أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سليم نصر الرقعي - المتورط!؟،الفصل الثالث والأخير.















المزيد.....

المتورط!؟،الفصل الثالث والأخير.


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 5281 - 2016 / 9 / 10 - 10:08
المحور: كتابات ساخرة
    


الفصل الثالث والأخير (صالح في الجنة !؟)
- مشروع لحكاية او مسرحية عربية ساخرة -
**************
ملخص ما فات : توسطت أم صالح (الحاجة أم السعد الشغالة) ، برضى الوالدين ، لابنها الوحيد (صالح) كي يدخل الجنة بدون المرور بالإجراءات الإدارية (الرويتينية) المتعبة و المتبعة في دخول الناس للجنة ، حيث قد يضطر البعض الى الوقوف في طابور الانتظار ومراجعة الكشوفات الى اكثر من 100 عام اذا كان هذا الشخص (مشكلنجي) ومن اصحاب السوابق والسيئات الكثيرة ، لهذا توسطت (أم السعد) لأبنها صالح للدخول مباشرة للجنة بغير كشف حسابات ، وهو ما حصل بالفعل لحسن حظه فهل سيجد صالح مراده في الجنة !!.
***
وهكذا يدخل صاحبنا (صالح) الى الجنة بدون حساب ويشعر بالفرح بدخوله للجنة وخلاصه من زوجته النكدية (حليمه/الورطة) حيث يقوم احد المسؤولين في الجنة باستقباله بحفاوة ثم وبعد تقليب سريع لقائمة الاوراق التي يمسكها في يده يقوم هذا المسؤول بأخذ صالح الى محل اقامته الدائمة في الجنة في (حي الزهور) ويذكر له ان منزله هو رقم 44 ثم عند الوصول اليه ، وفي حفل بسيط ، يقوم صالح بقص شريط الافتتاح المعلق بين عرصتي باب منزله الفخم الفاره المخصص له ولحوريته الحسناء في الجنة ، والمنزل عبارة عن (فيلا دوبلكس) فخمة مؤثثة بأثاث فاخر ومزودة بحوض سباحة على الطراز الأندلسي تشبه الى حد بعيد تلك الفلل الفارهة التي كان يشاهدها صالح معروضة للبيع في (الامارات العربية المتحدة) حينما يقوم بمشاهدة (قناة دبي) أيام حياته على الأرض في الدنيا !، فيدخل (صالح) للفيلا مسرورا يكاد يطير من السرور حيث يقوم هذا المسؤول بتسليمه مفتاح الفيلا بعد ان يطلب منه امضاء توقيعه على ورقة مخصصة لإتمام اجراءات التسليم والاستلام معتذرا في حرج وحياء بالقول : (المعذرة يا استاذ صالح فهذه اجراءات شكلية و لكن اجراءات التسليم والاستلام لابد أن تتم بشكل رسمي وقانوني صحيح وهي تعليمات عليا صارمة لابد من تنفيذها حرفيا !) ، فيومئ صالح برأسه موافقا ويقول : ( طبعا ، ما فيش أحسن من الاجراءات القانونية ! ، كل شيء لابد أن يكون بالقانون) ثم يقول صالح للموظف العمومي المسئول بغتة : (لكن أهم حاجة هنا هو عقد الملكية ! ، اخشى ان تكون هناك في المستقبل مشاكل على ملكية الأرض التي تم بناء عليها الفيلا أو شيء من هذا القبيل ولا طاقة لي في جرجرة القضايا والمحاكم وتكاليف المحاميين !!) ، فيضحك الرجل ويقول : ( لا البيت مخصص اصلا لحضرتك ومسجل باسمك منذ البداية ، لا تحمل هما من هذه الناحية !) ، يقول ذلك ثم يهم بالمغادرة ولكن وقبل ان يغادر هذا الموظف المسؤول المكان يستوقفه صالح معترضا طريقه بطريقة صبيانية متسرعة (!!؟؟) وهو يحك فروة شعر رأسه في احراج شديد ثم يسأله وهو يضحك ضحكة صفراء مصطنعة في تلعثم وارتباك : ( وماذا عن !!؟؟ ، أعني بالنسبة لل ! ، لل ، أقصد ، أممم ، كما تعلم !!؟؟) ، فيسأله الموظف المسؤول في لطف وتواضع : ( انا لم افهم ما تريد قوله ! ، أرجوك تفضل يا استاذ صالح قل كل ما في خاطرك واطلب ما تريد وتشتهي !!) ، فيقول صالح بتلعثم وتردد وحرج وهو لايزال يضحك تلك الضحكة الصفراء المصطنعة : ( أعني ، بصراحة ، موضوع الحور العين وما ادراك ما الحور العين ، والحورية المخصصة لي !!؟ ، يعني هاهاهاها متى ستشرف حوريتي هذه الدار !؟ ، ها ها هاء !!) ، فيبتسم الموظف العام ثم يقول له : ( آه ! ، اطمئن يا استاذ صالح ، هي سبقتك منذ ساعتين وهي حاليا في غرفة النوم تقوم باختيار الفستان الذي تريد أن تلبسه لأجلك وتستقبلك به !! ، المهم انت ابق هنا وخليها تأخذ راحتها في المكياج وتحضير نفسها لاستقبالك !!) ، ثم يضحك الرجل ويقول ممازحا في محاولة لتغيير وترطيب الاجواء : (كما تعرف يا استاذي العزيز ، فالنساء يحتجن لوقت في تحضير انفسهن واظهار زينتهن وأنوثتهن على أكمل وجه ممكن !!! ، لذا لابد أن تكون عندنا وسعة بال معهن ، هاهاها !) ثم يضحك ويضحك صالح في مجاملة مرددا : ( هاهاها ، صدقت ، عارف ! ، والله عارف !) ، ويخرج الرجل ويغادر المكان ويظل صالح ينتظر على أحر من الجمر ويمني نفسه بالحصول على فتاة حسناء من الحور العين كحورية البحر تعوضه عن كل سنوات عذابه في الدنيا وصبره على نكد زوجته السمينة المتنمرة (حليمة) ، حليمه (الورطة التاريخية!) التي جعلت حياته ايام الدنيا في كوكب الارض جحيما لا يطاق !!! ، فيصيح من الفرح : ( الحمد لله الذي فرق بيني وبينك وخلصني منك يا حليمه يا وجه النكد !) ، ثم وهو في غمرة تأمله لأثاث بيته السماوي الفاخر والقيام بلمسه في سرور تخرج من غرفة النوم امرأة جميلة حسناء في كامل زينتها ، شقراء الشعر بيضاء الوجه تتلألأ كما لو انها لؤلؤة عذراء ويفوح منها عطر ساحر شذي تدور له رؤوس الرجال !! ، حدق فيها ونظر اليها صالح في ذهول تام وانبهار للحظات في جمود واحس بان قلبه طار من الفرح ولشدة صدمته بكل هذا الجمال الباهر غير المعتاد وجد نفسه ، وبطريقة تلقائية وصبيانية غير ارادية ، يقوم بالتشقلب على رأسه فوق السجاد المفروش على الأرض كالقرود وكالأطفال ثم يقوم واقفا وهو يهتف ويلوح بكلتا يديه صائحا بصوت مرتفع كحال من يشاهد دخول هدف في الفريق المنافس للفريق الذي يشجعه ويقول بصوت مرتفع مجلجل : ( فزت ورب الكعبة !!) معتقدا أن هذه السيدة الحسناء هي حوريته في الجنة ولكن يا فرحة ما تمت !! ، فحينما اقترب منها وأخذ يتغزل بجمالها وهو يردد منشدا ومدندنا كما لو انه شاعر فوق منصة يلقي قصيدة عصماء : (حسنك فوق خيالي ، أنت يا راحة بالي ) !! ، وجدها تصده بأدب وحرج وحشمة ، وهي تتحدث بلهجة سورية ، لتخبره بلطف أنه قد وقع في لبس وخطأ وسوء فهم على ما يبدو ، فهي ليست حوريته المخصصة له بل هي موظفة تعمل في مصنع الحوريات في قسم التزيين