أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - حكايات أخرى من حانة هايد بارك














المزيد.....

حكايات أخرى من حانة هايد بارك


سعد محمد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 5283 - 2016 / 9 / 12 - 18:42
المحور: الادب والفن
    


حكايات اخرى من حانة هايد بارك
من رواد الحانة ايضا كان آرام الايراني في العقد الرابع من العمر حين هاجر الى استراليا قبل وصولنا بعدة سنوات وكان نحيف البنية منعزلا وقليل الكلام ..غادر آرام مدينة طهران بعد الثورة الايرانية ونزح في رحلة طويلة نحو باكستان وقضى وطرا مع حركة الهبيز وتعاطي الافيون الافغاني بين حلقات الخلان .
عادة ماكنت اشاهد آرام في حانة الهايد بارك يرقص وحيدا بعد ان يأخذ بقسط كاف من انفاس لفافات المارجوانا والحشيش وقبل دخوله الى صالة الرقص مرتديا نظاراته السوداء التي كانت تحجبه عن رؤية الاخرين كي يعيش في عزلة الرقص وكأنه صوفي يتوحد مع عوالمه الخاصة .. ولكنه في نهايات الليل كان احيانا يصطحب فتاة من الحانة معه الى مضجعه.
في الاونة الاخيرة وقبل مغادرتي مدينة بيرث كان آرام ضائعا ما بين هويتين وما بين القلق الروحي والتشتت الذاتي وتعاطي الخمور والمخدرات والنساء والعبث .. او مابين التفكير بفضاء اخر كان يريد التحليق اليه .. غاب آرام عن الحانة بضع اسابيع ولكن بعد فترة شاهدته وللمرة الاخيرة .. كان يتشح ملابس القساوسة وهو يعلق فوق صدره الصليب ويتأبط الانجيل قاصدا الكنيسة حتى بات آرام انسان أخر ومختلف .. وبعد كل هذة السنوات كنت اتسائل مع نفسي اذا وجد آرام العبثي ضالته الروحية ام غير عقيدته مرة اخرى!!
اما ابراهام العذري والذي كان يجد صعوبة في تعلم اللغة الانكَليزية وهو يسعى جاهدا لايصال قصائده الشعرية الى السيدات الاستراليات بلغته الانكليزية الركيكة فلم يفلح باهتمامهن . وكثيرا ماتتجاهله النساء فيضطر الى العودة الى طاولة الاصدقاء وهو يتلو بصوته الحزين قصائده يائساً باللغة العربية.
عاش ابراهام النازح من افقر احياء بغداد طيلة عمره عذريا لم تحن له اية فرصة بملامسة امرأة .. فكان خجولا للغاية ولم يتمتع بالوسامة او الاثارة التي تجذب النساء اليه ايضا. حتى ان احد الاصدقاء النرقين كان يقول ان ابراهام ليست لديه اي فكرة عن شكل فرج المرأة اذا كان مربعا او مستطيلا ام مثلثاً!!
في احدى الليالي قرر كاكه هنري الكردي ان يقنع اجمل فتاة من بائعات الهوى اللواتي يتسكعن في طرقات "نورث بريج" وان يدفع لها اي مبلغ تطلبه الفتاة بشرط ان تجعل العذري سعيدا ويشعر انه مثل بقية اصدقائه في الحانة وان النساء ترغبه.. جاء هنري بالفتاة الساحرة الى الحانة وطلب منها ان تجلس قرب ابراهام الذي ارتبك كثيرا غير مصدقا بما يحدث وقد اثار حضور هذة الفتاة فضول اغلب
رواد الحانة بما فيها النساء!!
غمز هنري الى ابراهام وطلب منه ان يتصرف كجنتلمان مع "جسيكا ذات " الجسد المغري والاثداء الكبيرة التي كانت تغوي بها رواد الحانة او مؤخرتها التي تلوي الرقاب !!
ماذا افعل: اجاب ابراهام
يا اخي اجلب لها مشروبها المفضل ثم ادعوها ان ترقص معك ولا تتكلم عن الشعر واللجوء والحروب والعراق: اجابه هنري !!
وبعد ان رقص ابراهام مع الساحرة اخذها الى شقته القريبة من حانة هايد بارك بينما اقدامه كانت ترتطم باطراف الكراسي مضطربا ومربكا امام اول تجربة جنسية كان يفكر بها مع فتاة !!
تمنى الاصدقاء الى ابراهام قضاء وقتا ممتعا مع الفاتنة جسيكا.. بينما المحترف هنري اخذ الغانية جانبا وكررعليها ان تهتم بالصديق في فراشه.
ولكن بعد نصف ساعة تقريبا جاء ابراهام وحيدا بدون جسيكا مفزوعا وشعره منكوشا وهو يطلق اقذع الشتائم على الجميع وعلى كاكه هنري بالذات:انتم مخادعون وانت ياهنري لماذا تفعل بي هذا المقلب وانا صديقك المقرب !!؟؟
استغرب الجميع .. مالذي حصل: يا ابراهام
صرخ هنري بوجه ابراهام: ماذا حصل اخبرني!!؟؟
ان جسيكا ذكر وليس بانثى وقد صفعته على وجهه وطردته من البيت: اجاب ابراهام غاضباً وهو يوشك على البكاء !!
تحسر الجميع فائلاً : اي حظ تعيس يلاحقك ايها العذري !!



#سعد_محمد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحذاء
- اصدقاء الليل والحانة
- تداعيات الذاكرة في صالة المستشفى
- حديث في مرسم
- رحلة في سوق الطفولة
- ذاكرة القلب
- حديث عابر في قطار
- تمرد ضد الاقفاص
- غزلان البراري واحلام الطفولة
- مابين غيبوبة العاشق ومطارد الشمس
- ابوذية الغناء وصوفية العشق
- ذاكرة الامكنة
- انهم يقتلون الابل
- الحب ليس له وطن او دين
- رثاء لتماثيل مهشمة .. وهاربة من معابدها
- فجيعة الغابة القتيلة
- الحائك والمدينة
- حوار السلحفاة مع الفراشة
- ترانيم المساءات الاخيرة
- عراب الارصفة


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - حكايات أخرى من حانة هايد بارك