أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - العراقيون والفيسبوك الذي خذلوه - تحليل سيكولوجي















المزيد.....

العراقيون والفيسبوك الذي خذلوه - تحليل سيكولوجي


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 5274 - 2016 / 9 / 3 - 14:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




العراقيون والفيسبوك..الذي خذلوه!
تحليل سيكولوجي



لا يعنينا هنا تاريخ الفيسبوك الذي انطلق في (4 شباط 2004)ومؤسسيه مارك زوكربيرج و داستين موسكوفيتز وكريس هيوز..الطلبة المتخصصين بدراسة علم الحاسوب الذين انشأوه ليكون موقعا خاصا بطلبة جامعة هارفارد التي كانوا يدرسون فيها،ولا متابعة تطوره ليضم الآن اكثر من مليار مستخدم،ولا عن اضراره الاجتماعية والاخلاقية والنفسية من نشر صور فاضحة وفيديوهات مخلة بالآداب والأخلاق وافتراءات وأفعال مشينة وتشجيع المراهقين على شرب الخمر والمخدرات واضاعة الوقت في تفاهات. ولا عن ايجابياته في تبادل المعلومات والافكار والذكريات والتواصل مع من تشاء في دول العالم والانفتاح الثقافي والمعرفي والفني والترفيه الهادف..انما الذي يعنينا هنا دور الفيسبوك في التوعية والتحريض المشروع على الثورة ضد الأنظمة الاستبدادية والحكومات الفاسدة.

كان الفيسبوك هو الذي اسهم في الاطاحة باقوى ثلاثة انظمة عربية دكتاتورية فاسدة،وكان بامكانه ان يطيح بافسد وأفشل حكومة في العراق او يجبرها في الأقل على تحقيق مطلب واحد من مطالب المتظاهرين..اصلاح القضاء مثلا دعك من محاكمة الفاسدين الذين وصفتهم المرجعية بالحيتان واللصوص.
فما السر او السبب الذي عطّل وظيفة الفسيبوك في تحقيق مطلب في العراق يعدّ ثانويا بالمقارنة مع ما حققه في مصر مثلا؟

لقد وجدنا عبر متابعتنا لما ينشره العراقيون في الفيسبوك ان الذي ينشر صورته الشخصية يحصل على مئات التعليقات والاعجابات،فيما الذي ينشر موضوعا سياسيا او ثقافيا يحصل بالكاد على عشر تعليقات وبقدرها او يزيد قليلا من الاعجابات.ولقد تبين ان جماعة منهم مصابة بعلتين سيكولوجتين:النرجسية الاستعراضية والسعي الى الشهرة بهدف التباهي بكثرة المعجبين من خلال نشر صور باوضاع مختلفة تتكرر لدى البعض اسبوعيا دون ذكر المناسبة!.
وكانت اولى النتائج التي خرجنا بها ان الفيسبوك اصبح الآن لدى اغلب العراقيين وسيلة تنفيس وتفريغ عما اصابهم من احباطات وخيبات عبر خمس سنوات،بعد ان مارس في البدء دور الناقد والناصح للحكومة والبرلمان،ثم التحشيد ضدهما،وانتهى في آب 2016 الى ان يتخلى اغلب العراقيين عن وظيفته في التحريض المشروع، ليتحول الى ممارسة السخرية والاستهزاء من اشخاص في الحكومة والبرلمان،ونشر فضائح او افتراءات عن هذا وذاك في السلطة..ظنا منهم انها ستؤدي الى تسقيطهم سياسيا.
وسيكولوجيا ايضا،ان الشخص الذي تشيع عنه صفة سلبية بين الناس،فانه لن يكترث بها،بل يوغل في ممارستها منطلقا من آلية تبريرية نفسية خلاصتها(ما دام الناس يرونني كذا..فسأكون كذا واكثر)،وهذا هو الذي حصل..فالسياسي العراقي ما عاد يخجل من وصفه فاسدا بعد ان عمل الفيسبوك على تعميم الفساد على كل السياسيين.
ولقد وجدنا ايضا ان هنالك شريحة واسعة من مستخدمي الفيسبوك وصلوا الى درجة اليأس والشعور بالعجز من اصلاح الحال وتداول عبارات من قبيل:( تعبنا والله من هذا اليأس،بعد ما يفيد الحجي، ولا اكو كلام يعبر عن هذه الحالة، ولا مخرج من هذا النفق المظلم والمخيف، وصلنا الى الحد الذي نتمنى فيه الموت.. جماعيا!)،فيما انشغل آخرون منهم بالترويح واللهو والتلسية..هروبا من واقع يرونه ميئوسا من تغييره. واذا اضفت لها ما ينشر من تعازي مصاغة بالوجع العراقي..فان وظيفتها السيكولوجية تكون:استهداف روح التحدي،واشاعة كره الحياة والوطن،وتمني الموت جماعيا في مشهد فجائعي..وهذا ما يريده الفاشلون والفاسدون من السياسيين..بايصال الناس الى التيئيس والاستسلام لهم،واقتناع العراقيين باستحالة التغيير.
ومن هذه الشريحة تحديدا وجدنا فئة واسعة اوكلت حالها الى القدر واشاعت بين القرّاء عبارات قدرية من قبيل (حسبنا الله ونعم الوكيل ،الله كريم..)مع ان الله سبحانه قال في كتابه الكريم( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )،فيما راح آخرون يحملون شكواهم ويبثونها في اضرحة الأئمة والرجال الصالحين يدعونهم فيها الانتقام من الظالمين وتخليصهم من وضع ما عاد بمقدورهم تغييره.
وتوزع آخرون بين طائفيين يكتبون في مدوناتهم عبارت استفزازية تحرّض على الفتنة،وصفها احد المثقفين بقوله (ان صفحات الفيسبوك امتلات بالعنف اللفظي والسب والشتم واللعن واثارة الضغينة بطائفية مقيته ساسة وافرادا عاديين)..وآخرين انشغلوا بكتابة أدعية دينية وحكم واقوال مأثورة وآيات قرآنية.

