أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مندلاوي - حين ترغمك الظروف على مجالسة الأحمق















المزيد.....

حين ترغمك الظروف على مجالسة الأحمق


محمد مندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5283 - 2016 / 9 / 12 - 16:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




محمد مندلاوي

في مرافئ ومحطات رحلة الحياة الطويلة, صادفت مخلوقات كثيرة ومتنوعة, منهم من هو إنسان كامل متكامل, سوي وسليم, ويلم بكل مفردات الحياة تقريباً, في الاقتصاد والسياسة والأدب والأخلاق والتعليم الخ, ومنهم من هو مائق, حمار بجلد بشري, لا يفقه من أمور الدنيا شيئاً يذكر سوى النهيق و الجري وراء نزواته و أهوائه وشهواته الحيوانية, فلا شيء أفضل لمعاقبة هذه النماذج الفاسدة المسيئة سوى السكوت وعدم الرد عليهم. عزيزي القارئ,إن من جملة خصال الأحمق, أنه يغضب من غير شيء, فلذا كما يقول المثل, عدو عاقل خير من صديق أحمق. وقال النبي محمد عن الأحمق:" الأحمق أبغض الخلق إلى الله تعالى, إذ حرمه أعز الأشياء عليه وهو العقل". وقال سفيان الثوري:" هجران الأحمق قربة إلى الله تعالى". حقاً أن الحمق غريزة دواءه الموت, لا حيلة في مداواته, لذا قال الشاعر العربي:" لكل داءٍ دواء يستطب به .. إلا الحماقة أعيت من يداويها". حتى أن كتب التاريخ العربي لم تبخل علينا في صفحاتها فذكرت لنا عدداً من الحمقى صاروا مضرب الأمثال, مثل أبو غبشان فقيل:" أحمق من أبي غبشان". وهناك أحمق آخر صار مثلاً عند العرب, فقيل: "أحمق من حنبقة". فقيل عن الأحمق الآخر أيضاً:" أحمق من عجل بن لجيم"الخ. عزيزي القارئ العزيز, كما عند العرب حمقى, كذلك يوجد في المجتمع الكوردي أيضاً عدداً من الحمقى ابتلي بهم الكورد, وغالبيتهم مشكوك بانتمائهم العرقي للشعب الكوردي, كالغجر الذين يقيمون في كنف الكورد منذ سنوات طوال, ويخفون هويتهم الأصلية.., مرة يزعمون أنهم كورد, ومرة يزعمون أنهم من قوميات أخرى, حسب اتجاه الهوى كيفما مال يميلون معه؟, لكن تصرفاتهم الرعناء, التي تتنافى مع القيم النبيلة, وذوقهم الفاسد, و أساليبهم الممقوتة في الإثارة, واختيار ألوان ملابسهم, وسقوطهم الأخلاقي, وتجذر ظاهرة السرقة بينهم, كل هذه الأعمال المنافية للقيم النبيلة ومبادئ الإنسان المتحضر تعريهم و تفضحهم أمام المجتمع الكوردي البعيد عن هذه التصرفات السوقية. لكني كما قلت أعلاه, هذا لا يعني أن لا حمقى بين الكورد, فالكورد كالشعوب الأخرى له حمقاه ابتلي بهم على مسرح الحياة, وأضرهم وأشدهم فتكاً على المجتمع الكوردي المسالم حمقاه في عالم السياسة, حين يحاول أحد الحمقى بيديه وأسنانه كي يحتل موقعاً متقدماً في الدولة أو الحزب وهو غير مؤهل له أصلاً, ويفتقد لأبسط مؤهلات ومقومات تعليمية و ثقافة سياسية ليتبوأ أي موقع سياسي أو حزبي حتى لو كان هذا الموقع صغيراً أو كبيراً. لكن بما أن الأحمق لا يشعر بحمقه وغبائه المركب, فلذا لا يحس ولا يشعر بمن حوله من عيون تراقب سلوكه الحيواني, تماماً كما تتصرف الحيوانات عند الجماع في الأماكن العامة فيما بينها دون أن تشعر بوجود الإنسان حولها, وكذلك الحمقى لا يشعرون بتصرفاتهم المعيبة ولا بمغزى الكلام الذي يخرج من أفواههم دون التفكير بوقعه السلبي على من حولهم من الناس.عزيزي القارئ, أن الحمق مرض مستعصي لا يعالج أبداً, حتى أن السيد المسيح قال:" عالجت كل أكمه وأبرص مشوه, لكنني لم أطق قط علاج الأحمق". وقال إمام الشيعة علي بن أبي طالب عن الأحمق:" الأحمق إن استنبه بجميل غفل, وإن استنزل عن حسن نزل, وإن حمل على جهل جهل, وإن حدث كذب, لا يفقه, وإن فُقه لا يتفقه". إن هذا الحديث العلوي يجعلك تعرف حقيقة الأحمق جيداً في ثلاث جمل كما يقول المثل: في كلامه فيما لا يعنيه, وجوابه عما لا يسأل عنه, وتهوره في الأمور. وأفرد لهم الفقيه والمحدث والمؤرخ (أبو الفرج ابن الجوزي) (508-597هـ) كتاباً خاصاً سماه (أخبار الحمقى والمغفلين). وقال قائل: "أحذر الأحمق, فإن الأحمق يرى نفسه محسناً وإن كان مسيئاً, ويرى عجزه كيساً وشره