أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سعادة أبو عراق - المرأة في الفقه البدوي















المزيد.....

المرأة في الفقه البدوي


سعادة أبو عراق

الحوار المتمدن-العدد: 5281 - 2016 / 9 / 10 - 17:21
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


المرأة في الفقه البدوي
ما دفعني للكتابة في هذا الموضوع، ما رأيته على الفيس بوك من إعلان للأكاديمية السعودية للتدريب والاستشارات في المدينة المنورة، يدعوا فيها المنظم ( فهد عبد العزيز الأحمدي) إلى دورة عنوانها ( هل المرأة إنسان؟) كما إن فضائية (العربية) قد أكدت الخبر، في اتصال هاتفي مع المنظم، هذه الفضيحة الإعلامية لم تسئ فقط للمنظمين لهذه الدورة وللمجتمع السعودي بشكل عام، بقدر ما أساء هذا الإعلان للعرب والمسلمين.
إن مثل هذا الإعلان يدل على أن نظرة العرب والمسلمين للمرأة على أنها ما دون الجنس البشري. هذا الموضوع يحتاج اكثر من الصراخ والاستنكار، وشتم هذا الطرح السخيف السمج، إلى بحث جدي موسع، وأن نفهم منشأ هذه العلاقة ما بين الرجل البدوي والمرأة، هذا العلاقة التي حدد تفصيلاتها الفقهاء والأئمة، بحيث نجد موضوعا قائما في ذاته اسمه فقه المرأة ، والطريف إن هذا الفقه، لم تضعه المرأة كصاحبة شأن، انما وضعه رجال لا يعرفون شيئا عن المرأة، ولا عن أي شيء يتكلمون.
هناك من يقول إن هذا لا يمثل الفكر الإسلامي ولا يمثل العرب، قول لا...! إنها الفكر المسكوت عنه، فالمشكلة التي نعاني منها هي مقولات الفقهاء والشيوخ التي رسخوا فينا القيم البدوية الجاهلية، حيث لووا رقاب الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، لكي تتفق مع هذه القيم التي لم يستطيعوا تركها، وبقوا فيها، بل يدعوننا صبحا ومساءا كي تبقى معهم في ذاك العصر الجاهلي.
دعونا نستخدم المنهج التاريخي التحليلي في تقصي هذه القيم والمعتقدات، لكي نوكد أنها نابعة من مؤثرات البيئة البدوية الصحراوية، فيما قبل الإسلام وما بعده، لآن البيئة الصحراوية هي التي فرضت املاءاتها عليهم اكثر من المبادئ الإسلامية. وراحوا يؤسلمون العادات والمفاهيم الجاهلية، حتى ظننا أنها إسلامية.
أولا : البيئة المؤسسة للفكر البدوي
1- عدم وجود دولة أو عشيرة قوية، ترعى حقوق أفرادها وواجباتهم، ما جعل العربي يذهب إلى قضاء حاجاته، والحفاظ على حياته وممتلكاته معتمدا على قواه الذاتية ووسائله البدائية، وخاصة أن البيئة الصحراوية الجافة قليلة الموارد، جعلته اكثر خشونة وجفاءً للآخرين، وتزاحما على الموارد القليلة والمياه، وخلق المبررات للحروب الداخلية، ونموّ الشعور بالفردية السلبية.
2- وهذا الأوضاع خلقت في نفس البدوي ريبة شديدة من الآخرين، لذلك لم يبن علاقات ممتدة في المجتمع، بل اقتصرت علاقته بأفراد الأسرة او أبناء العمومة، من هنا نجد أن التجمعات البشرية ظلت صغيرة جدا ولم تكبر لتصبح كتلة كبيرة متماسكة، ذلك أنها أصبحت تنقسم كما تنقسم خلايا البكتيريا، إلى عشائر غير متماسكة، مكونة من أفخاذ وعائلات، وعلاقتها مع بعضها علاقة رمزية.
