أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الموسوي - رسالة عتاب وتعقيبات ودية















المزيد.....

رسالة عتاب وتعقيبات ودية


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 5287 - 2016 / 9 / 17 - 09:43
المحور: الادب والفن
    


رسالة عتاب وتعقيبات ودية
الى ناجي العلي*

رسالة عتاب
مُحزنٌ خبر اغتيالك، وكَدِر يوم استشهادك، ايها الغريب في ارض غريبة. أردتَ ان تُعلِّمَ منتهكي الحقوق البسيطة للانسان، دروس الحق والعدل والانصاف. وسعيتَ ان تُذكر الطغاة والجلادين بان لكل انسان يوما لا ينفع فيه مال ولا بنون. وقمتَ برسومك ورمزك حنظلة بما ينبه كل من بغى او تاجر بقضية شعبك وحقوق المستضعفين ومصالح الفقراء وعذاب المعذبين، ان مصيره معلوم من خلال تجارب التاريخ وعبره. فلا تنفعهم سطوتهم او تحميهم اموالهم ولا تفيدهم كروشهم ولا تنقذهم رهاناتهم ولا يسترهم غدرهم.
يا ناجي .. في ذكرى فقدانك وغيابك واستشهادك ورحيلك اكتب لك رسالة عتاب.. هل تقبلها مني؟ هل تجيز لي؟ يا اخي ناجي ساختصرها لك ولمن يقرأ، ملخصها لمن لا يعرف او لمن تاجر باسمك او بقضيتك، من ابناء جلدتك. وأدركُ يقينا لو كنت حيا لما تاخرتَ عن فضحهم وكشف عوراتهم ولم تتستر على ألاعيبهم وفهلوتهم. وما اريده هنا هو ان اسجل عتابي واعلمُ أنّ فقدك المبكر وخسارتك العاجلة وصمتك المنشود عما جري بعدك، هو ما دفعني له. انها كلمات.. شقشقة.. رسالة.. فقد أقمتُ معرضا لرسومك وكتبتُ عن ايامك وهجراتك، في بلد اوروبي، في المركز الثقافي العربي الذي اسسته وأدرته، بدعم مالي من الاتحاد الاوربي، فصار هذا المعرض سببا في قطع الدعم وغلق المركز، تحت شتى الاتهامات بالمعاداة للسامية ونشر افكارك العنفية ضد السلام الذي يقصدون به الاستسلام، وبند تجفيف المنابع المالية لمن يعرض رسومك او يرفع اسمك وصورة حنظلك الخالد. لانك بتقديرهم، وهو موقف شاركهم من اغتالوك فيه؛ انك رجل مقاوم ورسومك اقوى من رصاصهم ومدافعهم وخطط عدوانهم، ولانك صادق مع نفسك ووفي لـ"شجرتك" التي تركتها لتعود اليها مثمرة ناضجة، صافية، مملوءة بالعنفوان والشهامة والكبرياء.. لست نادما على ما حصل وجرى.. هذه قناعاتي بعدالة قضيتك وحقوق شعبك وقيمة ابداعك ومنهجك وما انتهى معك كان امامي ايضا. لكني لابد ان اكتب هذا، بعد ان دفعت ضريبة الانسان موقفا، ومن اجل وقوفي معك ومع شعبك.. " وصبرتُ عليها وفي العين قذى، وفي الحلق شجاً". أحدهم كان يهاتفني باستمرار فحسبته اخا، وحين اشتدت الامور اخبرته فأكد لي ما حسبته قولا، اذ قال لي تعال هنا وسنقتسم "السندويش"، فحرقت سفني كما يقال، بعد ان رحلت عابرا بحارا ومدنا عديدة، ولما وصلتُ أدبر عني وولى هاربا، وتركني منفردا في بلاد غريبة كغربتك، وهو صاحب اللسان والقلم والخيل والليل والبيداء، وآخر باسمك ادار مؤسسات ومنابر، وآخر او آخرون نسوا اسمك ووضعوا اسماءهم بدلا عنك بعد ان استغلوا مقامك وقيمتك، هنا او هناك. اقول كل ذلك من باب العتاب واسمح لي بذلك يا ناجي .. نم هادئا وقريرا، فحنظلة لما يزل يُنغص حياتهم ويَذكرُك باسمك وبمنجزك ويظل شاهدا لك وعنك، أما هم، من اغتالك عمليا او فهلوة، فانهم عهنٌ منفوش. غابوا ويذهبون ولا احد يجلهم او يقدر لهم كما انت، بقيت اسما وعلما وغضبا مدويا.
لندن 30/8/2016
*********
تعقيبات ودية




حين خطر ببالي ان اكتبَ رسالة عتاب الى الفنان الشهيد ناجي العلي، من جهاز الهاتف المحمول، لم أتصور ان تطول وتصبح رسالة فعلية. اخترتها شِقشِقَة (هَدَرتْ ثم قَرَّتْ).. عنّت لي وانا اقرأ ما كتب عن العلي في الذكرى 29 لاستشهاده، وكلها كتابات معبرة عن ألم فراق فنان مبدع سبق زمنه وخسر عمره. وحين وددت ان أشاركها حفنة من اصدقاء على برامج التواصل، عبر الهاتف ايضا، كنت احاول ان ابث لهم بعض لواعج تراكمت، واحزانٍ تضاعفت، ونصالٍ تكسرت على نصال لم تجد لها منفذا او لم تسترح بعد من نوائب هذا الزمان وهذه الغربة وصيادي الفرص فيها وتجار القضية او فهلويها.

