حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 5281 - 2016 / 9 / 11 - 21:45
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
السعادة _الحالة النفسية والعقلية الاعتيادية للشخصية في الأوضاع والحالة المتوسطة, والتي تكافئ عتبة فرح ومتعة دنيا وعتبة ألم وانزعاج عليا والشقاء بالعكس تماما.
* * *
الدين والفلسفة والعلوم مقاربات متنوعة لمشكلة "وجود الانسان_ وطرق عيشه ثانيا" ليست متناقضة ولا متكاملة...هي مختلفة ومستقلة ولها منطلقاتها وأدواتها الخاصة وايضا تختلف في غاياتها وأهدافها البعيدة كما تختلف في القيم والاعتبارات التي تمثل أوضاع الانسان المتنوعة.
قد تتناقض أو تتكامل أحيانا, في بعض الأحداث والمواقف التاريخية الفردية أو الاجتماعية, لكن علاقاتها غالبا منفصلة ومختلفة.
* * *
" الاعتماد النفسي" الفكرة المركزية في الادمان, لها نفس الدور في وضع السعادة أو الشقاء....الحب والحرية وذروتها السعادة_ يكون الاعتماد النفسي الايجابي والفعال والمبدع. على العكس في موقف الخوف والصراع وبقية اشكال الاعتماد النفسي السلبي...الانكاري والاسقاطي والطفيلي.
* * *
رغم جماله وثرائه النظري والمنطقي_ المستوى الذي شيده (هايدغر وسارتر...) وغيرهم من فلاسفة وعلماء نفس (الوجودية)....التوقع على مستوى الوجود القلق والغامض, مع إدراك حقيقة الفقد والموت بدون إنكار أو بلاغة ومبالغة.....والأكثر أهمية بتقديري إدارك الحقيقة الاحتمالية للوجود في الزمن. فترات الصحو والوعي , حلقات معزولة ومحدودة بين عدمين....الولادة والموت. يتعذر على العقل والادراك السرور والطمأنينة معها_ رغم جماله وثرائه المنطقي والنظري , احد معيقات السعادة وعثراتهاالعديدة.
* * *
درجة السعادة أو الشقاء_ تشبه إلى حدود المطابقة حياة الفرد حتى اللحظة التي ينظر فيها إلى المرآة....
السعادة حالة الشخصية العامة, وتشمل المشاعر والأفكار والتوقعات, التي تتزامن وتتلازم مع درجات عليا من الاهتمام الايجابي بالعالم في موقف السعادة أو العكس الشقاء_ يتلازم مع حالة اللامبالاة بالوجود الموضوعي والخارجي والتمركز داخل الفقاعة النرجسية.
الاهتمام الايجابي مزيج أو مركب من ثلاث عناصر ومكونات 1_ الوقت 2_ الجهد 3_ الانتباه والتركيز
الاهتمام الايجابي يتضمن خبرة منح الشريك أو الموضوع (بالعموم...حتى الخصم) الوقت والجهد والانتباه بسهولة.
السعادة فن العيش بانسجام وتكامل, والعكس الشقاء....تعبير مباشر ومستمر عن الفشل في العيش الملائم, والمنسجم مع الطبيعة الانسانية.
* * *
لماذا يعيش الانسان بأدنى من مستوى ذكائه وقدراته المتنوعة بالغعل؟!
يتضح ذلك ويبرز عندما يموت شخص عزيز( قريب أو صديق)_ تتكرر الخبرة الكئيبة إلى درجة تثير الشفقة والغيظ معا....لماذا نهدر حياتنا بهذه الخفة والطيش!؟
يتكرر السؤال وصداه عبر القرون....ويدور من جيل لآخر
* * *
أكثر الأعمال صعوبة ونبلا, الجلوس بين مجموعة بهدوء وصمت _ او بمفردك.
سر السعادة الاصغاء- كلما استمعت أكثر....تسير الأمور نحو الأفضل
* * *
السعادة الوهمية؟
_ ملاحقة الأحاسيس الجديدة والغريبة بشكل متواصل ( طريق الاثارة والمجهول)
_ التعلق بأشياء الماضي وأشخاصه وحوادثه ( دورة الأمان)
حالة السعادة المتكاملة, تتحققق في الواقع المباشر بالتزامن مع المشاعر الطيبة ( الرقيقة بالضرورة)....تدفق تموجي يتجاوز حدود (ما وراء) المشارع السلبية كالخوف والضجر والقرف والجشع...السعادة حالة دينامية وانتقالية تشمل الموقفين الفردي والانساني معا في لحظة الذروة.
الشخصية السعيدة؟ بسهولة تدرك الحدود مع الآخرين, من الجانبين والاتجاهين و بالتزامن وبالمنظور نفسه ومنخلال المعايير ذاتها....كيف يمكن تحقيق ذلك بالفعل!؟
تلك رسالة الشعر والفنون والآداب والفلسفة والعلوم والأديان "مقاربة الحقيقة" كما هي عليه من الجانب المقابل ايضا....المخطط الثقافي الانساني_ المشترك لهرم السعادة
* * *
السعادة مناخ متكامل ( مستوى معرفي_ اخلاقي), يتشكل عبر حزمة الحلول الجيدة والمناسبة على طريق النضج والحكمة.
