أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - تامر سلامة - الوعي الشبابي في قطاع غزة -















المزيد.....

الوعي الشبابي في قطاع غزة -


تامر سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 5281 - 2016 / 9 / 10 - 17:22
المحور: المجتمع المدني
    


الوعي و الثقافة ، مفهومان ترابطا منذ العصور اليونانية القديمة و نشوء الحضارات و ثقافة التفكير و البحث عن المعرفة ، و اللذان نراهما يتذبذبان بشكل عنيف بين أوساط الشباب الجامعي في قطاع غزة .

و أخص بالذكر الشباب الجامعي لأنني ك فرد منهم و ك طالبٍ جامعي ملامس للواقع و شاهد عيانٍ عن كثب لما أكتب ، حيث يستطيع أي شخص عاقل ، أن يركز لوهلة حين يدخل جامعة و يختلط في طلابها ليلامس ذاك التذبذب الثقافي و اختلاف درجات الوعي بين الطلبة ، أو بمجرد الدخول لأحد القروبات أو الصفحات التي تجمع الشباب الجامعي عبر مواقع التواصل الإجتماعي المتنوعة مثل الفيسبوك ، ترى الفروقات الثقافية و الإختلافات و التناقضات الفكرية التي تظهر بصيغة أسهل و أوضح ، فتلك البيئة الإلكترونية التي تمثل بيئةً آمنةٌ نوعاً ما للمثقفين و الناقمين على الوضع الراهن من الحياة في قطاع غزة من حصارٍ مرير و مشاكل إجتماعية تضرب بالشباب الفلسطيني في قطاع غزة بشكل خاص .

لكن البيئة القاسية التي وفرها الحصار الصهيوني لقطاع غزة ، تركت منفسا سلساً للمثقفين بشكل عام و للشباب الجامعي بشكل خاص ، وهو الإنترنت ، المليء بالمعلومات و الثقافات من حول العالم ، و التي يتأثر فيها الشباب الغزي ، كلٌ حسب ما يقتنع و يشعر بقربه من واقعه و حالته النفسية و طريقة تفكيره و التوجه الأيديولوجي الذي يتخذه ك بوصلة يوجه حياته بها .

فنجد الشباب الفلسطيني منقسما حسب الوعي لمجموعات ، نذكر أهمها :

(١) مجموعة المثقفين و التقدميين و المتحررين ، و يكون أغلب من فيها من اليساريين و القرّاء و المفكرين و الكُتّاب ، و الذين يُعاملوا بنفور و ينبذون في مجمل الأحوال و يتم تكفيرهم في بعض الأحيان و شتم أفكارهم و توجهاتهم الفكرية بل و محاولة تغييرها و تشويه سمعتها ، و يكون ذنبهم الوحيد هو الرغبة في التحرر الفكري و تصحيح الميل الثقافي و المفاهيم المغلوطة المنتشرة في المجتمع الغزي و تخليصه من الرجعية و التخلف المنتشر ليومنا هذا .

(٢) مجموعة الإسلاميين و المتطرفين دينياً ، و يكون أغلب من فيها ينتمون بالدرجة الأولى لأحزاب تتخذ نهج الإسلام السياسي أو متأثرين بالحركات الجهادية التكفيرية المنتشرة حديثاً ك داعش و غيرها ، و تطرفهم يكون محدوداً بالإعتداء اللفظي على المغايرين لفكرهم و تكفيرهم و التنفير منهم و قد يصل للإعتداء الجسدي في بعض الأحيان حسب قربهم من السلطة الحاكمة .

(٣) مجموعة المقلدين و اللامبدئيين ، و يكون أغلب من فيها عبارة عن من لا يمتون للوعي بأدنى صلة ، بل و يكون دورهم و شغلهم الشاغل في أي نقاش هو التكفير و الشتم و إدعاء المثالية و النفاق و الذي يكون واضحاً و جلياً لدى باقي المناقشين ، حيث من يعرفهم جيداً يعلم بنفاقهم و غبائهم المتخفي تحت وجه الخداع و التشبه بالمثالية و إدعاء المعرفة و الشرف .

(٤) مجموعة المغيبين فكرياً ، و المعبئين فكرياً ، الذين تم غسل أدمغتهم و ملأها بما يراه أصحاب المصالح الحزبية مناسباً ، فيتم إخفاء الحقائق عنهم و إيهامهم بكل ما هو إيجابي لمصالحهم الشخصية فقط لا غير ، و نجد أفراد هذه المجموعة عبارة عن تابعين لا أكثر يمتثلون لأوامر قادة أحزابهم دون وعي أو تفكير كقطيع خراف ، و نجد أغلب من فيها يتبعون لأحزاب يمينية ليبرالية و أحزاب الإسلام السياسي .

(٥) المحايدين ، و يكونون باقي الطلبة و الشباب الغير مهتمين بالعمل النقابي الطلابي و بالأنشطة السياسية أو حتى بالتجمعات الطلابية ، و يكتفون بدور المشاهد و يتجنبون النقاشات الحادة التي قد تنفجر بأي لحظة بين أفراد المجموعات الأربعة السابقة كي لا يخسروا أي من أصدقائهم و معارفهم منها .

