أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم كطافة - قراءة ليست أدبية لرواية (حفلة التيس)














المزيد.....

قراءة ليست أدبية لرواية (حفلة التيس)


كريم كطافة

الحوار المتمدن-العدد: 5277 - 2016 / 9 / 6 - 16:30
المحور: الادب والفن
    


رأيت أن أفضل من كتب عن نظام صدام حسين وعن العراق هو الكاتب الفذ (ماريو بارغاس يوسا). رواية (حفلة التيس) التي ترجمها المترجم المبدع (صالح علماني) هي رواية عراقية بامتياز.. وجدت فيه صدام حسين بلحمه وشحمه ووجدت عزت الدوري ووطبان وبرزان وسبعاوي وجدت ساجدة وحلى ودلع وملع.. وجدت وزير الوزارات حسين كامل وأخيه.. وجدت طه ياسين رمضان وسلسلة الوزراء الدمية.. وجدت طلفاح وابنه وعائلته الكبيرة.. وشاهدت قرية العوجة مجسدة بأبهى صورة.. أسماء المدن والجسور والمستشفيات ومرافق الخدمة العامة التي تسمت باسم صدام وهناك باسم تروخييو.. منال الآلوسي واتحاد نساءها.. ورش التعذيب التي تجعل الضحية يتوق للموت ولا يناله.. كل شيء في الرواية كان عراقياً بامتياز.. لا يحتاج أمر انتحالها إلا إلى لمسات حرفية بتبديل الأسماء وبعض العادات والتقاليد الدومينيكانية بعراقية وتصبح رواية عراقية تبحث عن من يمهرها باسم وهمي وناشر مغامر لينشرها باعتبارها رواية عراقية. كل هذا و(ماريو بارغاس يوسا) لا أظنه يعرف شيئاً عن العراق وصدام حسين باستثناء دكتاتور وبلد من الشرق الأوسط.
التشابه مطلق بين خلفية وملامح وذكاء وإجرام وطموح ووسائل (تروخييو) دكتاتور الدومينيكان البلد ذو الثلاثة ملايين نسمة و (صدام حسين) دكتاتور العراق البلد ذو الثلاثين مليون نسمة.. الأول حكم لمدة 31 سنة آخرها كانت خلف رئيس دمية.. قبل اغتياله بمؤامرة داخلية أشرفت عليها السي آي أي.. وصدام حكم فعلياً (35) سنة بدأها بسنين كان يحكم من خلف كذلك رئيس دمية (البكر) قبل إسقاطه من قبل الأميركان باحتلال كامل للبلد.. الاثنان لا يثقان بأحد إلا بمزاجيتهم ونرجسيتهم وبما تفعله عيونهم الصقرية وهي تعري الأعوان والخدم والتابعين.. أحد لم يصمد أما عيون الدكتاتور في الدومنيكان وفي العراق.. للأول ابنان منفلتان (رامفيس وراداميس) وصلا إلى أعلى المناصب وتسببا بأوسخ الفضائح والجرائم وكانا خيبة أمل أبيهم الباحث عن خليفة يستلم من بعده البلد الذي بناه على مزاجه طوبة طوبة.. لكنهما متلهيان بالقمار والنساء والتهتك.. وللثاني ابنان (عدي وقصي) كذلك وصلا لأعلى المناصب لكنهما ظلا خيبة أمل ابيهما.. لم يكن من بينهما من يملأ المكان.. (تروخييو) لم يقتنع يوماً بأداء أي وزير أو تابع له رغم الخدمات الكبرى التي كان يقدمها هؤلاء.. كان يعاقبهم بين فينه وأخرى ولسان حال الضحية منهم يظل يتسائل (آه لو بس اعرف ما هو الذنب الذي اقترفته ليغضب مني ويهينني بهذا الشكل).. وهو لا يكتفي بهذا.. بل كان يضاجع نسائهم وأخواتهم بعلمهم وهم ما زالوا في الخدمة.. لكسر كبريائهم.. وهذا ما فعله (صدام حسين) وفق ما تسرب وسيتسرب من فضائح وافلام ووثائق ما زال مغلق عليها في دوائر المخابرات الأمريكية ومراكز بحوثها.. تروخييو بنى الدومينيكان من الصفر وجعلها بلداً حديثاً بعبقريته في القيادة والإدارة.. وصدام حسين بنى العراق تقريباً من الصفر وجعله بلداً حديثاً بعبقريته في القيادة والإدارة.. تروخييو قضى على الرشوة والفساد الحكومي باستحواذه