أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله جاسم ريكاني - معركة تحرير الموصل- هل ستكون سهلة كسابقاتها؟















المزيد.....

معركة تحرير الموصل- هل ستكون سهلة كسابقاتها؟


عبدالله جاسم ريكاني

الحوار المتمدن-العدد: 5291 - 2016 / 9 / 21 - 20:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



معركة تحرير الموصل- هل ستكون سهلة كسابقاتها؟

ترجمة و بتصرف: د. عبدالله جاسم ريكاني
مركز دراسات الشرق الاوسط- البروفيسور عثمان علي

على الرغم من أن القوات العراقية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة أمريكا في الحرب ضد داعش تقف على أهبة الاستعداد للانقضاض على مدينة الموصل اسوة بمدينتي الرمادي و الفلوجة، إلا أن معركة الموصل سوف تواجه العديد من التحديات و المعضلات. و يبدو أن غياب التوافق السياسي و الأجندات المتضاربة بين مختلف القوى العراقية التي تنوي المشاركة في معركة تحرير الموصل و طرد الدواعش منها، تشكل إحدى أهم هذه التحديات. بالإضافة إلى انه يتوجب على القوات العراقية طرد ما لايقل عن 10000 داعشي مدرًب و مصمم على القتال و المتمترسين في خنادق و مواضع قتالية مصممة بعناية، وسط مدينة تعج بأكثر من مليون مواطن، قد تستخدمهم داعش كدروع بشرية في اية حرب مقبلة. و بغض النظر, عن المدة التي سوف تستغرقها القوات العراقية لطرد الدواعش و كيفية طردهم من الموصل، فإن الحكومة العراقية في مرحلة ما بعد داعش، سوف تواجه العديد من الاحتمالات و التحديات التي لم يتم لحد الان تحديدها و تشخيصها لا من قبل الحكومة العراقية و لا من قبل التحالف الدولي الذي تقوده امريكا.
في الرابع و العشرين من شهر آذارمن العام الحالي، أعلنت حكومة بغداد عن بدء الاستعدادات و العمليات العسكرية لإسترداد الموصل الرابضة تحت الاحتلال الداعشي منذ منتصف عام 2014. ولقد أظهرت المرحلة الاولى من هذه العمليات العسكرية، ان الجيش العراقي لم يكن مهيئاً بالشكل الكافي لإنهاء مهمته بعدُ، لان الهجوم الذي قامت به قوة عراقية مؤلفة من 5000 جندي عراقي و استرد فيعا العديد من القرى التابعة لمدينة الموصل، سرعان ما فقدت هذه القوات سيطرتها عليها خلال عدة ايام لصالح داعش مرة أخرى.
طبقاً لبعض المراقبين الدوليين، يخضع توقيت البدء بمعركة تحرير الموصل الى بعض الحسابات السياسية الامريكية. و طبقاً لما قاله السيد مارك بيري، يتوجب على الشعب الامريكي إنتظار واحدة من اكبر الانتصارات العسكرية الامريكية في خريف هذا العام، و لكن الساسة الامريكان، يُلِحُون ان توقيت معركة تحرير الموصل لا علاقة له بالسياسة، و لهذا، يُخَمِن البعض ان المعركة قد تم تأجيلها. و تتوقع الحكومة العراقية و القوات الامريكية ان يتم طرد الدواعش من الموصل في نهاية العام الحالي، مستفيدة من الزخم و المعنويات العالية حالياً بين القوات العراقية و الشعب العراقي و خاصة بعد ان تمكنت من تقليص مساحة الارض العراقية التي كانت تحتلها داعش من 40% الى 10% فقط. القوات العراقية تمرًست جيداً على فنون القتال الميدانية و ارتفعت معنوياتهم بشكل كبير نتيجة هذه الانتصارات المتلاحقة، إضافة الى الدعم اللامحدود التي تتلقاه من التحالف الدولي. و مع هذا، تحتاج حكومة العبادي الممزقة الى نصر مؤزَر في الموصل لتصل الى مستوى التضحيات و الانتصارات بالتوازي مع التي تحققها القوى الأمنية العراقية.