اعرف ان بعض الاصدقاء، قد او ربما، لم تعجبهم سطور عتابي وادرك ان بعضا يطبطب بعادته ولم يرتح لنكأ جرح او جراح حدثت، وبعض لم يتعب نظره ويقرأها، وآخر غلس او ممن يحسب الشحم فيمن شحمه ورم.. ولكن في كل الاحوال هناك من افصح وارسل تعقيبا. مشاركة وتفاعلا، وهو المطلوب من برامج التواصل وهموم الكتابة... وهذه بعض منها؛

(قرات رسالتك.. ففي ظاهرها الادب البليغ والعاطفة الجياشة وخلف سطورها بركان الم، وموج صاخب من الغضب.. هكذا يفعل العشاق من اجل من يحبون.. اطال الله عمرك يا دكتور كاظم.. مع تحياتي)


(الصديق العزيز كاظم

ناجي العلي وحنظله سيبقى فينا رمزا لكفاح وصلابة شعب يواصل مسيرته حتى انتزاع حقوقه)

(تسلم يا ابا بشير الوفي للمناضل الشهيد ناجي ولقضيته )


(جزيل الشكر والتقدير لإرسال وكتابة هذا المقال، انه الدواء على الجرح. مع اخلص التحيات)


(ﻻ فض فوك)


(الله كم هو رائع هذا المقال ياصديقي أبو بشير.. ها انت تضع اصبعك على الجرح وكأنك تخاطب معاناة حصاري في ...... وكل ما يتضمنه هذا الحصار من فساد ومتاجرة بالوطن ودماء مواطنيه....يبدو يا صديقي أن اﻷوطان ليست أكثر من سوق بورصة لتداول العهر بكل أشكاله والخاسر الوحيد في مثل هذه البورصة هم أمثالنا الذين أمنوا بالكلمة حتى الموت..أمل أن يفك الحصار عن ...... وشعبها المضطهد حتى أكون شاهدا على عهر من تاجر ويتاجر بالوطن.)
ويبقى من يسأل: 
لماذا تقدم غيرنا علينا؟!، ونحن لسنا اقل منه معرفة وثراءا وخيرات وطاقات!.
وهل ينفع الصمت طويلا وتمرر الخديعة؟!

اعرف ما قيل؛
اذا كنت في كل الامور معاتبا
 صديقك، لم تلق الذي لا تعاتبه
ولكن افهم ايضا؛
وما انتفاع اخي الدنيا بناظره
 اذا استوّت عنده الانوار والظلم
3/9/2016
* ناجي العلي، رسام كاريكاتير ، ولد في قرية الشجرة الفلسطينية عام 1937 وهجر وعائلته منها عام النكبة، وتنقل في عدد من المخيمات والمدن والعواصم العربية ليستقر في لندن، وفي 22 تموز/ يوليو 1987 اطلق عليه الرصاص لاغتياله، واستشهد في 29 شهر اب/ اغسطس من العام نفسه. ورسم حنظلة رمزا له وقال عنه: «ولد حنظلة في العاشرة، في عمره، وسيظل دائما في العاشرة من عمره، ففي تلك السن غادر فلسطين وحين يعود حنظلة إلى فلسطين سيكون بعد في العاشرة ثم يبدأ في الكبر، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما هو فقدان الوطن استثناء. وأما عن سبب تكتيف يديه فيقول ناجي العلي: كتفته بعد حرب أكتوبر 1973 لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطويع وتطبيع شاملة، وهنا كان تكتيف الطفل دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأمريكية في المنطقة، فهو ثائر وليس مطبع.» وعندما سُئل ناجي العلي عن موعد رؤية وجه حنظلة أجاب: عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة، وعندما يسترد الإنسان العربي شعوره بحريته وإنسانيته.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يجري في البحرين وأين منظِّرو «النظام يقصف شعبه»؟!
- عزيز نيسين والإضراب الكبير
- ستون مليون زهرة
- البديل الغائب فلسطينيا
- تذكروا مأساة هيروشيما وناغازاكي!
- حول الانقلاب العسكري والديمقراطية في تركيا
- اطفال اليوم في الوطن العربي: أي مستقبل؟!
- ثلاث روايات عراقية تسرد جريمة الاحتلال
- كوابيس الفلوجة او نكبتها
- كاظم الموسوي - كاتب صحفي وباحث سياسي - في حوار مفتوح مع القر ...
- إحتفاء بالكفاح من اجل الحريات وبالشهداء
- كلمات عن ايار والعمال والانتفاضة*
- اليمن: حصاد عام
- دور الليبراليين الجدد في تخريب الوعي العربي
- تحية الى الراحل الاستاذ
- تركيا- العراق: مشكلة الموصل من جديد
- خسائر العراق البشرية: ارقام في ارقام
- الجنود البريطانيون وجرائم حرب واحتلال العراق
- اللاجئون فرصة المستقبل
- رسائل احفاد سايكس بيكو


المزيد.....




- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الموسوي - رسالة عتاب وتعقيبات ودية