و لكن الظاهرة التي يجب أخذها بالحسبان هي ظاهرة التكفير ، و ظاهرة التعهير التي نراها إستشرت بشكل مخيف بين الطلبة ، فنجد أن الغير محجبة يتم وصفها بأبشع الكلام و الصفات بل و التحرش لفظياً بها ، و تكون الحجة دائما " هي لم تستر نفسها " ، في حين أنها غير مطالبة بالستر كما أنت مطالب بكبت غرائزك الحيوانية المكبوتة ك رجعي متخلف ، و في الجهة الأخرى نجد الهجمات العنيفة ضد اليساريين و أصحاب الفكر المتحرر ، حيث الإتهامات بالإلحاد والتغييب العقلي ، و نشر الفتنة و الإلحاد بين الطلبة ، و هو ما لا يحدث إطلاقاً ...

فلدى الرجعيين و المتطرفين دينياً ، يكون النقاش عبارة عن صراخ بل يمكن وصفه بالنهيق المتواصل دون معنى ، و إستغلال الدين و العاطفة الدينية لإبراز وجهة النظر و تحقير من يناقشه و تقزييمه أمام الغير تحت شعار " كلامك حرام ! " . فإن طالبت بحرية المرأة و مساواتها بالرجل يسخرون منك مباشرةً بعبارة " شو رايك المراة تشتغل بالباطون و السواقة عالخط " بضحكة إستهزائية ، لا تجد حينها بين إنفراج الشفتين إلا شعاع حقارة ملوث بالرجعية المقيتة السامة التي تنتشر تحت عباءة الدين و الخوف الإجتماعي ، و حين تناقش أمراً من الغيبيات يتم وصفك و إتهامك بالزندقة و الإلحاد دون تأجيل أو تأويل ، و صد حوارك و محاولة تشويهك بأبشع الصفات ،و إن قررت الفتاة خلع الحجاب أو عدم إرتداءه يتم وصفها بالفاسقة و الفاجرة و بالعاهرة ، دون أدنى مراعاة لمشاعرها الإنسانية و النفسية ، و يتم أيضاً زرع الفتنة و الحقد و الكراهية و التي كذلك قد تصل للتكفير بين المنتمين للأحزاب السياسية ممكا يكرس الإنقسام و المشاكل بين الطلبة .

و كلما تحدثنا في هذا الموضوع ، يخرج عليك المثاليون و كاملوا الأوصاف ، لتبدأ محاضرات الشرف و الدين ، و لكن إن دققنا قليلاً في أسرارهم الخاصة ، و التي لا تخفى على باقي من يدرس معهم و يعايشونهم في محيطهم ، نجدهم بعيدين كل البعد عن الأخلاق و الشرف و الدين ، بل و قد تصل فيهم الحقارة لأن يكونوا رمزاً للعفة و الدين للعامة و يكونون أسفل سافلين في علاقاتهم الخاصة التي بفضل الإنترنت ، هذا المجتمع الإفتراضي المتبحر المجالات ،أصبح فيه كل شيء يمكن كشفه بل و متابعته عن كثب .

في نهاية المطاف ، إن التثقيف الذاتي و الممنهج ، و المسؤولية التثقيفية الملقاة على عاتق كل شخص واعي و عاقل ،هي الحل ، و التخلي عن كل ما هو بالي و قديم من معتقدات و عادات لا تتناسب مع عصرنا هو الحل ، و البحث عن التطور و مواكبة ركب العالم و الحضارات الأخرى و التعلم من أخطائهم هو الحل ، الحلول كثيرة ، و فئة المثقفين ليست بالقليلة رغم محاربتهم ، و لكن الثورة الفكرية والتي فعلياً قد بدات و إنتشرت كالنار فس الهشيم ، لن يوقفها شيء .

بقلم :
تامر سلامة
- أبو جيفارا -



#تامر_سلامة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة -صحوة من الموت-
- القصة القصيرة - الهارب و عازفة البيانو -
- قصيدة -مشىردٌ فيكِ -
- قصيدة - المواجهة الأخيرة -
- أزمة وعي حادة لدى شباب غزة
- سرطان الرجعية المتفشي في قطاع غزة !
- القصة القصيرة - ذكريات مفقودة -
- قصة قصيرة بعنوان - السجين و الذئب -
- رواية العشق في زمن الرجعية -الرواية الكاملة -
- القصة القصيرة - لقاءٌ مصيري غير متوقع -
- فجوة و إشراقة الفن في قطاع غزة
- تشابه الدور بين رأس النعامة واليسار الفلسطيني


المزيد.....




- حملة مداهمات واعتقالات في رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم
- عباس يرفض طلبا أمريكيا لتأجيل التصويت على عضوية فلسطين في ال ...
- زاخاروفا تدين ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بلسانه
- 2.8 مليار دولار لمساعدة غزة والضفة.. وجهود الإغاثة مستمرة
- حملة مداهمات واعتقالات في رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم ( ...
- أكسيوس: عباس رفض دعوات لتأجيل التصويت على عضوية فلسطين بالأم ...
- اليونيسف: استشهاد ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب ...
- اعتقال عدد من موظفي غوغل بسبب الاحتجاج ضد كيان الاحتلال
- الأمم المتحدة: مقتل نحو 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
- موقع: عباس يرفض طلبا أمريكيا لتأجيل التصويت على عضوية فلسطين ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - تامر سلامة - الوعي الشبابي في قطاع غزة -