أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ (M):















المزيد.....



الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ (M):


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5277 - 2016 / 9 / 6 - 20:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقدمة:
لقد درجنا على مناقشة بعض التعليقات التي ترد عن الموضوع السابق التي تكون الملفتة للنظر أكثر, فمنَّ بها علينا سامي لبيب نفسه, الذي قال لنا فيها تحت عنوان: (... تعال نسأل أى طفل معنى لوجدوا اختلافا كثيرا ...), ما يلي:

أولاً,, قال لنا بحرقة: (... واضح انك لا تدرك اللغة العربية أو للدقة تدركها ولكن تدلس وتزيف فلو سألنا أى طفل فى الإبتدائية ما معنى إختلافا كثيرا فى (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافاً كَثِيراً) سيقول بداهة لا توجد إختلافات كثيرة وهذا يعنى يا ذكى أنه توجد إختلافات ولكن ليست كثيرة بينما المفترض أن لا يوجد أى إختلافات كثيرة أو قليلة! ...). (دا أنْتَ إللِّيْ أُلْتْ!!!).

نرد على هذه الفقرة فنقول وبالله التوفيق:
1. هل الواضح لك أنني: (... لا أدرك اللغة العربية...؟), أم (لا أدري ...؟؟), أم (لا أفهم ...؟؟؟), أم في منهجك ومنهج الطفل "صفوق" كله عند العرب صابون؟؟؟

2. أنت لا تحتاج لأن تسأل طفل في الإبتدائية,, كما ترى فقد تطوع لك طفل بالغ مخضرم, في الإنتهائية بدرجة فاشل, وقد أفتاك بعمل طفولي بمستوى مخرف, فماذا تريد بعد ذلك, فإن كان هذا يشرفك ويشهد لك بالمعرفة والدراية بلغة الضاد فهو لك,

3. فإن أخذت ("لو" - التي هي حرف إمتناع لإمتناع), وفهمت عمل هذه الأداة في اللغة العربية لعلمت أن هذه العبارة تقول بوضوح تام (إن هذا القرآن هو من عند الله), لذلك لا ولن يوجد به أي إختلاف لا قليل ولا كثير. ولكنه, (...« وَلَوْ كَانَ » مِنْ عِنْدِ « غَيْرِ اللَّهِ » ...), ففي هذه الحالة سيكون مكتظاً بالإختلافات الكثيرة وليست إختلافات قليل لذا قال: (... لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافاً كَثِيراً ...), إذ انه حينئذ لن يكون خالياً من الإختلافات بأي حال من الأحوال,

على أية حال,, اللغة العربية تصل للمعنى الفصل "بالإعراب",, كان يفترض عليك أو على طفلك الصفوق أن تعربوا الآية قبل سكب ماء وجوهكم بهذا الإبتذال والضحالة المخجلة.

فهل – لبيب والصفوق يعرفان لغة الضاد وأدوات الإعراب؟؟؟
هل يعرفون – تحديداً الأداتين (لو) و ( لولا), معنىً وإستخداماً وإعراباً؟؟؟,

بالطبع لا يعرفون شيئاً عن هذه الأدوات ولا يعرفون كيف يستخدمونها ولا متى ولا أين,, فضلاً عن إعرابهما الذي لو كانوا ملمين به لما نشروا غسيلهم الوسخ في الشارع العام وجادلوا المارة لإقناعهم بأنه حرير حر معطر, لذا سنعلمهم بذلك فقط إحتراماً لهذه اللغة الكاملة المهيمنة على كل لغات البشر والكائنات, لنرفع جهل ذلك الشيخ, بعد شفائه طبعاً من العُتْهِ والخبلِ والخرف.

فنقول: إن الأداة (لو) هي حرف إمتناع لإمتناع, أو بمعنى أدق, هي: (حَرْفٌ يدلُّ على « إمتناع ما يليه » و « استلزامه لتاليه »).
- فهي حرف يدل على ما كان سيقع غيره، إذ أنها (أداة شرط "غير جازمة"), ما لم تأت بعدها جملتين مجزومتين، الأولى شرطية, والثانية جوابية.
- وإذا تلاها اسم كان فاعلا أيضا لفعل محذوف يفسره ما بعده.

