أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - جمهورية اسلامية تركية بعد فشل الانقلاب














المزيد.....

جمهورية اسلامية تركية بعد فشل الانقلاب


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5291 - 2016 / 9 / 21 - 17:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ تاسيس الدولة التركية بعد نفاذ مرحلة العثمانية وفق المستجدات على الساحة الدولية والاقليمية و الداخلية التركية من قبل عسكري بيروقراطي قومي الخلفية الى حد ما ليبرالي، اسمه كمال اتاتورك . حملت تركيا في احشائها مجموعة كبيرة من التناقضات و كانت حبلى منذ عمرها البكر بالاضداد بين العلمانية المنشودة الخاصة بعقلية و فكر انسان قومي متطرف في الجوهر، و هو ادعى المساواة بين ابناء الشعب في العلن . استمرت الحال لهذه الجمهورية الفتية بمميزات خاصة بها و باستمرارية تفاعل القوى الاجتماعية و السياسية و العسكرية، و تخللت تلك المرحلة الطويلة مفاجئات و احداث كبيرة ومرت المرحلة ذاتها بعد تلك التغييرات التي حدثت نتيجة تلك الاحداث بمراحل انتقالية و سقوط و قيام ومرت الدولة من خلال الكثير من المحطات و تعرضت لاتقلابات عسكرية كثيرة، و منها وصلت الى التناحر بين القوى و قطع طريق السير امام التطور الطبيعي للمجتمع التركي من قبل العسكر و تعقب كل تغيير ظاهر انقلاب، و بدات مرحلة جديدة فحملت تناقضات فرضت نفسها نتيجة عدم نمو الجمهورية بشكل طبيعي اصلا، بل ولدت بعملية قيصرية و بيد طبيب متفرد عسكري الفكر و التوجه غير ابه بما يحمله المجتمع من الموروثات الاجتماعية من العادات و التقاليد و ما يحمل من الثقافات الخاصة به .
ان المرحلة الاكثر حسما و حزما في تاريخ تركيا الحديث هو حدوث انقلاب كنعان ايفرن سنة 1980و ما تمت من بعده من تحولات كثيرة و اعادة الصياغة للكثير من الامور التي برزت اجتماعا سياسيا و فكريا، و من اهم ما ميزها عن المرحلة التي سبقتها هو الوصول الى قمة التخوف من تاثيرات اليسار في المجتمع التركي، و هذا ما فرض بروز الاسلام السياسي و غض الطرف عنه من قبل السلطة لضرب اليسار و كرد فعل لما حدث و وصل اليه المجتمع التركي من كافة الجوانب . برزت في هذه المرحلة الكثير من النزعات او بالاحرى يمكن ان نقول سنحت الفرصة لانتعاش الاحاسيس القومية و الطبقية الى حد ما على الرغم من ان مراكز القرار في تركيا لم تعترف لحد الان بالتمايز القومي و الطبقي في المجتمع التركي على اساس الفكر و الفلسفة الشيوعية بل اعتبرت ما يجري و يبرز في المجتمع هو مجرد التقارب بين الجماعات المهنية ، و هذا ما يؤكد ان انكار اية حقيقة سينعكس تداعياته و افرازاته الطبيعية على المنكر للحقيقة هذا .
برز الاسلام السياسي تحت يافطة الاستناد على الواقع الاجتماعي و دامت الحال على المنوال ذاته، و حتى ما حدث من محاولات انقلاب كثيرة و لم تنتقل تركيا الى مرحلة اخرى مغايرة لسابقتها لحين اغتيال توركوت اوزال و بروز اربكان بعقليته الايديولوجية غير المبدعة وهو ما فسح المجال للمنشقين من حزبه فرصة ذهبية لاستغالال الواقع و البروز بقيادة اردوغان اخيرا، ليفعل الاخير ما يحقق به ما يؤمن به من تغييرات جوهرية للجمهورية الاتاتوركية المتبقية شيئاما، و نرى يوميا من يؤكد هذا من التغييرات الاستراتجية جراء ما يفعله اردوغان، و ما يحمل من التوجهات و يفعل على الارض من المناورات، على الرغم مما يواجهه من الصعوبات الداخلية و الخارجية، الا انه؛ ان ابعدنا المخططات السرية لما حدث و ان افترضنا ان حدوث الانقلاب كان من قبل المناوئين له، فانه استغله بانتقال تركيا سياسيا و ما عمل خلال هذه السنين من قبل حزبه اجتماعية و نظاما، و وصل الى بروز جمهورية جديدة علمانية الادعاء و اسلامية الجوهرو التوجه و الفكر، بعد ازاحة المعوقات، مستغلا الظروف مابعد الانقلاب و تصفية الحسابات السياسية الايديولوجية المباشرة .
و ان كانت العثمانية استغلت الدين من اجل المصالح القومية،و يتوافق هذا مع عقلية اردوغان الا ان الاردوغانية تعرف المرحلة و ما تتميز به و ما حدثت فيها من التغييرات التي لا يمكن فرض العثمانية فيها قلبا و قالبا، و كذلك عدم امكان اعادة التاريخ، فانه يريد تثبيت ما يعمل عليه من ادعاء شيء و تطبيق ما يؤمن به هو دون ذكره، ايانه يدعي الدولة العلمانية اسما العثمانية ملمحة و اسلامية سياسية اخوانية مضمونا و واقعا، كما كانت جمهورية علمانية اسما و قومية متطرفة وصلت الحال الى الشوفينية واقعا من قبل العسكر قبلا .
اي نحن نرى جمهورية اسلامية تركية بما تضمن و تعمل من اجل بروز سلطان العصر المشابه حتما لما يقابل الولي الفقيه الجمهورية الاسلامية الايرانية سلطة و مكانة، للننتظر ما تفعله المرحلة الجديدة المتغيرة من تركيا بجوهر و توجه مختلف في واقع تركي متغير سياسيا اجتماعيا و ثقافيا .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يخون مربيه كيف يكون وفيا لغيره ؟
- تجد الحل في بغداد اكثر من انقرة
- من (يطلع من المولد بلّا حمص ) هذه المرة ايضا ؟
- هل يوجد انسان حليم نزيه من مثله في هذا الزمان
- هل خدعت تركيا الجميع ؟
- الجميع متفق على الفدرالية في العراق و سوريا
- فلتبق روسيا حكما و ليس خصما للكورد
- النظام السوري يتمدد على حساب الجميع
- هل يتحمل العراق تبعات معركة تحرير الموصل
- استقلال كوردستان على ضوء المستجدات في الساحة السياسية لمنطقت ...
- هل ما تفعله صومال يفيد العراق ؟
- تبعات الاختلاف بين الشرق و الغرب
- هل تُدشن حقبة عثمانية ام اوردغانية جديدة ؟
- لعبة السياسيين العراقيين قبل تحرير الموصل
- هل ما جرى في البرلمان العراقي كان مخططا من قبل ام وليد ساعته ...
- الفدرالية الحقيقية تقلل من تاثير سلبيات المحاصصة في السلطة ا ...
- تداعيات تلاشي الثقة بين اردوغان والجيش التركي
- اندثار الطبقة الاجتماعية الوسطى في كوردستان الجنوبية
- القيادة الكوردية و عدم الالتفات الى متطلبات المرحلة
- لم يترجل احد من كرسي السلطة في كوردستان بارادته


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - جمهورية اسلامية تركية بعد فشل الانقلاب