أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - البحث عن صلاة الفجر














المزيد.....

البحث عن صلاة الفجر


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5278 - 2016 / 9 / 7 - 17:05
المحور: الادب والفن
    


البحث عن صلاة الفجر
محمد الذهبي
اختفى النهار فجأة وهربت الشمس فلم تعد تلقي باشعتها على المكان ، خطأ ما حدث في الكون فظهرت النجوم بدون قمر ، وكأنها تريد ان تتناول الارض والناس في ذهول، الدوائر اقفلت ابوابها، الطلاب هربوا من المدارس، زحام في الشوارع لايوصف، المستشفيات اوصدت، ليل حالك السواد، نشطت فيه حركة المولدات الكهربائية الاهلية، وكانت خطوات اللصوص سريعة، انتشرت العصابات حتى لم يعد بالامكان الخروج من البيت، لوت النباتات اعناقها وماتت مسرعة، النخيل احترقت رؤوسه الشماء، الحدائق صفراء، الطيور اختفت هي الاخرى واقتصر الامر على الخفافيش، المياه تعكس حالا غير سار، الاسواق اقفلت، انتظر الناس صباح اليوم التالي بلا فائدة، لم تعد هناك صباحات تنتظر، اصدرت الحكومة امرا بالدوام الرسمي، وكانت دائرة الجوازات من اكثر الدوائر عملا، بدأ الناس يهربون باتجاه الشمس الى البلدان المجاورة او البعيدة، لانمتلك القابلية على العيش في الظلام، لسنا خفافيش، اختفت الثمار من السوق، لم تعد المحاصيل العراقية متوفرة، حركة الدوام مضطربة وسجلت العديد من حوادث الاختطاف والقتل، الليل حالك والمجرمون يملأون الطرقات، لم تعد هناك شمس مضيئة واختفت اغاني فيروز ايضا، الناس حائرون بعدد الصلوات، واكثر ماكان يؤرقهم صلاة الفجر وصلاة المغرب، اختلف العلماء في هذا الشأن وراحت الفتاوى تصدر من المرجع الفلاني الى المرجع العلاني، ومع هذا لم تحل اشكالية الصلاة، فقرر الجميع ان تكون صلاة الظهر مجزية لكل الصلوات، فكروا برمضان وراحت البحوث والدراسات تنهال على مراكز البحث، كيف سيكون الصيام وماهو الخيط الابيض، فالخيط الاسود موجود اساسا.
بعد معاناة كبيرة وخطيرة، وبعد ان كثرت الجماعات المسلحة، وصار الرؤساء في كل مكان، هذا رئيس الجماعة الفلانية وذاك رئيس الحزب الفلاني، صاروا من الكثرة بحيث ازهقوا ارواح الناس وقضوا على موارد البلد، وصار البلد يجاهر في اعلان افلاسه المالي والبشري، وبعد ان اصبح ابناؤه عبئا على البلدان الاخرى، وفي حركة مفاجئة من دولة كبيرة ومتطورة، قرر رئيسها الجديد ارجاع العراقيين الى بلدهم لانهم يحملون ذكريات مؤلمة ومن الممكن ان يكونوا صورة سوداء تؤثر على مستقبل البلاد، تظاهر العراقيون وطالبوا بالبقاء في ذلك البلد، طمأنهم الرئيس المنتخب بانه سيرجع الشمس قريبا للعراق، لكنهم لم يصدقوا مقالته، العالم مهتم بامر العراق، وهناك لجان كبرى ستنبثق لمساعدة هذا البلد على ارجاع الشمس، طائرات من كل نوع ومن بلدان عديدة تحلق في اجواء العراق، قوات عسكرية كبرى جاءت تبحث عن الشمس التي اختفت في العراق، مؤتمرات ليليلة ومئات المسؤولين العالميين حطوا ركابهم في العراق لمشاهدة الليل السرمدي فيه، كتاب وصحفيون يأتون ويغادرون بسرعة لصعوبة الحياة في بغداد، اصوات انفجارات، عللها احد المسلحين بانها اصوات الحرية، وهذا الليل عقوبة سماوية لان العراقيين لم يختاروا من يمثلهم في سدة الحكم فغضبت السماء وهذا اول علامات قيام الساعة، البندقية كانت تتدلى من يده وهو يلوك الكلمات بلحية كثة ومتسخة، جاءت اللجان العالمية للعمل صعدت الطائرات الى السماء، وشاهد احد الطيارين بصيصا من نور خلف تل من الابخرة والغازات، عاد مسرعا ليرفع تقريره، هناك شمس قد ذوت في الاعلى ياسيدي، هل تعتقد انها الشمس العراقية؟، ارجح ذلك ياسيدي، انها الشمس العراقية المختفية خلف تلك الغازات، وما السبب في تكون تلك الهالة الضخمة من الغازات، ياسيدي لقد احدث العراقيون خللا كبيرا في الطبيعة، لقد حولوا المساحات الخضراء الى مخازن للاسلحة واماكن لاطلاق العتاد، واقل عراقي اقتلع حديقة المنزل وحولها الى كتلة كونكريتية، اما الالعاب النارية فقد اثبتت الاحصاءات ان الصين تصنع الالعاب النارية وتصدرها للعراق فقط، انه يستهلك مليارات الدولارات في استيراد هذه الالعاب ياسيدي، العتاد في اسواق الخضروات المستوردة، تصور ياسيدي انهم يستوردون الطماطم، لم تعد لديهم مساحات خضراء ابدا، واين تعتقد يكمن الحل؟، سنعيد لهم الشمس لبعض الوقت علّهم يستفيدون من تجربتهم السابقة، ويعيدون كل شيء الى مكانه ويحجمون عن الاهتمام بالاسلحة، سنستخدم الطرق الكيميائية بازالة هذه الهالة الضخمة التي تمتد على مساحة العراق باكملها وسيظهر الصباح ثانية، ياسيدي انهم يبحثون عن صلاة الفجر والجثث تملأ الشوارع، سنساعدهم في تنظيف الشوارع، وربما وجدنا صلاة الفجر لهم.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجثث لم تقل شيئاً
- الرجل الكلب
- خربها ابن الكلب
- تقاعد في بسماية
- الطيور تقع ميتة
- رأس الرئيس كان كبيرا
- فياغرا
- دفاعا عن النفس
- الساعة الخامسة عصرا
- لماذا لم انسحبْ
- آلة موسيقية
- كم طال ليلك ياهذا وماعلموا
- لصوص المفخخات
- انين الناي
- لحظة انفجار بغداد
- حسن عبود في قوائم الطب العدلي
- رجل ولافتة
- المرقط لايليق بك
- استقالة مصحح لغوي
- قصة رجل يعرف موته


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الذهبي - البحث عن صلاة الفجر