أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - تقسيم العراق نحو تقسيم الكعكة














المزيد.....

تقسيم العراق نحو تقسيم الكعكة


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5289 - 2016 / 9 / 19 - 16:17
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


سمير عادل
وردتني رسائل من عدة اصدقاء وزملاء قبل فترة قصيرة، يسئلون عن مرحلة ما بعد انتهاء سيناريو داعش، وهل ستمر مرور الكرام، دون ان تنتهي بتقسيم العراق. وكنت قد اجبت عن هذه المسالة بشكل مقتضب، وهنا سأطرح المسألة من جديد وبشكل تفصيلي اكثر وخاصة قد بدأت مرحلة الانتهاء من سيناريو داعش، ومن المستفيد من تقسيم العراق في خضم تشكيل معادلات سياسية جديدة خلال المرحلة القادمة.
الاستماته بمشاركة مليشيات "الحشد الشعبي" الشيعية بالمشاركة في معركة الموصل لطرد داعش منها، ليس ناجم عن المزايدات الوطنية الفارغة من المحتوى ولا تسمن في زمن ولت فيها الترهات القومية والوطنية، وحلت محلها الطائفية كحلة جديدة تلائم بدائل القوى البرجوازية المحلية بتلاوينها القومية والطائفية، الاقليمية والعالمية. ولا لان الموصل ارض عراقية ومن حق القوى العراقية فقط العمل على تحريرها، والا لماذا تلك المليشيات تستنجد بالحرس الثوري الايراني والعبادي يستنجد بالمستشارين الامريكيين والنجيفي يستنجد بالعثمانيين الاتراك؟..
ان التيار القومي العروبي الذي لبس الزي الطائفي، وصل الى قناعة تامة لا يمكنه ازاحة السلطة الشيعية من على سدة الحكم. وإذا رفض مشروع بايدن وهو قرار غير ملزم من الكونغرس الامريكي في تقسيم العراق الى اربعة فدراليات، في الجنوب وكردستان والمناطق الغربية وفدرالية بغداد في عام ٢٠٠٥، فأنه قد ارسل الوفود منذ فترة الى واشنطن وقبل الايادي من اجل تحقيق مشروع بايدن. ولذلك ان القوى الشيعية وعلى راسها العبادي يصر بمشاركة "الحشد الشعبي" في معركة الموصل، لتفويت الفرصة على التيار القومي العروبي بالاستفراد بالأرض وتشكيل قوتها العسكرية المستقلة المعروفة اليوم باسم "الحشد الوطني"، واعلان فدرالية المناطق الغربية مثلما اعلن داعش بعد السيطرة على الموصل بإعلان دولة الخلافة الاسلامية.
وعلى الصعيد الاقليمي والدولي، فأن دول مثل السعودية وتركيا الى جانب الولايات المتحدة الامريكية، توصلت الى نقطة وهي لا يمكن ازاحة نفوذ الجمهورية الاسلامية في ايران من العراق والمنطقة. والافضل لها اي لتلك الدول الحصول على مناطق نفوذ حتى ولو على جزء من العراق فهي أفضل من ابتلاع نظام طهران كل العراق. وان فشل المشروع الامريكي في العراق وفي المنطقة، وتمدد روسيا في الشرق الاوسط، تدفع الولايات المتحدة الامريكية بالتأييد الكامل لمشروع تقسيم العراق الى فدراليات. ومن هنا تنبع مقاومة امريكا للحيلولة دون اشراك مليشيات "الحشد الشعبي" في معركة الموصل. فالمسألة ليست لها علاقة بجرائم المليشيات الشيعية والخوف من التطهير الطائفي التي ترتكبها لو دخلت الموصل. فنفس القوات الامريكية هي من دربت ومولت واسست وغضت النظر سواء عن فرق الموت المدعومة امريكيا، او تلك المدعومة من ايران بين ٢٠٠٥ - ٢٠٠٨ بالتطهير الطائفي. فالولايات المتحدة الامريكية هي اخر من تخاف على "اهل السنة" من العصابات الشيعية، وعلى "اهل الشيعة" من العصابات السنية. وانها أي الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولة عن قتل اكثر من مليوني انسان في العراق ما بين الحصار الاقتصادي والغزو في عام ٢٠٠٣.