3- هذا التكوين المفكك للمجتمع، المفرط بالتفكيك، جعل المجتمع كرمال الصحراء، لا تماسك بينها، وبسبب ذلك، شعر العربي انه وحيد في هذه الحياة، وان أحدا لا يستطيع أن يمد له العون، كما انه لا يستطيع أن يمد العون لأحد، لذلك كان عليه أن يعرف مقدار قوته ليدافع عن نفسه، فوجد أن اقصى ما يستطيع أن يحافظ عليه، هي نفسه وزوجته وبناته والذكور من أولاده، فقد كانوا صيدا سهلا للخطف والاسترقاق.
4- وتبعا لذلك، فما وسع البدوي في بيئة قفراء أن يملك شيئا سوى ذاته وزوجته وأولاده، فالأراضي والأموال كلها في يد الإقطاعيين والرأسماليين المعدودين على الأصابع، فهم الأسياد المحميون بعقوبة قطع اليد لسرقة ربع دينار، لكن لا يوجد عقوبة على اختطاف صبي أو صبية واستعبدهما، لذاك لم تسلم هذه الخصوصية الحياتية ، من السلب، فزوجته مستهدفة وبناته مستهدفات، واولاده مستهدفون بالرق والعبودية، لذلك راح يتعامل مع زوجته وأولاده على أنها ممتلكات خاصة ككلبه وحماره.
5- ولو افترضنا جدلا أن عائلته سلمت من الخطف والاسترقاق فإن يغدو غير قادر على العمل لإطعام عائلته، لأنه لا يوجد أعمال، فلا بد له أن يتذلل للأثرياء لكي يمنوا عليه ببعض الطعام، أو يبيع بناته كرقيق للأثرياء فهذ افضل من الموت جوعا.
ثانيا : التكيف السلبي مع البيئة الصعبة
6- نتج عن ذلك أن اصبح القتل سهلا ومشروعا، يمارسه العربي كوسيلة دفاعية وهجومية، وأن الحياة الإنسانية الواجب الحفاظ عليها، أصبحت متاحة لانتهاكها لأي سبب كان، وكعقوبة لأي شيء، لذلك نجد أن القتل هو ديدن كل العصور الإسلامية.
7- هنا كان الوأد ابنا شرعيا لهذا القتل المباح، وهي ظاهرة فريدة بين كل الأمم، أي أن الفتاة تقتل عمدا على أنها عنصر مكلف في تربيته وتنشئته بدون مردود مادي، إذ لا تفيد في كسب الرزق ولا الدفاع عن نفسها، إنما تذهب لتعيش مع رجل آخر، وكما يقال في المثل الشعبي في هذا العصر (ربّي ولبّي لمخاليق ربّي) ومع أن الإسلام استنكر ذلك ومنعها، إلا أن امتهانها ظل ساريا، فالرجل لا يقتل في المرأة، وان دية المرأة هي اقل من دية الرجل، وان شهادتها نصف شهادة الرجل ، وان ارثها نصف ارث الرجل، وتقتل إذا ما فقدت بكارتها كتبييض للعرض، وترجم بسبب الزنا بينما يفر الرجل الزاني ولا يرجم. والقائمة تطول.
8- إن وقوف الرجل وحيدا ينافح عن زوجته وبناته وأولاده، هو وقوف ضعيف أمام الغزو الجامح الذي تمارسه العصابات البدوية، ويكون أول الغنائم هن البنات والزوجة ثم الأولاد حيث يؤخذون رقيقا يباعون ويشترون، أما المسكين رب الأسرة فيقتل لكي لا يفكر الأبناء بالعودة إليه، المشكلة أن الإسلام لم يمنع الرق بصريح النص، إنما قال عاملوهم برفق، بمعنى أن الرق مباح، وان الغنائم البشرية مباحة وامتهان الضعيف مباح ، وتشتيت الأسر مباح ، ولم نجد في تاريخنا من يندد بذلك، فجميع الأئمة والفقهاء الذين افتوا باسترقاق الأسرى لم يسأل احدهم نفسه، ماذا لو كنت أنا عبدا؟ هل أكون راضيا؟ ماذا لو استرق المجاهدون (في سبيل الله )ابنتي أو زوجتي وعرضهن في سوق النخاسة؟ هل سيكون مسرورا لأن ابنته غدت أمة تنكح بلا حقوق.
