أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - هل تتدخل أميركا للحيلولة دون اقتحام تركيا لكوباني كما فعلت عام 2014 في مواجهة داعش















المزيد.....

هل تتدخل أميركا للحيلولة دون اقتحام تركيا لكوباني كما فعلت عام 2014 في مواجهة داعش


ميشيل حنا الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 5275 - 2016 / 9 / 4 - 17:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الموقف في سوريا الآن دخل مرحلة مفترق الطرق. فالقوات التركية ودباباتها قد وصلت مشارف مدينة عين العرب (كوباني) ، بل وقيل أنها قد دخلت مشارفها رغم مظاهرات احتجاجية من سكان المدينة. وهذا التطور الهام، يضع القضية السورية على مفترق طرق، أحدها تأكيد جدية الموقف التركي الجديد المتفاهم مع روسيا، المعادي لأميركا، الساعي لتطبيع العلاقات مع كل من مصر وسوريا كما قال رئيس وزراءتركيا علي يلدريم، اضافة الى توقفها عن معارضة بقاء الرئيس بشار الأسد في موقع القيادة خلال المرحلة الانتقالية...وثانيها احتمال دخول العلاقة التركية الأميركية، مرحلة المواجهة الجدية المباشرة وربما الدامية.

فهل تجد الولايات المتحدة نفسها مضطرة الآن، للتدخل لحماية كوباني من الاجتياح التركي، كما فعلت قبل عامين، عندما رمت بكل ثقلها للحيلولة دون سيطرة الدولة الاسلامية (داعش) على مدينة كوباني ذات الأكثرية الكردية.

وقد نجحت فعلا آنئذ في احباط المساعي الداعشية التي اخترقت قواتها المدينة وسيطرت على بعض أحيائها، لكن المقاتلين الأكراد الأشاوس بقيادة امرأة كردية، عمرها 40 عاما واسمها ميساء عبدو (أخت الرجال) ، وبدعم من اغارات أميركية جوية مكثفة، وكمية من السلاح والذخيرة القتها لهم طائرات أميركية من نوع سي130 ... استطاعت كوباني الصمود، ونجح المقاتلون الأكراد في طرد الداعشيين خارج المدينة، وحالت بينهم وبين السيطرة عليها، مما اضطر مقاتلو الدولة الاسلامية في نهاية المطاف، لحزم امتعتهم والرحيل عن كوباني منذ منتصف الشهر العاشر عام 2014، مما شكل فشلا بل وهزيمة عسكرية لداعش كانت الأولى من نوعها منذ ظهورها كتنظيم قوي لا يقهر.

وكان التوتر قد بلغ ذروته آنئذ بين الولايات المتحدة وتركيا. فالرئيس التركي كان يرفض بعناد السماح لامدادات الذخيرة والمقاتلين، بالمرور عبر الأراضي التركية الى كوباني. واستمر الرئيس أردوغان في التشبث بموقفه الرافض للتعاون، رغم مكالمة هاتفية طويلة (قيل استمرت ساعة أو أكثر) بين أوباما وأردوغان جرى خلالها تبادل بعض العبارات الحادة. وعندما تشبث أردوغان بموقفه الرافض، لجأ الرئيس أوباما متحديا الى استخدام طائرات سلاح الجو الأميركي، لالقاء 22 طردا محملة بالذخائر وبالأسلحة والمواد الطبية، تسلمتها القوات الكردية المقاتلة، وأعانتها على الصمود في وجه الدولة الاسلامية، خصوصا وأن 150 عنصرا من البشمركة (كردستان العراق) قد وصولوا أيضا اليها، مرورا عبر الأراضي التركية، بعد أن وجد أردوغان نفسه مضطرا لبعض التعاون، ازاء تقييمه لمدى جدية الرئيس أوباما وتصميمه على تقديم الدعم للأكراد، رضي أردوغان بذلك أم لم يرض.

