أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - عملية ميونيخ 1972.. الوقائع والأشخاص وتفاصيل الخديعة















المزيد.....

عملية ميونيخ 1972.. الوقائع والأشخاص وتفاصيل الخديعة


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 5281 - 2016 / 9 / 10 - 18:37
المحور: القضية الفلسطينية
    


في منتصف شهر آب (أغسطس) 1972 غادر خالد جواد مخيم شاتيلا بعد أن ودّع صديقه عيسى الحاج (أبو صلاح)، خلال الوداع قال له: استمع دائماً لنشرات الأخبار وإذا عدت يوماً سأقول لك كل شيء.
لكنه لم يفِ بوعده!!
كان خالد جواد برفقة أربعة من أصدقائه وجيرانه في المخيم وهم: عدنان الجشي، جمال الجشي، محمد الصفدي، يوسف مناع، وجميعهم من لاعبي نادي الكرمل الرياضي لكرة القدم.
ثم انقطعت أخبارهم عن أهل المخيم، وبدأت التخمينات، إلى أن جاء يوم 5 أيلول (سبتمبر) 1972.
من خلال أثير إذاعة لندن التقط أهل المخيم نبأ احتجاز رهائن في القرية الأولمبية في مدينة ميونيخ، وبدأت البهجة والاحتفالات تعم زواريب المخيم منذ اللحظات الأولى لسماع النبأ، الجميع أيقن من هم أبطال العملية قبل الإعلان الرسمي عنهم.
العملية
العملية التي اشتهرت لاحقاً باسم عملية ميونيخ، حملت اسم «إقرت وكفربرعم».
في الرابع من أيلول 1972 وصل الفدائيون الثمانية إلى القرية الأولمبية في ميونيخ الساعة 10:38 مساءً.
الخامس من أيلول 1972 الساعة 4:09 صباحاً هاجم الفدائيون القرية الأولمبية في ميونيخ من الجهة الخلفية لمبنى (كونوليستراسه Connollystrasse 31). وساعة تنفيذ الهجوم لم يكن يوجد أيّ شرطيّ ألمانيّ في القرية الأولمبية.
أول شخص قُتل في العملية هو جندي الاحتياط في الجيش الصهيوني رومانو، رافع أثقال، حين حاول انتزاع سلاح الفدائي خالد جواد، فأطلق خالد عليه النار وقتله دفاعاً عن النفس.
كان هدف العملية إطلاق سراح 236 سجيناً من سجون الإحتلال. وتمّ اختيار دورة الألعاب الأولمبية العشرين في ميونيخ لجذب أقصى اهتمام إلى المظالم السياسية على فلسطين.
وعبر اتصال هاتفي علمت الشرطة الألمانية بالعملية، على الفور أرسلت الشرطة الألمانية امرأة للتفاوض مع الفدائيين بزيّ مدنيّ وهي (فرولين غريس)، من دائرة الأمن النسائي الأولمبي.
كان محمد مصالحة وخالد جواد يقفان على شرفة المبنى لحظة وصولها، وعندما عرّفت عن نفسها ردّ عليها مصالحة متهكماً: لا توجد لدينا نساء هنا.
بدأت فرولين التحدث مع مصالحة.
قال لها: نحن لم نأتِ إلى هنا لقتل أي شخص، بل نحن نطالب بالإفراج عن رفاقنا في السجون الصهيونية، لا يمكن أن يبقى العالم أعمى تجاه مأساة فلسطين.
بعد ذلك حضر للتفاوض مع الفدائيين في ستاد ميونيخ كلٌ من:
دكتور (مانفرد شرايبر(Manfred schreiber من شرطة ميونيخ.
وزير الداخلية البافاري (برونو ميرك)، والمصري (محمد خديف) من الجامعة العربية، وعرض على الفدائيين مالاً وخروجاً آمناً من ألمانيا.
فكان جواب (محمد مصالحة) له: هل أتيت أنت، هنا أيضا، لتخدعنا؟
لا نريد مالاً ولا نريد أن نؤذي أحداً، نريد فقط، إخراج رفاقنا من السجون الصهيونية.
أما السفير الصهيونيّ في ألمانيا (إلياشيف بن هورين) فقد كان يفاوض في الظل، وكان يحمل معه جواباً واضحاً: لن يفرجوا عن اي سجين لديهم.
اللواء (زيفي زامير Zvi Zamir) من الخدمات الأمنية الصهيونية، كان يفاوض في الظل أيضاً.
وكانت (غولدا مائير) تشرف على عملية المفاوضات من القدس المحتلة.
الفخ والمذبحة
بعد فشل المفاوضات وعدم الاستجابة للمطالب قرّر الفدائيون مغادرة ستاد ميونيخ مع الرهائن الذين تبيّن أنهم رياضيون خدموا بالجيش الصهويني كضباط احتياط.
في 5 أيلول (سبتمبر) 1972، الساعة الثامنة مساءً، بتوقيت ميونيخ، وصلت طائرتا هليكوبتر إلى مقر القرية الأولمبية، والأتوبيسات لتقلّ الفدائيين والرهائن الصهاينة، وصل الجميع إلى حيث تقف الطائرتان، توزعوا على الطائرتين وركبوا بالفعل. حلقت الطائرات، إلاّ أنّ الطائرات لم تذهب إلى مطار ميونيخ، بل إلى مطار (شونفيلد) الحربي، الذي كانت أضواؤه غريبة جداً.