خيراً". وقيل أيضاً:"لا يستخف بالعلم وأهله إلا أحمق جاهل. كن على حذر من الأحمق إذا صاحبته. وقيل أيضاً: عدو عاقل خير من صديق أحمق. ومما قيل في الأحمق: إن بعد الأحمق خير من قربه, وسكوته خير من نطقه. وقال الآخر: أحمق الناس من ظن أنه أعقل الناس. ومن صفات الأحمق, أنه يغضب من غير شيء. وقال بعض العلماء: العاقل من عقله في إرشادٍ ورأيه في إمداد, فقوله سديد وفعله حميد. والجاهل من جهله في إغراء, فقوله سقيم وفعله ذميم ولا يكفي الدلالة على عقل الرجل الاغترار بحسن ملبسه وملاحة سمته وكثرة صلفته ونظافة بزته, إذْ كم كنيف مبيض وجلد مفضض. وقال الأحنف بن قيس عن الحمقى: الرجل الأحمق هو الذي لا يدري ولا يدري أنه لا يدري, فذلك أحمق فارفضوه. إذاً, ما يداوي الأحمق بمثل الإعراض عنه. عزيزي القارئ, أما الأحمق في عصر ما بعد الحداثة فشهرته الكاريكاتيرية ليست محلية كما كانت في الأزمنة القديمة,لأن اليوم بفضل انتشار التكنولوجيا اخترقت شهرته الآفاق, تصور عزيزي القارئ, من أين سندري بهذه المعلومة القيمة, التي زودنا بها السياسي العراقي.. ووزير لوزارة سيادية في لقاء تلفزيوني, بأن نهري دجلة والفرات ينبعان من إيران!!. الطامة الكبرى أن المشار إليه كان طالباً في جامعة الموصل ورأى بأم عينيه مياه نهر دجلة قادمة من أعالي جبال كوردستان, التي تقع اليوم ضمن الحدود السياسية التركية, التي خطها حراب الاستعمار البريطاني. لكن بسبب حب الوزير العراقي العذري لإيران الشيعية, وكرهه اللا محدود لتركيا السنية, حول بلمح البصر منبعي دجلة والفرات من تركيا إلى إيران!!. بعد مشاهدتي اللقاء التلفزيوني المعروض على صفحة الفيسبوك مع السيد الوزير أدركت لماذا القيادة.. الحاكمة في بغداد لا تعترض على تقليل تركيا لكميات المياه المتدفقة عبر نهري دجلة والفرات إلى دولة المصب, العراق, لأن حكام بغداد الجدد يتصوروا أن نهري دجلة والفرات ينبعان من إيران وليس من الكيان التركي, فلذا, ومن أجل سواد عيون آية الله؟ لا يضر إذا عطش الشعب العراقية في حر الصيف الذي يتجاوز الـ50 درجة فوق صفر!!. لمن لا يعلم, أن النهرين دجلة والفرات لا ينبعان من الكيان الذي يسمى تركيا, الذي رسمت حدوده السياسية اتفاقية لوزان التآمرية الخبيثة, بل ينبعان من جبال كوردستان, وتحديداً من جبال شمال كوردستان. لكن الأحمق المستكرد ليس بمستوى الوزير العراقي في السلم الوظيفي, ألا أن حماقته السياسية المطلقة تفوق حماقة سيد الوزير بأشواط طويلة, أي: أن الوزير المذكور لا يصلح أن يكون تلميذاً عنده, لأنه حين يُنَظر في الغباء المركب يصعب على الوزير أن يستوعب مفرداته الحمقاوية والمنظومة الغباوية الممنهجة التي يتبعها في تحليله السياسي, التي تنظر إلى كل الأشياء على كوكبنا نظرة مخالفة للعلم والعقل والمنطق. فعنده مخالفة التعليمات والقرارات هي عين الصواب والحكمة. وعنده أيضاً, التصرف الصبياني الطائش المتهور هو السلوك الحضاري القويم. ومن خصائص الحمقى أيضاً أنهم يتعرضون للآخرين من خلف ظهورهم بكلام ملفق عار عن الصحة, ولا يليق إلا بقائله. هناك بين الحمقى, من هو فاحش و بذيء اللسان, معروف بين المجتمع الكوردي بـ " دەم پییس" لا يربأ بنفسه عن الدناءة, حيث كل شيء يخطر بباله يجري على لسانه دون تأنيب ضمير, أو الشعور بالحرج أو الخزي, لأن هذا السلوك غير السوي من خصائص ذلك الذي يفتقد للشعور البشري, ألا وهو الخجل الذي يشعر به الإنسان السوي عندما يقوم بقصد أو دون قصد بعمل سلبي يكون موضع اعتراض الآخرين عليه ورفضهم له. لكن السؤال هنا, كيف يخجل وهو فاقد الحياء والكرامة وعزت نفس وقبلهم فاقد للعقل السليم الذي يطرد الفكر السقيم؟! ولا يستطيع أن يميز بين الإشاعة المغرضة التي تشيعها الموتورون لتشويه الإنسان الوطني النبيل, والحقيقة الساطعة كالشمس في كبد السماء. خير ما نختم به هو قول الشاعر العربي في الأحمق: والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضاً لصون العِرض إصلاح ... أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسئ لعمري وهو نباح. 12 09 2016