ان النجاح و الانتصار في هذه المعركة، يعتمد على حجم و مدى الدور الامريكي و قدرة الحكومة العراقية المركزية في اقناع الكورد و العرب السنة للإشتراك في المعركة. على العكس من السياسة الانعزالية و المترددة التي طبعت رؤية الرئيس اوباما للشرق الاوسط، تبدوا إدارة الرئيس أوباما مصممة الآن و أكثر من أي وقت مضى، على تخليص العراق من داعش. و لهذا السبب، أنتهجت ادارة اوباما، سياسة استباقية لإنهاء الارهاب الداعشي في العراق. و خلال الاشهر الثلاث الماضية، كانت هنالك زيارات مكثفة من قبل العسكريين و السياسيين الامريكان الى العراق. كما ان الحكومة الامريكية قررت فجأةً، ارسال حوالي 560 من قوات الخدمة الى العراق و بصمنهم قوات كوماندوز من صفوة قوات الدلتا، و طيارات هليكوبتر من طراز أباشي، و إنشاء قاعدة عسكرية في القيارة التي تبعد 30 كلم عن جنوب الموصل، لتوفير قوة ردع نارية كافية للقوات العراقية التي سوف تهاجم مدينة الموصل. كما ان المسؤولين الامريكان انشغلوا هذه الفترة بقوة في التأكيد على ضرورة اشراك قوات البيشمركة في المعركة المنتظرة. و في 12 من شهرتموز، وَقًع الامريكان على بروتوكول تفاعم عسكري مع حكومة إقليم كوردستان لضمان المشاركة الكوردية في تحرير الموصل. بالإضافة الى ذلك، و في خطوة مماثلة كتلك التي أقدمت عليها القوات الامريكية في عام 2006، و جَنًدت فيها قوات العشائر السنية لمحاربة تنظيم القاعدة في الأنبار، قام المسؤولون العسكريون الامريكان، بتجنيد و تقديم الدعم المادي للعشائر العربية السنية المحيطة بمدينة الموصل.
في زيارته الاخيرة للعراق، قال وزير الدفاع الامريكي، أشتون كارتر، الكل يعلم ان القتال من اجل العراق يعني القتال من اجل الموصل، و إن تحقيق النصر في معركة الموصل، يعني "نهاية اللعبة في العراق".
لقد تم رسم الخطة العسكرية الخاصة بتحرير الموصل من قبل المسؤولين العسكريين الامريكان. و طبقاً لأحد قادة القيادة العسكرية الوسطى للجيش الامريكي، تهدف الخطة الى عزل الموصل، و قطعها عن محيطها و من ثَمً قتلها. سيتم تطويق الموصل بين فكي كماشة من قبل القوات العراقية في جنوبها و قوات البيشمركة الكوردية في شمال غربها. و من اجل احكام الطوق على الموصل، يتوجب على القوات العراقية تأمين الحدود السورية و تطويق المدن العراقية الاخرى التي قد ينهزم اليها، او، قد يتلقى منها المساعدة.
في شهر حزيران، فشلت عملية عسكرية عراقية مدعومة امريكياً، كانت تهدف الى سد الجانب السوري من الحدود العراقية، و لا تزال ميليشيات داعش تسيطر على مدينة القائم العراقية الحدودية و مدن البعاج و تلعفر في غرب الموصل و كذلك الحويجة في جنوب شرق الموصل. إن تأمين حدود هذه المدن لا يزال ضرورياً لإحكام الحصار على الموصل. من جاب آخر، سيبذل الدواعش كل ما في وسعهم للاندماج و التخفي بين صفوف الاهالي من سكنة الموصل في الاحياء المدنية، لتفادي الضربات الجوية و الاختباء عن أعين الاجهزة الاستخباراتية.
