أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - ازدهار الجنس البشري 4-8














المزيد.....

ازدهار الجنس البشري 4-8


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 5281 - 2016 / 9 / 10 - 17:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من أجل وضع أسس لحقوق الإنسان والتى تصاغ بواسطة هيئات أممية وترويجها لتصبح قواعد ومعايير عالمية لابد من إعادة تعريف وصياغة العلاقات والصلات الإنسانية بصورة جوهرية. إذ أن المفاهيم الحالية لما هو طبيعى ومناسب فى العلاقات والصلات بين البشر وبعضهم، وبين الناس والطبيعة، وبين الفرد والمجتمع، وبين أفراد المجتمع ومؤسساته تعكس مستويات وعى وصل إليها الجنس البشرى خلال مراحل سابقة من تطوره كان فيها أقل نضجاً وإدراكاً. إذا أردنا للبشرية أن تبلغ سن رشدها فعلاً وإذا كان لسكان المعمورة أن يصبحوا شعباً واحداً، وإذا كان للعدل أن يكون المبدأ المسير للنظم الاجتماعية، فلابد للمفاهيم القائمة حالياً والتى نشأت فى ظلال من عدم المعرفة بهذه الحقائق والوقائع البارزة من إعادة صياغة فى قوالب جديدة.
يكاد يكون التحرك فى هذا الاتجاه قد بدأ وسيؤدى بدوره إلى مفاهيم جديدة عن طبيعة الأسرة وعن حقوق وواجبات كل فرد فيها، وسيحدث تحولات جذرية فى دور المرأة على كل المستويات وستكون له آثار كاسحة فى تغيير مفهوم الناس لعلاقاتهم بالعمل الذى يمارسونه ولفهمهم لدور الأنشطة الاقتصادية فى حياتهم وسيؤدى ذلك حتما إلى تغييرات بالغة الأثر فى التحكم فى شئون البشر وفى المؤسسات التى تدير هذه الشئون، وبتأثيره فإن أعمال المنظمات غير الحكومية والتى تتكاثر وتنتشر الآن سريعاً ستصبح أكثر عقلانية وسيؤكد ضرورة وضع قانون ملزم يكون من شأنه حماية البيئة وفى نفس الوقت يلبى احتياجات البشر التنموية من موارد بيئية. وسيؤدى إلى تغيير وإعادة هيكلة أنظمة الأمم المتحدة - وإن ذلك قد بدأ فعلاً - وسيقود فى خاتمة المطاف إلى تأسيس اتحاد ائتلافى بين الأمم ( نوع من الفيدرالية ) تكون له هياكله ومؤسساته التشريعية والقضائية والتنفيذية.
إن الركيزة الأساسية لإعادة صياغة مفهوم العلاقات بين البشر هى ما تفضل وأشار إليه حضرة بهاء الله بالمشورة، إذ تفضل حضرته ناصحاً بما معناه: "التشاور مهم فى كل الأشياء. ". " وبلوغ أوج موهبة الفهم يتم بالتشاور."
إن مستوى تحرى الحقيقة التى تتطلبه عملية التشاور هذه أسمى بكثير من نماذج المحادثات والحلول الوسط التى تتصف بها المناقشات الجارية اليوم عن أوضاع البشرية. لا يؤدى أسلوب الاحتجاج المنتشر فى المجتمعات المعاصرة إلى الوصول إلى مثل هذا المستوى. إن أشياء كالمناصرة والدعاية والطرق المناوئة وكل وسائل الممالأة والتحيز التى أصبحت الآن من السمات الرئيسية للعمل الجماعى، كلها ضارة أساساً ومنافية للهدف والغرض من المشورة والوصول إلى إجماع وإلى أفضل الخيارات المتاحة.
يدعو حضرة بهاء الله إلى أسلوب من التشاور يسمو فيه الأفراد ويتجاوزون عن وجهات نظرهم الخاصة ولا يصرون على التمسك بها ليحق لهم أن يكونوا أعضاء فى كيان له هو أيضاً اهتماماته وأهدافه وغاياته. فى جو كهذا تسوده روح الصراحة والإخلاص واللطف والأدب فإن أفضل القرارات التى يمكنك التوصل إليها هى تلك التى تنبع من أفكار لا تنسب إلى الأفراد الذين صدرت منهم أثناء النقاش بل إلى المجموعة ككل سواء أأخذت المجموعة بما جاء فى الاقتراح بحذافيره أو عدلت فيه أو ألغته. إن نجاح التشاور يقاس بالمدى الذى يؤيد ويساند به المشاركون فيه القرارات التى يتوصلون إليها بغض النظر عن أفكارهم وآرائهم الفردية المسبقة التى يدخلون بها إلى ساحة النقاش. فى جو وظروف كهذه يمكن إعادة النظر فى أى قرار سابق إذا ما أبانت التجربة عن قصور فيه.
على ضوء ذلك فإن التشاور هو الأداة المعبرة عن العدل فى الشئون البشرية. أن المشورة لفى غاية الأهمية لنجاح الجهود الجماعية إذ أنها العمود الفقرى لوضع أى استراتيجية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية تكون قابلة للبقاء والاستمرار طويلاً. بما أن نجاح مثل هذه الاستراتيجية يتوقف ويعتمد على التزام ومجهودات الناس فإن مشاركتهم لن تكون فعالة ومؤثرة إلا إذا ما اتُخِذَت المشورة مبدأً وأساساً لتنظيم وتنفيذ أى مشروع. وشهادة لهذا يتفضل حضرة بهاء الله بما معناه: " لن يبلغ الإنسان ما قدر له من مقام إلا بعدله. ولا قوة إلا بالاتحاد ولا يحصل الفلاح و لا الصلاح إلا بالمشورة."(ازدهار الجنس البشري)



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازدهار الجنس البشري 3-8
- ازدهار الجنس البشري 2-8
- ازدهار الجنس البشري 1-8
- الأديان وتطوّر المجتمعات
- التعصبات هادمة لبنيان العالم الإنساني
- وحدة الأديان
- كُلكم أثمار شجرة واحدة وأوراق غصن واحد
- قدوم العصر العظيم
- لغة عالمية من أجل وحدة العالم الإنساني
- المرأة مكانتها ومساواتها بالرجل
- موعود الأمم وعلامات مجيئه
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية6-6
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية5-6
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية4-6
- تخلُّف العالم العربي...أسبابه وسُبل الخروج منه2-2
- تخلُّف العالم العربي...أسبابه وسُبل الخروج منه.1-2
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية3-6
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية2-6
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان-وجهة نظر بهائية 2-6
- الأساس الروحانى لحقوق الإنسان - وجهة نظر بهائية 1-6


المزيد.....




- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - ازدهار الجنس البشري 4-8