أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف محسن - اعادة انتاج النخب السياسية التقليدية2














المزيد.....

اعادة انتاج النخب السياسية التقليدية2


يوسف محسن

الحوار المتمدن-العدد: 1409 - 2005 / 12 / 24 - 10:13
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ان ظهور الدولة الشمولية القومية في احد اطوار التاريخ السياسي للمجتمع العراقي كا ن نتيجة لأزمة تشكيل نظام البنى الاجتماعية - التاريخية ومحيط جغرافي - سياسي ضاغط بالاضافة الى ازمة اليسار العراقي التقليدي حيث ولدت هذه الدولة من رحم الوسط القومي - العلماني تقوم بنيتها الاديولوجية على حاكمية الحزب الواحد ونزعة الاستبداد والتفرد واحتكار اليات العنف والعدوان والشوفينية القومية واستنصار مؤسسة العشيرة والجماعة الطائفية حيث ان هذا النسق من الدولة يعود تأريخياً الى حقبة الاستقلال السياسي عن الهيمنة الكولوثيالية التي رفعت فيها الحركات القومية انذاك ايدولوجية ضخمة استطاعت ان تدمج سائر الطبقات الاجتماعية والتيارات السياسية في وحدة كفاحية - وقد استطاع النموذج البعثي للدولة في صورها الاولى ان يهيمن ويحقق السيطرة الشاملة على المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية وينفذ سلسلة من الاجراءات حسبت من قبل اليسار العراقي بوصفها المسار الحقيقي للاشتراكية كالاصلاح الزراعي . تأميم الثروات و ..... وبسبب ازمة التكوين للدولة الوطنية العراقية خلال عشرينيات القرن الماضي لم يستطع المجتمع العراقي ان يبلور تنظيما مؤسساتيا ، سياسيا قادرا على تحجيم الدولة التوليتارية يضاف الى ذلك ضعف القطاع الخاص وهشاشة الطبقة البرجوازية العراقية وعدم وضوحها الطبقي والفكري والتي كان من الممكن ان تحول دون تضخم الدولة اقتصاديا وسياسيا . استطاع النموذج البعثي ان يصنع دولة كـ ( رأسمالي ) ضخم حيث اتسعت الهيمنة السياسية والعسكرية والاقتصادية خلال حقبة الثمانينات من القرن الماضي وهي خطوات لهندسة الدولة الشمولية القومانية ونمو النزعة العسكرية العدوانية بعد اطلاق اول مغامرة عسكرية ضد ايران نتيجة صعود تيار راديكالي الى السلطة السياسية ، ادت هذه المغامرة العسكرية الى تحجيم خطط التنمية الوطنية والثقافية والاقتصادية وبناء اجهزة امنية وعسكرية معقدة وتكريس الدولة وهيمنتها على الفضاءات السياسية . بعد انهيار الكتلة السوفييتية دخلت الدولة العراقية الفاشية في الطور الاخير من ازماتها الدورية وخاصة بعد تبلور ايدولوجية التوسع الراسمالي في النيوليبرالية. حيث تم احتلال العراق وتفكيك الدولة وبداية الهيمنة المركبة للسلطة السياسية .
كمدخل اولي يتطلب تحليل الخطوط العريضة لبنيات الخطاب السياسي للنخب السياسية والدينية والقومية والاثنية والتي ستشكل الفضاء العام للمجتمع العراقي مابعد الهيمنة الكولوثيالية فقد شكل مفهوم الديمقراطية حجر الزاوية في هذا الخطاب السياسي حيث وقع منتجو هذا الخطاب في الوهم السياسي القائل بأن الديمقراطية تعني تماثل الدولة او المؤسسة ( التمثيلية ) مع تركيبة المجتمع لكون هذه التركيبة تمثل اصالة المجتمع العراقي ( المخترع سياسيا ) من قبل هذه الجماعات . ان هذه التركيبة للخطاب السياسي تفتقر الى سيرورات التمركز حول نواة صلبةاو هوية وطنية . حيث انها نتاج الفكر (البلقانوني) الذي تمت اعادة هيكلته عبر اليات الهويات والاصالة والتفرد في المخيلة الايدولوجية يؤدي الى تمركزات ( طوائف ، قوميات ، اعراق ، اثنيات ) وتوترات سياسية للجماعات المقصية او المهمشة عن الدورة السياسية والشراكة في السلطة / الثروة .
