أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - -الإمبراكونيا- إكتشاف نظري عراقي كوني ( 1/3)















المزيد.....

-الإمبراكونيا- إكتشاف نظري عراقي كوني ( 1/3)


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 5277 - 2016 / 9 / 6 - 15:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"الإمبراكونيا" إكتشاف نظري عراقي كوني ( 1/3)

قبل الذهاب ل"تسجيل براءة الاختراع" المعرفي، لم يخطر ببالي وانا اقرر اعلان اكتشافي "النظري"، ولا أقول "العلمي"(فهي كلمة اوغل كثيرون في ابتذالها)، ان افتعل صيغة تقديم، او استهلال يدعي التواضع، ولن أقول بان ماافعله هنا ومافعلته في السياقات التمهيدية، من قبل، هو عمل بسيط وعادي، توصلت اليه بالصدفة، او عفو الخاطر، و من حيث لا ادري، او حتى كثمرة لجدي واجتهادي خلال عقود من السنين، فهذا كله ليس مما يدخل في اهتمام أي قاريء ـ ان وجد ـ ، علما بانني اعرف يقينا، ان ندرة من الأشخاص، حتى المعنيين والمتابعين، سوف يهمه ـ اذا حدث وتجاوز العنعنات والصغارات الذاتية، وتنازل عن العجب والخيلاء، او استطاع التخلص من ثقل محفوظات تراكمت على مدى عهود ـ الاطلاع على ماجئت لابلغ به هنا. ذلك غير قناعتي التامة، بان مااريد قوله، سيلاقي النكران والتجاهل، عدا عن "التفلسف المعتاد"، والسفسطة الجهولة، والاستهزاء ربما لمدة قد تطول، وان المزيد من الإصرار والمواضبة ،سوف احتاجمها كثيرا، وبزخم واحتدام اشد وطاة، ومن فصيلة أخرى مختلفة عن تلك الذي جابهتها وتحملتها خلال الفترة التي كان التجاهل خلالها، هو سلاح القتل المستعمل من لدن عالم الرعب من الحقيقة، ومجتمع الثبات على المتوارث، قبل ان يأخذ هذا الرأي بعض مداه الضروري، اوالذي يستحقه.
ولا ادري لماذا اميل من طرف ما، لان أكون مستفزا، بمعنى الإحالة الى ماقد يعد غير ممكن، او خارج عن القدرة المفترضة والمالوف، من قبيل انني لا أرى وانا اميط اللثام مبدئياًعما انا بصدده، من غضاضة في ذكر: (ابن خلون، او ماركس، او دوركهايم، وويبر، او حتى سان سيمون، وكونت، او سبنسر)، فلست أرى في كل هؤلاء قمما لاتجوز مضاهاتها، او النظر اليها بسوية، ومن دون ايما شعور بالدونية، ولست اعتقد ان هؤلاء الرجال المهمين، كانوا اكثر من مرتقين الى مستوى حقائق عصرهم خلال لحظة صعود شاملة،كما دلتهم عليها حقيقة بلدانهم، وان العراق وفقا لقناعتي الشخصية، هو كيان مركب ارقى من كل ماعداه من كيانات معروفة على وجه الأرض، وعليه فانه اذا كشف عن حقيقته يوما، فسيعطي العالم والمعرفة البشرية، ما يتناسب وحقيقته الكبرى المتجاوزة لغيرها، فلا وجود لعارف بذاته، وان اختص بسمات ذاتية مميزة ومناسبة، ولايمكن لبشر ان يكون كبيرا وعظيما، الا ضمن اجمال عظمة المكان الذي هومنه، لهذا فانني لا اجد في نفسي أي شعور بالتهيب مقابل أي منجز سابق في مجال علوم الحياة والحضارة والمجتمع، ناهيك عن الأسماء الجليلة الكبرى التي ارتبطت حياتها، ومن ثم اسماءها، بتلك المنجزات، لست متهيبا من أي من هؤلاء الكبار على الاطلاق وانا اخالفهم، او اخطيء اراءهم وماجاءوا به، باسم المعرفة والعلم، وطبيعة سيرورة الحياة والتاريخ التي يؤمنون هم بها، وامنوا قبلي، حتى النهاية.
والنقطه الثانية التي وجدت ان التنويه بها لازم استهلالا بعد ماتقدم، وقبل الدخول في صلب الموضوع، توجيهي النظر الى التلازم بين عمق الازمة الوطنية "الكارثية" الحالة على العراق، وماقد تبلور في قناعتي من سبيل، أصبح لازما على صعوبته وجدته اذا كان هنالك من طريق مايزال يؤشر باتجاه المستقبل، فحيث تنغلق كافة المخارج والطرائق، يأتي هذا العمل ليلفت النظر لتراكمات انتكاسة الوعي، او الباقي من المنظور البالي المستعار الحالي، ومعه الموروث الحسي المنتقص، بحيث تظل المعادلة مرهونة اليوم اجباريا، اما باستمرار تدني الرؤى والمفهوم مايعني استمرار الموت والخراب، او بارتقائة لمستوى الحالة المعاشة، فلقد ظل العراقيون اصغر من العراق فعلا ووعيا على مدى قرون مديدة من تاريخ دورات العراق الحضارية، والانقطاعات الفاصلة بينها، وهم الان ليسوا في الحال التي كانوا يعيشونها يوم كانت الاليات الحضارية الأساسية والبنيوية قائمة وراسخة، وغير قابلة للتبدل.
