أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن نبو - هل يوجد مايسمى بالاسلام المعتدل ؟














المزيد.....

هل يوجد مايسمى بالاسلام المعتدل ؟


حسن نبو

الحوار المتمدن-العدد: 5289 - 2016 / 9 / 19 - 14:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



درج الكثير من الكتاب المسلمين وغير المسلمين على تقسيم الإسلام إلى إسلاميين : إسلام سياسي وإسلام غير سياسي ، أو بكلام آخر : إسلام يسعى إلى إقامة دولة وفقا للنصوص الدينية التي يقول احداها {ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون } والتي تعتهبر في نظر المسلمين بمثابة الدستور الالهي الناظم للدولة ومؤسساتها ، وإسلام آخر يسعى إلى التبشير بالخير والنهي عن المنكر ، أي النظر الى الدين الاسلامي على انه موجه للإنسان على المستويين الأخلاقي والضميري لا اكثر .
أعتقد أن مثل هذا التقسيم بعيد عن الحقيقة إلى حد كبير، فالإسلام هوإسلام واحد خرج من رحم الدولة – السياسة . فبالرجوع إلى بدايات الديانة الإسلامية نجد أن نبي الإسلام لم يتمكن في المرحلة المكية من الدعوة الإسلامية التي استمرت ثلاثة عشر عاما سوى جذب عدد قليل من الناس إلى دعوته من أهل مكة من خلال الحكمة والموعظة الحسنة ومجادلة الناس بالتي هي أحسن . وكانت الدائرة تضيق عليه مع مرور الوقت من الملأ المكي ( أصحاب الثروة والنفوذ والجاه ) . وعندما لم يتمكن النبي من نشر الدين الذي يبشربه في مكة بالكلمة والموعظة الحسنة …عقد العزم على الهجرة إلى المدينة مع نفر من أصحابه كأبي بكر وعلي وعمر وغيرهم بعد أن لقي تأييدا قويا لدعوته من قبيلتي الاوس والخزرج في المدينة . وفي المدينة تغير اسلوب النبي في نشر الدعوة ، فبدلا من ان يستمر في دعوة الناس الى اعتناق الدين الجديد بالحكمة والموعظة الحسنة وبمجادلتهم بالتي هي أحسن وحدها ، اصبح يستعمل السيف ايضا في مواجهة كل من ينكر دعوته ولايؤمن بها ، وقد تمكن من خلال السيف فرض الدين الجديد على قبائل عديدة في الجزيرة العربية . ولم يكن استخدام القوة ممكنا الا في ظل سيطرته على المدينة وجعلها مركزا للانطلاق منها لغزو كل القبائل التي تعمل على افشال دعوته ، وبهذا المعنى تحولت المدينة الى اول نموذج لدولة اسلامية يترأسها النبي ويطبق فيها كل التعاليم الاسلامية وأصبح النبي قائدا عسكريا إضافة إلى كونه نبيا . كل هذا بالتزامن مع خطاب جديد للآيات والأحاديث النبوية التي أصبحت في معظمها تدورحول كيفية تأمين الموارد للدولة من خلال ( الغنيمة والجزية والفيء ) وتحض على مقاتلة المشركين وسلب قتلاهم وكيفية التعامل مع العبيد والجواري الذين كثر عددهم وعددهن مع توسع رقعة الأمصار المحتلة أو المفتوحة من قبل الجبوش الإسلامية ، الخ . ولهذا لايمكن فصل الدين الإسلامي عن الدولة – السياسة .
وبعد وفاة النبي إستمر أصحابه في الحفاظ على الدولة التي أسسها الرسول وطوروها مع مرور الزمن . لأن الدولة من خلال القوة التي تتبع لها هي التي مكنت المسلمين من إحتلال أوفتح البلدان المجاورة للجزيرة العربيه وكذلك البعيدة عنها وتحويل شعوبها إلى شعوب مسلمة . وقد استمر وجود الدولة الإسلامية حتى سنة 1258 ميلادية ، وهو التاريخ الذي سقطت فيه الدولة – الخلافة العباسية بعد اجتياح المغول لبغداد وقتلهم لآخر خلفاء بني العباس ( المستعصم بالله ) . وإذا مااعتبرنا أن السلطنة العثمانية جزء من الدولة الإسلامية نستطيع القول أن الدولة كانت أهم عامل من عوامل قوة الإسلام عبر التاريخ .
بالتمعن في برامج وأهداف الحركات والجماعات الدينية المعاصرة – سنية كانت أو شيعية – نجد أن جميعها تسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية التي تعني الحكم بما أنزل الله ، أو الحاكمية لله وحده لدى أهل السنة . وحكم الولي الفقيه لدى المذهب الشيعي .
وقد باءت بالفشل جميع المحاولات التي كانت تهدف إلى فصل الدين الإسلامي عن الدولة ، واتهم بعض المطالبين بهذا الفصل بالكفر أوالإرتداد أوالزندقة ، لأن إقامة الدولة وفقا لتعاليم القرآن والسنة النبوية هي هدف أساسي من أهداف الديانة الإسلامية بفرعيها السني والشيعي .
المشكلة ان الدولة التي تسعى الحركات الاسلامية المختلفة الى انشاءها لاتنسجم وروح العصر بتاتا لأنها باعتمادها على النصوص الشرعية وحدها ستكون في مواجهة كل القوانين الوضعية التي لايعترف بها المسلمون .



#حسن_نبو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورات والاستبداد
- الولابات المتحدة وقوات الحماية الشعبية
- في تلك المدينة
- القضاء في سوريا في ظل حكم البعث
- استقلال القضاء
- نظام بشار الاسد والتدخل التركي العسكري في سوريا
- الاسلام والخلافة
- القبعة
- في كل صباح
- احتاج إاليك
- في الذكرى الرابعة لرحيل مشعل تمو
- رأيتك يوم أمس
- وجهة نظر حول اسباب الهجرة من المناطق الكردية في سوريا
- ومازلت ابحث عنك
- ليلة الجريمة
- الأحزاب الشمولية والمعارضة
- في الطريق اليك
- في وجهك
- إني أكرهك
- اللاجئون


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن نبو - هل يوجد مايسمى بالاسلام المعتدل ؟