أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اميرة محمود اوقاسي - فرق تسد !















المزيد.....

فرق تسد !


اميرة محمود اوقاسي

الحوار المتمدن-العدد: 5286 - 2016 / 9 / 15 - 18:12
المحور: المجتمع المدني
    


كنت قد تكلمت كثيرا فيما سبق عن الفصل وتكلم كتاب كثيرين احرار عنه وكيف كان وسيلة مهمة في يد الدول والانظمة لكي تغيب عننا الصورة العامة ولا نري الترابط بين كل الاشياء، ولكي اشرحه بشكل احسن ساستدل بالمثال التالي الذي اراه خير مثال علي الموضوع
في عيد الاضحي يشتري الاهالي الخرفان بغية ذبحها ومنهم من ياخذها لبيته يوم او اثنين قبل العيد، لن اتكلم عن الاب او الام فغالبا كلاهما عقلهما مؤدلج ومغسول ولايجدن في ذبحه اي ضرر بل بالعكس، لنتكلم عن الصفحات البيضاء البريئة التي لم تؤدلج بعد، الاطفال الصغار تجدها تتعلق بالخروف وتحبه، خاصة عندما تراه كلا متكاملا روحا جسدا وقلبا، نعم للحيوانات روح رغم ان الجميع يحاول تناسي ذلك او ربما يجهل فعلا ذلك، يتعلق الطفل بالحيوان ويحاول تدليله واللعب معه ثم تدق ساعته
في اليوم المطلوب فيه الذبح، غالبا ما كنت اري الاطفال يبكون الحيوان، وبعضهم ربما يصرخ والبعض الاخر قد يمنعه اهله من المشاهدة، لكن سرعان ما ينسي وياكل لحمه عندما تبدا امه في تحضير الوجبات المكونة اساسا من الخروف الذي كان مند ساعات قليلة روحا وقلبا وجسدا متكاملا
هذا لا ينطبق علي الجميع طبعا هناك من يصر علي عدم اكل اللحم، لكن الكثير منهم ياكله، لانه في حالته تلك مقدم كوجبة، قطعة لحم مشوية او مقلية او مع خضار وصلصة، في هذه الحالة فقدت ماهيتها او هويتها لم تعد توحي انها خروف او انها كائنا حيا له قلب وحياة او بالاحري كان له، كان له اسرة وحياة يعيش لها وله اطفال يهتمون لامره،،،،،،،
لقد فُصل الراس عن الجسد، فصل الكيان عن الجسد، فصلت اعضاءه ولم تعد تكون كلا متكاملا ، اصبح بلا هوية، بلا كيان، بلا روح، قطعة لحم عبارة عن مجموعة الياف عضلية او الياف شحمية، لا تعني شيئا قد تكون مثلها مثل طبق من الفاصوليا وخاصة مع البرمجة التجارية للانسان بان اللحم المشوي من الذ الاطباق فهو كفيل بان يسيل لعاب الكثيرين )وربما من القراء ايضا(
نفس المثل او القاعدة تطبق علي البشر، تم فصلنا جيدا وفصل اجسدانا عن ارواحنا بحيث اصبحنا في نظر الدولة نؤدي الغرض المطلوب فقط، الخدمة والطاعة والانصياع، والاسوا اننا اصبحنا كذلك في نظر انفسنا، هناك الاف المؤسسات التي تتولي مهمة فصلنا، المؤسسات الدينية، الاحكام المسبقة العنصرية، اصرار وسائل الاعلام علي تكبير واظهار اختلافاتنا العرقية الاثنية، الدينية، بحيث تعريف المختلف يعني الخطر: لا يمكن للمسلم ان يتصور ان المسيحي انسان مثله بل يراه في الاخير مساقا للنار والعكس صحيح، لا يري ايا من كان يخالفه في العقيدة او لا يملك عقيدة مطلقا بشر مثله بل انجاس يعاقرون زنا المحارم ليلا نهار وهكذا،،،، والسود كذلك والاسيويين كذلك، لا يمكنه ان يفهم سوي ما يشبهه في ادق التفاصيل، قد لا يتفق حتي مع من لا يقسامه اذواقه الغذائية كذلك
وكان اكبر واول واسوأ فصل وتشويه حصل هو فصل تشويه نفسية الرجل والمراة وفصلهما عن بعض وجعلهما علي طرفي صراع دائم
ساسرد كذلك مثالا اخر عن الفصل ومضاره والامثلة لا تحصي عددا لانها نعيش يومياتنا في عصر الثنائيات واساسه التفرقة، ليس لانه العصر الحديث مثلما قد يظن البعض لكنه عصر بدا تاريخه مند كان فيه حاكم ومحكوم اي مند نشوء النظام الطبقي الهرمي