بعد قراءة النسق العام للخطاب السياسي لتلك النخب السياسية التي وقعت وثيقة قانون ادارة الدولة العراقية التي . تتشكل من مزيج فسيفسائي اي انتاج مجتمع يعاني ازمة تكون البنى الاجتماعية والاقتصادية والتشظي الشديد والتمركز حول هويات ومرجعيات سياسية - فكرية تتراوح بين التعايش والنزاع نتيجة للعنف والقهر المنظم . الذي مارسته الدولة التوتاليتارية منذ ستينات القرن الماضي داخل المجتمع العراقي . حيث ان هذه الجماعت الفسيفسائية تبحث عن اسطورة مرجعية او طقس مشترك يمثل استعادة للراسمال الرمزي للدولة الوطنية العراقية بعد الانهيار الكلي حيث ان هذا الانهيار العاجل للدولة قد حدد الفشل الاخير للدولة كما صممت لاكثر من ثمانين سنة خلت في اعقاب مواجهة عسكرية اخرى انتهت باختفاء نهائي لاحد ابطالها ( الامبراطورية العثمانية ) قبالة (الامبراطورية البريطانية ) حيث تم اعادة انتاج طاولة الملك فيصل الاول مؤسس الدولة العراقية كحاصل تاريخي حيث تشير مجموعة من الدلالات المتلبسة التي يمكن اكتشافها في المشهد ( الممسرح ) للنخب الفسيفسائية التي وقعت الوثيقة حيث انها كانت مرهونة لروح الاسلاف وشعائرهم وطقوسهم ( ان حاضر العراق الكولونيالي هو ماضي العراق الكولونيالي ) حيث ان هذه االنخب السياسية لاتمتلك من البعد المستقبلي شيئا كثيراً ( ركود البنى الاجتماعية ، ازمة تكوين الدولة العراقية ، ضعف الحراك السياسي للطبقات الاجتماعي ، عدم تبلور جماعات الانتلجسيا ، و ...... ) و.... هنا تكمن عملية الاخفاء الايدولوجي لجماعةالنخب السياسية الجديدة فهي تكرار مهيب وهزلي للنخب السياسية القديمة التي حكمت الدولة الوطنية ابان ظهورها الاول حيث تنطوي هذه الفكرة على المشروعية لتتجاوز الظهورات المتعاقبة للدولة الوطنية العراقية ( انقلابات ، ثورات ، تصفيات ) فكان رهان الجماعات السياسية والامساك بتاريخية الاسطورة من اجل توسيع معنى القسوة واضفاء الشرعية السياسية
فالطاولة الملكية تؤرخ للانهيارات التاريخية المستمرة للدولة الوطنية العراقية ( الدولة الدستورية ، الدولة العسكرية ، دولة الحزب الواحد ). هنا تكمن هزيمة الاسطورة المستعارة امام خطاب النخب السياسية الجديدة ( نخب العصر الكولونيالي ) نتيجة الترقيعات والتحويرات التي تطال الذاكرة الجمعية للمأتم الجنائزي العراقي .
ان البحث عن الشرعية مرهون بتغيير نمط الخطاب السياسي وتجاوز العناصر الطوطمية في تاريخ الفكر السياسي العراقي وامتلاك المستقبل وتأسيس عناصر المجتمع المدني وتحديث المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية وبناء دولة قانون وفتح حوار عقلاني تنويري لاستيعاب الاخر التعددي .



#يوسف_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في التصميم الكولو نيالي للديمقراطية في العراق الراهن
- نقد النزعة التاريخية الأحيائية في الفكر العربي
- تحليل الخطاب السياسي حول مفهوم الديمقراطية الشعبوية


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف محسن - اعادة انتاج النخب السياسية التقليدية2