9- لذلك كان تعامله مع هذه الممتلكات يأخذ مجريين اثنين ، أولهما إخفاء معالمها تماما وجهها وشكلها واسمها وأخبارها ووجودها، فهي من الناحية الفعلية غير موجودة اطلاقا، حتى عن أخيه وابن أخيه وابن عمه، لأنه لا يأمن شرهم.
10- والأسلوب الآخر هو تجهيلها والحجر عليها ومنع تعليمها واعتبارها متخلفة مثل: لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً، وبالتالي فهي ناقصة العقل والدين ، وشهادتها بنص شهادة الرجل، يمنع عليها الاشتغال بالقضايا العامة، ليست مؤهلة لقيادة سيارة ، يجب أن تضرب بالعصا لتقويمها لأنها تشبه الحيوان لا تستوعب القول كما قال العريفي، هذه المفاهيم ما زالت موجودة ومتداولة على السنة الدعاة وفي فقه المحدثين.
11- وفي هذا الوضع الذي يشبه المصحة العقلية، أصبحت المرأة تشك في نفسها وقدراتها بأنها فعلا من جنس، والرجل من جنس أخر، وليس لها إلا أن تشبع رغبة الرجل وتلد له أطفالا، وبما أنه غارق في الجهالة فإنها كانت تغرق بعمق أكثر منه، ولم نسمع عن امرأة أبدت رأيها بهذا الوضع، حتى الوحيدة التي ذكرها المؤرخون وهي عائشة الباعونية، التي جلست للقضاء مكان أبيها في دمشق، لم يؤثر عنها أنها حاولت أن تستبطن ذاتها، وتتكلم عن المرأة بما تشعر به كامرأة وليس كما يراها الرجل

ثالثا وضع المرأة بين الإرث الفقهي والحياة المعاصرة
12- بما أن وظيفة المرأة كما رآها البدوي هي انجاب الأطفال، ولا يوجد لها في البيئة القاحلة أي عمل، غير التوالد وتربية الأطفال، ويمكن لها أن ترعى الغنم، لذلك حرص اشد الحرص على أن لا تتصل برجل آخر خوفا من (عشارها لأنها حيوان بوهيمي)، لذلك أحاطها وعزلها بما وسعه ذلك، بما لديه من مفاهيم بأن الله خلق له الأنثى لكي تمتعه وتنجب له أطفالا، فهي ملكه الخاص، لذلك غاب عنه أن الأمومة في المرأة اعمق من الأبوة فيه، فلماذا لم يفكر أن المرأة ترى أن الله قد خلق لها الرجل لكي يعيلها وينجب لها أطفالا ويمتعها جنسيا؟ ربما استوحى هذه الفكرة من مشاهدته للحيوانات في حالات السفاد التي تنتهي مهمته عند انتهاء النزوة.
13- هذا المفهوم كان وبالا عليها في حالة الاسترقاق، فهي ملك اليمين، مباحة لمالكها شرعا أن ينكحها، انه الزنا الحلال، هنا لم يكن ينظر إليها إلا للإشباع الجنسي، ولم ينظر إليها كإنسانة، أنا لا أرى فرقا بين الزنا ونكاح الإماء، ولا أرى فرقا بينه وبين الاغتصاب، وبين الوأد والعبودية، كلها تدمير للروح الإنسانية، بل تدمير لإنسانية الذين يفتون بإباحة هذا الزنا الشرعي.
14- والمفهوم الآخر هو اعتقاده أن المرأة ليست لديها رغبة جنسية مكافئة بقدر ما لديه، ولا يرى أن طمثها ومزاجها ونفسيتها وهرموناتها تتحكم برغبتها، كما أن حبها لزوجها وإخلاصها له والمحافظة على بيته، تؤثر على حياتها الجنسية، لذلك يعتقد أنها كالبقرة يمكن جرها في أي وقت للنكاح، لذلك كان يرى في أي خروج لها خارج من البيت أو الخيمة إنما هو مشروع محتمل للزنا خارج الحياة الزوجية، وفي احدى الفتاوى التي سمعتها مؤخرا، أن المرأة يجب أن لا تخرج دون إذن زوجها، لأنه قد يحتاجها للنكاح ولا يجدها.
