أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - لصوص صندوق تنمية العراق (DFI ), متى يحاكمون؟














المزيد.....

لصوص صندوق تنمية العراق (DFI ), متى يحاكمون؟


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5292 - 2016 / 9 / 22 - 15:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لصوص صندوق تنمية العراق (DFI ), متى يحاكمون؟
اسعد عبدالله عبدعلي
كان في الثلاثين من العمر, للتو تخرج من كلية الطب, كان غريب الأطوار لعقد نفسية مستحكمة, يدعي التدين والوطنية, وما أن دخلت القوات الأمريكية حتى هرول إليها, ليرتمي بأحضانها, ليصبح عبداً ذليل للقوات الغازية, وليتحول من طبيب الى مقاول, يملك ملايين الدولارات, فكان احد مقاولين سوء الذين تقاسموا أموال العراق مع جنود أمريكا, تحت عناوين الوهم والكذب.
الحديث عن بعض المقاولين العراقيين ذو غصة في قلوب الناس, فئة من المقاولين قامت بسرقة المال العراقي, بشماعة الأعمار والبناء, هذه الفئة السيئة نمت برضع حليب الغزاة, حيث كان مشروع بريمر هو بيع الأوهام للعراقيين.
يذكر أن صندوق تنمية العراق (DFI) أنشئ في أيار من العام 2003، من قبل مدير سلطة الائتلاف المؤقتة وتم الاعتراف به، بموجب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحد رقم 1483 وبعد حل سلطة الائتلاف في حزيران من العام 2004، تم تفويض الحكومة الأميركية من قبل حكومة العراق لإدارة أموال صندوق تنمية العراق، التي أتيحت لمشاريع إعادة الأعمار، وقامت وزارة الدفاع الأميركية بإدارة أموال الصندوق المذكور نيابة عن الحكومة الأميركية، وقد تم سحب التفويض اعتباراً من 31 كانون الأول 2007.
وتم نقل مئات ملايين الدولارات في اكبر عملية نقل جوي للأموال, والغاية المعلنة الأعمار, لكن الذي حصل هو اكبر عملية لتبديد المال العراقي, وبتصريح من مكتب المحاسبة الأمريكية الذي أجرى فيما بعد مراجعة لمشاريع الأعمار, التي كانت تحت إشراف القوات الأمريكية , حيث أنه سحب 21 مليار دولار من الصندوق، لكن المفتش العام أكد أن هناك 8.8 مليار دولار قد صرفت من دون مستندات صرف أو وثائق تبين كيفية صرفها، على الرغم من أنها مؤشرة كمبالغ مصروفة في زمن بريمر، كما أنه تم صرف 7 مليار دولار وفقاً لوثائق تحتوي على إشكالات وخروق بخصوص المطابقات، كما هناك مبالغ أخرى تصل قيمتها إلى 25 مليار دولار كانت قد دخلت صندوق التنمية, وصرفت في مشاريع أمنية من تجهيزات عسكرية وغيرها, المبلغ الكلي قيد التدقيق يبلغ 61 مليار دولار.
لكن كيف سرقة الأموال, وأين ذهبت أموال صندوق العراق, ولماذا سرقت أموال العراق؟
*مضاعفة كلفة الإعمال مئات المرات!
أتذكر قصة صديق قديم لي قال: طلبت لجنة أمريكية عام 2006 أعمار مدرسة فجلس المقاول وعمل دراسة للمطلوب فحسب أن تكلفة الأعمار المطلوبة هي ثمانية عشر مليون دينار, وله فيها خمسة مليون صافي ربح, فقدمها للجانب الأمريكي فقالوا له ما هذه الأرقام البسيطة ! فقالوا له أضف رقم صفر ليصبح المبلغ مائة وثمانون مليون دينار ولهم النصف! فوافق وفرح بشدة ! مع انه مال عراقي يهدر ويسرق بوضح النهار.