أما,, الأداة (لولا) فهي (حرف شرط غير جازم) أيضاً, يدخل على جملتين اسمية وفعلية لربط امتناع الثانية بوجود الأولى:
- فهي (حرف امتناع لوجود)، إذ أن الجواب قد إمتنع لوجود الشرط. مثال ذلك: (لولا رهطك لرجمناك) و (لولا تحيُّزُك لأكرمتك).

- ويجوز في جواب (لولا) أن يقترن باللام وأن يتجرد منها سواء أكان مثبتا أم منفيا، غير أن اقتران المثبت وخلو المنفي هو الغالب.

إن (لو) تفيد أن الشرط ممتنع دائما، وهذا يعني أن الشرط لم يقع. لذا, فإن (لو) تدل على "إمتناع تاليها" الذي هو "الشرط", وبالتالي يمتنع الجواب في بعض الحالات لذا يقال عنه (حرف إمتناع لإمتناع), وإن لم يمتنع الجواب لإمتناع الشرط يقال عنه في هذه الحالة إنه: (حَرْفٌ يدلُّ على « إمتناع ما يليه » و « استلزامه لتاليه »). ففي ظل هذه الضوابط النحوية سنعرب الآية الكريمة لنحل بذلك إشكاليتهم اللغوية وتهافتهم المعرفي أولاً,, فيما يلي:

قال تعالى: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً):

أولاً: إعراب عبارة: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ):
(أَفَلا), الهمزة للإستفهام,, و"الفاء" عاطفة, و (لا) حرف نفي,, و (يَتَدَبَّرُونَ), فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم, وعلامة رفعه ثبوت النون – لأنه من الأفعال الخمسة – و (الواو) للجماعة في محل رفع فاعل,, و (الْقُرْآنَ), مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.

ثانياً إعراب عبارة: (وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ ...):
(الواو), استئنافية,, و (لَوْ) أداة شرط غير جازم,, و (كَانَ) فعل ماض ناقص،, اسمه ضمير مستتر تقديره "هو",,
(مِنْ) حرف جر و (عِنْدِ), ظرف مجرور بحرف الجر,, والجار والمجرور متعلق بمحزوف وجوباً هو خبر كان,,, وهو مضاف,, و(غَيْرِ) مضاف إليه مجرور بالإضافة بالكسرة الظاهرة, وهو مضاف أيضاً,, ولفظ الجلالة (اللَّهِ) مضاف إليه مجرور بالإضافة.

ثالثاً: إعراب عبارة: (... لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً):
(لَوَجَدُوا),, (اللام), واقعة في جواب (لو), والفعل (وَجَدُوا) فعل ماض مبني على الضم لإتصاله بواو الجماعة ... و (الواو) فاعل,,, (فِيهِ),, (في) حرف جر, والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر متعلق بالفعل (وجدوا).
(اخْتِلافاً),, مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة,, و (كَثِيراً), نعت منصوب بالفتحة الظاهرة.

رابعاً: إعراب الجمل:
- جملة (يَتَدَبَّرُونَ ...) لا محل لها من الإعراف, فهي معطوفة على استئنافٍ مقدَّرٍ تقديره (أيُعْرِضُونَ فَلَا يَتَدَبَّرُونَ؟).
- وجملة (كانَ ...), استئنافية لا محل لها من الإعراب,
- وجملة (وَجَدُوا ...) لا محل لها من الإعراب,, فهي جواب شرط غير جازم.

بعد أن إنتهينا من إزالة آثار تهافتهم وجهلهم بلغة الضاد اللبيب والصفوق (طفل الإنتهائية) رمز التخريف, سنتناول إشكالياتهم وتهافتهم الفكري والإستيعابي الذي بان للقراء ضحالته وفقره فنقول لهم ما يلي:

ليتكم تستحضروا معنا أنَّ (لو) حرف إمتناع لإمتناع,, وأن جملة الشرط ممتنعة دائماً وهذا يعني انها (لا تحدث دائما), مثال لذلك قولك (لو جاء الصفوق لوبَّخْتُهُ):
1. فهل هذه الجملة يا لبيب, تقول "جاء هذا الصفوق أم لم يجيء"؟؟؟ ..... أكيد بمعاييرك المتهافتة ستقول (إنه جاء), كما قلت في الآية من قبل وكان إصرارك على تهافتك وجهلك مخزياً وصادماً حقيقةً, ولكن بمعايير لغة الضاد وقواعد النحو نقول: (أبداً لم يجيء) لأن الأداة (لو) منعت الشرط وهو المجيء.

