أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - ماذا يجري في البحرين وأين منظِّرو «النظام يقصف شعبه»؟!














المزيد.....

ماذا يجري في البحرين وأين منظِّرو «النظام يقصف شعبه»؟!


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 5277 - 2016 / 9 / 6 - 16:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمرّ ما يجري في البحرين من فظائع وارتكابات مخالفة لأي قانون وأعراف محلية أو دولية، بصمت إعلامي منظَّم، ولا سيما من إعلام عربي صارخ باكٍ على قيم بعيد عنها في الواقع أصلاً، خاصة حقوق الإنسان والديموقراطية، والتعكُّز على ممارسات الأنظمة التي يطلق عليها مصطلحات مثل المستبدة والديكتاتورية، دون غيرها، بانحيازات مضحكة.
كما قام وروّج هذا الإعلام العربي لـ«مفكرين عرب» نظّروا لمقولة لو عدت اليوم من رصد تكرارها وحساب ترديدها وإعادة حلقات التغني بها لأصبحت أكثر من خطب النازيين ووزيرهم «المفكر» جوزيف غوبلز. أين هذه الوسائل الإعلامية والمنظِّرون العرب عمّا يجري اليوم في البحرين؟ ألم يسمعوا بما يحصل فعلياً؟ هل يحتاجون لمن يدلهم ويريهم ما يحصل كل يوم؟ أم أن ما يحصل لا يعنيهم؟ وهل البحرين بلد عربي أم خارج الوطن العربي ويخص آخرين غير الإعلام العربي ومنظِّريه ومفكريه؟ أسئلة كثيرة محزنة فعلاً ومخزية لهذا الإعلام ومفكريه. ما يحدث في البحرين يعرّي هذه الوسائل ويفضح توجهاتها ومموليها ومزويديها ومجهزي أخبارها ومنظِّريها، وعطب أخلاقها وفقدانها لأية مهنية أو موضوعية. وهي بكل الأحوال ليست جديدة على هذه الوسائل ولا هؤلاء المنظرين الذين لا أعرف الآن ماذا يقولون بعد أن يُخبّروا عن المقال. ما أدركه عنهم ومن كثرة ما سمعوا وقرأوا عنهم أصبحوا مثل القرود الثلاثة في السرديات المعروفة. غطت أحداث النظام الذي يقتل شعبه على كل مداركهم ومخزوناتهم النظرية، ولم تعد تلد لهم أفكاراً جديدة أو أخرى، عن أي بلد آخر أو أي مكان، حتى لو وقع خارج استوديوهاتهم أو مكاتبهم. عار... عار... أصبح هذا العنوان لكل تلك الوسائل ومنظريها ومفكريها المجددين أو المناضلين في أروقة المؤتمرات تحت سقوف "من يدفع للزمار؟".
اعتقالات يومية لرموز سياسية ومحاكمات صورية وقوانين قرقوشية واضحة، تكميم الأفواه، قمع الحريات، تعذيب وقتل في السجون، منع سفر وتظاهر واحتجاج سلمي وعلني... ولا شعرة تحركت لدى منظِّري ووسائل إعلام "الثورات" كما يقال، ولا كلمة نبست بها شفاههم. أليس مضحكا حقا أن تسمي تلك الوسائل برامجها أو تعنونها بكلمة الثورة؟.. حتى هذا المصطلح يريدون تشويهه وتخريبه وإلغاء معناه، فهل حقاً هم مع الثورات، وبأي معنى؟ هل يؤمنون فعلاً بها أم للإعلام فقط؟
لم تدمع عيون مرتزقة الإعلام ذاك، على غلق أبواب جمعية سياسية اشتركت بانتخابات سابقة وفازت بنصف عدد النواب، ومن ثم إلغاء إجازتها ومصادرة أموالها، واعتقال كوادرها.
ماذا يعني هذا عند هذه الوسائل ومنظريها؟! وبعدها وقبلها أصدرت الحكومة قرارات إسقاط جنسية عن عدد غير قليل من أبناء البلد، وقرارات أخرى متابعة لمنع وتجريد العوائل من أي حق من حقوقها الاعتيادية... وتلتها الأحكام البوليسية الإرهابية التي تعكس أزمة الحكم ووسائل الإعلام ومرتزقتها. هذه وغيرها من الإجراءات الظالمة التي تتخذ أبعاداً سياسية واجتماعية وثقافية ودينية.
الشعب في البحرين يواصل كفاحه الوطني من أجل الإصلاح والتغيير لحدّ اليوم بسلمية، أجل بسلمية، ويتحمّل بصبر وإصرار اضطهاد الحكومة الجائرة وممارساتها الوحشية، ووسائلها التسلطية والتعسفية في سبيل وضع البلد على سكة العمل السياسي الوطني. إلا أن تبعية السلطات وتخلفها دفعاها إلى تخريب تلك الخطوات والارتداد عنها ومواجهة الحراك الشعبي بالعنف وبيع البلاد لقوات احتلال بشكل صارخ، فضلاً عن الأسطول الأميركي والقاعدة البريطانية.
