أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - رسالة مفتوحة إلى الرفيق جيلبر الأشقر














المزيد.....

رسالة مفتوحة إلى الرفيق جيلبر الأشقر


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 5290 - 2016 / 9 / 20 - 14:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لم يكن المفاجئ في الحقيقة أيها الرفيق دفاعك عن النصرة سابقا , فتح الشام حاليا , بل طريقة هذا الدفاع , و الأهم , نتائجه .. في مقالك عن الاتفاق الجديد حول سوريا ترى أن النصرة , أو فتح الشام , لا تقاتل سوى النظام السوري , ناهيكم عن أنها لم تنفذ عمليات إرهابية في الخارج , خلافا لتنظيم داعش الخ ... أنا أختلف معك في هذا يا رفيق , عمليات النصرة و أشباهها ضد أمريكا و أشباهها يمكن تبريرها أخلاقيا و سياسيا و فكريا على أساس أن أمريكا نفسها ارتكبت مثل هذه الجرائم دون أي أن ينزل بها أي عقاب أو دون حتى أن توصف أفعالها تلك بالجرائم .. قد يمكن القول أن تدمير برجي التجارة في نيويورك كان ردا على ما يفعله الإسرائيليون في فلسطين أو أن قتل الأطفال في بيسلان كان ردا على جرائم الجيش الروسي في الشيشان .. لكن لا يمكن أبدا القول بأن إلقاء مثلي جنسيا ( شاذ جنسيا كما يسمى حتى اليوم ) من فوق عمارة مرتفعة أو رجم زانية أو زاني أو قطع رأس إنسان نطق بالكفر و لو سهوا هو رد فعل على قتل البيض للهنود الحمر أو على مجزرة دير ياسين مثلا .. لا أعرف إن كان هذا سيصدمك أم لا , لكن الزاني و الزانية هم أيضا "سوريون" , هم أيضا من "الشعب السوري" , و ليست النصرة وحدها هي الشعب السوري يا رفيق .. بل إليك هذا أيضا , و مرة أخرى لا أعرف إن كان سيصدمك أم لا : المثلي جنسيا , أو ما يسمونه شاذا , هو أيضا سوري .. و أيضا الآلاف ممن يجلدون و يسجنون و يعذبون و يهانون في سجون النصرة و أخواتها و مناطق سيطرتها , هؤلاء أيضا سوريون .. من السهل على أي مجرم , مستبد , مرتكب إبادة جماعية , أن يشير إلى جرائم و استبداد غيره كتبرير " سياسي" أو "أخلاقي" أو "إيديولوجي" لاستبداده و جرائمه , لكن من الصعب عليه أن يقول أنه يحرر شعبا أو يحميه باستبداده أو بجرائمه .. أنت تقبل ذلك ضمنا و صراحة , بطريقة دفاعك عن النصرة .. هل النصرة تقتل السوريين و ترجمهم و تسجنهم و تنهبهم لأن الأسد يرميهم بالبراميل مثلا , هل جوع ستالين الفلاحين الروس و الأوكرانيين حتى الموت لأن بريطانيا كانت تطلق النار على المتظاهرين السلميين الهنود ؟ ليست لدي مشكلة في أن النصرة ترى أن من حقها أن تعذب و تسجن و تقتل و ترجم , الرد الحقيقي على كل هذا يكون بنفس الحجة و بنفس أسلوب الحوار الذي تعتمده في "إقناع" السوريين بذلك : الرصاص , لكن أن تقحم الشعب السوري و الثورة السورية في قمعها و نهبها هذا فهذا ما لا أفهمه يا رفيق .. أن تقاتل النصرة الأسد فهذا لا يعني شيئا عندما تصبح هي نفسها أسدا في مناطق سيطرتها .. هل تقتل النصرة السوريين , ترجم الزاني و الزانية و ترمي المثلي جنسيا من أعلى بناء دفاعا عنهم , أو انتقاما لضحايا مجازر القبير و جديدة الفضل ؟ هل أمطر صدام حلبجة بالكيماوي انتقاما لضحايا الجينوسايد الأرمني ؟ أية عدالة تلك التي بحث عنها صدام في حلبجة أو هتلر في أوشفيتز , أو تبحث عنها النصرة في سحل السوريين و رجمهم و سجنهم و إهانتهم و استعبادهم ؟ إذا سمحت لي أيها الرفيق أن أقول لك أنه لا علاقة لا للعدالة و لا للحرية بكل هذا , إنها قضية مختلفة تماما , إنها السلطة , س , ل , ط , ة , سلطة ... لن ألجأ إلى ذلك التحدي الرخيص بأن أطالبك بالتوجه لمناطق النصرة لترى بأم عينيك و تعاين الحرية التي يعيش فيها السوريون ثم تعود لتقص علينا ما رأيت , فأنا و أنت , و الجولاني معنا , نعرف جيدا أنه لا يمكنك و لا لغيرك أن يذهبوا هناك مهما امتدحتم النصرة و أقسمتم أغلظ الأيمان على حبكم لها .. إيديولوجيا و سياسيا و عقائديا ستريك الأيام القادمة كم أن النصرة براغماتية أكثر مما يعتقد الجميع و مستعدة للمساومة و إعطاء التنازلات للجميع , من روسيا و إسرائيل و أمريكا إلى الأسد و الروافض و حتى الكفار , إلا تنازلا واحدا لن تقدم عليه أبدا : أن تسمح بأي شيء يمس سلطتها المطلقة على السوريين في مناطق سيطرتها .. عندما قتل شهدي عطية الشافعي في سجون عبد الناصر كان يرى أن عبد الناصر قائدا عربيا و مصريا وطنيا و كان شهدي يتزعم التيار المؤيد "لثورة الضباط الأحرار" في الحركة الشيوعية المصرية يومها .. أتعرف لماذا قتل جلادو عبد الناصر شهدي عطية الشافعي ؟ لأن المحقق كان يقول له : قل أنا امرأة , فكان شهدي يرفض , فاستمر المحققون بتعذيبه حتى الموت .. ليست القضية قضية إيديولوجيا أو دين و لا إقرار بأن النصرة , أو عبد الناصر , هم الزعماء و الحماة و أصحاب الحق الناصع الخ الخ , معظم السوريون في مناطق سيطرة النصرة يقرون بذلك , تماما كما فعل شهدي عطية الشافعي في سجنه , القضية مختلفة جدا أيها الرفيق : عندما يريد منا عبد الناصر أو الأسد أو الجولاني أن نكون نساءا فعلينا أن نكون نساءا , نقتل لأننا لا نقبل أن نكون نساءا .. الحقيقة أيها الرفيق أنه يمكنك أن تدافع عن النصرة بالطريقة التي تشاء , على صفحات القدس العربي , الفلسطينية - القطرية - الإخوانية , لكن أرجو ألا تقحم ضحايا النصرة في دفاعك هذا , أن تقول أن من حق النصرة أن تأخذ السوريين رهائن و دروعا بشرية , أولئك الذين يفترض أن تحررهم و تحميهم فهو أيضا من حقك , لكن أن تقول أن هذا هو ما تعنيه الحرية و العدالة بالنسبة لهؤلاء , أن كونهم دروعا بشرية لحماية المجرمين الذين يضطهدونهم , أن هذه هي الثورة أو الحرية أو العدالة لهم أو لضحايا ما , فهذا أكثر بكثير مما ينتظره منك , أصحاب تلك الجريدة , و الجولاني , و السوريون أنفسهم