2. وهل الصفوق (تم توبيخه أم لا؟؟)..... لا بد من أن جوابك سيكون (نعم تم توبيخه), ولكن بمعايير لغة الضاد نقول (لا لم يتم التوبيخ), لأن إمتناع الشرط تسبب في إمتناع الجواب (فلا جاء الصفيق, ولا تم توبيخه).

لاحظ أن في هذا المثال كان الشرط (مثبتاً),, ولكن تخيل لو كان هذا الشرط (منفياً) أو (مستثناً) بالأداة (غير), ومعلوم لأطفال الإبتدائية أن (نفي النفي إثبات) ..... هل سمعتم بذلك من قبل؟ حسناً,, لا داعي للدخول في مثال آخر, بل فلنتجه إلى الآية مباشرة ونسأل أحدهم,, فليكن الصفوق, ما يلي:

1. هل عبارة: (... مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ ...), بمعايير وضوابط اللغة العربية (مثبتة) أم (منفية)؟؟؟ .... دعني أقولها بطريقة أخرى, وسأساعدك بتذكيرك بكلمة (غير) التي تستثني الله, وتثبت غيره من الخلق كله, والآن دعنا ندخل الأداة (لو) في العبارة هكذا: (... وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ ...), ومعلوم للجميع أن (غير) أداة إستثناء وبالتالي يمكن الحديث هنا عن المقصود, وهو كل من هو (غير الله), لأن الله مستثنى (بغير).

إذاً,, هذا يعني "بالبلدي" أن هذا القرآن لو كان من أي مخلوق آخر "غير الله", لكان الجواب المباشر هو: (... لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً ...), وليس مجرد إختلافٍ بسيطٍ أو قليلٍ. أما وكونه من عند الله, فهذا يعني أنه (يستحيل أن يوجد فيه أي إختلاف).

2. أنا أعلم يقيناً بأن سامي الهلامي والشيخ الصفوق, لن يستوعبوا هذا القدر من فقه اللغة وسيمارون فيه كعادتهم (فالزمار لا يغطي ذقنه), أما القراء الكرام فبلوغ الحقيقة لهم تستحق الجهد والعناء, ويبرره.

ثانياً,, لقد قام لبيب بنسخ بعض من وموضوعنا الذي قلنا فيها: (الآية تقول إن هذا القرآن– إن تدبروه – لأدركوا أنه ليس فيه أي إختلاف - مطلقاً),, ثم قال لنا معلقاً: (((... أنت هنا تزيف وتدلس وتغش فمن أين أتيت ب (مطلقا) فالإية تقول وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافاً كَثِيراً فلاداعى للكذب والتدليس ...).... لا تعليق على هذا التهافت المزمن,, فقد إنتهينا من هذه المهزلة فيما سبق.

ثالثاً: قال عن نفسه: (((... أخطأت فى قولى (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَإستحال أن يجدوا أى خلاف) والصحة بدون (غير) أى (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ لَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لَإستحال أن يجدوا أى خلاف) فمعلهش فقرآنك وإلهك ومحمدك يخطأون من الصبح وبالجملة ههههه ...))). هذه الفقرة أنا أعتبرها تأبيناً له, فقد بلغ من فقدان الوزن والإرتباك درجة اللجلجة والخطرفة والربكة, فجاء يصحح أخطاءه هنا أمام القراء (بأخطاء أخرى أكبر وأبشع). واضح هنا أن ملكة التزوير والتحريف التي يجيدها قد خزلته هذه المرة.

رابعاً: قال لنا مهدداً متوعداً: (((... شد حيلك شوية لتتعاطى مع تناقضات قرآنية بالجملة والتى دونتها خصيصا لعيونك وسانشر الجزء الثانى غدا ولنرى كيف تسب وتلكك وتغش وتلفق وتزيف ...))). فعندئذ (مدَّ أبا حينفة رجله). في الحقيقة عبارة (... شد حيلك شوية ...), وعبارة (... تناقضات قرآنية بالجملة ...), وعبارة (... خصيصا لعيونك وسانشر...),,,, لقد خزلتك تماماً أمام القراء الكرام. لحسن الحظ أنني لا أحاورك مباشرة, وإلَّا لصبحت أتحدث كصبي في ورشة حدادة, مع إحترامي لهذه المهنة الشريفة ولأهلها, ولكنني أقصد أن التعامل هناك لا يقتضي دقة الفصحى.