على كل ثروة البلد لنفسه.. قسم البلد إلى إقطاعيات لعائلته الكبيرة أنشأ شركات صارت هي عصب الإقتصاد.. حتى جاءت نصيحة أحد وزرائه الذي يلقبه بـ(القذارة الحية) وهو ألمع إقتصادي في حكومته – بالمناسبة الاثنان صدام وتروخييو كانا يختاران لتابعيهم من الوزراء والخدم ألقاباً مهينة-، اقترح (القذارة الحية) على رئيسه أن يشتري القطاع العام لينقذه من الإفلاس.. وصدام كذلك فعلها قضى على الفساد والرشوة واستحوذ على كل ثروات البلد ليقسمها إلى إقطاعيات ومزارع على افراد عائلته الكبيرة ومن يختاره من المعاونين الذين يبدلهم بين حين وآخر.. انتهت الرشوة والسرقة.. هل يسرق نفسه..؟.. تروخييو جعل الدومينكانيين أذلاء، مهانون، مستلبون، ضعفاء أمام أجهزة (لويس أبيس) مسؤول استخبارات الرئيس.. حتى تحولت سيارات الخنفساء السوداء وهي تجوب الشوارع والدروب إلى رعب ومصبة مجلجلة على المكان الذي تُشاهد فيه.. وهذا كان حال سيارات الأمن الخاص ناهيك عن سيارات الأمن العامة والمخابرات مع العراقيين.. تروخييو نجح نجاحاً منقطع النظير بتحيول الشعب الدومينيكاني إلى قطعان من المهانين والأذلاء المرتعبين يمتهنون النميمة والوشاية ببعضهم.. وصدام فعلها بسلب كرامة وكبرياء وقوة العراقي حين حوله أما إلى مخبر أو ضحية لمخبر.. عنجهية تروخييو ونرجسيته وغروره أوصلته ليس إلى إقصاء الحركات الثورية واليسارية ومواجهة الكنيسة الكاثوليكية و القضاء على كل نفس معارض داخل البلد فحسب بل وإلى الوقوف بوجه أمريكا التي هي من صنعه.. حتى عرّض بلده إلى أقسى حصار إقتصادي أوصله إلى حافة الإفلاس قبل اغتياله.. وهذا ما فعله صدام حسين بالتمام والكمال.. تروخييو فرغ البلد من بدائل تنتشله في حالة غيابه.. وفعلها صدام على أكمل وجه.. من جاء بعد تروخييو سياسيون دمى فاسدون مرتعبون ومستعدون لرهن كل شيء لمن يحميهم من الخارج، حتى صار الدومينكاني يترحم على أيام تروخييو.. وهذا هو حال بدائلنا التي حلت محل صدام حسين.. ولا أدري متى نصل إلى الترحم على ايام صدام حسين..
بعد كل هذا أطرح السؤال على المهتمين من نقاد وأطباء نفسيين وباحثين ما هو الشيء الذي يجعل الدكتاتوريين متشابهين إلى هذا الحد رغم كل الاختلافات بين بلدانهم وشعوبهم.. وسؤال آخر هل حقاً يوجه شعب شجاع وآخر جبان.. شعب ثوري وآخر مستكين.. شعب أصيل وآخر فوتو كوبي..!!!!؟



#كريم_كطافة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيف الأحزاب القومية.. البارزاني نموذجاً
- التحكم في سوق الأديان.. والاستهلاك الديني
- أيها المثقفون ما هي حلولكم..!!؟
- قصة قرية كوجو.. وقصة الجد البعيد
- شعواط يتصاعد من مطبخ الإقليم
- فؤاد يلدا... الجرح الناتئ في روحي
- ماذا يريد الأنصار..؟
- ما يخفيه النص
- بيت اللعنات...!!!
- بين كلابنا وكلابهم دماء تنزف..!!
- الحزب الشيوعي العراقي وسؤال الهوية الوطنية
- من يرسم خرائط حديدان..؟
- التاريخ المنسي في فلم (سنوات الجمر والرماد)
- النقاط الثلاث الساحرات في الانتخابات الهولندية
- التجمع العربي ومشروع صديقي الكوردي
- طائفة الغراب الأبيض..!!
- دعاء البدل.. صلاة البدل
- اليسار.. فقدان الحاضنة الاجتماعية..!!
- إحصاء المنصور...!!
- شؤون وشجون شباك الدائرة..!!


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم كطافة - قراءة ليست أدبية لرواية (حفلة التيس)