أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - مصطفى بلبيسي - الأرواح العالية في معركة الأمعاء الخاوية














المزيد.....

الأرواح العالية في معركة الأمعاء الخاوية


مصطفى بلبيسي

الحوار المتمدن-العدد: 5286 - 2016 / 9 / 15 - 09:32
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    



الحرية حلم من يفقدها وهي عشق الثائرون وطريق الحالمون ولا يشعر بها الخانعون، ونحن في فلسطين تُكَبِلُنا القيود التي سَلَبت منا هذه الأحاسيس، إلا أننا أطلقنا لعقولنا العنان لنتذوق طعمها القادمُ من فجر القيامة، وفي هذا السجن الكبير صنعنا لأجسادنا وأرواحنا أجنحةً تحلق في كل الأرض حتى وصلت إلى ضفاف الخلود.
.
وهذا قدر الله لنا ولأسرانا القابعين خلف متاهات الزمن يرابطون بصمت أبلغ من كل الكلمات، يثبتون كل يوم أنهم ذلك الجيل الذي سيزلزل العروش بكرامة وشرف، صمتهم وجوعهم أبلغ من كل ما قيل على الصفحات وما خط بين دفات الكتب، فنصرخ مكبرين لهذه الهامات الشامخة، مضرب العز والفخار.
.
هذه المعارك الحقيقية التي تدار اليوم في فلسطين أبطالها من جيل أخر، رجل ملقى على سريره لا حول له ولا قوة إلا بالله، ثم الإصرار والعزم والتحدي، سلاحه أمعاءه الخاوية، سلاح لم يُستخدم في أي من الحضارات السابقة وعلى مر التاريخ، وبعزة وشموخ يُسئُ أسيرنا بجوعه وجوهٌ كالحة يُمرغها في مستنقعات الوحل، فينتصر بضعفه ويهزمهم بصمته ويقتلهم بجوعه، معادلة جديدة في أرض الإسراء ومفهوم جديد لوعد الأخرة يقودها جيل خرج كطائر الفينيق من رماده، يضرب أمثلة جديدة في الصبر والصمود وهو هناك مكبل بصمت خلف القضبان.
.
فلست أسيرا يا من يشاطرك حزنك الألاف ولست وحيدا يا من تدعوا لك الحناجر مخلصة لأنك أثرت في أرواحهم لا أجسادهم، الارض التي سجنت من أجلها وتدافع عنها مباركة ومبارك ما حولها، ولقد أمر الله أنبيائه بالهجرة إليها، والرباط فيها، وهذا الجسر الذي تمد جسدك النحيل ليعبر عليه العابرون للتحرير وهو جسر أوله يعلمه المناضلون وأخره يعبر عليه الفاتحون لتحقيق وعد الأخرة، وما أنتم إلا البقية الباقية من العمالقة الجبارين الذين سيمرغون الوجوه الكالحة في الوحل، صبرا يا من تبعث في الأمة بجوعك روح الإنتصار، صبراً يامن يتعلم الصبر منكم صبره والجلد، فالله معكم وأنتم خلف قضبان الخلود... أنتم وعد الله في إسرائه فالصبر أيها الصابرون المصابرون المرابطون فسوف ينهزم الجلاد، ويذعن للحق رغم أنفه، وينتصر أسيرنا وهو هيكل كساه اللحم، شامخ كالفرسان في قلب المعركة، عزيز بعزة دينه، فاالله من أعطاه هذا العزم وهو عز وجل من أتى بهذا الجيل من قدره ليصمد أمام قدره، ليعيد كتابة النص القرآني "إن بها قوماً جبارين" بصبره وصموده، ويزلزل بجوعه عروشهم الواهنة ويحقق أول شروط النصر في وعد الأخرة (لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ)، قائلاً لمن سبقوه أيها الصابرون مثلي على صبركم، أيها العابرون فوق جراحات موتكم، أيها المرابطون في جنبات الهم وحدكم، يا من صمدتم بصمت بليغ فكسرتم حواجز الظُلم والظَّلَمة، ورسمتم لنا الطريق الذي مهدته أرواحكم الطاهرة حين عَبَرت جنبات الخلود معلنة بشارات النصر القادم من وعد الأخر قائلةً:

قسما سأعود إليك يا وطني
فإن لم يعد جسدي
فروحي عائدة لا محالة
وهناك ستقف فوق بوابات القدس
على فرسها المجنح
تكبر مع العائدين



#مصطفى_بلبيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - مصطفى بلبيسي - الأرواح العالية في معركة الأمعاء الخاوية