هل حقاً أنت تكتب وتنشر خصيصاً لعيوني؟؟؟ ...... هل أنت مصر على تحويل الموضوع الخطير هذا إلى ملاسنة شخصية, لتخرجه من منابر الحوار والفكر إلى خشبة المسرع وخلف الكواليس,,, بل وعلى نواصي الحارات؟؟؟

في الحقيقة,, كان هذا الموضوع كثير المفاجآت الغريبة,, فقد لبى النداء لسامي طفل أكثر بكثير من طموحه الذي قال فيه: (... لو سألنا أى طفل فى الإبتدائية ما معنى إختلافا كثيرا ...), فإذا بطفل "صفوق" ليس في الإبتدائية وإنما في "الإنتهائية" النهائية, فتطوع مشتوراً بهذا المسخ المخزي للأطفال في مرحلة الزهايمر فقاء ما يلي:

(((... بعد ان قرأت مقالتك و تعليقاتك بتمعن وتركيز و تابعت ردود السيد سامي لبيب أعلن ...وامام الجميع اشهد ان لا اله الا الله واشهد انك مخبل رسمي ويجب ابداعك في اكبر و اقرب مصحة عقلية وأنك كلاوجي ودجّال رسمي ومشعوذ لغوي ...))). بالطبع لن أرد عليه فقد قام بالمهمة بنفسه, فوضع نفسه في مكانه الطبيعي... وهذا يكفينا.

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

القسم الثالث عشر:

أولاً: وتحت عنوان: (... تناقضات فى حدث وتاريخ ...), قال لبيب أمته ما يلي:
1. قال: (((... قد يحاول البعض الإلتفاف حول أى شبهة بطرح أن النص تعاطى مع واقعه ولحادثة معينة بالرغم أن هذا التبرير واهى وساذج بل ينال من الذات الإلهية بتفصيلها للرسالة وفق جموع محددة من الحاضرين مما يسقط الإيمان بأن النص صالح لكل زمان ومكان وليؤكد أننا أمام نصوص بشرية لحماً ودماً...))),

2. ثم قال: (((... ولكن عندما نجد نصوص تتعامل مع حدث تاريخى مادى واضح الملامح فتتباين وتتناقض فى إخباره فهنا لا يوجد أى معنى لمحاولة تبرير التناقض فالحدث له وجه واحد ...).

هذا بلا شك إدعاء كاذب مضلل إن لم يستطع تأكيده من خلال المفهوم الصحيح للآيات مقارنة بمفهومه الذي سنعرضه على القراء الكرام في ما يلي, وذلك قبل أن نشرع في تحليله "علمياً" بمعايير المنطق والموضوعية والتجرد,, خاصة وأن الحقيقة الحقة هي التي تهمنا.
أود أن أذكر القراء الكرام بأن لبيب هذا – بالرغم من قصده السئ ووجده تجاه القرآن الكريم والإسلام – إلَّا أننا لن ننكر دوره المحوري في تقريبه لنا المسافات وإختصاره لنا الطريق كثيراً بإعتباره من أكبر وأكثر خصوم الإسلام إطلاعاً على القرآن.

وهو من أكثر هؤلاء المتربصين موضوعية تركيزاً على النقطة/النقاط التي حولها لغط وبهتان من غيره, وهو يمتاز عن العتل زكريا بطرس كثيراً في أنه أكثر تركيزاً وأكثر إيضاحاً من غيره في عرضه لوقفاته, بغض النظر عن أهدافه ومقاصده التي يحاول إخفاءها وراء نرجسية لم تعد تغنيه عن واقعه المتردي البائس شيئاً.