#محمد_مندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيضاح حول مقالي السابق المعنون: قافلة الوطنيون الكورد تسير ب ...
- كيف يعامل محتلوا كوردستان الشعب الكوردي قياساً بشعوبهم العرب ...
- رسالة مفتوحة إلى حنان الفتلاوي
- الكذب والخداع والتدليس مهنة الإنسان العروبي في كل زمان ومكان ...
- الجمهورية التركية الإسلامية؟
- دعوة صريحة للانتقام من كل من يدنس أرض كوردستان؟
- أربعة عقود خدمت الاتحاد الوطني الكوردستاني بالحال والمال بال ...
- أربعة عقود خدمت الاتحاد الوطني الكوردستاني بالحال والمال بال ...
- أربعة عقود خدمت الاتحاد الوطني الكوردستاني بالحال والمال بال ...
- خطاب الكراهية والتحريض الفتنوي ضد الكورد وكوردستان بدءاً من ...
- لكل فكر وعقيدة لغته الخطابية يُعرف بها ألا العلماني الكوردي ...
- العملاء فقط ينسون عناوين أوطانهم؟
- متى يكفر الإعلام العربي عن ذنوبه وينقل الحقيقة للمواطن العرب ...
- مجرد رأي.. على ضوء (المؤتمر) الذي انعقد مؤخراً في بروكسل عن ...
- يا أحرار العالم, ناصروا الشعب الكوردي الجريح, الذي يتعرض للإ ...
- عندما يصبح (المفكر العربي) شرطياً في خدمة الأمير؟
- انتبهوا لا تخطئوا لما تقولوا في صفحات الفيسبوك؟
- شخص حزبي سيرأس في الأيام القادمة حكومة غير حزبية!!
- شفاه على نعال الأمير
- إطلالة على الصحافة الالكترونية والمواقع الإخبارية


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مندلاوي - حين ترغمك الظروف على مجالسة الأحمق