حتى الولايات المتحدة والأمم المتحدة، ولو لفظياً، أدانتا قرارات حكومة البحرين حول تجريد رجل الدين آية الله عيسى قاسم من جنسيته وإيقاف نشاط جمعية الوفاق الإسلامية المعارضة، واعتقال الناشط الحقوقي نبيل رجب. فهل اهتزت لهذه الوسائل ومنظرّيها «شنبة»؟!
ليس آخر إجراءات الحكم المستبد غلق المساجد والحسينيات واستدعاء علماء الدين وحجزهم في المعتقلات ومراكز التحقيق، بل تسعير الطائفية وتعميقها بأساليب تعسفية وقمعية ترقى إلى الإبادة والتطهير، وهو ما أشارت إليه منظمات حقوقية وطنية ودولية، ما اضطر علماء الدين في البحرين بعد تفاقم الأزمة واستفحال القمع والعسف، إلى إصدار بيان يدين تصرفات الحكومة وانتهاكاتها المدوية. جاء في البيان (7 آب/ أغسطس 2016): الاستدعاءات المكثفة والتوقيف والحبس والتهديد والتعدِّيات المهينة لعلماء الدين ووكلاء المراجع العظام والخطباء وأئمة الجمعة والجماعة والرواديد الدينيين والنشطاء الأحرار، كل ذلك بغرض كسر إرادة الشعب في حماية وطنه ودينه... إن الإرادة الشعبية التي لم تلن طوال خمس سنوات رغم كل الإرهاب الرسمي الهائل بشتى صنوفه هي إرادة لا يزال النظام غير فاهم لها بعد، ولا يزال يعيش الوهم في قهرها وتركيعها بأساليبه الإرهابية التي أثبتت فشلها طوال هذه السنين التي لم تثمر سوى المزيد من الإصرار والثبات على المطالب المحقّة العادلة.
أحرار العالم وبعض المنظمات الدولية نددت بسلوك الحكومة وأدانت قراراتها المنتهكة لأبسط حقوق الإنسان، كذلك بينت في بيانات أو تصريحات لمسؤولين فيها، وكل هذا وأغلب الإعلام العربي خارج عن تغطيتها، ولو ضمن الأخبار العامة أو إشارة لها، احتراماً لإنسانية الضحايا وتنبيهاً للمستبدين والديكتاتوريين الذين أفرغوا قنواتهم ومفكريهم لـ"التصدي" لهم. إن ما يحصل في البحرين وصمة عار على الحكومات والإعلام الصامت ومفكريه ومنظريه الذين كشفتهم هذه الأحداث ووضعتهم أمام ارتباطاتهم والوقائع والحقائق الدامغة وعرّت تنظيراتهم المخادعة ووظيفتهم التضليلية.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزيز نيسين والإضراب الكبير
- ستون مليون زهرة
- البديل الغائب فلسطينيا
- تذكروا مأساة هيروشيما وناغازاكي!
- حول الانقلاب العسكري والديمقراطية في تركيا
- اطفال اليوم في الوطن العربي: أي مستقبل؟!
- ثلاث روايات عراقية تسرد جريمة الاحتلال
- كوابيس الفلوجة او نكبتها
- كاظم الموسوي - كاتب صحفي وباحث سياسي - في حوار مفتوح مع القر ...
- إحتفاء بالكفاح من اجل الحريات وبالشهداء
- كلمات عن ايار والعمال والانتفاضة*
- اليمن: حصاد عام
- دور الليبراليين الجدد في تخريب الوعي العربي
- تحية الى الراحل الاستاذ
- تركيا- العراق: مشكلة الموصل من جديد
- خسائر العراق البشرية: ارقام في ارقام
- الجنود البريطانيون وجرائم حرب واحتلال العراق
- اللاجئون فرصة المستقبل
- رسائل احفاد سايكس بيكو
- تحية الى مارغوت والستروم


المزيد.....




- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...
- احتجاز رجل بالمستشفى لأجل غير مسمى لإضرامه النار في مصلين بب ...
- برازيلية تنقل جثة -عمها- إلى البنك للحصول على قرض باسمه
- قصف جديد على رفح وغزة والاحتلال يوسع توغله وسط القطاع
- عقوبات أوروبية على إيران تستهدف شركات تنتج مسيّرات وصواريخ
- موقع بروبابليكا: بلينكن لم يتخذ إجراء لمعاقبة وحدات إسرائيلي ...
- أسباب إعلان قطر إعادة -تقييم- دورها في الوساطة بين إسرائيل و ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - ماذا يجري في البحرين وأين منظِّرو «النظام يقصف شعبه»؟!