ومع ذلك - للأسف,, هذه الدراسات التي أفنى فيها زهرة عمره لم يقصد بها الحقيقة المحضة, وإنما فقط يريد أن يستخدمها في غرضه الأساسي وهو (محاولة إيهام الناس – عبر القرآن نفسه - بأن به تناقض أو تهافت ليصل في النهاية إلى مقولة انه صنع بشر وليس من الله الخلاق العليم), وذلك ليخدم به أجندة خاصة أو لاهوتية أصولية سلفية متخلفة, أو هوى نفسه أو العله مكلف بهذه المهمة وليس لديه أي خيار, لأن دراستنا تقول (لو كان باحثاً عن الحقيقة في منهجه هذا "خالياً" لبلغ حظ منها, ولكن للأسف غايته شيء آخر).

لذا قد إنتقل التهافت من منهجيته إلى شخصيته,, فهو - بغض النظر عن تلك الحقيقة سلباً أم إيجاباً – نراه يعاند قناعات يفترض أن يظهرها ولكنه قرر أن يكتمها. خاصة وأنه في حقيقة الأمر لم يتوقع أن يجد من بين المسلمين (المعاصرين) من سيقوم بتعقبه بمنهجية وإستراتيجية راسخة وصلبة يمكنها أن تحبط سعيه الذي ظن أنه قد أُحْكِمَتْ حلقاته,ْ وأنْ لَّيس لها من مُفَرَّجٍ أو لناقد وناقض من قدرة وحجة وبرهان, ولكنه أخطأ في ذلك كثيراً قال تعالى فيه وفي أمثاله: (يخادعون الله وهو خادعهم), (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكريم), وقد كان. فلنتابع معاً مسيرته فيما يلي:


(أ): قال لبيب عن القرآن: (((... تناقض فى قصة الخلق - خلق الأرض قبل السماء أم السماء قبل الأرض !!. ثم جاء بالآيات التالية ليبرر بها إدعاءه,, وأود هنا أن ألفت نظر القراء إلى الكيفية التي قصد عرض هذه الآيات بها إستمراراً في مقاصده المشبوهة وغايته الخبيثة في التشويه,,, فعرض بعض الآيات بطريقة مستهترة خبيثة دمج فيها أربع آيات وجعل منها آية واحدة,, هكذا:

((( قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَاداً ذَلِكَ رَبُّ العَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُّنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي اُلِّسَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ ) سورة فصلت 41: 9-12 - وفى آية أخرى من سورة البقرة عرضها هكذا: (هو الذى خلق لكم ما فى الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شئ عليم) سورة البقرة /29. ...))). وهكذا أثبت انه متهافت خبيث,, لا مصداقية ولا أمانة علمية.

(ب): ثم بعد كل هذا التشويه الخبيث,, قال: (... واضح من هذه الآيات أن خلق الأرض جاء أولا ( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات) و(فَقَضَاهُّنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي اُلِّسَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ ...),

(ج): ثم قال: (... كما نلاحظ إستهلال الآية بخلق الأرض فى يومين ويأتى تقدير الأقوات قبل خلق السماء ولكن فى موضع آخر جاء خلق السماء قبل الأرض ( أَأَنْتُمْ أَشَّدُ خَلْقاً أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهاَ أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا وَالجِبَالَ أَرْسَاهَا ) سورة النازعات 79: 27-32 - ...),

(د): فمشكلة هذا المتهافت الجاهل قد صورها بقوله: (... فما معنى ذلك؟ وأيهما خلق أولا الأرض أم السماء .؟؟؟))).

نقول له في ذلك وبالله التوفيق,, ما يلي:
أولاً: وقبل كل شيء,, يعيبك كثيرا أنك موبوء بخصلة تشويه النصوص قبل عرضها كما وجدتها وهذا يدمغك ويَسِمُكَ "على الخرطوم", بإعتبارك مدلساً ومراوغاً وخادعاً للقراء الكرام عامداً متعمداً لتمرر بذلك أجندتك الخبيثة لتصل إلى غايتك المشبوهة ....

نعم هذه خصلة خبيثة, لا يوصف ويعرف بها الرجال الأشاوس والكتاب الكرام الذين يحترمون شخصياتهم ليوفروا لأنفسهم هامشاً من المصداقية والأمانة العلمية التي تجعلهم محترمين ومقدرين حتى في أعين خصومهم. فالفكرة التي إنطلقت منها بسيطة ولا تحتاج لكل هذه اللفة الطويلة لتصل في النهاي إلى (لا شيء) من حيث تحقيق أهدافك, ولكنها بالمقابل توصل إلى كل شيء يمكن أن يوصف به الدجالين المتهافتين المحتالين.