والمكياج (الكوافير) وانها قد تم استحضارها منذ ساعتين برفقة حوريته الخاصة به والتي كما قالت موجودة الآن في غرفة النوم في جاهزيتها التامة بعد ان ساعدتها في اجراء اللمسات الاخيرة عليها مبشرة اياه بانها اصبحت في اجمل صورة وأنها ستخرج اليه وتطل عليه وتنزل اليه من غرفتها بعد قليل ، ثم تستأذن هذه الموظفة من صالح في الانصراف وتغادر المكان ، فيصيح صالح فور مغادرتها البيت من الفرح وهو يفرك يديه ويصيح : (واه !! ، وووواه !! ، هذا يومي !! ، هذا سعدي ! ، فاذا كان هذا هو شكل وجمال الموظفة في قسم الحوريات فكيف شكل الحور العين اذن !!؟؟) ، ثم يأخذ يرقص ويغني مسرورا : ( يا ليل يا عين ** انا وحور العين ** يا ليل يا عين !) ، ويظل يرقص ويهز وسطه من الفرح ، ولكن يا فرحة ما تمت!! ، فما أن خرجت (حوريته) من باب غرفة النوم حتى تجمد الدم في عروقه وفتح فمه بالكامل من هول ما رأى وشهق مرعوبا !! ، وشعر كما لو ان صاعقة سقطت على رأسه حينما رأى زوجته (حليمة/الورطة) بشحمها ولحمها ترتدي ملابس على احدث موديل وقد امتلأ وجهها بمكياج ركيك لا يشبع من جوع ولا يأمن من خوف وهي تركض نحوه لتحاول أخذه بالأحضان وهي ترحب به وتضحك قائلة في دلال وتدليل : ( مرحبتين يا صلوح الغالي ، يا اغلى صالح في الجنة !!) ، ولكنه ينتفض كمن تعرض لمس كهربي عالي الجهد بشكل مفاجئ ويقوم بدفعها عنه بطريقة لا ارادية بعيدا ومستنكرا صارخا بطريقة طفولية لا شعورية وبصوت مرتعش كأنه طفل خائف يستنجد بأمه : ( يا ماما !!!) ولكنها تظل تتودد اليه وتتدلل عليه الا انه يبدي لها استغرابه الشديد ويسألها (كيف أنها موجودة في الآخرة وقد تركها خلفه في الدنيا !!؟؟) ، فتخبره أنها ماتت بعده بعدة شهور محروقة بسبب اندلاع النار في المطبخ ولهذا هي بالتالي ماتت شهيدة لأن موتها حرقا كفر عنها كل سيئاتها في السابق جملة وتفصيلا ودخلت بالتالي للجنة ، ويراها تضحك بمكياجها البشع وتقول له بالانجليزية المكسرة : (سبرايز ، مفاجأة !!!) ، ثم تسأله في دلال مصطنع : (بالله عليك ، أليست هذه مفاجأة حلوة وسارة يا صلوح الغالي !!؟) ، فينظر اليها في نفور واشمئزاز ويتمتم ويغمغم قائلا : ( أعوذ بالله منك ومن شرك !!!) .

وهكذا يجد صالح نفسه في ورطة جديدة مع (حليمة) مرة اخرى ولكن هذه المرة ليس في الدنيا بل في الجنة !! ، وهنا تبدأ المشاهد الكوميدية وتتلاحق المواقف المضحكة ، حيث يبدأ صالح بالتذمر والشكوى ، ثم يقصد قسم البوليس في الجنة سرا من وراء ظهر زوجته ويتقدم بشكوى واعتراض مؤكدا لهم ان المدعوة (حليمة) ليست من الحور العين لا من قريب ولا من بعيد ، وانها نصابة محتالة منتحلة شخصية غير شخصيتها وانه يشك في أنها اصلا هاربة من النار وأنها مهاجرة غير شرعية من هناك !! ، مرددا في ثقة وتأكيد ( انا أعرفها كويس ، صدقوني ، شرانية وتعملها !!) ، بل ويحاول تضخيم المشكلة وتحويلها الى مشكلة (أمن قومي!؟) بأن يلفق لها تهمة كبيرة وخطيرة فيدعي بأنها كانت أيام الدنيا لديها ميول ارهابية متطرفة حيث كانت من