لقد قلنا من قبل ان عراق ما قبل ١٠ حزيران غير العراق ما بعد ١٠ حزيران، وان عقارب الساعة لا تعود الى الوراء. ان سلطة الاسلام الشيعي في بغداد تريد حسم السلطة السياسية عن طريق التطهير الطائفي في هذه المرحلة، وفي مرحلة اخرى تقوم بالتطهير القومي. وان محاولة ابقاء عراق واحد في ظل سلطة الاسلام الشيعي جزء من مسألة حسم السلطة السياسية، ويكون عن طريق فتح أنهار من الدماء. وفي المقابل سيقوم التيار القومي العروبي بالدفاع عن نفسه وامتيازاته ونفوذه بارتكاب مجازر طائفية لا تقل وحشية عن مجازر الاسلام الشيعي، وخاصة أنها ستشعر بالضعف بعد مرحلة انتهاء سيناريو داعش. اي ستكون معركتها هي معركة من اجل البقاء.
ان تقسيم العراق الى فدراليات او دويلات، ليست الا مشاريع وبدائل القوى البرجوازية لاقتسام الاسواق وثروات الجماهير والامتيازات والنفوذ، وليس لها اية علاقة بمصالح العمال والموظفين وعموم جماهير العراق، وليس لها صلة بمظلومية الشيعة من قبل مثلما ليست لها علاقة بمظالم السنة. فالمليشيات الشيعية نهبت وقتلت خلال عقد من الزمن اكثر من نظام صدام حسين في مدة ٣٠ عام، وعصابات داعش قتلت بوحشية خلال سنتين اكثر من المليشيات الشيعية في مدة عشرة سنوات. وقد اتفقت جميع تلك القوى البرجوازية بشيعيها وسنييها وعروبييها وكردييها التي تصك اسنانها ضد بعضها بغرس انياب صندوق النقد الدولي في جسد الجماهير المحرومة والكادحة في العراق.
ان ساعة تبدد الاوهام حول "الحشد الشعبي" قد أزفت، وساعة تبدد الاوهام حول التيار القومي العروبي والوطني الملتحف باللباس الطائفي قد حلت.
ان جماهير العراق اذا ارادت ان لا تكون وقود لهذه العصابات الطائفية، عليها ان تقف في صف واحد وتلتف حول راية واحدة، وهي عراق علماني وغير قومي. انه الطريق الاقصر للوصول الى بر الامان.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلس السياسات الاستراتيجية بين معركة الموصل وصك الاسنان
- مجلس النواب ودكتاتورية الحرامية
- اقالة العبيدي: رسالة للجماهير واخرى للإخوة الاعداء
- عصابات العشائر وعشائر العصابات
- دفاعا عن ناهض حتر..في الدفاع عن حق الرأي والتعبير
- عام على مهزلة اصلاحات العبادي.. عام من نشر الاوهام
- ترامب لم يقفز من السماء
- العامل وعضو البرلمان
- التعليم الجامعي وابناء العمال والكادحين هدية صندوق النقد الد ...
- ما وراء الاستعراض العسكري في ساحة التحرير
- التراجيدي البريطاني والكوميديا العراقي في تقرير تشيلكوت
- الكلاب المسعورة المنافقة ....العنصرية الحقيرة بين أدانة تفجي ...
- دولة المليشيات والمشروع الاسلامي والسيلان الطائفي
- انهم يغيرون اسماء المدن
- نحو دولة الافقار وهيئة الامر بالمعروف والتخلف العشائري
- على مذبح اهالي الفلوجة
- حريق الفلوجة، حصان طروادة للعبادي - الجبوري
- مشهدان هزليان لزعيمين فاشلين
- منطق اللامنطق في برلمان حميد الكفائي
- لا مشيئة فوق مشيئة الادارة الامريكية وملالي قم على سماسرة ال ...


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - تقسيم العراق نحو تقسيم الكعكة