أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى المغراوي - الوقاحة والإباحة في السينما المغربية














المزيد.....

الوقاحة والإباحة في السينما المغربية


مصطفى المغراوي

الحوار المتمدن-العدد: 5293 - 2016 / 9 / 23 - 04:47
المحور: الادب والفن
    


السينما من أوسع الفنون البصرية انتشارا بين الجماهير بسبب تمثيلها للواقع بطرق مختلفة ومتعددة ، وبسبب الخصائص المتطورة التي تجعلها تصل إلى قطاعات كثيرة ، فاعتمادها على وسائل هائلة في التمثيل والإخراج، إضافة إلى قابليتها للإيحاء ،جعلها تتميز عن كافة الفنون الأخرى المحاكية للواقع بقدرتها على التشخيص.
ولازلنا نود أن نرى الواقع الذي نعيشه يعرض على الشاشات الكبيرة، لأننا نحس دائما بالرغبة إلى ما يعبر عن مشكلنا ويحلل قضايانا ، ويبحث عن الحلول لمعالجة الاختلالات الضاربة في المجتمع كافة، فالنزول إلى الواقع الاجتماعي والطبيعي وملامسة مشاكل الفئات العريضة، من خلال التركيز على صورة الإنسان المقهور ،والذي يعاني مرارة الهزيمة والفشل في صراعه الأبدي مع صروف الدهر وعاديات الزمان.
ولا تخرج السينما المغربية عن هذا النمط في بعض أشرطتها السينمائية التي تجسد الواقع تجسيدا جريئا، لكن هذه الجرأة تجاوزت خطوطها الحمراء، فتحولت إلى وقاحة تخدش شعور المواطن المغربي وتجرح كرماته وتهز كبراءه، من خلال التلفظ بكلمات وعبارات بذيئة فاحشة تقرع الأسماع وتصم الآذان، كما هو الشأن بالنسبة لفيلم " كازا نكرا " او " إكس شمكار" وغيرهما من الأفلام السوقية الرخيصة، والتي تكرس مفهوم الضحالة وانعدام الذوق سواء لدى الكتاب أو المخرجين أو المنتجين الذين يتباهون بعرضهم لهذه القاذورات التي تلوث الفضاء السمعي البصري عموما.
ومن هنا أصبح مفهوم الفن السينمائي عند هؤلاء مرتبط بالكلام الساقط ، وعرض اللقطات الجنسية الساخنة والمثيرة ، والتي تعدت كل حدود المعقول ، وأصبح الجسد لديهم سلعة تستقطب أكبر عدد من المتفرجين، ضاربين بعرض الحائط قيمنا العربية والدينية، وهو تجاوز يقض مضجع المواطن المغربي الذي لازال ينتظر مشاهدة فيلم سينمائي رفقة أسرته، ولكن هيهات.
فالتركيز على اللقطات البورنوغرافية غدا قاعدة في السينما المغربية، التي اكتسحتها مشاهد العري والجنس بشتى أشكاله ووضعياته، فبعد الضجة الكبرى التي أحدثها فيلم " الزين لي فيك " الممنوع من العرض في المغرب للمخرج " نبيل عيوش" وبطولة " لبنى أبيضار" بسبب عرضه للقطات ساخنة لا يؤثر حذفها على ارتباك القصة أو التباسها لدى المتفرج، ومع ذلك تم اقتحامها والتركيز عليها ، وهو الأمر الذي استفز شعور المشاهد الذي لم يتعود على مثل هذه النماذج في الأعمال المغربية والعربية.
وفي خضم هذه الزوبعة من الانتقادات التي صاحبت الفيلم ظهر فيلم أخر جديد والذي يحمل عنوان " الموشومة " للمخرج المغربي "لحسن زينون" وبطولة فاطم العياشي و اسماعيل أبو القناطر والذي حاز على جائزة أحسن سيناريو في المهرجان الوطني للفيلم مؤخرا، والذي يروي قصة امرأة امتهنت الدعارة و تعرضها لجريمة قتل.
وقد واجهت العمل مجموعة من الإنتقادات منها استغلال جسد الممثلة " فاطم العياشي " للإثارة الجنسية ليس إلا، إضافة إلى تضمنه مشاهد للعري والتي لا نجد مسوغا لإدماجها داخل الفيلم خصوصا إذا كانت فكرته واضحة، ومن هنا تحولت الأفلام السينمائية إلى فضاء لعرض اللقطات الإباحية بكل جرأة استخفافا بالمشاهد المغربي، الذي لا يشعر بوجود علاقة بين متاعبه ومعاناته الحقيقية وبين ما تعرضه الأفلام التي جاءت بفكرة تعتمد على التمويه مدعية معالجتها للواقع، وهي في الحقيقة لا تمث إليه بأية صلة.
إن التمرد على القيم أضحى من سمات السينما المغربية، حيث طغى الاتجاه الجنسي عليها بدعوى كسر الطابوهات، لكن الغاية شيء أخر مرتبط بالمردودية المادية وبعدد التذاكر فقط، وهذا أمر يدل على التدني القوي للمستوى الفني والفكري، والنقص الكبير في فهم الدور الحقيقي للسينما، وتم تعويضه بالتركيز على الجانب الجنسي والإباحي، متجاهلين ثورة وغضب الجمهور الذي لا يريد أفلاما خليعة بل ما يشبه الأفلام الهندية التي تتفجر رومانسية وإيحاء بالحب، دون الحاجة إلى تلك اللقطات الماجنة المبتذلة.



#مصطفى_المغراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنمية والمعرفة .. ملازمة مُلِحّة
- التعددية السياسية بالمغرب .. صَكُّ إدانة أم مشروع تأسيس؟
- التجارة الحديثة والخطاب الإشهاري .. تفاعل كبير من أجل مردود ...
- مدينة الصويرة .. أريج التاريخ وترانيم الرياح والنوارس
- الثقافة الإسلامية .. الماضي المشرق و الحاضر المقلق
- السفينة الايطالية الملغومة.. قنبلة موقوتة عرفت طريقها إلى ال ...
- المؤسسات السجنية بالمغرب ..تحسين الأوضاع رهين بتخفيف الاكتظا ...
- التوزيع السكاني بالمغرب .. إشكالية تداعياتها كارثية
- التنمية المستدامة بالعالم العربي .. علاج أخير لجسد يحتضر
- التعليم في عالمنا العربي .. الرهان المتعثر
- أزمة الشباب وإشكالية الهجرة
- المرأة العربية.. حريتها بداية مشاكلها
- حقوق الإنسان في العالم العربي الثقافة المهمشة
- الثقافة السياسية والنظام السياسي العربي ..التوافق المفقود
- مجتمعُ المعرفة .. مجتمعٌ غير عربي
- الدين و العلم .. صراع مفتعَل
- التكامل العربي.. البركان الخامد
- حوار الثقافات..عالَم مشروط وُلوجُه
- عولمة الهوية .. مشروع لن يكتمل


المزيد.....




- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى المغراوي - الوقاحة والإباحة في السينما المغربية