استناداً الى الخبرة التي تم اكتسابها من استرداد مدينتي الرمادي و الفلوجة، سوف تحتاج عملية تحرير الموصل الى حملة طويلة الامد، تتضمن حرب مدن شرسة، نصب مصائد المغفلين و أنفاق تحت الارض لإعاقة تقدم القوات العراقية. يقول السيد باتريك مارتن من معهد دراسات الحروب "ان داعش تعلم ان هزيمتها في الموصل، ستعني بالضرورة، هزيمتها في العراق" و لهذا ستحاول تأخير لحظة السقوط هذه قدر المستطاع.

الموقف الامريكي من وحدات الحشد الشعبي:
على الرغم من أن الجيش العراقي الذي يتكون في اغلبيته من الشيعة و كذلك قوات البيشمركة الكوردية، ستكون عصب القوات التي ستتولى تحرير الموصل، و لكنها تكره و لا تثق ببعضها البعض. و هذا سيؤدي الى استحالة تشكيل قيادة موحدة لهاتين القوتين. و اضافة الى ذلك، يسعى كل من وحدات الحشد الشعبي المدعومة ايرانياً و الامريكان الى استثناء او استبعاد بعضها البعض من هذه العملية.
لقد تم تبليغ العبادي و بشكل صريح وواضح و لا يقبل المناقشة من قبل الامريكان و قادة العشائر السنية العربية في الموصل، ان قوات الحشد الشعبي غير المنخرطة تحت قيادة الحكومة المركزية، غير موغوب فيها في الموصل، و ان شمولها في عملية التحرير هذه، سيؤدي فقط الى إطالة أمد معركة تحرير الموصل ليس إلاً. و من هذا المنطلق، أوضح أحد القادة المحليين في الموصل، ان هناك العديد من اهالي الموصل المستعدين للقتال خوفاً من ان تعود الاجهزة الامنية التي يسيطر عليها الشيعة ثانية لحكم الموصل و المعاناة المُرًة التي عاشوها أيام حكم المالكي على أيدي هذه القوات.
و من جانب آخر، هددت المليشيات الشيعية بإستهداف الاهداف العسكرية الامريكية في العراق. على سبيل المثال، صرح السيد مقتدى الصدر، رجل الدين الشيعي البارز "سيكون الامريكان في العراق، أهدافاً مشروعةً لنا". كما صرح السيد هادي العامري، زعيم منظمة بدر الشيعية قائلاً " سوف نذهب و نشارك في عملية تحرير الموصل و لا يستطيع أحد ما ان يمنعنا من ذلك".
في البداية، قاوم السيد العبادي منح الحشد دوراً رئيسياً، لخوفه من إشعال و إذكاء العنف الطائفي مثل الذي حدث عقب تحرير تكريت والرمادي و الفلوجة. و لكنه، تعرض الى ضغط كبير من المرجعية الشيعية و من كتلة دولة القانون الموالية لايران. و لهذا، تراجع و أعلن عن ضرورة ان يعطى للحشد دوراً في" هذا الواجب الوطني و لا أحد يملك حق منع الحشد من أداء واجبهم في معركة الموصل".
على ضوء الظروف الراهنة، من المعقول ان يسمح كل من العبادي و الامريكان للحشد ان يلعب دوراً في هذه المعركة بسبب خبرة الحشد الجيدة في حرب المدن في المدن السنية و لكن بشرط ان يراقب كل من العبادي و الامريكان اية انتهاكات للحقوق قد يقوم بها الحشد.معركة الموصل، ستكون مشهداً آخر من مشاهد " شراكة الامر الواقع" بين الامريكان و الايرانيين ضمن سياق الحرب ضد داعش.
المشاحنات الكوردية-الشيعية:
بالتوازي مع اقتراب معركة الوصل، إزداد التوتر، بين حكومة اقليم كوردستان و حكومة بغداد أيضاً. يدًعي الكورد أنهم مهمشون من قبل حكومة العبادي، و بالمقابل، تَدًعي حكومة العبادي، ان قادة الكورد وخاصة رئيس الاقليم السيد مسعود البارزاني، يحاولون الاستفادة من هذه المعركة للاستيلاء على مزيد من الاراضي في المناطق المتنازع عليها و ان مطاليبهم غير معقولة.