ولأن العراقيين يتباهون بالأحزان! فقد تولت شريحة واسعة اشاعتها غبر الفيسبوك.فما ان يحصل تفجير في بغداد او في مدن المحافظات حتى يسارع كثيرون الى التقاط اكثر المشاهد دموية ونشرها في مواقعهم،دون ان يدركوا ان التباري في نشر اكثر الصور دموية،مصحوبة بأوجع ما في الشعر الشعبي من وجع، لها تأثيرات سلبية حين تتحول الى ما يشبه المآتم الحسينية التي تفرغ انفعال الغضب وتميت الفعل في التحريض على الحل.

ومع ان معظم المثقفين وصلوا الى ما لخصه كاتب معروف بقوله في استفتائنا عن الموضوع:(لم اعد اكتب شيئا عن الوضع الماساوي الذي يمر به شعبنا وبلدنا،لاني يئست تماما من اي حل في خضم هذه الفوضى والتشتت والجهل والتجهيل)،فان المدنيين والعلمانيين هم الوحيدون الذين لم تصبهم هذه (الأمراض) السيكولوجية وواصلوا نشاطهم التحريضي السلمي المشروع عبر (53) جمعة..وحتى في مناسبات تقلص حجم التظاهرات الناجم عن الخيبات.
ويلاحظ ان (المزاجية)تلعب دورها في (اشعال) الفيسبوك.ففي حادثة الطفل النازح (مصطفى) الذي حكمته محكمة المثنى بالسجن سنة لسرقته اربع علب مناديل ورقية (كلينكس)..مارس العراقيون دورهم في النقد الساخر بعبارات لاذعة( فاسدون طليقون وطفولة في السجون،4كلينكس..وعدم كفاية الأدلة).والشيء نفسه فعلوه اثر اقالة البرلمان لوزير الدفاع خالد العبيدي(زمن انتصار الفاسدين،كل شيء مقلوب في عراقنا المنهوب).
صحيح ان نوع الحدث له ردود فعله الخاصة به،لكن وظيفة الفيسبوك هنا ينبغي ان لا تنتهي بتفريغ الغضب بالسخرية من اشخاص او برلمان او حكومة..فتلك لم يعد لها تاثير بعد ان اعتادوا عليها،بل ان تكون وظيفته الأولى في العراق هي توحيد العراقيين في حلّ يخلّصهم من افسد برلمان في العالم وافشل حكومة في تاريخ العراق،وسيحققها لهم..ان راجعوا مواقفهم وما عادوا يخذلوه!



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنتقن الدعاية ونحذر الشائعة
- ثقافة نفسية(300) الخوف الاشراطي
- النازحون ..والدعم النفسي المفقود
- (رحمة)..في فوق مستوى الشبهات..ليست مريضة نفسيا!
- مسرحية الفساد..في حديث جهينة!
- تفسير حلم المشي في الشارع!
- يتباهى بالعقل الايراني ويتجاهل العقل العراقي!
- العراق على كف عشيرة!
- قصيدة عارية!
- تحليلات سيكوسياسية..لفضيحة آب البرلمانية!
- شعوب ما تحت البطن..وما فوقها! (الحلقة الثانية)
- شعوب ما تحت البطن..وما فوقها! (الحلقة الأولى)
- ماذا لو ان الحزب الشيوعي العراقي استلم..الحكم؟.لمناسبة ذكرى ...
- دعوة لتشكيل حكومة الشعب
- ( ترنيمة ) العيد
- - مأمون وشركاه-.دراسة في سيكولوجيا البخل والبخيل
- لا تجعلوا النصر في الفلوجة طائفيا
- ما افسدته احزاب الأسلام السياسي في الشخصية العراقية (الحلقة ...
- ما افسدته احزاب الأسلام السياسي في الشخصية العراقية (الحلقة ...
- ما افسدته احزاب الأسلام السياسي في الشخصية العراقية (الحلقة ...


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - العراقيون والفيسبوك الذي خذلوه - تحليل سيكولوجي