أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ماجد الشمري - الحرب الاهلية الاسبانية/موت ثورة!.(2)















المزيد.....

الحرب الاهلية الاسبانية/موت ثورة!.(2)


ماجد الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 5275 - 2016 / 9 / 4 - 00:07
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


في نهاية شباط1931وبرئاسة"زامورا"تشكلت الوزارة الاولى من:الراديكاليين،والليبراليين،والجمهوريين،والاشتراكيين.ولكن الجمهورية الفتية لم تنعم بالاستقرار لفترة طويلة،وقبل ان تنهي الجمهورية الوليدة شهرها الاول حتى بدأت الصدامات الدامية بين انصار الملكية وانصار الجمهورية.فاعلنت حكومة زامورا عن اجراء انتخابات في حزيران1931 وحصلت الاحزاب المؤيدة للحكومة الجمهورية على اعلى الاصوات.فكل الاحزاب اليمينية لم تحصل كلها الا على60مقعدا.في حين حصل الحزب الاشتراكي على116مقعدا،و60مقعدا للاشتراكيين الراديكاليين،و30مقعدا لحزب العمل الجمهوري الذي يقوده"آزانا"،و90مقعدا لراديكالي "لاروكس"،و43للاسكويرا الكاتالونية،و22 للحزب التقدمي بزعامة"زامورا"رئيس الحكومة،و16للقوميين الغاليين بزعامة"كيروغا".وسرعان ما تحرك اليمين،فقد وجه الكاردينال المعادي للجمهورية"سيفورا"طلقته الاولى لبدء الحرب الاهلية،من خلال ندائه ودعوته للتمرد ومقاومة:"اولئك الذين يسعون للقضاء على الدين"!.وتجمع اعداء الجمهورية اليمينيين من كل حدب وصوب ليقرروا تأسيس حزب ملكي شرعي جديد،واصدار صحيفة تدعو جهارا للثورة على الجمهورية،وتكوين تنظيم سري داخل الجيش للاعداد للثورة المضادة والقضاء على الجمهورية.استقال"زامورا"لعدم تمكنه من انهاء الاضطرابات ليتسلم"آزانا"رئاسة الحكومة بدلا منه.
قام الاتحاد النقابي الفوضويctn(الاتحاد القومي للعمل)بسلسلة من الاضرابات،تم اخمادها وبأمر من"آزانا"للجيش بقصف الاحياء العمالية بالمدفعية!..
ويشير المؤلف هيو توماس الى ان موجة العنف اظهرت ان التهديد الموجه للحكومة كان من اليمين واليسار على السواء!.
وان لم يكن الوزراء على علم او اطلاع بنوايا ومخططات الملكيين،وايضا غير مقدريين لقوة ونفوذ الفوضويين(كان تعداد الفوضويين بزيد على المليونين في تلك الفترة)..
اصدرت الحكومة الجمهورية وبرلمانها دستورا جديداعام1931ذلك الدستور الذي اثار سخط وغضب الاوساط اليمينية الرجعية والمحافظة.ومن مواده:تحديد سلطة الكنيسة،والغاء التعليم الديني،والسماح بالطلاق،والزواج المدني،ووضع قانون للاصلاح الزراعي،وادخال بعض الاصلاحات والتغييرات الاجتماعية،وتنظيم الاجور،ومنع استغلال العمال،ومنح المرأة حقوقها،واصدار تشريع ملزم بمنح مقاطعة كاتالونيا الحكم الذاتي،وغيرها من تشريعات.
كان "مانويل آزانا"(كيرنسكي اسبانيا كما وصفه تروتسكي)زعيم الحزب الجمهوري اليساري ضد تسلم رئاسة الحكومة،وكانت الاجراءات المتخذة من قبل الحكومة حافزا قويا لاعداء الجمهورية بالتجمع.مادفع بالجنرال"سنفورو"لتزعم انقلاب فاشل عام1932 عطلت على اثره صحف اليمين،وواجهت الحكومة حركة عصيان من جانب الفوضويين في اقليم كاتالونيا عام1933،وقد سحقت الحكومة تلك الحركة بقسوة وعنف دموي واعدامات!.
تقرر بعدها اجراء انتخابات فرعية في المقاطعات والاقاليم التي اقترعت لصالح الملكية عام1931.ونتيجة لللانعطاف نحو اليمين بعد سنتين من حكم الجمهورية،ونتيجة لتحالف اليمين والوسط،مع بقاء اليسار مشتتا ومتناحرا.تعرض"آزانا"لهزيمة ساحقة،وبرز الوسط بقيادة"ليروكس"وحزب الكاثوليك بزعامة"غيل رويلز"الذي كان قد قابل هتلر واجرى معه مباحثات!.
وذلك لان الحزب الاشتراكي بزعامة"لارغو كاباليرو" وفي محاولة منه لكسب الطبقة العاملة،وعدم افساح المجال للفوضويين بقيادة العمال.انعزل الحزب عن احزاب الطبقة الوسطى،ولم يعد يرى ادنى جدوى من التحالف مع"آزانا"والبرجوازية.
وطوال عامين ونصف العام بعد انتخابات1933 تميز تاريخ اسبانيا السياسي تلك الفترة بانحراف حاد ومتنامي نحو الفوضى والعنف والصراع الدامي والاغتيالات،ومن ثم مضى حثيثا نحو هاوية الحرب الاهلية في نهاية المطاف.
تشكلت الحكومة الجديدة برئاسة"ليروكس"من الوسط والراديكاليين،وبأسناد من حزب الكاثوليك!.عمدت تلك الحكومة ومنذ البدء لتعطيل والغاء كل انجازات وقوانين الحكومة السابقة،وعملت على اصدار عفو عام شمل قادة الانقلاب اليميني الفاشل عام1932.ولكن تردد رئيس الجمهورية في التصديق على العفو العام دفع ب"ليروكس"لتقديم استقالته والتنحي عن رئاسة الوزراء.في هذا الوقت نشأت ازمة دستورية بين الحكومة المركزية وحكومة كاتالونيا،وبرزت ميول انفصالية في اقليم "الباسك".وازاء تهديد"غيل رويلز"بسحب تأييده للحكومة،تعاون الاشتراكيون والفوضويون لاول مرة في دعوتهم لاضراب عام،ومطالبة"غيل رويلز"بأعلان تأييده للحكومة والنظام الجمهوري.اذ من دون ذلك فاسبانيا ستكون ماضية نحو الفاشية لامحالة.الا ان"رويلز"لم يكن مستعدا لذلك فسقطت الحكومة ليعود"ليروكس"لتشكيل وزارة ضمت ثلاثة اعضاء من الحزب الكاثوليكي.جاءت ردود الفعل سريعة وعنيفة على ذلك،فقد اعلن الاشتراكيون اضرابا عاما في مدريد قمعته الحكومة بعنف واعتقلت جميع قادته.وفي كاتالونيا تشجع رئيس جمهورية كاتالونيا"كومبيني"وبادر للاعلان عن انشاء دولة كاتالونيا الحرة كجزء من الجمهورية الاسبانية الفدرالية.ولكن الحكومة واجهت ذلك الاعلان بعنف ايضا،وتمكنت من اخماد وسحق الثورة الكاتالونية.كما حدثت اضطرابات واضرابات في مدن اخرى من البلاد وخاصة في"استورياس"حيث اعلن عمال المناجم اضرابا شاملا ردا على وصول الفاشست الى السلطة في مدريد.
بعد سحق الاضراب العمالي العام في مدريد،وثورة عمال المناجم الشاملة في استورياس،واخماد ثورة كاتالونيا التحررية.كانت الحكومة الجمهورية تواجه وتتوقع شبح الحرب الاهلية المحتملة والقادمة بالفعل.لذا قامت بأتخاذ اجراءات مشددة وقاسية:فأستدعت (الجزارين)الجنرالين الاكثر وحشية وعنف-فرانكو،وغودد-اللذان سيذبحا الثورة الاسبانية لاحقا !.واخذت باقتراحهما المتطرف:لارسال الفرقة الاجنبية لسحق وتدمير ثورة العمال في استورياس،حيث انجز الامر بنجاح،ولكن بنهر من الدم وعلى اشلاء الضحيا من العمال:500قتلى،و30الف معتقل خضعوا لظروف سجنية رهيبة من قسوة وترهيب وتعذيب!.في مدريد اعتبر فرانكو وغودد"منقذين للامة"!.ولكن تداعيات الثورة واسلوب قمعها كانت نتيجته مأسوية فلم يعد بالامكان مع هذا الدم المراق تجنب الحرب الاهلية كحل وحيد ومسلح للازمة الاسبانية الشائكة والعصية على الحلول السياسية الباردة.فقد كان كل قادة الاشتراكيين والفوضويين في السجون والمعتقلات،وكذلك"آزانا"و"كومبيني".حاول"ليروكس"اتباع سياسة وموقف معتدل ومهادن دون جدوى.لذا تقرر حل البرامان،واجراء انتخابات جديدة ومبكرة،لعلها تساهم بأبعاد شبح الحرب الاهلية الكريه الذي كان يخيم على اسبانيا البائسة!..