أعتقد_ يمكن تحديد الخطوط أو الحدود الأساسية بين السعادة والشقاء من خلال التوقعات....
السعادة تتضمن الفرح كما يتضمن الشقاء الألم النفسي أيضا, ...بعبارة جديدة السعادة حالة الغبطة التي تتجاوز اللحظة الفردية (المنعزلة والخاصة) إلى الوضع العام الانساني, بالاضافة لعنصر آخر غير الزمني للسعادة....البعد الموضوعي والمنطقي, بمعنى قابليتها للتعميم كما تشمل الحالة (الوضع التاريخي والاجتماعي والثقافي ) للشخصية.
من الأوضاع المولدة للسعادة ونقيضها المولدة للشقاء مثلا, تلازم السعادة والنجاح والعكس التعاسة والفشل_ أو تلازم الشقاء مع الانحراف والنقص العقلي _ النفسي في مقابل تلازم السعادة مع الصحة النفسية والعقلية.
( اخفقت في تبسيط هذا النص أو صياغته بطريقة أكثر سهولة وسلاسة_ هذا موقفي كقارئ اول)
* * *
منذ القدم ميز الفلاسفة والمفكرون بين مستويين للشعور....المباشر الذي ينتج عن المثيرات (الداخلية أو الخارجية) القوية والآنية, والمستوى الثاني والأهم الشعور غير المباشر الذي يلي التجارب المؤلمة أو السارة ويناقضها بوضوح.
العلاقة بين المستويين متنوعة وغير محدودة, وعبر تدرجات غير منتهية.
الشعور المباشر حلقي وإدماني بالعموم, ومقيد بالذاكرة والماضي.
الشعور غير المباشر يرتبط بالتوقع والمستقبل وغير المعروف
* * *
بين العلمي _التجريبي والمجهري, حيث الموجة والجسيم وجهان لكلمة (وجود)
وبين المنطقي _ التأملي والمتعالي, حيث الذات والموضوع وجهان لكلمة (وجود)
قطبا الخيال, حيث الكلمة جناح والكلمة قيد بنفس المعنى....والعكس صحيح
لكلمة جناح نفس معنى القيد.
السعادة العقلية_ راحة البال والضمير_ السعادة عقلية....بالتزامن مع الانتقال من الفكرة الثابتة إلى التفكير الحر....واحلام اليقظة اللذيذة
* * *
خطأ شائع إعتبار الشعور مقياس ومعيار موضوعي للمعرفة والادراك, أو للحكم على الأحداث والأشخاص.
بالمقابل خطأ لا يقل ضررا واذى, إهمال الشعور المباشر (الرقيق جدا)_ الآني والمتغير بطبيعته الموجية ولا يمكن أن يستقر على حال ثابتة ومفردة.
كيف يمكن حل هذا التناقض القديم_ المتجدد؟
المعضلة بوجهها الآخر, تتمثل من خلال شعور ما بعد اللذة (المزعج غالبا)_ مقابل شعور ما بعد الألم والتوتر (المريح غالبا)؟!
منذ عشرات القرون يكرر الانسان (الفرد والمجتمع) طرق الحلول نفسها, عبر حزمتين رئيسيتين
1_حلول مباشرة, تهدف إلى تغيير الشعور بشكل فوري ومباشر ( مهدئات ومسكنات)
2_حلول غير مباشرة, عبر تغيير الموضوع نفسه أو بتغيير طرق الادراك الذاتي, وتهدف إلى المستقبل والمجهول وتمنحه الأفضلية على الحاضر المباشر.
السعادة شرط الحكمة وثمرتها
* * *
هرم السعادة (مكان) متصاعد ومتدرج....بلا نهاية, هذا الاختلاف الفعلي عن الهرم العادي والمعروف بالهرم الاجتماعي -السياسي. مع كل درجة (تتزايد أو تتناقص) كثافة الشعور بالسعادة وشدته.
تبرز هذه الحالة الشعورية مباشرة بقوة ووضوح, عبر الأيام الأولى من التوقف عن إدمان (التدخين حالة نموذجية)
مع تزايد خبرة التحرر من الادمان يوما بعد آخر(تشبه حالة نهاية القرض ذو الفئدة الباهظة), تتحقق حالة الحرية الداخلية_ حرية الارادة ومعها تتكثف مشاعر الغبطة والتقديرالذاتي الملائم والموضوعي بالتزامن.
هرم السعادة مكان _ومدى زمني ايضا...
متراجحة السعادة علاقة, تتحقق عبر ترابط الأمان والاثارة, قطبا الوجود الانساني ومصدر ازدواجيته الدائمة
الاثارة (جديد) لذة وخوف, مقابل (القديم) الأمان والضجر والتكرار....
* * *
بعدما اخفقت في تبسيط هذا النص _رغم رغبتي وإرادتي_أضع الانذار الأفلاطوني _ كما وصلنا منذ ىلاف السنين " لا يدخل هذا المكان من لم يكن مهندسا"
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