المعجبين بتظيم (داعش) وانها كانت تبعث لهم سرا بعض التموين في صورة اطعمة في مدينة بنغازي الليبية وتعتبرهم مجاهدين في سبيل الحق!! ، ويدعي بانها كانت كلما سمعت عن خبر عن عملية انتحارية للدواعش في ليبيا او العراق وسوريا واليمن ومصر كانت تزغرد من الفرح !! ، ويظل صالح يلف ويدور على مركز الشرطة والأمن الداخلي ومقر الاستخبارات العامة في الجنة محاولا اقناعهم بأن حليمة ارهابية وانها كانت تدعم الارهابيين في الدنيا حتى تنتهي هذه المحاولات المستميتة لتلفيق تهمة الارهاب لزوجته بأن يداخلهم الشك فيها بالفعل ويرافقوه للتحقيق معها ولكن يكتشفوا ان اوراقها الثبوتية وكافة اجراءات دخولها للجنة سليمة 100% وأنها ليست لها علاقة لا بالإرهاب ولا بالهجرة غير الشرعية من النار للجنة لا من قريب ولا من بعيد !! ، ويستدعي احدهم رئيس قسم الحور العين في الجنة ليستفسر منه عن نصيب صالح من الحور العين وينقل اليه اعتراض واحتجاج المواطن على تزويجه بزوجته السمينة السابقة سليطة اللسان ، والتي يرفضها شكلا ومضمونا ، ولكن مسؤول الحور العين يؤكد لهم بعد مراجعة ملف صالح ان زوجته الارضية المدعوة (حليمة) هي نصيبه الوحيد بعد ان تم اجراء ما يمكن من اصلاحات عليها ومرورها بدورة لمدة 3 شهور في طرق الزينة والمكياج واخضاعها لدورة اخرى في "الاتكيت" وطريقة معاملة الزوجات للأزواج بإسلوب انثوي راقي ورقيق وفعال وانها نجحت في هذه الدورات جميعها بتقدير (جيد جدا) مؤكدا له ان اخصائية التزيين اللبنانية الشهيرة (جويل) هي من قامت بنفسها بالإشراف على تزيينها وتجميلها ! ، ولكن (صالح) يرفض تقبل نتائج التحقيقات ويظل يعترض ويستجدي المسؤولين مؤكدا لهم أن (حليمة) لا تستحق الجنة ويحاول اقناع المسؤول المختص بتبديلها لها بحورية اخرى وهو يعيد ويكرر في توسل واستجداء : (الا حليمه ! ، الا حليمه ! ، أرجوكم ، شوفوا لنا حاجة ثانية !) ولكن المسؤول يقول له أنها هي نصيبه الشرعي والقدري ولابد ان يرضى بنصيبه في الدنيا والآخرة خصوصا وان قسم الاصلاحات قام ببذل كافة جهوده لتعديلها وتجميلها على احسن شكل ممكن! ، فيقول صالح ساخرا في احتجاج : (اصلاحات !!؟؟ ، اين هذه الاصلاحات !!؟ اذهب وانظر اليها !!!) ، يعترض المسؤول ويقول له بأنهم قاموا بإجراء حمام بخاري لها ودورة مساج وأنها خسرت 3 كيلو من وزنها السابق كما كلفوا افضل كوافيرة في الجنة وهي لبنانية الاصل تدعى (جويل) حيث قامت بإجراء التعديلات والتحسينات المناسبة في شكل ووجه السيدة (حليمة) وكذلك تدريبها على المشي بطريقة انثوية راقية وقامت الموظفة المختصة بإجراء افضل مكياج لها ، فيضحك صالح ساخرا : (يا ليتكم تركتموها على حالها من غير مكياج والله احسن !! ، مكياجكم جعلها تبدو مثل العفريته) !!! ، وهنا يشعر المسؤول بالغضب فيحذر صالح بشكل شديد وصارم قائلا : (يبدو أنك لا يعجبك هذا الوضع بشكل عام !!؟؟) ثم يصرخ في وجهه في ضيق وضجر : (من تحسب نفسك !!؟ ، انت يا عزيزي دخلت الجنة بالواسطة ، فاهم يعني أيش بالواسطة !!؟ ولولا والدتك لكان وضعك الآن في خبر كان !!؟؟؟) ، ثم يحدجه بنظرة ثاقبة و يسأله بشكل مباغت وهو يرفع احد حاجبيه : (الباين أنك واحد صاحب مشاكل ومش غريبه تكون عندك انتماءات سياسية وايديولوجية معينة !!!؟؟) ثم يرميه بنظرة تحذيرية ذات مغزى كما لو انه ضابط أمن عربي يكتشف احد المعارضين الرافضين للوضع القائم !!، فيشعر صالح بالرعب ويلتفت بطريقة عفوية يمينا وشمالا ثم يقول بصوت متهدج نافيا عن نفسه التهمة : (بالعكس !! ، انا ، أنا والله لا احب السياسة !! ، أنا مواطن على حالي من العمل للبيت ومن البيت للمقهى ، انا غيتي في مشاهدة كرة القدم وقناة عجائب الطبيعة وقراءة المجلات والسلام ، وأكره ما اكره السياسة !!!) ، فيقول له المسؤول مؤنبا وموبخا وساخرا في مرارة وتبرم : (مادام هذا حالك يا حبيبي ، فلماذا اذن لا تتكلم على قدرك وترضى بنصيبك الذي جاءك حسب ترتيبات النظام !!) ، فيقول صالح في خوف واستسلام واحباط : (طيب ! ، خلاص ، اوكي انا راض ، ماشي الحال ، وأمري لله!) ، ثم يركض نحو بيته في الجنة ، وهناك مع زوجته (حليمة) تحدث طرائف ومقالب كثيرة ، ولكن العجيب هنا ان حليمة تظل ودودة وحنونة وليست كحليمة التي في الدنيا ، ولكن صالح يظل مرتابا في أمرها نافرا منها ، وفي النهاية تزورهم في بيتهم في الجنة ام زوجته (حماته) لتكون القشة التي قصمت ظهر البعير حيث تظل تحرض بنتها (حليمة) ضده وتشككها في امره واخلاصه لها وتنصحها بأن تتصرف بصرامة وشدة اكبر مع زوجها (صالح) حتى لا تفلت الامور من يدها مؤكدة ان زوجها صالح من تلك النوعية من الرجال الذين لو ترخي لهم زوجاتهم الحبل يتنمرون ويلعبون بذيولهم وعيونهم ! ، مكررة قولها : (هذا صنف نمرود !!) (حيه من تحت تبن !!) خصوصا وان جاراتها كلهن حور عين ( يا بنتي اسمعي الكلام ، يا هبله ! ، عين صالح قد تزيغ هكذا أو هكذا) !!!! ، وهنا تنقلب عليه زوجته وحوريته في الجنة (حليمة) وتعود لسيرتها الأولى وشراستها المعتادة التي كانت عليها في الدنيا ، تسخر منه ، وتذكره بأنه مجرد (عامل مجاري) لا يساوي مليما وأن امه مجرد شغالة ، كما لا تنفك تعيره بأنه دخل الجنة بالواسطة !! ، (عارف يعني أيش بالواسطة !!؟؟؟) وتظل تنكد عليه معيشته في الجنة وتفرض عليه رقابة وسين وجيم بل وتتهمه بأنه يتغزل ويعاكس في جاراتها الحوريات السوريات واللبنانيات من الشباك قائلة له في توبيخ : (استح على وجهك واحمد ربنا بعد ان قبلوا دخولك الى الجنة بالواسطة !) ، ومما يزيد الطين بلة ان احد المارة في الجنة يسأله كلما التقاه قائلا : (والله يا أخ أنا اشعر كأن وجهك من النوع المألوف!! ، أين شفتك من قبل؟!، أين !!؟ ، أين بالضبط!!؟ ، الله أعلم !) ويظل كل ما التقاه في الجوار يكرر هذا السؤال ، ثم في النهاية يتذكر ويصيح بصوت عال في سرور : (تذكرتك !! ، انت صالح صلاح المجاري ، صالح ما غيره ! ؟ زوج حليمة الفيل وابن ام السعد الشغالة!!! ، تعال بالأحضان يا رجل!) ، فيشعر صالح بالاحباط ويقول في ضيق وتذمر : (أف !! ، حتى في الجنة ورانا ورانا!) .

