أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - زاغروس آمدي - من عفو الخاطر وعلاقة السياسي بالإجتماعي














المزيد.....

من عفو الخاطر وعلاقة السياسي بالإجتماعي


زاغروس آمدي
(Zagros Amedie)


الحوار المتمدن-العدد: 5275 - 2016 / 9 / 4 - 23:47
المحور: القضية الكردية
    


إن أكثر ما يعيق تطور القضية الكردية هو التداخل والتشابك الحاصل في الإرتباطات والتبعيات والفروضات السياسية للأحزاب الكردية في الأجزاء الأربعة من كردستان.
وهذا مرده إلى أن العواطف القومية والأفكار الزائفة والمموّه هي التي تُسيّر وتسيطر وتتحكم بالقرارات السياسية لهذه الأحزاب.
ولا أحد يجهل أن لامكان للعواطف والفكر الزائف في العمل السياسي. وإنه حين تمتزج العاطفة والفكر الزائف بالسياسة، فإن السياسة تتحول إلى مجرد فوضى من التناقضات التي تؤدي إلى تهادمات وليس إلى تفاهمات. لأن ملكة الفهم تقوم على الإدراك بينما العاطفة حالة ذهنية وجدانية مجانبة للإدراك ومتصادمة مع المنطق غالباً.
ولو أن أحزاب كل جزء من كردستان إنتهجت سياسية مستقلة عن الجزء الآخر وأحترمت أحزاب كل جزء سياسة أحزاب الأجزاء الأخرى ولم تسخر الأحزاب ذات النفوذ الاحزاب الاخرى الأضعف، لحقق ذلك نتائج أفضل في مسار تطور القضية الكردية.


وهنا لا أرفض وجود علاقات التعاون والتآزر بين كل الأحزاب الكردية، وإنما أرفض أن تتحول هذه العلاقات إلى ما يشبه الإستغلال السياسي من قبل الأحزاب ذات النفوذ للأحزاب الأقل نفوذا في الأجزاء الأخرى.
ولا يخفى على المراقب والمتتبع السياسي النتائج السلبية لهذا النهج السياسي الخاطئ في تاريخ الحركات الكردية منذ حركة القاضي محمد مرورا بحركة الملا مصطفى البرزاني وإبنه مسعود إلى حركة العمال الكردستاني.
ومن إحدى النتائج السلبية الراهنة التي تظهر وتعكس هذا النهج السياسي الخاطئ هو الوضع الحاصل في كردستان سوريا.
إن هذا النهج السياسي القومي العاطفي يُبين بجلاء صارخ أن العقلية الكردية القبائلية الضيقة الافق مازالت راسخة في المجتمعات الكردية وأحزابها السياسية التي طلت شعاراتها فقط بألوان زاهية من حبر التقدمية والإنسانية. وما يبرهن على هذا النهج السطحي أن جميع الكرد يريد التوحد، لكن لا أحد يتحدث عن كيفية هذا التوحد، لأنهم مكتفون على ما يبدو بالإكتفاء العاطفي حول التوحد.

لا عمل سياسي ناجح دون معالجة ناجعة للمجتمع

كما أن القفز على الواقع الإجتماعي الكردي وتجاهله وعدم إيلائه الإهتمام اللازم ومعالجته بطرق وأساليب مناسبة مجدية وتركيز الحركات الكردية على الوعي التحرري السياسي وإهمالها لتحرير العقل الكردي من قيوده الكثيرة وتشكيل أو تطوير وعي إجتماعي ملائم ومرادف ومساند للوعي السياسي هي إحدى العيوب والنواقص الكبيرة في الحركات الكردية، وهي بلا شك إحدى الأسباب المهمة في التخبط والتنازع الحاصل في الواقع السياسي الكردي.

إن بناء وطن أو تأسيس دولة دون تأسيس وعي إجتماعي محايث للوعي السياسي يبقى دائماً معرضاً لهزات تهدد إستقرار كيان الدولة وتسبب نكبات وكوارث لها. أي أنها دولة شكلية صورية فقط. وأكثر دول المنطقة هي من هذا النوع.

