أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - مستر تشانس في كل العصور!














المزيد.....

مستر تشانس في كل العصور!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 5286 - 2016 / 9 / 16 - 09:24
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


مستر تشانس في كل العصور!

مستر تشانس للعبقري الراحل بيتر سيلرز من أجمل الأفلام التي شاهدتها في حياتي و.. ولعي بالفن السابع.
كلما تابعت حاكما متخلفاً وأبناء قومه يرونه عظيماً وذكيا وعبقريا ومفكرا وفيلسوفا، تمر في ذهني مشاهد هذا الفيلم، وكأنني أرىَ القصر وسيده .
مستر تشانس رجل عاش بستانياً في بيت أحد الأثرياء جداً، ولا يعرف من الدنيا غير الحديقة والمواسم والرياح والتربة الزراعية وتنسيق النباتات والورود. وفي المساء يجلس أمام التلفزيون يُقلــّـد من يظهر على الشاشة.
مات صاحب البيت واضطر البستاني إلى مغادرة منزل لا يعرف غيره. لم يرَ الشارع من قبل، ولم يشاهد رجلا أسود البشرة، ولا يملك الشجاعة أو الجُبن، ولا يعرف المرأة باستثناء خادمة سيده. صدمته سيارة زوجة ملياردير صدمة خفيفة، فأصرّت أن تصطحبه إلى قصرها وتعرّف على زوجها وقضى معم عدة أسابيع حتى يشفىَ. الحوار رائع فالبستاني يتحدث عن الخريف الذي يعقبه الشتاء ومحدثه يفهم هذا أنها فلسفة اقتصادية جديدة. البستاني لا يعرف القراءة أو الكتابة وكل أحاديثه عن الطبيعة، لكن زوج السيدة يقوم بتأويل الجهل إلى علم، ويتبادل الآراء مع البستاني الذي لا يعرف من الحياة غير ما يعرفه حيوان أليف. وجاء الرئيس الأمريكي لزيارة صديقه الملياردير وتعرّف على البستاني الذي تصرف بعفوية تقليدية فهو يفعل مثلما يفعل صاحب القصر. الرئيس يعطي أوامر بالبحث عن هوية الرجل، فلا تعثر عليها كل أجهزة الأمن.
لم يؤثر في رؤيتي للساسة ورجال الدولة ورجال الدين ومختلي المناصب العليا ومعتلي الصحة العقلية والنفسية مثل هذا الفيلم.
بعد هذا الفعل التصقت تلك الفلسفة بفكري، وكتبت كثيرا عن خطاب حمار في شرفة القصر، وآراء أحمق الناس عندما تتحول إلى عبقرية بفضل الجماهير.
لا أريد أن أشير إلى حاكم معين فالتاريخ يسرد لنا آلاف الحكايات عن معاقين ذهنيا ولسانيا ولغويا وفكريا ومعلوماتيا، لكن الجماهير الشعبية وصفوة المثقفين يركعون لهم، ويفسّرون خبلهم، ويفلسفون هراءاتهم.
مستر تشانس لبيتر سيلرز فيلم لكل العصور بأثر رجعي أو مستقبلي.
لو أن لديك قائمة بأسماء قادة العالم في المجالات السياسية والأدبية والفنية والإعلامية والدينية والأكاديمية وحملة شهادات الدكتوراة، وطبــّـقت عليهم حياة مستر تشانس فستجد نسخاً من البستاني فى أعلى المناصب.
في نهاية الفيلم يلقي الرئيس الأمريكي كلمة في جنازة صديقه الملياردير، ولا يفهم البستاني شيئا مما يقال أو حتى طقوس الموت والجنازة، فينسحب ويتوجه للبحر، ويقوّم نباتاً، ويسير في الماء ويعطي ظهره لهذا العالم.
تاريخ البشرية مليء بمستر تشانس، في كل شبر من العالم كانت تلك الحكاية تتكرر، وإذا قرأت كتب التاريخ والدين والشعوب والثورات والملوك ستجد مستر تشانس.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 16 سبتمبر 2016



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمات موجوعة .. نصرخ حين يصمت آخرون!
- حوار بين مغترب و .. مقيم!
- حوار بين الرئيس السيسي و .. بيني!
- حوار بين خروف و .. فاطمة ناعوت!
- لماذا نحب السباب من وراء حجاب؟
- المسيحية والإسلام في فضائيات القردة!
- التوك شو وصناعة الجهل!
- المواد الأولية لصناعة الطاغية
- من عاش زمن أم كلثوم فقد عاش الدهر كله!
- رسالة مفتوحة لرئيس لا يسمع!
- الإعدام أو الرجم أو الجلد لفاطمة ناعوت!
- هل مصرُ ماتزال عربية؟
- خرافة نسخ الثورة!
- الديمقراطية البيضاء و.. الاستبداد الأسمر!
- باريس لا تحترق!
- تنشيط أمْ منشطات؟ الرقص في شرم الشيخ!
- عقولنا ألسنتنا ..الرجم في الحالتين!
- إعادةُ تصنيع الزمن الجميل!
- نور الشريف .. مرة أخرى!
- رحيل سوّاق الأتوبيس!


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد عبد المجيد - مستر تشانس في كل العصور!