ثانياً: فلنعرض إذاً الآيات التي بهتها وحاولت تشويهها بهذا العرض البائس المغرض, ونصحح هذا العبث المقصود أمام القراء كما يلي:

في سورة فصلت, قال تعالى: (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ 9), (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ 10), (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ 11), (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ 12).

وفي سورة البقرة, قال: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ 29).

وفي سورة النازعات, قال: (أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا 27), (رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا 28), (وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا 29), (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا 30), (أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا 31), (وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا 32).

ثالثاً: سنفند إدعاءات لبيب وذلك بتدبر الآيات التي شوهها ثم بهتها – بالتفصيل - دون إهمال شيء منها فيما يلي:
1. أولاً: بين الله تعالى لنبيه الكريم - في سورة فصلت بالآيات التي وقف عندها لبيب معاجزاً - أمرين إثنين منفصلين عن بعضهما البعض, هما:

الأمر الأول: تحدث فيه عن الأرض, فقال عنها لنبيه الكريم:
1. (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ...). فهو بهذا الجزء من الآية أمره أن يخاطب بشراً بكل حدود علمهم ومعرفتهم بالأرض التي يقطنونها وفيها متاعهم وأرزاقهم فطلب منه أن يبين لهم ان (الله الذي يكفرون به هو من خلق هذه الأرض) في يومين.

- وهنا, لم يأتِ ذكر أو تلميح يشير إلى ألسماء,, بل وليس هناك ما يدعوا للتوهم بأي ترتيب ما بين خلق الأرض والسماء, ولا التذكير بالكون كله بسماواته وأرضه.

- ثم أمره بأن يذكرهم بنوع ذلك الكفر الذي هم فيه, ويعرِّفه لهم, فقال: (... وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ 9) المتفرد بالخلق والأمر.

وعلى الرغم من أن هذه الآية لا علاقة لها بالسماء إبتداءاً, أو ترتيب أولويات الخلق بينها وبين السماوات إنتهاءاً, إلَّا أنه لا ينفي أن خلق الأرض كان أولاً, وسنعرف ذلك لاحقاً. أما الآن فالقصد من الآية أن هناك بشر بالأرض يُخاطَبون ويُذَكَّرون بأن الذي خلقها هو الذي يكفرون به دون مبرر, علماً بأنه (لم يَدَّعِ أي منهم أن آلهته الإفك هي التي خلقت هذه الأرض).

2. ثم قال تعالى له أن يخبرهم عن الأرض – وما فعله بها « أولاً » بعد أن خلقها في يومين, فقال:
- (وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا...), لاحظ أن الله تعالى هنا أخبرهم بأنه "جعل فيها رواسي" فقط ..... «1»,
- (... وَبَارَكَ فِيهَا ...), وهناك أخبرهم فقط بأنه "بارك فيها" لا غير ..... «2»,
- (... وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ 10), وهنا أخبرهم فقط عن (الأقوات) والمدة التي قدر فيها هذه الأقوات لا غير ..... «3»,

والأمر الثاني: تحدث فيه عن السماء وكيف إستوى إليها, فقال سبحانه:
- (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ ...) ..... «4»,
(... فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًاقَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ 11), معاً, وليس واحدة بعد الأخرى كما تبين الآية بوضوح, ...),
- (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ ...), الحديث هنا عن السماوار ولا ذكر للأرض معها ..... «5».
- وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ...)..... «6»,

3. ثم قال: (... وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ 12), وهذا ما يهم أهل الأرض من السماوات التي هي بالنسبة لهم "غيب", لا يعرفون عنها شيئاً (من تلقاء أنفسهم), خاصة أولئك الكافرين المكذبين, لأنهم يرون النجوم والكواكب والأقمار تنير السماء, وهي بالنسبة لهم إنارة وزينة في نفس الوقت, وهذه نعمة تضاف إلى نعم الأرض الظاهرة لهم ويستمتعون بها..... لذا ذكرهم الله بهذه النعم الظاهرة لهم.