كانت السلطات الألمانية قد جهّزت ثمانية أعمدة بعدد المجموعة الفلسطينية.. على سطح كلّ عمود منصة يرابط فيها أربعة قناصة، بمجموع (32) قناصاً على الأعمدة الثمانية، ويؤكد المفاوض المصري أن خطة التعامل مع المجموعة الفلسطينية كانت تقضى بأنّ كلّ أربعة من القناصة متمركزين على سطح كلّ عمود سيصوّبون نيران أسلحتهم على فلسطيني واحد من المستهدفين، وتتم هذه العملية في ثانية واحدة، وبالتالي يتمّ تحرير الرهائن. وكانت طائرة هليكوبتر ثالثة تحلّق على ارتفاع أعلى من مستوى الطائرتين اللتين تقلان المجموعة الفلسطينية والرهائن، كانت تُقلّ (موشيه ديان) وزير الحرب الصهيوني هبطت الطائرات على مطار (شوين فيلد)، نزل الجميع للأرض، وفي ثانية واحدة أطلق القناصة نيرانهم على الفلسطينيين. اشتبك الفلسطينيون معهم، لتنتهي عملية الإنقاذ الفاشلة بمقتل تسعة رياضيين صهاينة بنيران القناصة الألمان وخمسة من الفدائيين الفلسطينيين الثمانية، بالإضافة إلى ضابط شرطة ألماني وطيار مروحية ألماني، كما تمّ تفجير مروحية. وقد نجا من العملية ثلاثة فدائيين.
ارتكب المذبحة رجال الشرطة الألمان في مطار بلدة (فورستنفلد بروك العسكري Furstenfledbruck) الذي يقع بين ميونيخ وأوغسبورغ بمحاذاة نهر (أمبر).
حاولت السلطات الألمانية إلقاء تهمة إطلاق النار على الفدائيين، ولكنها عادت واعترفت رسمياً بمسؤوليتها عن إعداد الكمين وإطلاق النار على الرهائن والفدائيين.
أسفرت العملية عن مقتل جميع الرهائن واستشهاد خمسة فدائيين هم:
1- الشهيد الدكتور (محمد توفيق مصالحة)، 27 عاماً، من قرية دبورية قضاء الناصرة - فلسطين. حاصل على شهادة دكتوراه في الجيولوجيا النفطية من ألمانيا.
2- الشهيد (خالد محمد جواد) (يعرفونه في المخيم: ابن ابو عادل الذي كانت مهنته توزيع البريد على سكان مخيم شاتيلا بواسطة دراجة هوائية)، عمره 18 عاماً، من سكان مخيم شاتيلا، البلد الأصلي: عرّابة قضاء جنين - فلسطين، كان يلعب مهاجماً في صفوف نادي الكرمل الرياضي لكرة القدم.
3- الشهيد (يوسف فرج مناع) (يعرفونه في المخيم: «شوشو» ابن أبو يحيى)، عمره 18 عاماً، من سكان مخيم شاتيلا، البلد الأصلي: مجدالكروم قضاء عكا - فلسطين. كان يلعب رأس حربة في صفوف نادي الكرمل الرياضي لكرة القدم.
4- الشهيد (عفيف أحمد حميد) (ابن ابو لطفي)، عمره 23 عاماً، من سكان مخيم عين الحلوة، البلد الأصلي: عين الزيتون قضاء صفد - فلسطين.
5- الشهيد (محمود فقهي خليل نزال) مواليد قباطية - قضاء جنين - فلسطين , 29 عاماً، درس اللغة الانجليزية وآدابها، وعمل في شركة بريطانية للبترول في الكويت، ثم التحق بالمقاومة وأيلول الأسود.
وقد تمّ اعتقال ثلاثة من الفدائيين وأفرج عنهم إثر عملية اختطاف طائرة تابعة لشركة (لوفتهانزا) الألمانية كانت متوجهة من بيروت إلى ألمانيا الاتحادية يوم 29 تشرين الأول (أكتوبر) 1972. وهم:
1- (جمال خليل الجشي) (ابن أبو محمد)، عمره 22 عاماً، من سكان مخيم شاتيلا، البلد الأصلي: الكويكات قضاء عكا - فلسطين. كان لاعباً في صفوف نادي الكرمل الرياضي لكرة القدم.
2- (محمد الصفدي) (ابن أبو أحمد)، عمره 22 عاماً، من سكان مخيم شاتيلا، البلد الأصلي: الكابري قضاء عكا - فلسطين. كان لاعباً في صفوف نادي الكرمل الرياضي لكرة القدم.
3- الشهيد (عدنان عبدالغني الجشي) (ابن أبو عصام)، 20 عاماً، من سكان مخيم شاتيلا، البلد الأصلي: الكويكات قضاء عكا - فلسطين. كان لاعب خط وسط وإدارياً في صفوف نادي الكرمل الرياضي لكرة القدم. درس المرحلة الابتدائية في مدرسة الجليل - مخيم شاتيلا، والمرحلة المتوسطة في مدرسة الأونروا بحارة حريك، والبكالوريا الفرع العلمي في المدرسة السعودية - برج البراجنة سنة 1969، وكان متفوقاً في دراسته. ثم درس التمريض في مدرسة هيكل (1970-1971) بمدينة طرابلس شمال لبنان لكنه لم يكمل دراسته، وبعد عودته من تنفيذ العملية، منحته إدارة المستشفى والمدرسة الشهادة مكافأة له على اشتراكه في تنفيذ عملية ميونيخ. تزوج عام 1976، وفي العام التالي 1977 درس مختبرات طبية في الجامعة الأميركية في بيروت لمدة أربع سنوات. عام 1981 سافر إلى الإمارات العربية المتحدة، إمارة الشارقة وعمل في شركة بترول NDC في الريغ، وهي شركة بترول إنجليزية إماراتية. استشهد مسموماً على يد الموساد الصهيوني في دولة الإمارات العربية المتحدة في إمارة الشارقة يوم 4 نيسان (أبريل) 1984. تعرّضت عائلتهّ للتهديد، ورُفض تشريح جثته، دُفن في إمارة الشارقة.
أين يرقد بقية شهداء عملية ميونيخ؟
رفضت الحكومة اللبنانية طلباً رسمياً من منظمة التحرير الفلسطينية لإحضار جثامين الشهداء إلى الأراضي اللبنانية، بعد ذلك اتصل ياسر عرفات (أبو عمار) بالعقيد معمر القذافي، بهذا الخصوص، فوافق فوراً على استقبالهم. عند وصول جثامين الشهداء إلى العاصمة الليبية طرابلس استقبلوا استقبال الأبطال وتمّ دفنهم جميعاً في الأرض الليبية. وهكذا طويت صفحة من صفحات البطولة الفلسطينية النادرة المغمّسة بالدّم والتي ستبقى، على مرّ الزمن، مفخرة للعرب والمسلمين ولكلّ إنسان حُرّ أبيّ في العالم.
محمود كلّم- بودابست