15- لم يكن احد ليعرف سابقا أن عقل المرأة يختلف عن عقل الرجل، كما قد بينت الدراسات الحديثة، لذلك لم يكن ليعرف الموضوعات التي يختلف بها عقل الرجل عن عقل المرأة، ولكنهما يتفقان في الموضوعات المشتركة وخاصة هي أساليب التفكير وأساليب الفهم والاستنباط، هي واحدة عند الجنسين، لذلك نرى أن التعليم واحد لكلا الولد والبنت، في الروضة والمدرسة والجامعة، ولا يوجد أسلوب تعليم للذكر والآخر للأنثى.
16- المختلف بين العقلين هو في منهاج تقييم الرجل للمرأة وتقييم المرأة للرجل، فالرجل ينظر إلى المرأة بغير ما ينظر به للرجل ، وكذلك تنظر للرجل حسب مواصفات لا تنظر بها للمرأة، المرأة تحب الزينة والجماليات الجسدية، من لبس وتطيب ومكياج وغيرها لجذب الرجل، بينما الرجل لا يهمه ذلك كثيرا لآنه لا يهتم باجتذابها بل بجذبها، فهو يأخذها بالقوة ودون مقدمات، المرأة تحب أن يقودها الرجل بالحيلة الغبية والمكر المكشوف، بما يظهر الرجل بأنه ذكي، والمرأة غير راغبة بالجنس، كل هذه الأشياء وغيرها النابعة من ضعفها الجسمي في إبداء الخوف بلا مبرر, وإحساسها الكبير بالألم وتحكيم عاطفتها، التي تبدو فيها المرأة سلبية ومناقضة للرجل، مما جعل الرجل يعتقد أنها خلق آخر،
17- أما الحب الذي يجذبه للمرأة فهو مشكلة أخرى، فحينما وجد نفسه مغرما بامرأة، فإنه يرجع ذلك إلى سحر تنفثه فيه فيتعلق بها، ولا يدري أن المرأة أيضا تغرم برجل يفتنها فهل ينفث فيها سحرا؟ انه لا يعرف أن الحب غريزة، ولولا هذه الغريزة لما قامت الأسرة، وحينما يشعر بضعفه يلوم كيدها وشَرَكِها وسحرها ويصفها بالأفعى.
18- بما إن ثقافتنا التي تسري بنا منذ الطفولة هي ثقافة دينية، كتبها الفقهاء والأئمة، فإنهم دونما يدرون توقفوا عند مفاهيم بدوية جاهلية، ويرون الخروج عنها خروجا عن الشريعة الإسلامية، وخاصة القيم التي يدعون لها، لذلك فإن الدعاة الذين من البدو الخارجين من خيام الصحراء، ولا يعرفون شيئا عن الحياة المعاصرة، التي تأخذنا إلى حيث هي، ولا نستطيع أن نأخذها إلى حيث نحن.
4 - قضايا برسم البحث والإجابة
دعونا نورد بعض ما نتداوله عن المرأة ولم نفكر به تفكيرا علميا :
1- الخمار والحجاب: الخمار في اللغة هو غطاء الرأس ، لذلك يكون معنى الآية( يضربن بخمرهن على جيوبهن ) إي إسدال منديل الرأس على اعلى الصدر وليس على الوجه، أما غطاء الوجه فهو قناع، والمقنع الكندي زعيم قومه، كان يغطي وجهه لجماله بقناع وليس بخمار، وغطاء الوجه تعلمناه من باشاوات الدولة العثمانية الذين كانوا يربأون أن ينظر العامة لوجوه نسائهم، دليلا على ترفعهم، وأهل المدن في العواصم العربية هم الذين قلدوا العثمانيين الولاة في تغطية الوجوه وليس البدو وسكان القرى.