فحين سقطت بابل في 539 او بغداد في 1258 ،وغرق العراق لمرتين في "الإنقطاع" الطويل، كانت الآليات الحضارية الأساسية قائمة كما هي، لم تتغير من حيث الأسس، ولم تكن تنتظر غير عامل تحريرها من وطاة "الإنقطاع"، لكي تعود للعمل من جديد، وهو ماحصل بنتيجة الفتح العربي الإسلامي، الذي ازاح عن كاهل البنية الحضارية والإنتاجية العراقية، وطاة الحضور الاقطاعي الساساني، فحررها وأعاد فعاليتها شبه المتوقفه برغم انه هو نفسه حاول ان يقيدها جزئيا، والشيء ذاته حدث بعد القرن السابع عشر، حين بدات التبلورات الأولى للتشكل الوطني العراقي الراهن تلوح من جنوب العراق بفعل ذاتي، مع وصول حالة الانقطاع حدودها القصوى، فتلاقت كتعبير عن عودة عمل الديناميات الراسخة والحية ثلاث قبائل كبيرة، لتشكل في ارض سومر التاريخية "اتحاد قبائل المنتفك"، قبل ان تتعدد بعدها الاتحادات القبلية، في الوسط والجنوب، ويتواصل التشكل المجتمعي الوطني الحديث بالصود تباعا الى الأعلى، مجددا حضورالحيوية الوطنية الذاتية، قبل تصادفه حديثا عملة التحريف الأكبر مع حضور الغرب ونموذجه، ودولته المركبة، وما ساعد على تبلوره من رديف "الوطنية الحزبية االايديلوجية".
ومع تباين الأحوال وظروف عودة فعالية الاليات الوطنية التاريخية، بين الدورة الحضارية الاولى التاسيسية على المستوى الكوني، والثانية الوسيطه، والثالثة المعاشة حاليا، فان سمات جوهرية تظل تتكررمن زاوية او دائرة، وتتغير من ناحية ومدى من مديات ومظاهر الكيان وفعاليته المشابكة، مع اعتبار قوة واتساع مجال الترابط مع "الكوني"، فالعراق لايصح احتساب فعله "محليا"، وهو ليس ب"وطني" / بمعنى المشابهة او المطابقة مع نموذج "الدولة الامة" الغربي الأوربي ـ وهو ما قد سعى الغرب في العقود الأخيرة، لان يثبت بالقوة والاكراه، وبالرؤى الغربية المهيمنة المسقطة من خارج البنية العراقية،، وقد وجد "نخبة" ضعيفة منفصلة عن ذاتها ومكانها، تيقظت على التاريخ الحديث، متبنية وسائل وتفكرات ومناهج مستعارة، تخدم مشروع مستعمرها، وتتركها هي بموضع الضياع والازمة التأسيسية المستمرة، والتي لاعلاج لها.
ينتمي العراق بنيويا / تكوينا لنمط او نموذج الكيان "الإمبراكوني" وهو نموذج مركب اعلى واكثر تعقيدا بما ما لايقاس من غيره من اشكال التنظيم (الاجتماعو/ سياسي) التي عرفها الانسان، وهو نمط تلازم نمطين من التنظيم الاجتماعي "مجتمع لادولة منتج"، يكون مجاله عادة في الجنوب امتدادا على مساحة ارض السواد او دلتا النهرين دجلة والفرات، ونمط " دولة قاهرة" تركب فوقه، وتكون حتما شماله، تتشكل من سلالات مسلحة عسكرية متضامنة تقيم "مدن دول" محصنة تحصينا عاليا ومحكما، وتظل معزولة داخل اسوار مدنها وقلاعها بلاجذور مجتمعية، تمارس حلبها للريع الزراعي، بتجريد الحملات العسكرية على مجتمع اسفلها، لاينتج دولة منفصلة من داخله، ولايقبل بداهة سلطة غريبة من خارجه، حيث حرية هذا الحيز تساوي اتساق وسلامة العملية الإنتاجية، الصعبه العسيرة بفعل شروط طبيعية معاكسة كليا، فلقد عانت الدول القاهرة دائما من عنف وقطعية حالة الرفض والمقاومة الشاملة من اسفل، ماولد خاصية أخرى، تتمثل في جنوح الدول في هذا المكان، الى البحث شمالا عن منافذ تؤمن بديلا للريع، المستحلب بأقصى الاثمان من الجنوب، ماحفز دائما خاصية "الإمبراطورية"، كوسيلة ومنفذ تخفيف لحدة الصراع الداخلي، بالمقابل اتسم تعبير الحيز الأسفل، أي حيز "اللادولة"من جهته بالميل لبلورة منظور معاكس مطابق لبيئته وكينونته، طابعه كوني هو الاخر، اتخذ عادة وفي اعلى تبلوراته، صيغة المنظور الكوني الأول في التاريخ الإنساني كما تجسدا في "التوحيد".
على هذا المنوال تتفارق الرؤى، وتتباين متجاوزة المحلية الى الكونية، مؤكدة نمطا آخر غير ملحوظ من أنماط الفعل الإنساني العقلي والعملي، تمتاز حكما عن تلك الناتجة عن اشكال اجتماعية مبسطة او أحادية، تغلب فيها اما الدول "الوطنية" بشكلها القهري على اختلاف اشكالها ومستويات قهريتها، او مجتمعات "اللادولة" المنشرة في العالم، بالقدر نفسه، وانما اكثر من تلك القاهرة، مايجعل التاريخ الإنساني منقسما واقعيا الى نمطين غالبين على مستوى الكوكب، فالبشرية عرفت مجتمعت "دولة اللادولة"، مقابل مجتمعات "الدول التمايزية القاهرة" وهذان النمطان وجدا منفصلين على امتداد العالم والكرة الأرضية، من الامريكيتين وأستراليا حيث مجتمعات اللادولة وبعض اسيا وافريقيا، الى المجتمعات التمايزية القديمة والحديثة مثل مصر قديما، واوربا، والعديد من مجتمعات الاستبداد في اسيا، فعلى عكس مايقوله بعض باحثي الغرب، او مايميلون لتصنيفه قياسا لحالتهم المتاخرة، تنتمي ظاهرة "الاستبداد الشرقي" لنفس نمط الدول الطبقية المستبدة في اوربا، من حيث الجوهر، مع اختلاف الآليات والمآلات، يقابلها نمط ومجتمع "اللادولة".