........................................................
يتبع
وعلى الاخاء نلتقي...



#ماجد_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب الاهلية الاسبانية/موت ثورة!.(1)
- ترنيمة الكركدن السعيد!
- الواقع السريالي لسلطة الامعات والملالي!.
- لينين-روزا لوكسمبورغ..واختلافهما حول موضوعة-حق تقرير المصير- ...
- خصوم ثورة تموز/والنواح على فردوس الملكية المفقود!
- متحف الاقوام البائدة!.
- ارادة الموت..تأملات فلسفية في العدمية!.
- تطور وانحطاط الفكر/سارتر-جارودي
- (البروليتاريا)الرثة..البعد الاجتماعي والسياسي للمفهوم.
- رامبو/المرآة المهشمة وانشطار الذات!.
- (اللينينية)..وصانع الدوغما!.
- ارنست بلوخ/النص الكامل للمقال.
- ارنست بلوخ/من الدوغما الشاحبة الى لاهوت الامل ويوتوبيا المست ...
- ارنست بلوخ/من الدوغما الشاحبة الى لاهوت الامل ويوتوبيا المست ...
- ارنست بلوخ/من الدوغما الشاحبة الى لاهوت الامل ويوتوبيا المست ...
- ارنست بلوخ/من الدوغما الشاحبة الى لاهوت الامل ويوتوبيا المست ...
- ارنست بلوخ/من الدوغما الشاحبة الى لاهوت الامل ويوتوبيا المست ...
- ارنست بلوخ/من الدوغما الشاحبة الى لاهوت الامل ويوتوبيا المست ...
- الجنس المقهور
- (كذبة خروشوف حول -موجز تاريخ الحزب)..قراءة وتعليق!..(3)


المزيد.....




- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما
- اعتقال ناشطات لتنديدهن باغتصاب النساء في غزة والسودان من أما ...
- حريات الصحفيين تطالب بالإفراج عن الصحفيين والمواطنين المقبوض ...
- العدد 553 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك
- التيتي الحبيب: قراءة في رد إيران يوم 13 ابريل 2024
- أردوغان: نبذل جهودا لتبادل الرهائن بين إسرائيل والفصائل الفل ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 551


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ماجد الشمري - الحرب الاهلية الاسبانية/موت ثورة!.(2)