2- شَعْرُ المرأة ، هل شعر المرأة عورة مثل صوتها، من يعطني دليلا على وجوب ستر الشعر، فهل الشعر يثير شهوة الرجال؟ فليسأل كل رجل نفسه إن كان يثار جنسيا لمرأى الشعر، لقد كانت تغطية الشعر ديدن كل نساء العالم كفارا ومسلمين وكتابيين وملحدين، وذلك لحفظ الشعر من الجفاف، ولكن بعد اختراع كريمات وزيوت الشعر انتفى الخطر، فأقلع الرجال والنساء عن لبس غطاء الرأس، واعتقد أن الله لم يأمر بغطاء الرأس، لتقي شعرها عن الأعين، لأن النساء كانت تلبسه في الجاهلية، وفي ظني حينما كانت المرأة تفك جدائلها عند النوم، ارتبط ذلك ببدء الممارسة الجنسية، وهذا الارتباط جعلها تشعر في داخلها ومن ثم تخجل من كشفه، درءً للإشارة إلى هذه الخصوصية الزوجية، ثم أصبحت عادة، ولتسأل كل امرأة تغطي شعرها، ماذا تشعر إن لم تغط شعرها، هل تشعر أنها تدعو الرجل إلى الفراش؟
3- المصافحة: هذه أيضا لم يرد فيها نص قرآني، ولكن الحديث الشريف كما ورد: ( لإنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لا تَحِلُّ لَهُ) هنا نسأل عن المرأة التي لا تحل للرجل، إنها أمي وابنتي وعمتي وخالتي، وجدتي وحفيدتي، أما اللمس ، فهل يعني المصافحة؟ فآية إذا (لامستم النساء) تعني الجماع، أما المرأة التي تحل لي فهي زوجاتي والجواري التي املكهن فقط، هنا نقول انه لا يمكن لرسول الله أن ينطق كلاما مبهما غير واضح أو مستقيم لغويا، إن بلاغة الرسول في التكثيف والإيجاز، وبلاغة القول وصحيحة، انه لا يقول (لإن يُطعنَ في رأس أحدكم ..)، والأصوب (لإن يطعن أحدكم برأسه..) فالذي أورد الحديث ربما أورده بالمعنى وربما افتراه، فهو يجهل بليغ القول، وقد قُبل لأنه يصب في أفكار عزل النساء عن الرجال، ولكن من يستطيع أن يثبت لي أن كل امرأة تغطي شعرها وتغطي وجهها ولا تسلم على الرجال، يجعل منها طاهرة كبياض الثلج؟ إن إثارة الشهوة عند الرجال والنساء لا يكون بالنظر أو اللمس أو تغطية الوجه أو كتم الصوت، الشهوة تنبع من الدماغ، وحينما تنطلق الهرمونات وتتأجج الشهوة، فإن كل هذه السدود تتحطم ليس عند الرجل بل عند المرأة أيضا.
4- المحرم: ربما كان اشتراط الفقهاء على المرأة أن لا تسافر بلا محرم، له ضروراته المجتمعية المتعلقة بالأمن المفقود في البيئة البدوية وغير البدوية، لذلك وضعوا هذا الشرط لحماية المرأة في سفرها، ومع أن هذا الأمر لم يرد به نص أيضا، فقد كان الأخذ به مقبولا، سببها قطاع الطرق وشعث السفر، ولكن ماذا لو تغيرت الظروف؟ وأصبحت الطرق مأمونة والسفر مريحا والإقامة في الفنادق لا شبهة فيها، هل يبقى المحرم لازما؟ ماذا لو كانت ستسافر إلى بلد باشتراط فيزا مسبقة وصعبة المنال لا يمكن أن ينالها محرم؟ انك لن تستطع إقناع رجل لا يثق بزوجته ولا بأخيه، بان العالم ليس كما يتصور من بوهيمية وفجور، فالمشكلة ليس في العالم، المشكلة في عقل الرجل المتخلف والشيخ الذي يفتي بما لا يعلم، بانه حول المشكلة من ضرورة حياتية إلى امر ديني، وعليه وجدنا اشتراط المملكة العربية السعودية على المعلمات أو الموظفات القادمات للعمل مرافقة محرم لهن، ولا يحق لهم العمل، وهاهم الدعاة ما زالوا يؤكدون على المحرم، مع وجود الأمان في كل وسائل النقل، لقد دخلت على اليوتيوب فوجدت كل الدعاة المحدثين من محمد حسان والجويني وابن عثيمين والطريفي وابن باز، وغيرهم يؤكدون حرمة السفر دون وجود محرم، ولم يبرروا ذلك في ظل تغير الظروف في هذا العصر، إنما فقط تطبيق ما ورد في احاديث رسول الله.
