أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - تيسير عبدالجبار الآلوسي - في لغة الاتهام والتجريح والشتيمة عندما تصدر عن مسؤول في الجامعة














المزيد.....

في لغة الاتهام والتجريح والشتيمة عندما تصدر عن مسؤول في الجامعة


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 5284 - 2016 / 9 / 13 - 14:55
المحور: المجتمع المدني
    


في ظروف الانهيار القيمي تسود لغة شوارعية تتضخم بالشتيمة والسوقية وتمر عابرة بين من يمارسها في واقع الانحطاط عندما يتفشى. وليس قليلا ما نشهده في عراقنا من خروق قيمية للفساد بمستويات عديدة، لكن الرد الشعبي والنخبوي مازال قويا في رفضه وفي تحدي الوباء ومكافحته.. فالعراق معروف بانكسارات عسكرية عبر آلاف سني مسيرته إلا أن عمق ثقافته وتمدينه بجذوره السومرية كان دائما ما ينتصر بتلك الثقافة على المحسوسات المادية الرخيصة التي تبدو منتصرة ولكن جوهرها يحمل اندحارها..
ولكن ما بالنا ونحن نرى شخصاً يحتل منصباً في جامعة ويُفترض أنه يمثل الصفوة وخطابها، ولا نجدنا إلا بمفاجأة خطابه المملوء تجريحاً بعراقيين أصلاء اضطرتهم النكبات والويلات لركوب سفن المنافي والاستقرار بموانئ الغربة، والخطاب إن جاز تسميته بهذا الاسم مملوء بالتجريح والتعنيف والتشويه لنخبة هذه الملايين!؟
إن قصدنا من هذه المعالجة ومثالها أولا أن نؤكد هذا التصدي لانحدار الخطاب بخاصة عندما ينتهك حرمة دور العلم ومراكزها البحثية العليا.. وثانيا أن نتأكد من الواقعة أما بالنفي وليس بسحبها وكأن شيئا لم يكن أو بالاعتذار كي نعلن لأهلنا أن نقاء خطابهم سيبقى محفظا في الضمائر والأنفس الزكية للشعب وبناته وأبنائه.

تبدأ الحكاية اليوم حيث وردني منشور كتبه معاون عميد بكلية في جامعة القادسية، ويبدو أنه حذف المنشور بعدما جوبه بمواقف حازمة تصدت للغته وأسلوبه وما تضمنه تهجم على الكفاءات العائدة إلى الوطن. والنص كما ورد يتضمن اتهام العراقيين الذين أفنوا أعهمارهم بحب الوطن والتمسك بهويته بأنهم:
1. يقول باتهامه الأول: "يدعون الكفاءة"! وهو بهذا لا يحدد بل يشمل العائدين من عراقيي المهجر جميعا!! وقد نصّب نفسه عالما بكل الاختصاصات وأصدر حكمه بصيغة (الفتاوى) بعدم كفاءة العائدين علمياً وأن شهاداتهم وعلوم البلدان التي أتوا منها بلا قيمة (عنده).
2. ويقول باتهامه الثاني: "يدعون النزاهة"! فنصّب نفسه قاضي نزاهة وصار هو الحكم الذي (أفتى) بفساد جميع العلماء والمبدعين ونخب الفكر والثقافة العائدة! وطبعا هو النزيه والآخرون محكوم عليهم بالفساد!!
3. يقول باتهامه الثالث بل في شتيمته: "همكم تحصيل الامتيازات" يستكمل تهمة الفساد بتهمة الطمع والدناءة!!!
4. ثم يطارد تلك الكفاءات في حقوقها الطبيعية فيما قدمت وتقدم من خدمة للوطن ومن أداء واجبات تستحق عليها مرتباتها العادية ويُصدر فرمانا بواجب حرمانهم من "الراتب التقاعدي" لأنهم كما يوجه إليهم من شتائم يريدونه: "ليضمنوا تسكعهم في البلاد الأجنبية" وهو لا يكتفي بالتجريح في الكفاءات بل يطال بها وطابع الشتيمة فيها، "عوائل" تلك الكفاءات ويضيف ليعيّر بالقول: إن تلك العوائل " لم تر العراق" ولم يقل لماذا حُرِمت من حقها في العيش بوطنها بالأمس واليوم!؟
5. إنه لا يكتفي بتهجماته بل يتعمق بتجريحه وما يراه (القانون والعرف) تطاولا، بوصف تلك الكفاءات الوطنية بالعبارة الآتية: "صوتكم رياء وزيف وكذبة كبرى"!؟
6. وقبل أن يختم مسلسل التجريح والشتيمة يقول السيد معاون العميد في النص الذي وردني: "اني لا أريد حتى أن أبصق على جباهكم الحقيرة لأنكم لستم أهلا لاستقبالها"!!!!!!!
7. يختتم بتوجيه نسخ من (نهجمه وتطاوله إلى :"من لا يهتدي" طبعا به وبرؤيته! وإلى الذين :"لا يفقهون أبجدية المعرفة القانونية في العمل الإداري" كما يقول..!!!
لنعود ونؤكد أن صاحب المنشور كما وردتني صورة طبق الأصل منه هو معاون عميد بجامعة رسمية! وهو بالضرورة صاحب شهادة! ومن نخبة البلد كما يُفترض! ومن ثم عليه التزامات يُفترض أنه يعيها من جوانب قانونية وعرفية قيمية فضلا عن الموقف الذي يتدنى باتجاه أقل ما يقال عنه إنه إساءة خطيرة لشريحة عراقية تقدر بالملايين. وقد تعرضت تلك الملايين لاضطهاد النظام السابق وحُرِمت من الوطن وهُجِّرت منه قسرا وكرها.. وأنها تتعرض لأحوال ليست هينة وفي وقت كل بلدان العالم تسهل زيارة تلك الملايين إلى موطنها وعلى حساب الدولة فضلا عن دعوتها للعودة فإن السيد معاون العميد يرد بهذه اللغة التي لا تليق بامرئ غير متعلم فما بالنا وهو يحتل منصبا جامعيا مرموقا!
على السيد المعني أن ينفي وجود هذا المنشور وأنه لم ينشره وأن يتذكر أن التقنية الحديثة تستطيع الوصول إلى المنشورات الممحية. ولهذا إن صح النشر فعليه ليس سحب المنسور بل الاعتذار الرسمي من آلاف الكفاءات وملايين العراقيين في المهجر.. ممن اضطرته مظالم القهر لعذابات المنافي وهو يكافح لعيشه ويمد يده للوطن دعما ومؤازرة...
وإلا فإنني إذ أتساءل مع رجال القانون والقضاة والمحامين والحقوقيين ومع معشر الأكاديميين والعلماء أقول: كيف يُقبل هذا الأسلوب وكل تلك الإهانات الموجهة لملايين من العراقيين ولآلاف من أبنائهم ممن يصبون جهودهم في محاولة إعادة البناء؟؟؟
إنني أطالب بحملة للرد على تلك اللغة وإدانتها والضغط بالمطالبة باعتذار رسمي من المعني أو عليه توكيد نفي المعلومة يقينا، وسيكون التحقق من موضوع نشرها من عدمه ليس عصيا تقنيا.