كما يدًعي الكورد ان حكومة بغداد، تشعر انها لم تعد بحاجة الى مساعدة من الكورد و خاصةً بعد استيلاء القوات العراقية على مطار القيارة. كما ان حكومة بغداد، إستثنت الكورد من اجتماع لقادة التحالف الدولي ضد داعش في واشنطن. و في اليوم الاول من الاجتماع المذكور، صرًح خالد العبيدي وزير الدفاع العراقي آنذاك، لمجموعة من الصحفيين، ان الحكومة العراقية سوف لن تسمح للبيشمركة بالاشتراك في معركة الموصل. كما صرح نائب من كتلة دولة القانون في البرلمان العراقي، علي البديري " إذا ما أعاقت القوات الكوردية، عملياتنا العسكرية في الموصل، فسوف نتعامل معهم كإرهابيين".
القضية الخلافية الجوهرية بين جكومة بغداد و حكومة اقليم كوردستان، هو الثمن الذي يتوجب على حكومة بغداد ان تدفعه للكورد مقابل إشتراكهم في المعركة. السيد البارزاني يطالب بتطمينات من الحكومة المركزية، تضمن تشكيل إدارة جامعة لاهالي الموصل بحيث تضم مختلف فئات و اطياف المجتمع الموصلي في المستقبل. و هو يلقى دعماً بهذا الخصوص من الحكومة التركية و الدول السنية و من اسامة النجيفي، رئيس كتلة المتحدون النيابية في البرلمان العراقي.
كما اقترح البارزاني ان تسمح الحكومة المركزية للاقليات القومية و الدينية التي تعيش في المناطق المجاورة لاقليم كوردستان مثل المسحيين و اليزيديين و الشبك و الكاكائيين، بإنشاء اقليم خاص بهم و الانضمام الى اقليم كوردستان في حال رغبوا في ذلك بعدئذٍ. يعتقد مسؤولوا اقليم كوردستان ان سهل نينوى هو جزء من المناطق المتنازع عليها و من الافضل ان تضَمً الى الاقليم. و هذا الطلب يلاقي معارضة من بعض القوى السياسية العراقية.
في ذات الوقت، ابدى المسؤولون العراقيون انزعاجهم، عندما رفضت القيادة الكوردية الخضوع لاوامر القيادة العسكرية المشتركة التي تشكلت لقليدة معركة الموصل. كما طلبوا من الكورد الانسحاب من الاراضي التي حررتها قوات البيشمركة. كما رفضت الحكومة العراقية رفضاً قاطعاً المطالب الكوردية و اعتبروها "مطالب "توسعية" و ان عليهم الانسحاب من 13 مقاطعة تابعة للموصل و هي المقاطعات التي استعادتها قوات البيشمركة من قوات داعش بدمائهم و تضحياتهم.
خلف الكواليس، عملت الادارة الامريكية و من ضمنهم السيد جوزيف دانفورد، رئيس الاركان المشتركة الامريكية، على ايجاد مجال للتسوية و المساومة بين كل من البارزاني و الحكومة العراقية. و هذا المجال يتضمن ضمان مشاركة البيشمركة في المعركة كقوة مساندة مهمة. في 30 من تموز، و خلال لقائه مع المسوؤلين الامريكان، صرح السيد البارزاني من ان" تحرير الموصل مستحيل بدون قوات البيشمركة و ان قواته ستشارك في معركة التحرير بفعالية ولكن بدون ان تدخل الى داخل المدينة". و استانداً الى ما قاله السيد جبار ياور، رئيس اركان القوات الكوردية، سيشارك الكورد بقوة تبلغ 50000 من البيشمركة المدربين في معركة الموصل. و هذا يعني ان حكومة اقليم كوردستان، ستحاول التوسع في منطقة سهل نينوى و تبقيه تحت سيطرته في مرحلة ما بعد التخلص من داعش. كما انه من الممكن ان تقوم قوات حكومة اقليم كوردستان بالإمساك بكافة المناطق الواقعة الى الشرق من نهر دجلة.