الطب كمجال دراسة يدرس كذلك علي اساس الفصل، ينظر الطبيب للكبدة علي انها كبد فقط ويعالجها لوحدها بعض النظر عن بقية الجسد وخاصة دون النظر الي روح ذلك الشخص متجاهلا ترابطها ببقية اعضاء الجسم، اغلب الامراض العضوية يكون منشئها نفسي لكن الطبيب يجهل او يتجاهل ذلك لانه لم يتلقي تعليما يخوله ان يري الصورة الكاملة للانسان كجسد وروح وقلب، التعليم برمته كله يقوم علي ذلك، وهذا ما يُعاب عليه الكثير من العلماء او الاطباء بانهم يفصلون العضو عن باقي الجسد او الجسد عن السياق النفسي والاجتماعي لصاحبه او انهم قساة القلب ومتحجرين
قساة القلب ومتحجري العاطفة امر لم ياتي صدفة بل هو تربية سنين في ظل منظومة فاشلة تعليمها فاشل لا يهدف برقي الانسان بل بتقييده وحرمانه من مواهبه او تسخيرها فقط للعبودية، بما اننا نعيش في نظام عالمي يحكمنا كلنا يستنزفنا ونحن نخدمه فلن نتوقع منه ان يعطينا تعليما ناجحا ورعاية صحية تهتم فعلا بنا لان ذلك سيشكل وعيا والوعي يؤدي بنا للثورة علي هذه الانظمة، لذلك يدرس الطب ويتم تعليمه علي هذا الاساس، كي يكونوا اطباء جزارين يبعثون المرضي للعمليات الجراحية المربحة بدون اي معالجة طبيعية او اجراءات وقائية لا تدر عليهم ربحا
استعملت مثال الطب كمثال بين الالوف غيره وتعمدت استعماله لان الناس بسذاجتهم لا يزالون ينظروا للطبيب انه المنقد وان مهنته نبيلة، لن اعمم نظرتي لكن هي قاعدة لها شواذها،وبشواذها اقصد المبدعين الذي تخطو المجال المغلق التافه وانسانيتهم تجاوزت تلك القيود ومجال الطب واحد من المجالات التي تعرضت للتشويه وللفصل وغيره كثيرين كعلم الاقتصاد وعلم النفس وعلم الاجتماع والرياضيات، بسبب فصل المنظومة التعليمية لتلك المواد وكل يتخصص في تخصص غير اخر انتجت لنا فشلة في كل المجالات، كيف يمكنك ان تفهم هذا المجال دون ان تفهم ارتباطه بالسياق الاجتماعي والنفسي وارتباط هذان الاخيران بالاقتصادي، بالتاريخ،،
واكثر ما اريد ان اؤكد عليه لان عامة الناس لا تري السبب واضحا )وهو امر لم يوجد صدفة( او تظن بان السبب في هذا هو فشل وزراء معيين او رئيس معين او نظام معين والبعض يراه بعدا عن الدين وهلم جرا،،،،
الموضوع مخطط ومقصود ومراد له، ادوات الفصل عند الحكومات لا تنتهي، الاعلام، الكهنوت، العلم كذلك لانه سلاح ذو حدين، مثقفي السلطة كلهم في خدمة اجندة الحكومات التي تقوم علي الفصل والتفرقة كل الانظمة الهرمية، تعرفون المثل القديم، فرق تسود، نعم يجب ان تفرق لكي تسود والبشرية عرفت قرونا طويلا من السيادة مند اندثار المجتمعات التعاونية والتي اختفت معها المراجع التي تتحدث عنها، مع تشويه وتزييف كبير للتاريخ، عندما تفرق لا يري البشر مدي ترابطهم بباقي الكائنات الحية بالطبيعة بالارض، بالكوكب بكل الكون، وتغرقهم الحكومات في مشاكل يومية لا تنتهي فيما تستمر هي بنهب الارض سعيا لمزيد من النفوذ والسيطرة حتي وصلنا حاليا لدرجة كبيرة من التلوث والانفجار السكاني ولا ادري كيف نقدم الارض متهالكة هكذا للاجيال القادمة؟



#اميرة_محمود_اوقاسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرك الطبقية
- انا شرطي
- لم يستطع امتلاكها
- قص الاجنحة
- انتكاسة وردة !
- الرجل الشرقي .. شرقي للنخاع
- ثقافة القطيع
- الخطيئة الأولي
- المجتمع الشرقي وثقافة الحب


المزيد.....




- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا
- -طيور الخير- الإماراتية تُنفذ الإسقاط الـ36 لإغاثة سكان غزة ...
- إيران.. حكم بإعدام مغن أيد احتاجات -مهسا أميني-
- نداء من -الأونروا- لجمع 1.2 مليار دولار لغزة والضفة الغربية ...
- متوسط 200 شاحنة يوميا.. الأونروا: تحسن في إيصال المساعدات لغ ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي يندد بفشل نتنياهو بإستعاد ...
- إيطاليا.. الكشف عن تعرض قاصرين عرب للتعذيب في أحد السجون بمي ...
- -العفو الدولية-: كيان الاحتلال ارتكب -جرائم حرب- في غزة بذخا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اميرة محمود اوقاسي - فرق تسد !