أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - هل دوافع المستشرقين المدافعين عن الإسلام بريئة؟













المزيد.....

هل دوافع المستشرقين المدافعين عن الإسلام بريئة؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5286 - 2016 / 9 / 15 - 14:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل دوافع المستشرقين المدافعين عن الإسلام بريئة؟
طلعت رضوان
لماذا أنكر بوكاى اعتراف القرآن بالتوراة والإنجيل؟
ولماذا تجاهل تعدد المصاحف؟
دأب الإسلاميون (ومن ورائهم الثقافة السائدة) على تجريح وتشويه المستشرق الذى ينتقد الإسلام، مقابل الثناء والتهليل للمستشرق الذى يمتدح الإسلام، كما حدث مع المستشرق الفرنسى (موريس بوكاى) لأنه فى كتابه (القرآن والتوراة والإنجيل والعلم) انتقد العهديْن القديم والجديد لأنّ بهما أخطاء علمية وتاريخية، بينما القرآن (من وجهة نظره) يخلو من تلك الأخطاء. الكتاب صادر عن مؤسسة اقرأ الإسلامية- عام 2014.
بوكاى فرّق بين القرآن الذى هو من الله وبين الأحاديث النبوية التى هى من البشر. وهذا كلام تقليدى قاله الإسلاميون، ولكن بوكاى (بخبث شديد) شبـّـه الأحاديث النبوية بالأناجيل فكتب ((الأحاديث والأناجيل شهادات لأفعال مضتْ. وأنّ مؤلفى الأناجيل الأربعة المعترف بها كنسيـًـا لم يشهدوا الوقائع التى أخبروا بها، والأمر نفسه ينطبق على المؤلفات فى الأحاديث المشهورة بصحتها. وقد حسمتْ الكنيسة (منذ قرونها الأولى) بين الأناجيل المـُـتعـدّدة وأعلنتْ رسمية أربعة فقط ، برغم التناقضات العديدة فيما بين هذه الأناجيل فى كثير من النقط ، وأصدرتْ الأمر بإخفاء الأناجيل الأخرى ومن هنا جاء اسم الأناحيل المُـزوّرة)) (ص29) ولكى يـُـثبــّـتْ فى الأذهان الفرق الجوهرى بين المسيحية والإسلام، ركــّـز على مسألة (الوحى) فكتب ((وهناك فرق آخر جوهرى بين المسيحية والإسلام فيما يتعلق بالكتب المقدسة، ونعنى بذلك فقدان نصوص الوحى الثابت لدى المسيحية، فى حين أنّ الإسلام لديه القرآن الذى هو وحى مُـنزّل وثابت معـًـا، بينما الأناجيل تعتمد على شهادات بشرية)) (ص30) وهنا وقع بوكاى فى التناقض، فنظرًا لشدة حماسته للإسلام ودفاعه عنه بأنّ القرآن (وحى) بينما الأناجيل غير ذلك، تجاهل الآيات القرآنية العديدة التى أكــّـدتْ على أنّ التوراة والإنجيل من عند الله (البقرة/136) بل إنّ الله (فى هذه الآية لا يـُـفرق بين الأنبياء ومن بينهم موسى وعيسى. وهو المعنى الذى تأكــّـد فى سورة الأعراف/157وكان القرآن أكثر صراحة فى مسألة الوحى فقال لمحمد ((وما أرسلنا من قبلك من رسول إلاّ نوحى إليه)) (الأنبياء/25) وأكثر من ذلك وجود نص قرآنى جمع التوراة والإنجيل والقرآن فى آية واحدة (التوبة/111) ورغم هذا النص القرآنى الصريح، فإنّ بوكاى (كى يسترضى الإسلاميين وعلى رأسهم السعوديين ويضحك عليهم) زايد على القرآن ووقع فى مغالطة مفضوحة، عندما أنكر الوحى على التوراة والإنجيل، وتجاهل أنّ القرآن اعترف بأنها كتب مُـنزّلة من السماء.
ورغم أنّ قصة الطوفان مذكورة فى التوراة والقرآن، فإنّ بوكاى استمر فى المغالطة بهدف التفرقة بين التوراة والقرآن، فكتب إنّ رواية الطوفان فى التوراة ((غير مقبولة فى إطارها العام. أما القرآن فيـُـقـدّم رواية شاملة مختلفة)) ولكى يخرج من هذا المأزق استند إلى أسباب شكلية لا قيمة لها فكتب ((الفرق الجوهرى هو أنّ القرآن، على عكس التوراة لا يـُـحـدّد زمن الطوفان. والتوراة تذكر أنّ السفينة جنحتْ عند جبل أرارات، بينما المكان فى القرآن اسمه (الجودى) وأنّ التوراة رأتْ فى الطوفان العقاب الإلهى لكل البشر الكفار، بينما الطوفان فى القرآن لعقاب قوم نوح ((لمـّـا كذّبوا الرسل أغرقناهم)) (الفرقان/37والأعراف/من 59-64) ولكن بوكاى فى الصفحات من218-222 تجاهل الأساس البـُـنيوى لقصة الطوفان، القصة التى استندتْ إليها التوراة واستند إليه القرآن، وهو إغراق (الكفار) ونجاة نوح وأهله.