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء الى الوطنيين العراقيين ( ملحق): هل كان العراق موحدا عام ...
- نداء الى الوطنيين العراقيين: جدول اعمال وطني جديد.. بماذا هو ...
- -نداء الى الوطنيين العراقيين-:آن الأوان كي تستعيدوا المبادرة ...
- بعد الإعتراف البريطاني: من يعيد الإعتبار للوطنيين العراقيين؟
- ماذا لو انهارت الامبراطورية الامريكية ؟ (2/2)
- ماذا لو انهارت الامبراطورية الامريكية ؟ (1/2)
- اذا فكر الترك انفجروا: الانقلاب وتناقضات - الوطنية / الامبرا ...
- متى تعود المرجعية للنطق؟ وماذا اذا نصبت ايران رئيس وزراء تاب ...
- هل سينتهي دورمسعود بارزاني؟: الوطنية والجزئية بظل - العملية ...
- النشوئية الجديده وهزيمة كلكامش ودارون ( الكون كصيرورة تحولية ...
- العراق والشرق الأوسط في عالم انتقالي بلا -ثوابت- : من -الحدا ...
- روسيا والشرق الاوسط: العراق كركيزة إستراتيجية بدل ايران
- عبد الجبار الكبيسي ..... متى ينصفه التاريخ 6 :على طريق تجدي ...
- عبدالجبار الكبيسي .. متى ينصفه التاريخ 5 الايديلوجية الحزبية ...
- عبدالجبار الكبيسي... متى ينصفه التاريخ 4: وطنيتان ماقبل وماب ...
- عبدالجبار الكبيسي.. متى ينصفه التاريخ 3 الطريق المضني نحو وط ...
- عبدالجبار الكبيسي.. متى ينصفه التاريخ 2
- عبدالجبار الكبيسي.. متى ينصفه التاريخ 1
- وليد جمعه: شاعر يقتل شعره وظله2/2
- وليد جمعه: الشاعر الذي قتل شعره/1 2 /


المزيد.....




- الحرس الثوري يُهدد بتغيير -العقيدة النووية- في هذه الحالة.. ...
- شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس
- -سرايا القدس- تعلن سيطرتها على مسيرة إسرائيلية من نوع -DGI M ...
- تقرير للمخابرات العسكرية السوفيتية يكشف عن إحباط تمرد للقومي ...
- حرب غزة: لماذا لم يطرأ أي تحسن على الأوضاع الإنسانية للغزيين ...
- كيف تُقرأ زيارة رئيس الوزراء العراقي لواشنطن؟
- الكرملين: الدعم الأمريكي لكييف لن يغير من وضع الجيش الأوكران ...
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...
- بريطانيا توسع قائمة عقوباتها على إيران بإضافة 13 بندا جديدا ...
- بوغدانوف يؤكد لسفيرة إسرائيل ضرورة أن يتحلى الجميع بضبط النف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - -الإمبراكونيا- إكتشاف نظري عراقي كوني ( 1/3)