أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - هل الحضارة المصرية حضارة موت ؟















المزيد.....

هل الحضارة المصرية حضارة موت ؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5281 - 2016 / 9 / 10 - 17:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل الحضارة المصرية حضارة موت؟
طلعت رضوان
تأثركثيرون بالتراث العبرى المعادى لمصر. وأشكال العداء كثيرة من بينها أنّ الحضارة المصرية (حضارة موت) فهل هذه حقيقة ؟ وهل أصحاب هذا الكلام قرأوا كتابًا واحدًا فى علم المصريات؟ إنّ تشويه حضارة أى شعب يعنى محاولة إقناع الأحفاد بأنّ جذورهم مخوخة، وعليهم ردم هذه الجذورليقام فوقها تراث آخرنقيض لتراث (الفراعنة الطغاة)
رأيتُ التعرض لهذا الموضوع بعد أنْ قرأتُ الكثيرمن الكتب والمقالات بأقلام (مصرية) تتعمّد تشويه الحضارة المصرية. ولوأنهم قرأوا القليل فى علم المصريات مع القليل من الضمي الحى، لعلموا الكثيرمن الحقائق المذهلة التى حققها جدودنا. يُركزعلماء المصريات على البداية، حيث أنّ النيل الموجود الآن لم يكن كذلك. وإنما كان عبارة عن أحراش ومستنقعات. الجدود هم الذين هذبوه وشذبوه فصارالنيل المعروف حاليًا. فهل هذا تصرف شعب يـُـفكرفى الموت؟ وطمى النيل جعل الأرض صالحة للزراعة. ومن هنا كانت بداية (الحضارة المادية) فتم تطويع المعادن لإختراع أدوات الزراعة. والزراعة ألهمتهم التوصل إلى أهم وأدق تقويم، أى التقويم الشمسى، لأنه مرتبط بالدورة الزراعية. ويكفينا فخرًا أنّ التقويم العالمى (الميلادى) مأخوذ عن التقويم الجريجورى المأخوذ عن التقويم الرومانى المأخوذ عن التقويم المصرى الذى قسّـم السنة الى 365 يومًا وربع اليوم على مدار12 شهرًا وذلك عام 4241 ق.م .
تطوّرتْ الحضارة المادية فكان إجراء أول جراحة مخ (تربنة) فى التاريخ حسب الترجمة الموجودة فى المتحف البريطانى. ووجود عُقد موجود فى متحف برلين، خرزاته من الكريستال الطبيعى. وهذا العقد به ثقوب لتمرمنها أسلاك رفيعة من الذهب ولايزيد قطرالثقب عن جزء من المليمتر. ويرى العلماء أنّ هذه الثقوب لايُحدثها إلاّشعاع من الليزر. ويتساءلون: كيف فعلها المصريون؟ ويقول د. أحمدى عبد العزيزأستاذ الكيمياء أنّ المصريين القدماء توصلوا إلى صناعة الألياف الزجاجية. وأنّ كل عشرة من هذه الألياف تساوى قـُـطرشعرة رأس واحدة، فكيف فعلوها؟ ويقول د. على حسن ابن أخ عالم المصريات سليم حسن (( لقد عرف جدودنا المصريون المواد المُـشعة واكتشفوا صخورًا معينة قرب بنى سويف نسبة الاشعاع بها عالية. فاتخذوا منها طلاء أزرق بعد طحنها وتحويلها إلى بودرة)) كما اخترع جدودنا الخيوط الجراحية. ومشرط الشق الحنجرى لحالات الاختناق. والإبرالجراحية المصنوعة من الذهب والفضة. وعرض د. عادل إمام أستاذ أمراض القلب فيلمًا عن بعض الجداريات المصرية وقال (( أعرض عليكم صورة من أحد المعابد، تــُـصوّرالتحام الحيوان المنوى وبجواره البويضة ثم انقسام البويضة إلى اثنتين ثم أربعة. فهل كان لدى جدودنا ميكروسكوب؟ خصوصًا وأنّ 400 مليون حيوان منوى يمكن وضعها فى رأس دبوس إبرة)) (أنظرمقبرة رمسيس 6 فى وادى الملوك- غرفة الدفن) وتقول عالمة المصريات الفرنسية كريستين نوبلكورأنّ مصرعرفت منذ آلاف السنين أنّ القمريستمد نوره من الشمس. ودليلها على ذلك ما وجدته مكتوبًا على تمثال آمون ((العين اليمنى هى الشمس. والعين اليسرى هى القمر. والعين اليسرى تستمد نورها من العين اليمنى))