العامل التركي:
يبدوا، أن الجزء الرئيسي من الخلافات بين البارزاني و الحكومة المركزية في بغداد، تعود الى علاقات البارزاني الطيبة مع تركيا. تركيا لديها العديد من ذرائع التدخل في معركة الموصل نظراً لكونها قوة اقليمية رئيسية و ذات شعب غالبيته من المسلمين السنه و لديها علاقات و صلات تاريخية مع منطقة الموصل. كما ان تركيا تساند قوات البيشمركة الكوردية التي تشكل عاملاً حاسماً في أي معركة تخص الموصل. تركيا ايضاً تدرب ميلشيات سنية من اهالي مدينة الموصل تحت مسمى الحشد الوطني، الذي ينتظر ان يكون له دور في استرداد مدينة الموصل. الرؤية التركية لمسألة الموصل تتلخص، في ما أعلنه القنصل التركي العام في اربيل، السيد محمد عاكف اينام، عندما قال: "يجب على اهالي الموصل المشاركة في تحرير مدينتهم و ان لا يقتصر الامر على قومية او طائفة واحدة". و أضاف قائلاً " الموصل، مدينة متميزة في العراق لما تمتاز به من احتوائها على كافة اطياف و قوميات و فئات و ثقافات الشعب العراقي، و على سكانها المحليين و "ليس الاغراب" تحرير مدينتهم. و مؤخراً، اصدر مجلس محافظة نينوى قراراً رفض بموجبه مشاركة الحشد الشعبي في تحرير مدينتهم، و يبدوا ان تركيا قد ساندت هذا القرار ايضاً.
تركيا تحتفظ بالمئات من قواتها في منطقة بعشيقة و هي مدينة صغيرة تقع الى جنوب شرق الموصل، لتدريب الميليشيات السنية و لمنع حزب العمال الكوردستاني من بناء قواعد جديدة لهم في المناطق التي سيتم استردادها من داعش، كما فعلت في منطقة سنجار. كما تهدف الاستراتيجية التركية ايضاً الى مواجهة التأثير الايراني المتزايد و خاصة في فترة ما بعد داعش و استعادة الموصل. و اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار، العامل الديموغرافي في الموصل، فإن حوالي 27% من سكانها هم من التركمان، و تركيا تعتبر نفسها ملزمةً بحمايتهم.
عراق ما بعد معركة الموصل:
في فترة ما بعد معركة الموصل، ليس من المتوقع ان تنعم المحافة نفسها و لا العراق ككل، بالهدوء و السلام في فترة قصيرة. اذا ما أخذنا التاريخ بنظر الاعتبار، ستقوم الحكومة المركزية بتهميش جزء كبير من سكان المحافظة من ادارة المحافظة و اتخاذ القرارات، ما عدا بعض الشيعة التركمان الذين انخرطوا في الحشد الشعبي والاحزاب الموالية لايران. و هذا ما ألمح اليه السيد جان كوبيس، مبعوث الامم المتحدة في العراق عندما قال " على الشعب العراقي ان يدرك انه كان هناك شيء خطأ حدث في العراق، مَكًن داعش من الاستيلاء على مساحات واسعة من الاراضي و المدن العراقية و احتلال الموصل في فترة قصيرة جداً... وهذه أمور يجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار ".
الجنرال ديفيد بترايوس، القائد السابق للقوات الامريكية في العراق و الذي خدم في مدينة الموصل لفترة طويلة، تطرًق الى نفس الفكرة التي طرحها السيد جان كوبيس. في إشارة منه الى الهجمات الارهابية الفظيعة التي تعرضت لها بغداد و مناطق اخرى، قال، عندما تهزم قوات داعش في الموصل و المدن العراقية الاخرى، ستبقى الخلايا الداعشية في هذه المناطق و ستحاول القيام بنفس العمليات الارهابية التي رأيناها في بغداد و المناطق العراقية الاخرى.