ويبدو الآن أن قفاز التحدي بات من المتوقع أن يرفع مرة أخرى من الطرفين في مواجهة كل منهما للآخر. فاذا كان التحدي الأميركي قد بلغ ذروته نتيجة رغبتها في حماية مدينة كردية واحدة، فكم ستكون حرارة هذا التحدي، وقد بلغ الأمر الآن وضع العراقيل والعصي في الدواليب، في وجه مشروع اميركي أوسع لحماية كامل المناطق الكردية في الشمال السوري، تمهيدا لنوايا أميركية معلنة تسعى لظهور اقليم كردي يتمتع بحكم ذاتي كخطوة أولى، ونوايا غير معلنة، تسعى لتشكيل نواة للمشروع الأميركي بعيد المدى، الساعي لتشكيل شرق أوسط جديد، لكن باطار جديد، يؤدي الى نشوء دولة كردية مستقلة على كامل المناطق الكردية في سوريا والعراق وتركيا وايران، باعتبارها ستكون حليفا لكل من الولايات المتحدة ولاسرائيل في آن واحد، يشكلان معا كماشة تحمي المصالح الأميركية، وتحقق الأمان والاطمئنان للدولة الاسرائيلية التي سعى مشروع الشرق الجديد باطاره القديم الى تجزئة دول المنطقة الى دويلات، بهدف حماية أمن اسرائيل، باعتباره الغاية القصوى للاستراتيجية الأميركية.

فالمشروع الأميركي الجديد يحقق كامل ما سعى مخطط الشرق الأوسط الجديد (بصيغته القديمة) الى تحقيقه، دون اثارة زوابع تتهم الولايات المتحدة بالعدوان وبتفكيك الدول، تحقيقا لمصالحها ومصالح ربيبتها اسرائيل. ففي مشروعها الجديد، هي تطرح السعي وتقديم العون لتحرير أمة (كردية) ظلت تحت نير حكم الدول الأخرى لأجيال طويلة، وبات الآن من العدل أن تساعدها الولايات المتحدة لتحقيق أمنيتها في الاستقلال، والتحرر من حكم الآخرين، والاستقرار بدولتهم الخاصة بهم. اذن هي الآن محررة لشعب وليست معتدية على شعوب أو دول، رغم أن مشروعها يقتضي انتزاع مناطق من كل من سوريا وتركيا والعراق وايران، كانت تشكل أجزاء من تلك الدول.

ومن أجل تحقيق هذا المشروع الذ ي سيطرح كمشروع انساني تحريري لشعب مقهور، قدمت العون لقوات الحماية الكردية، ومن ثم لجيش سوريا الدمقراطي الذي شكلته ودربته على مدى سنتين، وزودته بالسلاح والذخيرة بل والخبراء العسكريين أيضا، من أجل تحقيق مخططها ذاك. وتقول الولايات المتحدة أنها قد شكلته كبديل للجيش السوري الحر، بذريعة معلنة هي مقاتلة الدولة الاسلامية ازاء عجز الجيش السوري الحر الذي عولت عليه كثيرا لتنفيذ هذه المهمة، لكنه تفكك وأصابه العجز وفقدان المقدرة على تنفيذ تلك المهمة، علما أن القوات التركية تتدخل الآن في الشمال السوري (جرابلس - الراعي - كوباني) كدرع مؤازر للجيش السوري الحر الذي يشكل رأس الحربة لذاك الزحف. ومن المعلوم أن قيادة الجيش السوري الحر متواجدة في اسطنبول، تماما كما أن قيادة جيش الاسلام، قيادته أو مرجعيته في السعودية، وقيادة جبهة النصرة ، (أو جبهة الفتح باسمها الجديد) في أفغانستان. أما أين قيادة الدولة الاسلامية، فالله هو العليم، اذ قد تكون في اسرائيل، أو في واشنطن أو في الدوحة، أو في كوكب المريخ... الله أعلم.

اذن التحدي كبير الآن، والمواجهة قد تكون أكبر اذ تشبث كل من الأطراف في موقفه. ففي الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة لانشاء منطقة كردية تتمتع بحكم ذاتي في الشمال السوري، تريد تركيا تحويلها الى منطقة عازلة تحت اشرافها، (المشروع الذي طالما طرحته ورفضته الولايات المتحدة)، نتيجة لتصنيفها أكراد سوريا بأنهم متحالفين ومؤيدين لأكراد تركيا الذين تقاتلهم الآن القوات التركية، فهم بالتالي يشكلون خطرا عليها.