فمصر مثلاً كدولة كبيرة ورغم توفر عوامل إيجابية عديدة فيها، إلا أنها دولة متخلفة وفقيرة، مع أن هذه الدولة كانت قبل قرن تقريباً متقدمة على اليابان. حتى أنه آنذاك قام وفد ياباني بزيارة مصر للإستفادة من تطورها العمراني ونظامها السياسي الديمقراطي، رغم أنها كانت مستعمرة بريطانية، إلا أن نقص وتخلف الوعي الإجتماعي وعدم معالجته وتطويره بعد الإستقلال بطرق وأساليب وأفكار سليمة، والتركيز فقط على قضايا سياسية بعقلية متخلفة على عكس ما حصل في اليابان، جعلها دولة فقيرة وضعيفة هجرها الملايين من سكانها إلى الخارج للبحث عن لقمة العيش.

وما يسري على مصر بأنها مجرد صورة شكلية عن الدولة، يسري أكثر ربما على سائر دول المنطقة، وكثير من دول العالم الثالث التي إكتفت بالعمل السياسي والتنازع حول كرسي الحكم وأهملت الجانب الإجتماعي ومعالجة مشاكله وتطويره.

شاه إيران وأتاتورك وبورقيبة وعبدالناصر والبعث العربي على سبيل المثال حاولوا الإشتغال طويلاً على معالجة الجانب الإجتماعي لمجتمعاتهم، لكنهم أخفقوا في النهاية لأن معالجتهم كانت قاصرة وسطحية ومقلدة لتجارب الغرب أو الشرق الأوروبي آنذاك ولم تكن معالجة حقيقية وناجعة للأوضاع الإجتماعية، فعادت إيران بالخميني وإسلامه الشيعي إلى الحكم وعادت تركيا إلى عقليتها العثمانية الإسلامية وعادت مصر إلى الإخوان المسلمين فقضى عليهم العسكر بإنقلاب دموي فساء الوضع أكثر، وعادت تونس إلى حزب النهضة الإسلامي وصدَّرت إلى داعش أكبر عدد من المقاتلين رغم أنها أصغر دول شمال أفريقية بالرغم من أن بورقيبة كما ذكرت حاول على مدى عقود جعلها دولة حديثة وعمل على تحديث المجتمع التونسي، لكن تبين أن معالجته للوضع الإجتماعي كما أتاتورك وشاه إيران وعبدالناصر والبعث كان معالجة سطحية ومجرد تقليد أجنبي فرض بالعنف والخوف على الشعب. وتفجَّر في كلٍ من ليبيا والعراق البعثي وسوريا البعثية العلوية واليمن براكين حارقة من الكره والحقد الإجتماعي الديني والمذهبي والطائفي والعرقي.



#زاغروس_آمدي (هاشتاغ)       Zagros__Amedie#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -يا أبناء الأمة الكردية إتحدوا-
- PATISM الپاتيزمية: العَداء السَّافِرُ للكُرد (3)
- هل ستشهد كردستان العراق فوضى بابل جديدة؟
- ديمقراطيات
- لماذا يهاجر شعب كردستان سوريا؟
- الكرديُّ الذي يُلدغ من جُحرٍ مرّتين
- الآن الآن وليس غداً
- الپاتيزمية PATISMS العَداء السَّافِرُ للكُرد (2)
- الپاتيزمية PATISM العَداء السَّافِرُ للكُرد (1)
- إِنَّ الحيَاةَ صَيرُورَةٌ وَفِكرٌ وَتَجدِيدُ
- لماذا يفضل الإسلامي واليساري الإقامة في بلاد الغرب الكافر ال ...
- وجود الأديان ضرورة، لكن يجب الانتباه الى:
- هذا ليس من الإسلام ! (1)
- هذا ليس من الدين
- حينها سأرحل عن هذه الأرض مطمئناً على مستقبل شعب....
- هل يمكن تجنّب وقوع الفأس في الرأس؟
- مقدمة الجزء الثالث من تأريض الإسلام
- عِندَما يَرَىَ الشَّيْطانُ رَجُلَ دِينٍ، يَكَادُ يمُوتُ ضَاح ...
- العقل الممنوع من التصرف
- رؤى سياسية مختصرة (تجاهل الحقائق يعمق تعقيد العلائق)


المزيد.....




- المبادرة المصرية تدين اعتقال لبنى درويش وأخريات في استمرار ل ...
- مفوض أوروبي يطالب باستئناف دعم الأونروا وواشنطن تجدد شروطها ...
- أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
- الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ ...
- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - زاغروس آمدي - من عفو الخاطر وعلاقة السياسي بالإجتماعي