#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحِبرُ جَفَّ
- وجَفَّ الحِبرُ
- زمن العقارب ... سفرهم طال !!!
- أوراقٌ ضائعةٌ
- ذاكرة الدم في صبرا وشاتيلا : عن ابو سلمان الذي لم يخذله حمار ...
- محمود سعيد أدار الى جهة الليل ظهره !!!
- أنيس صايغ... قامة لم تنحن يوماً
- ذاكرة الدّم ، في صبرا وشاتيلا
- اذا حان وقتها ، ستدكُ عروشٌ ويُداس طغاةٌ !!!
- ناجي العلي / لو غاب او تغيّبَ !!! من يمسك الريشة والقلم !!!
- ذاكرةُ الثّلجِ ...!!!
- أنْجزَ ما عليه وَرحلَ
- عندما لا يستمعُ أحدٌ لندائِكَ سِرْ بمفردِك !!!
- هان الرحيلُ حتى تساوى به النسيانُ !!!
- عشيرة عرب السواعد
- الطلاق !!!!!!!
- عشيرة عرب القليطات / الخريشات
- عشيرة عرب الهيب / المرادات
- عشيرة عرب الحميرات
- عشيرة عرب السويطات


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود كلّم - عملية ميونيخ 1972.. الوقائع والأشخاص وتفاصيل الخديعة