عموما تستمر المواقف الطريفة بطريقة درامية كوميدية الى ان تنتهي المسرحية/التمثيلية حينما يتشاجر (صالح) ذات يوم مع زوجته حليمة بسبب عودته للبيت متأخرا وهو سكران فتقوم لشدة غيظها بضربه على رأسه بقلاية الزيت (المقلاة) !! ، فيغيب صالح عن الوعي ويسقط مغشيا عليه على الأرض ، ثم حين يعود لوعيه ويفيق من حالة الاغماء يجد زوجته وحماته وبعض جيرانه حوله وهو راقد على فراشه في المربوعة في بيته في الدنيا على الارض ، فيسألهم في ذهول : ( أيش حصل !!؟؟) فتجيب حماته بصوت مشحون بالشماتة والغيظ والسخرية : (صدماتك سيارة لم الزبالة وجمع القمامة ، يا حبيبي ، حين كنت سارحا وأنت تقطع الطريق فأسعفوك اولاد الحلال ثم احضروك هنا لبيتك) !!!؟ ، فيسأل في ارتباك وخجل : (سيارة زبالة !!!؟؟؟) ، فتجيبه حماته بنفس اللهجة التي تنضح بالشماتة والغيظ والاستهزاء : (طبعا سيارة زبالة ! ، يعني ماذا يمكن ان تصدمك !!؟؟ ، سيارة مرسيدس !؟ والا سيارة مراسم !!؟؟) ، فيضحك احد عيال جيرانه بصوت مرتفع وحين ينظر اليه صالح بغضب يلوذ بالصمت محاولا كتم رغبته في الضحك !! ، فينظر صالح الى من حوله ثم يركز بصره على زوجته حليمة بأسف وحسرة و يردد وهو يهز راسه قائلا بمرارة وهو يعض على شفتيه : (بخت ! ، حظ!) ، فتنهض حماته متجهة نحو الخارج وهي تقول بنفس اللهجة الساخرة التي تنضح بالشماتة والاستهزاء : ( طبعا يا حبيبي ! ، قالوها من زمان : المنحوس منحوس ولو علقوا على راس أمه فانوس !!!) .
وتنتهي المسرحية وينزل الستار !!.
*******
سليم الرقعي
كاتب ليبي من اقليم (برقة) يقيم في بريطانيا
(*) هذا العمل الأدبي لا يتضمن سخرية بالدين او المعتقدات الدينية للناس من قريب ولا من بعيد بل هو عمل أدبي متواضع يتضمن حلما او كابوسا ترآى لمواطن عربي مسكين وكادح في لحظة غياب عن الوعي وعن الواقع المر والاستغراق في عالم الهذيان والمنام حيث تختلط في عالم المنام والاحلام أفكار وتصورات الناس عن الدنيا والحياة بأفكارهم وتصوراتهم عن الدين والآخرة بعد الموت ، وتختلط احلامهم وطموحاتهم بآلامهم وعذاباتهم !! .








#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتورط!؟.الفصل الثاني.
- المتورط !؟ ، الفصل الأول.
- علو الهمة شرط لنهوض الأمة!؟
- ليبيا دولة مركبة من بلدين عربيين!؟
- هويتي بين المنتمي واللامنتمي !؟
- هل النفط نقمة على العرب ولماذا !؟
- الدولة العلمانية والدولة الدينية والدولة المسلمة المدنية!؟
- هل القوميون العرب والإسلاميون صنيعة الغرب!؟
- ما جناه القوميون والاسلاميون على مجتمعاتنا !؟
- الدولة ! ، محاولة للفهم !؟
- داعش ليس نبتا ً شيطانيا ً بلا جذور!؟
- الإدارة والإرادة وفن الحياة !؟
- سلطان المال ومال السلطان!؟
- اصناف الديموقراطيات والديكتاتوريات في عصرنا!؟
- أسلمة الجيش كأساس لأسلمة الدولة !؟
- ثورة فكرية تلوح في الأفق !؟
- هل أصبح الانجليز شعوبيين شعبويين !؟
- لماذا صوت الاسكوتلنديون لصالح أوروبا!؟
- البريطانيون يهزمون عاصمتهم لندن!؟
- الاستفتاء البريطاني واسلوب التخويف!؟؟


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سليم نصر الرقعي - المتورط!؟،الفصل الثالث والأخير.