الصراع اذن ليس مجرد صراع على مواقع جغرافية، فهو صراع تناحري (وليس تحاوري)، بين استراتيجيتين أساسيتين غير قابلتين للتغيير أو للتعديل، تقف كل منهماعلى نقيض الأخرى، وتنذران بالمواجهة المباشرة بين تركيا وأميركا، في ظل صمت روسي ماكر يراقب ويتحفز، بعد أن ضاق ذرعا بالمماطلة الأميركية في التوصل الى تسوية سلمية للمسألة السورية، رغم كل ابتسامات جون كيري اثر كل جولة مفاوضات. اذ أدركت روسيا أخيرا أن ابتساماته، هي نيوب ليث يبتسم.

فكيف ستنتهي المواجهة بين الأطراف المتعددة المختلفة في أهدافها ونواياها: أمر قد يحتاج لبعض الوقت قبل انجلاء صورته. ولكن الانفراج قد لا يكون في مرمى عصا، رغم اللقاء الثنائي بين أوباما وأردوغان الذي عقد اليوم على هامش قمة العشرين التي افتتحت اليوم في الصين. فما رشح عنه اتفاق بين الطرفين للتعاون في تسهيل المعاناة في المناطق المحاصرة وخصوصا في حلب، والأرجح ألا يكون هناك اتفاق أشمل وأوسع، ازاء عناد أردوغان وخصومته مع الأميركيين التي ازدادت اشتعالا بعد الانقلاب التركي الفاشل، ورفض الولايات المتحدة تسليم أردوغان، غريمه وحليفه القديم الذي أكل معه عيش وملح، ويسعى الآن لتعليقه على حبل المشنقة.
ميشيل حنا الحاج
مستشار في المركز الأوروبي العربي لمكافحة الارهاب - برلين.
عضو في مركز الحوار العربي الأميركي - واشنطن.
عضو في اتحاد الكتاب والمفكرين الأردنيين.
كاتب في صفحات الحوار المتمدن - ص. مواضيع وأبحاث سياسية.






#ميشيل_حنا_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يجري في سوريا: حرب حسم، حرب استنزاف، أم شوربة خضرة؟
- أعجوبة القرن:الأكراد يقاتلون في آن واحد تركيا، سوريا، داعش و ...
- أين أخطأ ترامب في اتهاماته لأوباما الخاصة بالدولة الاسلامية، ...
- الجهل والمجهول يقفان وراء نجاح عمليات الذئاب المنفردة
- بفك ارتباطه بالقاعدة، هل تخلى الجولاني عن قيادة القاعدة الأم ...
- الارهاب في فرنسا نتاج الدولة الاسلامية أم من مخلفات الاستعما ...
- الفارق بين عمليات الذئاب المنفردة وغزوات داعش في الدول الغرب ...
- الذئاب المنفردة والعملية الدموية في ميونيخ
- صراع بين المعركة الجغرافية والمعركة التفجيرية والجديد معركة ...
- متى يقدم بوش، بلير، تشيني لمحكمة دولية تحاسبهم على جريمة غزو ...
- من يقف وراء التفجير المرعب في الكرادة، وهل سيجري تحقيق دولي ...
- داعش تفجر في السعودية،العراق،بنغلاديش،تركيا،لبنان،ودول أخرى: ...
- هل تراجعت تركيا عن مخططها، فاستبدلت روسيا التنسيق مع أميركا ...
- تركيا وقنبلتها شبه النووية التي فجرها أردوغان بلمسة قد تكون ...
- احتمالات تعثر الحل السياسي للمسألة السورية اذا وصل ترامب أو ...
- تركيا أردوغان المستفيد الأوحد من بركان سوريا ودول الخليج الخ ...
- المطلوب فتوى عاجلة من الأزهر االشريف تفسر المفهوم الصحيح للا ...
- المعارك لاستئصال داعش تتجاهل أنها فكر ديني مسيس لا يغتاله ال ...
- الوجه الآخر للشرق الأوسط الجديد المفتت للدول: سيناريو مضمونه ...
- زيارة اوباما لفيتنام وهيروشيما، وهديته الوداعية لمحبي السلام ...


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - هل تتدخل أميركا للحيلولة دون اقتحام تركيا لكوباني كما فعلت عام 2014 في مواجهة داعش