واضح أن الآيات كلها تنسب خلق السماوات والأرض لله, ثم تذكر الكافرين بالأساسيات في "خلق" الأرض, ثم "الإستواء" إلى السماء فقضاهن سبع سماوات وأوحى في كل سماء أمرها. وأخيراً ذكرهم بالنجوم والكواكب... التي فيها منافع لأهل الأرض ومن ضمنها مصابيع للإنارة وللزينة, وكل هذه وتلك نِعَمٌ يحسها ويستفيد منها هؤلاء الكفار مع من يقطن الأرض.

إذاً,, واضح أن سورة فصلت تقول لنا: إن الله خلق الأرض أولاً, ثم إستوى إلى السماء ثانياً.

(ب): ثم في سورة البقرة قال تعالى:
1. (هُوَ الَّذِي «« خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا »» ...) ..... (خَلَقَ لَكُم).
2. (...«« ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ »» فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ 29) ..... (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ).
والترتيب في هذه الآية أيضاً واضح بيِّن,, فالله تعالى:
2. "خلق الأرض" أولاً,, .... والخلق شيء والبناء شيء آخر (أليس كذلك؟؟؟).
3. "ثم إستوى إلى السماء" ثانياً. .....
وهذه أيضاً (تؤكد ما أكدته سورة فصلت من حيث الترتيب (خلق الأرض أولاً) ثم (الإستواء إلى السماء ثانيا).

وهذا التحليل القصد منه التأكيد لكل من إختلط عليه الأمر أن خلق الأرض كان أولاً ثم الإستواء إلى السماء ثانياً وهذا واضح في قوله تعالى: (فَقَضَاهُّنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي اُلِّسَمَاءٍ أَمْرَهَا ...). ولكن إشكالية سامي لبيب في ما جاء بسورة النازعات الذي أوهمه بأن الآيات تقول بغير الترتيب الذي قالت به سورة فصلت. وسنزيل عنه هذا اللبس والفهم الخاطيء في تدبرنا لبعض الآيات من سورة النازعات فيما يلي:

(ج): وأما في سورة النازعات,, كان الأمر كما يلي:

أولاً: الحديث هنا عن بناء السماء لقوله: (أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا 27), بينما في سورة فصلت كان الحديث عن أمور مختلفة تماماً:
1. عن الإستواء إلى السماء لغاية أخرى غير "تسويتها" و لقوله (...«« ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ »» ...), ولا شك في أن « الإستواء » شيء « والبناء » شيء آخر, ومقتضيات هذا تختلف عن مقتضيات ذاك, ولا علاقة لهذا بذاك. فلا داعي لخلط الأوراق, هذه تقنيات فوق مستويات البشر, فلهم أن يستفيدوا منها "بالإيمان واليقين", وبدون ذلك سيقعون في المحظور وتنقضي حياتهم وهم كالكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث, وهذه نتيجة حتمية لأداء الذين لا يفقهون.

2. وعن كيفية هذا البناء, وكيفية معالجة أمرها بعد ذلك جاء تفصيله في قوله تعالى:
- (رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا 28),
- (وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا 29).

ثانياً: الحديث هنا يتضمن تفصيلاً عن ما أجمله الله في سورة فصلت عن خلق الأرض, فقال هنا في ذلك:
الآية واضحة تماماً أن الله تعالى بعد أن وصف خلقه للأرض في سورة فصلت, ثم إستوائه إلى السماء وبناءها ورفع سمكها فسواها وأغطش ليلها وأخرج ضحاها قصد (بعد ذلك) الأرض لإعدادها لسكنى الأحياء ومعايشهم, وتجهيزها بمقومات الحياة فيها وذلك:
1. "بدحوها" وذلك (بتسطيح حدبة ظهرها المكور قليلاً) حتى تكون إهليجية ممهدة وممدودة لا نهاية لها فالذي يمشي في مناكبها لا يصل إلى هاوية أو خط نهاية لها, لقوله تعالى: (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا 30), ولكنها مع ذلك فهي لم تكن صالحة بعد للحياة لعدم وجود ماء ولا كلأ على سطحها,

2. لذا أعدها بمقتضيات الحياة للكائنات الحية والتي أهمها الماء والكلأ والطعام, لذا قال: (أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا 31), ولاحظ أنه لم يأت بهذه المقتضيات من جرم آخر, لقوله في سورة فصلت: (وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ 10), ولكن هذه الأقوات إقتضت دحو الأرض, ثم إخراج الماء والمرعى منها, ثم تثبيتها بالجبال كمراسي.