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء من أجل مسيرة السلام في بلادنا
- ابتزاز الناس بالقدسية (المزيفة).. كيف يحاولون إرهاب الناس وم ...
- الشرعية بين الانقلاب في تركيا وألاعيب النظام ومحاولات إحياء ...
- في اليوم العالمي للطفل: أطفال العراق، معاناة من حروب الطائفي ...
- تأثير الطائفية وضغوطها المرضية على الخطاب العام ودوره في تشو ...
- الفلوجة وأهلها؛ منطلق لاستعادة الوجود الوطني وبناء أسس دولة ...
- بشائر التحرر من تضليل الطائفية السياسية المتخفية بعباءة رجل ...
- نداء إلى العراقيات والعراقيين في الوطن والمهجر
- نداء إلى قوى الثقافة العراقية الحية ومنظماتها وناشطيها من أج ...
- الرموز العراقية القديمة والمعاصرة في معرض الفنان قاسم الساعد ...
- بقعة ضوء على أحدث لقاء للفنانة بيدر البصري وطاقة تعبيرية ثقا ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: مهام جدية تنتظرنا لم ...
- بين أن تكون عراقياً فتبني أو مستعبَداً بعضوية أحزاب الطائفية ...
- التصدي لظاهرة الخلط التضليلي لنهجين متناقضين قراءة في إشكالي ...
- أوكرانيا والاتحاد الأوروبي بين اتفاق الشراكة والاتحاد الجمرك ...
- فرقة البصري تقدم عملا فنياً مميزاً ستخلده الذاكرة الموسيقية ...
- تدهور شامل يفاقم أوضاع المرأة العراقية لكنّ ردها يتعاظم صلاب ...
- نداء إلى طلبة العراق لمشاركة زملائهم في انتفاضتهم من أجل مطا ...
- نظرة دونية ونظرة سامية؛ وموقفان متناقضان من الفن؟
- الوضع في مصر بين دعم الإيجابي للتقدم بالتجربة للأمام أو الوق ...


المزيد.....




- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - تيسير عبدالجبار الآلوسي - في لغة الاتهام والتجريح والشتيمة عندما تصدر عن مسؤول في الجامعة