عمد الجانب الأمريكي على تنفيذ إعمال قشرية مثل صبغ المدارس أو توزيع حقائب أو بناء سياج أو أعمار رصيف وهذا يكون مقابل كلفة مضاعفة مئات المرات عن الكلفة الواقعية, ويتم تقاسمها مع المقاول, وهكذا تبددت الأموال بين سلطة غازية لا تهتم بأموال العراق ومقاولين لا ضمير ولا قيم ولا خوف من الله.
بالتالي أصبح لدينا طبقة فاحشة الثراء, نتيجة مشاركتها الجانب الأمريكي في هدر الأموال العراقية, والحقيقة الحلم الذي نتمنى تحققه هو إن تحين التفاتة من القضاء العراقي لمتابعة أموالنا التي يتنعم بها السراق.
*استغلال الجانب الأمريكي لصعاليك المجتمع
ذات مرة حدثني الأستاذ نعمة ( أستاذ اللغة العربية) عن مأساة منطقتهم فقال: كان في منطقتنا شاب عاطل عن العمل, وكان يسمى بحرامي الملابس لكثرت سرقاته لملابس الغسيل, وبعد 2003 تقرب للقوات الأمريكية, وأصبح يعمل معهم, يأتي لهم من السوق بما يرغبون, وبدا يأخذ مقاولات أعمار للحي, مثل أعمار مدرسة! أو بناء متنزه! أو تبليط شارع ! ومع الأيام تحول الى غول كبير, فهو اليوم صاحب شركة مقاولات رأس مالها بالمليارات! جاءت عبر مال يقسم بين القوات الأمريكية وحرامي الغسيل, عن إعمال وهمية تتحول تكلفتها بمئات الإضعاف عن التكلفة الطبيعية.
لماذا السكوت على هؤلاء اللصوص لليوم ؟ وهم يتنعمون بأموال الشعب العراقي ؟ لماذا لا يتم مسائلتهم من أين حصلوا على هذا الغناء الفاحش؟ بالمقابل اليوم تتواجد طبقة واسعة من الشعب تعيش تحت خط الفقر والحاجة, فالفقراء سرقت أموالهم من قبل هذه الطبقة القذرة.
*المراجعة والتدقيق المهني هو مطلبنا
أنها قضية أهملت كثيرا, ولم يتابعها القضاء ولا ديوان الرقابة ولا هيئة النزاهة, مع أنها تخص مليارات الدولارات من الأموال العراقية, ولو أنها حصلت في دولة أخرى لسقطت الحكومة والهيئات الرقابية, ولحصلت ثورة الى إن تعود الأموال المنهوبة, فنطالب بفتح هذا الملف عبر تجميع قاعدة بيانات عن هؤلاء المقاولين والتجار, وحصر ما يملكوه, مع مطالبة الجانب الأمريكي بالأوراق والمستندات التي تخص إعمال الأعمار التي قاموا بها, وحصر المبالغ المسروقة, ثم مطالبة كل واحد من هؤلاء اللصوص بالمبلغ الذي في ذمته, وإلا يتحول الى القضاء, هذا يحتاج لهمة ديوان الرقابة وهيئة النزاهة والضغط الإعلامي.
ننتظر إن يتم التصحيح, وان لا يسكت الشعب عن ماله المسروق, فما ضاع حق وراءه مطالب.



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الباص, صراع وإزعاج وتدخين وتحرش
- المصارف الأهلية بوابة للفساد
- الدوري العراقي ومصيبة التشفير
- من علامات العشق السعودي – الإسرائيلي
- لماذا يفتتح مرتين مستشفى الأمام الصادق في الحلة؟!
- التحالف الوطني وانتظار الانطلاقة الجديدة
- مشروع مترو بغداد بين الحلم والوهم
- جمعة الصواريخ في بغداد... شكرا لكم
- أفكار امرأة أنانية
- يا وزارة التربية, نريد مدارس لصعوبات التعلم
- إياك والمرور بشارع التعذيب ( شارع نهاية الداخل)
- يوم الثلاثاء الملعون
- عوائل شهداء الحشد الشعبي تحت الضغط
- لماذا دعم صدام انتشار الفكر الوهابي؟
- تحالف القوى وأربع خطوات للعودة من الموت
- كاميرات سرية لابتزاز الفتيات
- تصوير العري يتحول إلى فن
- الضفدع -كيرمت- وصخب البرلمان , وصناعة البطل
- كوابيس كاتب مغمور
- فضيحة البرلمان الجديدة هل -ستطمطم-


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - لصوص صندوق تنمية العراق (DFI ), متى يحاكمون؟