5- التصوير: عرف مصطلح التصوير في الفقه الإسلام بحرمة نحت التماثيل والأصنام لقوله رسول الله (إن أشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة المصورون) ولكن الفقهاء حرموا الرسم على الثوب أو الحائط أو الإناء، واعتبروا ذلك من الكبائر، أما وقد اخترعوا آلة التصوير الفتوغرافية فراحوا يقيسون على الرسم وحرموا التصوير الفوتوغرافي ، فالملا عمر زعيم طالبان لم يكم له صورة معروفة، ولكن حينما أصبحت الصورة ضرورية لم يتراجعوا بل سكتوا، المشكلة هنا ليست فقهية أو دينية ، المشكلة هي رفض تصوير المرأة، وكلنا يذكر حينما وضعوا في الهواتف النقالة آلة تصوير ديجيتال، هنا حدثت ضجة في المجتمع السعودي، لأن حامل الهاتف يستطيع أن يلتقط صورة النساء، ويتداولها مع الأصدقاء، وطالبوا بمنع هذه الأجهزة، هذا استشهاد واضح للموقف من تصوير المرأة، ولكننا نعرف أن تصوير المرأة يحاط بالربية والخوف، فأعتقد أن الموقف قادم من التعتيم عن المرأة بأن لا يشهر باسمها أو شكلها أو صورتها، فما الخطر على المرأة إذا ما رأى صورتها أحد الرجال؟
6- قيادة السيارة: وهو خاص بالمجتمع السعودي المنغلق رغم وجود عمالة وافدة من كل الأمم اكثر من عدد السكان السعوديين، أنا لا افهم لماذا يختص مجلس الإفتاء بقضايا ليست من اختصاصه، هل يوجد حديث يمنع المرأة من ركب الحمار أو البعير، حتى يقيسوا عليه عدم قيادة السيارة ، ربما هؤلاء الذين أوكل إليهم الإفتاء لا يعلمون أن هناك معلمة في مدرسة أو جامعة وهناك طبيبة ومهندسة وصاحبة أعمال يقتضي ذهابها بسيارتها؟ وهل عملوا دراسة على تعرض النساء التي يقدن السيارة للتحرش والاغتصاب؟ وان سائقها البلوشي لا يمكن أن ينظر إليها كامرأة ويشتهيها في وسط الطريق؟ أو حتى سائق السيارة العمومي ملاك منزه؟ وقرروا أن عدم قيادتها السيارة اكثر أمانا لها؟
7- أرجوكم أيها المتخلفون باسم الدين، يكفي الإساءات المتفاقمة التي تصيبنا بالأذى والتحقير بين الأمم، يكفي ما أظهرتم من مخازي جعلت واحدا مثل (ترامب) مرشح الرئاسة الأمريكية، يكسب من مخازيكم تأييدا شعبيا وأصواتا انتخابية وبرامج سياسية موعودة، بأن يخرج العرب والمسلمين من أمريكا؟



#سعادة_أبو_عراق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنوسة
- مذهب النقل والعقل في تراثنا
- إلى الكتبة الفلسطينيين الذين يزيفون الوعي
- الأفكار الميتة
- الأفكار الحية والأفكار الميتة
- هوس القتل في فقه الأقدمين
- عبد الملك الحوثي حيث ينتحر
- ماذا بعد هزيمة داعش
- هل يكفي دولة واحدة للخلافة؟
- إلى روح سميح القاسم
- قبل أن يهدأ غبار الحرب
- كيف نحمي الشعب من الحاكم


المزيد.....




- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سعادة أبو عراق - المرأة في الفقه البدوي