هذه الحضارة المادية لخصها العالم الكبيربرستد فى جملة دالة إذْ كتب ((إنّ الصناعة المصرية أخرجت كتانـًا على النول اليدوى بلغت فيه دقة النسيج، ما جعل من الصعب أنْ نـُميزه عن الحرير. وإذا قارناها بخيرما يمكن أنْ يـُـنتجه النول الميكانيكى الحديث، فإنّ صناعتنا الحالية تبدوخشنة بالنسبة إليها)) (إنتصارالحضارة ص 100) وفى مؤتمرعلمى اعترف العلماء بأنّ ((الحضارة المصرية هى من أقدم الحضارات التى مارستْ علم البيوتكنولوجيا عندما ابتكروا الخبز وقاموا بتخميره قبل خبزه ودخوله الفرن)) وإذا انتقلنا إلى الحضارة (الثقافية) أوالروحية، نجد اعتراف العلماء بفضل المصريين القدماء فى وضع أسس علم (الأخلاق) ولم يكن الاجماع بينهم مصادفة على نشأة (الضميرالإنسانى) الذى هوأهم وأقوى من القوانين الوضعية. اجماع شمل المؤرخين القدامى مثل هيرودوت الذى وصف جدودنا بأنهـــــم ((أتقى البشرأجمعين)) إلى فرويد الذى قارن بين المصريين القدماء ووصفهم ب ((الودعاء)) بينما وصف الساميين ب ((الهمج)) (موسى والتوحيد ص 109) إلى برستد الذى خصص كتابًا عن مصرالقديمة بعنوان دال هو(فجرالضمير) أشارفيه إلى أنّ أناشيد أخناتون كرّستْ الحب لكل المخلوقات. وفى مقارنة بين الآتونية والموسوية كتب المفكرالسورى الكبير فراس السواح ((تــُـصرالديانتان ولأول مرة فى التاريخ على وحدانية الإله. إلاّ أنّ وحدانية أخناتون أعم وأشمل. لأنه يرى آتون إلهًا للأمم كلها. بينما بقيتْ اليهودية فترة طويلة من تاريخها على الاعتقاد بيهوه إلهًا للشعب اليهودى، يتجلى فى المعارك والانتصارات، لاكما يتجلى آتون فى الأزهاروالأشجاروجميع أشكال النماء والحياة)) (مغامرة العقل الأولى– ص 132)
الحضارة الثقافية هى التى ألهمتْ جدودنا التوصل إلى أول أبجدية فى تاريخ البشر. وهى ((إنّ الفينيقيين (أهل لبنان) نقلوا الحروف الهيروغليفية إلى بلاد اليونان فبلوروا منها الأبجدية. وبدون تزيد أنّ مصرمحتْ أمية حوض البحرالمتوسط)) وبفضل الأبجدية المصرية التى تطوّرتْ وانتقلتْ إلى شعوب أخرى، عرف البشرفكرة (التدوين) التى شملتْ التاريخ والعلوم والأدب إلخ. ويؤكد العلماء أنّ البرديات التى تركها جدودنا شملتْ الحياة اليومية (الخاصة) بما فيها أشعارالحب والخطابات المتبادلة بين الزوج وزوجته وكتابة عقود الزواج وعقود البيع. وأشارالعالم ت. ج. جيمس إلى عــَـقد مُـحرربين السيدة (تا- حب- نفر- حتب) وشخص آخرحول شروط بناء بيت لها لصيق ببيته، إلى درجة ذكرالحدود من كل الجهات مثل العقود المُحرّرة فى عصرنا الحالى. والعـَـقد محفوظ فى المتحف البريطانى. وذكرالمؤلف أنّ العـَـقد ((يُظهرالمرأة المصرية القديمة فى صورة تحفظ لها كيانها القانونى وحقها فى التملك والمحاسبة القانونية بصفة مستقلة)) (الحياة أيام الفراعنة ص 192) وكتب ماسبيروأنّ ((المرأة المصرية من الطبقة الدنيا والمتوسطة أكثراحترامًا وأكثراستقلالامن أية امرأة أخرى فى العالم)) وكتب ماكس ميلر((لم يكفل أى شعب قديم أوحديث للمرأة مركزًا قانونيًا مماثلا فى سموه كما كفله لها سكان وادى النيل)) وكتب باتوريه ((كل الشعوب القديمة، فى الغرب كما فى الشرق، يبدوأنها اجتمعتْ حول فكرة واحدة: أنْ تجعل من المرأة كائنـًا أدنى من