أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حمدي عبد العزيز - ويكا














المزيد.....

ويكا


حمدي عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5281 - 2016 / 9 / 11 - 21:43
المحور: سيرة ذاتية
    


هذه الصورة تستحضر مايعرفه الصبي الذي كنته عن العيد
لم يغادرني هذا العيد
الذي كان منتصباً بشارع سيدي اسماعيل الإمبابي بامبابة
أتذكر (( سيد ويكا)) الصبي الأسمر الفارع المفتول العضلات ذو الملامح النوبية والذي كان يراهن صاحب المراجيح علي أنه سيستطيع أن يلف بالمرجيحة لفة كاملة دونما أن يقع أو تدوغ دماغه من اللف الذي سيأخذ في التسارع بينما ذراعيه مفرودتين في الهواء غير ممسك بالأعواد الحديدية لمرجيحته

كان صاحب المراجيح يقبل هذا الرهان المشوق والذي ينعقد علي أساس ألا يدفع ويكا أجرة ركوب الأرجوحة مقابل هذا الإستعراض الكبير الذي كان يحتشد من أجله صبية وبنات سيدي اسماعيل والعصارة ومساكن امبابة الشعبية ويحقق رواجاً هائلاً لصاحب المراجيح وعلي هذا الأساس كان صاحب المراجيح يعرف أنه قد كسب مقدماً هذا الرواج والإلتفاف الكثيف حول مراجيحه فهو يثق مقدماً في قدرات السيد ويكا الفتي في تنفيذ رهانه الدائم في كل عيد

(( ملحوظة إلي فقهاء اللغة
أستسيغ كتابة مفرد المرجيحة الأكثر طزاجة من مفرد الأرجوحة سيقلل من طزاجة المعني ويفرغه من طاقته الدلالية ))

كنا نقف نحن الأطفال مبهورون بقدرات سيد ويكا بعد أن يكون قد خلع قميصه وبقي بفانلته الحمالات كاشفاً عن بنيان جسدي أكروباتي ذو عضلات وعروق نافرة في الزندين وباقي الزراعين وعلي جانبي رقبته القوية التي تحمل وجهاً طيباً ضحوكاً بعينينين قادحتين في سواد السواد وبياض البياض وجبهة تلمع بالعرق النبيل يعلوها شعره الإسفنجي الغارق في اللون الأسود

وبعد أن يخلع قميصه الجديد ويسلمه إلي صاحب المراجيح يصعد إلي المرجيحة ويتأرجح بها بحيث تعلو وتسرع في آن واحد في كل مرة عن الأخري إلي أن ترتفع إلي السماء وترتفع معها أبصارنا بجباهنا وربما صدورنا التي تتسارع دقاتها بالتشوق والغبطة معاً

ثم تأتي لحظات ذروة التحكم والمقدرة والمهارة والتمكن حيث يقف سيد ويكا في الهواء في الوضع مقلوباً مع المرجيحة التي تكون قد وقفت معه في الهواء بزاوية قائمة علي العارضة الحديدية العليا للمرجيحة وبحيث تكون رأس سيد في الأسفل وهو ينظر إلينا بعينين واثقتين مبتسمتين منتصرتين في زهو مشوب بالإحتراس الشديد وقدميه في السماء ملتبسة في المرجيحة
يكرر ويكا هذه اللحظات التي تخفق لها قلوبنا خوفاً عليه مرتين أو ثلاث خلال هذا الإستعراض الكبير

هنيهة فينقلب ويكا إلي وحش نبيل طائر يدور في الهواء بالمرجيحة دورة كاملة

نصفق نحن الصبية والبنات لبطلنا المحبوب سيد ويكا .. تماماً كما كنا نصفق لوحش الشاشة فريد شوقي في دور سينما ( الكيت كات) و(علي بابا) و( روض الفرج) ثم نتسابق علي دفع قروشنا النحاسية لحجز أدوارنا في ركوب المرجيحة بعد أن ينزل عنها وحشها الأثير ويكا مستلماً قميصه من صاحب المراجيح الذي يربت بكفه علي كتفه طالباً له كوباً من حمص الشام كمكافأة علي إجادته

أتمني لكم ولكل المصريين عيداً يبتهج فيه الجميع

حمدي عبدالعزيز
10 سبتمبر 2016



#حمدي_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احترموا هذا الشعب.. احتراماً لأنفسكم
- أزمة النادي الأهلي
- إنه شرق قناة السويس ياعزيزي
- حسين عبد ربه
- خميس والبقرى 2016
- الإصلاح الإقتصادي.. كلاكيت 3
- جديد الشرق الأوسط
- ذاكرة الضعف .. أم ضعف الذاكرة ؟
- إذا أردت أن تتاجر بقضية ... إعطها بعداً دينياً
- ندبة في يدي
- طائفية تحت ذقن الدولة
- محاولة فاشلة وخطأ في القراءة
- وماذا بعد تشيلكوت ؟
- دماء علي أعتاب عيد الفطر
- محاولة لقراءة الموقف التركي
- حديث المراجعات مرة أخري
- ياله من عالم ثري
- فهل أنا مخطئ ؟
- ياسيد نيوتن.. كان غيرك أشطر
- حديث السلام الدافئ


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حمدي عبد العزيز - ويكا