من جهة اخرى، رسم السيد دينيس ناتالي، صورة قاتمة اخرى لعراق ما بعد معركة الموصل: "نظراً للتغيرات و التقلبات السياسية الهامة التي تجري في العراق الآن، فإن عملية إضعاف او هزيمة داعش و تحقيق الاستقرار في المنطقة، تتطلب تحضيرات هامة للفترة التي تلي هزيمة داعش في العراق، ان هذه الفترة ستشهد حروب جديدة بين المناطق العراقية نفسها حول الحدود و الاراضي و المصادر الطبيعية مع او بدون بغداد".
الخلاصة:
على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه عملية تحرير الموصل، إلاً ان معظم الاطراف و القوى السياسية العراقية تتشارك في هدف واحد و هو طرد داعش من الموصل. و لكن، التطرف الديني و الطائفي و الاحتلال الامريكي و سياسات التهميش في العراق، تخلق بيئة و ارضية خصبة لنمو و انتشار المجموعات الارهابية التي تمثلت اولاً في ما يسمى بتنظيم القاعدة و من ثَمً على شكل داعش، و هناك احتمال قوي ان تظهر علينا نفس المجموعات تحت اسماء و مسميات اخرى حتى بعد طرد و هزيمة داعش ان لم يكن بشكل أسوأ.
العالم بحاجة الى تشخيص اسباب و جذور مشكلة التطرف الديني في العراق، و ايجاد حلول منهجية و طويلة الامد بدلاً من الوقوف الى جانب قوى او مجموعات تنتهج القمع و التهميش في العراق. ستكون معركة الموصل اكبر اختبار لمدى تطبيق هذه الحلول المنهجية و الطويلة الأمد.
*پروفيسور التاريخ الكوردي المعاصر عثمان علي من مركز دراسات الشرق الاوسط.



#عبدالله_جاسم_ريكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكورد و مرحلة ما بعد داعش!
- -ألأردوغانزمية- في مرحلة ما بعد العلمانية في تركيا: إذا قال ...
- الابتزاز السعودي للأمم المتحدة- مصداقية المنظمة الدولية تحت ...
- ماذا بعد اسقاط طائرة الكوبرا التركية في جبال هكاري
- رفع الحصانة عن النواب الكورد: الديموقراطية بعقلية الخازوق ال ...
- ماهي خيارات داعش المحتملة بعد هزيمته في العراق و سوريا؟
- أوغلوا أصبح جزءاً من الماضي: التضحية برأسه قرباناً للسلطان!
- هل يحتاج الشرق الاوسط الى حدود جديدة؟
- داعش تستخدم السلاح الكيمياوي ضد الكورد، أين هي المساعدة الام ...
- من زواج متعة الى طلاق طويل: كيف ساءت العلاقات الامريكية السع ...
- من الذي يحاول اسقاط العبادي: الايرانيون أم الأمريكان و لماذا ...
- هل يمكن هزيمة داعش بدون الكورد
- في تركيا- السعيد من كان تركياً و التعيس من كان كوردياً
- فانتازی-;-ا العثمانيە-;- الجدی-;-دة و تاثي ...
- اليمنيون لا بواكي عليهم رغم آلاف الضحايا و المشردين
- هل ستلعب امريكا دور القابلة المأذونة لتوليد دولة كوردية؟
- هل سنشهد نهاية قريبة لداعش؟
- عندما يصبح السيد أوغلو سمساراً لبيع و شراء اللاجئين مع اوروب ...
- دول منظمة التعاون الاسلامي و تحديات المياه الحالية و المستقب ...
- مصادر الطاقة و السياسة في الشرق الاوسط


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله جاسم ريكاني - معركة تحرير الموصل- هل ستكون سهلة كسابقاتها؟