أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - الفافيفل 1965(جان لوك غودار):عن الحضارة التي تفتقد للجوهر














المزيد.....

الفافيفل 1965(جان لوك غودار):عن الحضارة التي تفتقد للجوهر


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 5290 - 2016 / 9 / 20 - 12:58
المحور: الادب والفن
    


الفافيفل 1965(جان لوك غودار):عن الحضارة التي تفتقد للجوهر
الفافيفل مدينة خيالية لم يحقق غودار عالمها ليجعل منها المدينة المسقبلية الموعودة ذات الطموح الانساني الكبير،بل هي وكأنها عبارة عن تنبأ لمسار الحضارة المادية الآن والتي تخضع للمادة الاستهلاكية،والكلمة الأخيرة هي كلمة يمقتها غودار بشدة،ومهما كانت ماهية هذه المدينة بطيعتها الاسطورية والخيال العلمي المستخدم في تكوينها،ليست الا عبارة عن انتقاد حضاري لما يحدث في العالم برمته،من النزعة الديكتاتورية وحتى النزعة المادية الرأسمالية.
هذا يدفعنا مباشرة الى القول ان معالجة غودار لموضوع الخيال العلمي وسطحية القصة وقلة معطياتها يشفع لها غرض قصة غودار الضمني الواضح جدا للقصة في انتقاد الحياة والعالم المعاصر.
بطل القصة(Lemmy Caution) الممثل(Eddie Constantine)،محقق قادم من العالم الخارجي-اي عالم خارج حدود مدينة الفافيفل الخيالية،والعالم الخارجي كلمة تشير في الفيلم الى العالم الطبيعي،اي الى العالم الذي نعيش فيه-للتحقيق في اختفاء محقق سابق آخر يدعى (هنري ديكسون) بالاضافة الى اختفاء الدكتور فون براون متخذا اسم جونسون.
هذا العالم الذي يخوض فيه غودار عالم سينمائي يخضع لمعطيات سينما الجريمة الأمريكية وفنتازي ايضا،فمحقق مثل (ديكي تراسي) كان متواجدا ذات مرة في هذا العالم كما أن اسطورة(Orpheus and Eyrydice) مسقطة احيانا على الأحداث-ولكن سوء التوظيف لهذه الاسطورة جعلتنا نتغاضى عن الشرح-كما ان المعطيات الخيالية هي العامل الأساسي في تكوين هذا العالم،حيث ومنذ البداية يخضع غودار القصة برمتها الى راوي قد يكون (الفا60) وهو الكمبيوتر الذي يدير هذه المدينة برمتها بكل تفاصيلها ومعطياتها ومكوناتها،فهي تخضع لزمن خاص(الزمن الأوقيانوسي)،والأهم من ذلك ان المنطقية والعقلانية الشديدة التي تحكم عمل هذه المدينة تجعل من الاتصال الشفهي امر غاية في التعقيد،فاذا كانت المدينة تسير وفقا للآليات محسوبة،فاللغة من الممكن الاستغناء عنها سوى كمؤشر للتعبير عن شيء اساسي.
اذا كانت اللغة تستخدم للتعبير عن الماضي أو عن المستقبل،فهذا العالم العقلاني لايخضع سوى الى الحاضر،فالانسان لايستطيع الحياة في الماضي،وربما سوف يعيش في المستقبل ولكن المرء فقط يستطيع معرفة الحاضر،لأن الناس هناك ليسو عبيدا للأحتمالات وحتى الاحتمالات هنا محسوبة بدقة والحاضر كما قلنا هو تشكيل الحياة برمتها...
اذا التكوين هو عالم مقفر مغلق بشكل كامل فيه الناس محبوسة ضمن المعادلات والمنطق الخاضع طبعا للتركيب الحسابي ومن ثم،انهدام وانغلاق العلاقات الانسانية ضمن هذا الحيز،وهذا بحد ذاته يعتبر انتقاد مبطن للعالم الحديث.
يسأل جونسون ناتاشا-ابنة الدكتور المفقود-:لماذا يبدو الآخريين حزينين جدا؟
ترد عليه ناتاشا:لأنهم يفتقدون الكهرباء...!
الناس هنا مفتقدون للجوهر،فكلمة أو جملة(عالم مادي،سواء كانت تشير الى كلمة رأسمالية أو كلمة شيوعية،سواء كانت قوة الديكتاتورية أو قوة المال،فهي ببساطة طموح طبيعي لأي مؤسسة.
هذا العالم بتشكيلاته الخاصة فيه ممارسات غير منطقية على شاكلة كلمات مثل الفن أو الأدب أو الرسم هي تعتبر تهمة تسمى ب(اللامنطقية) وحكمها الأعدام على طريقة هذا العالم...
أحد المحكومين بالأعدام يخطب:الحقيقة أن جوهر الأنسان هو الحب والأخلاص...
إذا في الفافيفل عالم متكامل قائم على النظريات الحسابية المنطقية،وهناك عقل كهربائي خلق نفسه يتدخل في النشوء والتكوين...في الموت والحياة...في السلالة التي يجب ان تبقى،وحتى النساء عبارة عن عنصر آلي في هذا العالم توظف احيانا ضمن الحاجات الطبيعية للرجل ليس الا،أي ان الانسان مقسم الى اصناف وليس الى طبقات.
الاشارة هنا واضحة...الى العالم المادي...الى الحضارة الغربية المادية...الى المجتمع الاستهلاكي الذي يمقته غودار بشدة،وبالتالي فالكناية واضحة جدا.
الفيلم فقد التنوع القصصي بحيث ظل ينسج على هذا المنوال خدمة للمضمون الانساني،كما ان الفيلم يعتمد على الرواية وعلى السرد بشكل كبير وهذا شيء غير تقليدي بالنسبة لفيلم خيال علمي وهذا هدفه المضمون السابق ذكره.
الفيلم متوسط المستوى الفني وبالتأكيد ليس بأفضل افلام جان لوك غودار ولا أسوأها،فلا زالت مسيرة غودار غزيرة مفتوحة على افلام افضل من هذا بكثير على ان هناك من هو أسوا منه ايضا.
بلال سمير الصدّر
15/11/2015