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ساعد النظام السوري فعلا في صعود الإسلاميين
- حركة احتلوا وول ستريت : الديمقراطية ضد التسيير الذاتي
- أزمة السلطة للأناركي النقابي الروسي الكسندر شابيرو - 1917
- ديمقراطية الرجعية , 1848 - 2011 , للمجموعة الأناركية كرايم ث ...
- الثورة السورية و البحث عن فتوى
- -دين أناركي- ؟ لبيتر لامبورن ويلسون
- في بيان استحالة أن تكون الثورة السورية ثورة إسلامية , سنية
- هل نحن جيدون بما يكفي لبيتر كروبوتكين
- معاداة الأسدية كممانعة
- نحو إلحاد تحرري - نقاش مع نقد محسن المحمد للإلحاد السائد عرب ...
- ابراهيم اليوسف .... حقا ؟
- عندما تحدث برهان غليون عن الولاء و البراء
- من مقدمة كتاب السيكولوجيا الجماهيرية للفاشية لفيلهلم رايتش
- عندما برأ ابن تيمية بشار الأسد
- إلى الأخت عبير النحاس : الأخت التي قدمت أول شهيد من أجل سوري ...
- الزحف المقدس
- تعليق على مقال ياسين الحاج صالح : سورية في العالم , العالم ف ...
- الشتيمة في الثورة السورية
- انتصار الثورة المضادة
- إسلامية إسلامية لا شرقية و لا غربية


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - رسالة مفتوحة إلى الرفيق جيلبر الأشقر