وبوكاى أسهب وركــّـز كثيرًا كى يـؤكد على التناقض بين التوراة والقرآن، ومن أمثلة ذلك كلامه عن خلق السماوات والأرض فى ستة أيام، رغم تشابه التوراة والقرآن فى هذه الحكاية، ولكى يخرج من هذا المأزق لجأ إلى حيلة شديدة السذاجة وهى أنّ اليوم فى التوراة يختلف عن اليوم فى القرآن، فردّد كلام شيوخ الإسلام واستند مثلهم لآية ((فى يوم كان مقداره ألف سنة)) (السجدة/5) ولكنه لم يـُـحلل ويربط بينها وبين آية ((فى يوم كان مقداره خمسين ألف سنة)) (المعارج/4) لأنّ المُـسيطر على ذهنه هو تثبيت وجود تناقض بين التوراة والقرآن.
وبوكاى- مثله مثل كتيبة (التفسير العصرى للقرآن) الكتيبة التى (جاهد) أعضاؤها لتبيث مقولة أنّ كل منجزات العلم الحديث سبق أنْ أوردها القرآن. ولكن بوكاى تفوق على شيوخ الإسلام فى المزايدة، فهو لم يكتف بمقولة أنّ الآيات القرآنية التى تناولتْ الخلق وكل الظواهر الطبيعية وكل المعجزات، أثبتَ العلم الحديث صحتها، وإنما - كما فى معظم صفحات كتابه - كتب ((إنّ مقارنة عديد من روايات التوراة مع روايات نفس الموضوعات فى القرآن تبرز الفروق الأساسية بين دعاوى التوراة غير المقبولة علميـًـا وبين مقولات القرآن التى تتوافق تمامـًـا مع المعطيات الحديثة)) (ص251) ولكنه تجاهل عن عمد تعدد المصاحف، كما تجاهل حرق عثمان لستة مصاحف، وبالتالى تجاهل الاختلافات الكثيرة فى كتابة الكلمات، بين المصحف الحالى (مصحف عثمان) وبين ما ورد فى مصاحف أخرى، ومن أمثلة ذلك آية ((إنّ الله لا يظلم مثقال ذرة)) (النساء/40) التى يراها أعضاء (كتيبة التفسير العصرى للقرآن) أنها تحدثت عن (علم الذرة) وبالتالى يكون القرآن قد سبق أينشتاين وغيره من العلماء، بينما هذه الآية جاءتْ فى مصحف عبدالله بن مسعود ((إنّ الله لا يظلم مثقال نملة)) (كتاب المصاحف- تأليف السجستانى- دارالمكتبة العلمية- لبنان- عام1985- ص64) ومع ملاحظة أنّ الآية تتكلم عن (الظلم) الذى لا يرضاه الله، وتتكلم عن الشىء الضئيل (ذرة أو نملة) كما أنها نزلتْ فى سورة اسمها (النساء) فما علاقة ذلك بالعلم الذى فتــّـتْ الذرة؟ ولكن يبدو أنّ المستشرقين المُـدافعين عن الإسلام لديهم من الأسباب التى تعجز عقول الأحرار عن إدراكها، ولكننا نـُـدرك ونعى ونعلم حجم الأموال التى يحصدونها عندما يـُـتاجرون بكل ما يرضى عقول الإسلاميين الأصوليين، وكل ما يـُـرضى السعوديين.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديانة العبرية والأساطير والتضحية بالأبناء
- أردوغان يطالب باسترداد الأهرام
- تواصل حوار القرآن مع الواقع
- هل يمكن إنهاء زواج رجال الأعمال برجال السلطة؟
- هل الحضارة المصرية حضارة موت ؟
- ما سر الولادة المتعسرة لقانون بناء الكنائس ؟
- لماذا ارتدى بوكاى عمامة المسلمين ؟
- لماذا يسعى الأصوليون للتدخل فى كتب التراث ؟
- العلاقة المُضادة بين الميتافيزيقا والعقلانية
- هل مصر ينطبق عليها مصطلح (دولة فسادكو) ؟
- حوار الواقع والقرآن
- هل سرق الصبى الفجل ؟
- الشخصية الأفريقية والأدب الأفريقى
- القومية المصرية ومرحلة ما قبل يوليو1952
- هل كذب شاعر الر سول فى شهادته ضد عائشة ؟
- أثر الواقع الاجتماعى على النص القرآنى
- لماذا اختلفتْ برلمانات مصر بعد يوليو1952؟
- رد على السيد ماسنسن بشأن القومية المصرية
- هل الواقع أفرز النص أم العكس ؟
- من أفرز الآخر : الواقع أم النص ؟


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - هل دوافع المستشرقين المدافعين عن الإسلام بريئة؟