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنس في باريس 1965(شابرول-رومير-غودار-بوليت-روش):تحية الى ب ...
- امرأة متزوجة 1964(جان لوك غودار):الخطيئة والمعنى والآلية وال ...
- عصبة من الدخلاء1964(جان لوك غودار):التماس اسلوبي
- ازدراء1963(جان لوك غودار): تشريح ادبي لأنفصال زوجين متوقع
- الجندي الصغير 1963(جان لوك غودار): الرفض للمحيط المتأزم الذي ...
- فلتحيا حياتها1962(جان لوك غودار):فيلم غارق في اللحظة
- المرأة هي المرأة 1961(جان لوك غودار):عن فيلم موسيقي ناقص
- لاهث 1960(جان لوك غودار): حالة بنيوية نقطة بدايتها عند جان ل ...
- عن جان لوك غودار وحملة البنادق 1963: حبكة ساخرة محمولة على ا ...
- موسيقانا 2004(جان لوك غودار): عن المفهوم المسبب لأنحدار العل ...
- الجنرال ديلا روفيري1959(روبرتو روسيليني):الواقع الالزامي
- رحلة الى ايطاليا 1953(روبرتو روسيليني):المقدمة الحقيقية للعل ...
- هنا وهناك 1974(جان لوك غودار):من الحديث عن الثورة الى لغة ال ...
- المانيا العام 90(جان لوك غودار): نقد البنيوية الثقافية للتار ...
- ألمانيا العام صفر1947(روبرتو روسيليني):أنغام صوت الفورهور عل ...
- عن روبروتو روسيليني 1906-1977 وروما مدينة مفتوحة 1945:
- ليلي مارلين 1981(راينر فاينر فاسبندر): صعود وسقوط النازية
- لولا 1981(راينر فاينر فاسبندر):الاساس الاخلاقي للصعود الألما ...
- فيرونيكا فوس 1982 (راينر فاينر فاسبندر):انهيار وتداعي لأحلام ...
- زواج ماريا براون 1979(راينر فاينر فاسبندر):ميلودراما محرمة ع ...


المزيد.....




- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - الفافيفل 1965(جان لوك غودار):عن الحضارة التي تفتقد للجوهر