثانيةً بشكلٍ متين.
*****



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوهام الهاربين
- عَدْوَى الْهُرُوب
- مصير الهاربين
- الهروب لا يُطعم خبزاً
- بعيداً عن الهاربين
- الفارُّون
- من فضاء الهروب
- بَكْتيريا اللُّجُوء
- اللُّجُوء إلى جَنَّة الغرب
- حدث في قطار آخن -53-
- حدث في قطار آخن -52-
- حدث في قطار آخن -51-
- حدث في قطار آخن -50-
- حدث في قطار آخن -49-
- حدث في قطار آخن -48-
- حدث في قطار آخن -47-
- حدث في قطار آخن -46-
- حدث في قطار آخن -45-
- حدث في قطار آخن -44-
- حدث في قطار آخن -43-


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - التَهْرِيبة الثَّوريَّة