3. ولأن الأرض تعتريها الزلازل وتتفجر براكين فيها نار وأثقال في باطنها, وبذلك لن تكون آمنة لمن يقطنها, فلا بد من تثبيتها وقفل متنفسها بالجبال التي جعلها كالمراسي حتى لا تنفجر قال: (وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا 32), ومع ذلك وتصديقاً لهذا فالملاحظ أن البراكين تنفجر من فوهات الجبال,, فتصور ماذا يكون حال الأرض في غيبة هذه المراسي والصمامات الكابحة الكاتمة لثورات البراكين والمثبتة بثقلها ثورات الزلازل.

ففي سورة فصلت تحدثت عن:
1. خلقه (للأرض) في يومين,
2. ثم (إستوى) إلى السماء, فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها,
3. و (زين) السماء الدنيا بمصابيع وحفظاً.

وفي سوة البقرة, تحدث أيضاً عن:
1. خلقه (لما في الأرض) جميعاً, قال: (... خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ...),
2. ثم (إستوائه) إلى السماء بقصد تسوتهن, قال: (... فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ...),

أما في سورة النازعات تحدث عن:
1. (بناء) السماء, مذكراً بذلك الكافرين بأن هذا البناء أشد خلقاً من خلقهم, قال: (... أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا ...),
2. ثم (بين كيفية هذا البناء) فقال إنه (رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا), و (وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا),
3. ثم بين انه بعد ذلك (دحى الأرض) وأعدها للحياة بمقوماتها, فقال: (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا), (أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا), (وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا).

أين إذاً ذلك التباين والتناقض في الإخبار,,, الذي تدعيه يا لبيب؟؟؟, ومن أين جئت بهذه الفكرة الغبية المضحكة بقولك: (((... ولكن عندما نجد نصوص تتعامل مع حدث تاريخى مادى واضح الملامح فتتباين وتتناقض فى إخباره فهنا لا يوجد أى معنى لمحاولة تبرير التناقض فالحدث له وجه واحد ...))) ..... أنت تهزي وتخطرف يا لبيب فإعجاز القرآن انما يرى بالبصيرة وليس بالبصر؟؟؟.

نعم,, القرآن الكريم "واضح الملامح" كما تقول, ولكنك أنت الماسح الملامح, أليس الواجب عليك أولاً أن تعرف وتتعرف على تلك الملامح التي قلت بأنها واضحة ولكنها عليك عمىً؟؟؟. أتريد (بجهلك وغبائك وطيشك وتضليل شيطانك ...) أن تتشكك وتُشكك في ثوابت الدنيا والآخرة وتقضي على النور المبين الذي ينير الدنيا بنور إيمان المؤمنين وإبتهالات الصالحين المصلحين,,, لمجرد أنك لا, ولم, أو اُعْلِقَ عليك أن تفهم ما تقرأ ... وقد تعهدك الشيطان بالغش والإضلال ليضحك, ثم ويُضْحِكَ الناسُ عليك كما ترى الآن.

لا يزال للموضوع من بقية باقية,

تحية طيبة للقراء والقارءات,

بشاراه أحمد



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ (L):
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ (J):
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ (I):
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ 1-H:
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ G:
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ F:
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ E:
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ D:
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ C:
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ B:
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ A:
- الإعجاز العلمي القرآني1 (تصحيح مفاهيم ج ):
- الإعجاز العلمي القرآني1 (تصحيح مفاهيم ب):
- الإعجاز العلمي القرآني1 (تصحيح مفاهيم أ ):
- لمحة من الإعجاز العلمي القرآني الخالد 1:
- قَبَانْجِيْنَآتٌ مُتَهَآفتة ... لَاْ حَمْدَ فِيْهَاْ (F):
- قَبَانْجِيْنَآتٌ مُتَهَآفتة ... لَاْ حَمْدَ فِيْهَاْ (E):
- قَبَانْجِيْنَآتٌ مُتَهَآفتة ... لَاْ حَمْدَ فِيْهَاْ (D):
- قَبَانْجِيْنَآتٌ مُتَهَآفتة (تصحيح مفاهيم C1):
- قَبَانْجِيْنَآتٌ مُتَهَآفتة ... لَاْ حَمْدَ فِيْهَاْ (C):


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ (M):