الناحية القانونية. أما مصرفإنها تعرض لنا منظرًا جد مختلف. فنحن نجد فيها المرأة مساوية للرجل من الناحية القانونية. لها نفس الحقوق وتعامل بنفس الكيفية)) (د. محمود سلام زناتى- تاريخ القانون المصرى) وأضاف (( لقد تمتعتْ المرأة فى مصرالفرعونية بمكانة فى المجتمع والأسرة لم تبلغها المرأة لدى شعب من الشعوب القديمة. بل فى كثيرمن المجتمعات الحديثة. فلم يعرف المصريون فكرة انفصال الجنسيْن وحجاب المرأة. وكانت تخرج بين الناس سافرة الوجه. وتـُـسهم بنصيب كبيرفى الحياة الاجتماعية. وأنّ الزوج والزوجة كانا يعملان بالنسبة لحق الطلاق على قدم المساواة. فكانت للزوجة حرية الانفصال عن زوجها مثل حرية الزوج. وذلك عكس الكثيرمن الشرائع القديمة التى لم تكن تسوى بين الرجل والمرأة. حيث كان الطلاق حق مطلق للرجل. والقانون المصرى كان يسمح بزواج الأرامل وهويـُـخالف ما جرتْ به بعص المدنيات القديمة التى كانت تحظرعلى الأرملة عقد زواج جديد. كما كان القانون المصرى يعترف للبنت بحق ميراث مساوٍتمامًا لحق الابن))
فهل مساواة المرأة بالرجل من بين أسباب العداء لمصر؟ وعلى الجداريات تجد الراقصات والعازفات. فهل هذه حضارة موت؟ خاصة أنّ اللغة المصرية القديمة- كما يقول أغلب علماء المصريات- لم يكن فيها لفظ (الموت) وإنما كان يكنى عنه بلفظ (الغرب) وهل الحضارة التى عشقت الحياة وأبدعتْ الموسيقى التى انتقلتْ إلى الدول المتحضرة (أنظرتاريخ الموسيقى المصرية- د. سميرالجمال) حضارة موت؟ وعن مصرأخذت أوروبا موديلات الأثاث والملابس . وقد انبهرتْ المرأة الأوروبية ب (البليسيه) الذى ارتدته ملكات مصرفكان مودة عالمية (أنظرد. مرفت عبدالناصر- موسوعة مصرفى عيون العالم) والحضارة التى يراها الأعداء (حضارة موت) قال عنها الأديب أندريه مالرو(والذى شغل منصب وزيرالثقافة الفرنسية): ((إنّ ما بحثتْ مصرعنه فى الموت هوتحديدًا القضاء على الموت. إننى باسم فرنسا أشكرمصر التى كانت أول من ابتكرالخلود)) والحضارة التى يراها الأعداء حضارة موت هى التى أخرجتْ العديد من الحكماء ومن بينهم الحكيم (آنى) الذى أرجوأنْ يتأمل المصريون (العبريون) كلماته ((إذا كنتَ قد تعلمتَ شيئــًا.. فأين أنتَ من بحورالمعرفة))
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما سر الولادة المتعسرة لقانون بناء الكنائس ؟
- لماذا ارتدى بوكاى عمامة المسلمين ؟
- لماذا يسعى الأصوليون للتدخل فى كتب التراث ؟
- العلاقة المُضادة بين الميتافيزيقا والعقلانية
- هل مصر ينطبق عليها مصطلح (دولة فسادكو) ؟
- حوار الواقع والقرآن
- هل سرق الصبى الفجل ؟
- الشخصية الأفريقية والأدب الأفريقى
- القومية المصرية ومرحلة ما قبل يوليو1952
- هل كذب شاعر الر سول فى شهادته ضد عائشة ؟
- أثر الواقع الاجتماعى على النص القرآنى
- لماذا اختلفتْ برلمانات مصر بعد يوليو1952؟
- رد على السيد ماسنسن بشأن القومية المصرية
- هل الواقع أفرز النص أم العكس ؟
- من أفرز الآخر : الواقع أم النص ؟
- ملاحقة القرآن للواقع (2)
- لماذا تجاهل النقاد مسرح اللامعقول لتوفيق الحكيم؟
- لماذا وقف القرآن مع الوثنية وليس مع المسيحية
- ملاحقة القرآن للواقع الاجتماعى
- لماذا تختلف الأنظمة فى الدفاع عن مواطنيها ؟


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - هل الحضارة المصرية حضارة موت ؟