أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عقيل الناصري - افكار عن صيرورات تشكل الدولة العراقية ( 1-5)















المزيد.....

افكار عن صيرورات تشكل الدولة العراقية ( 1-5)


عقيل الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 5273 - 2016 / 9 / 2 - 21:53
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


افكار عن صيرورات تشكل الدولة العراقية ( 1-5)
من الناحية المنهجية اعتقد أن إحلال تشكيلة اجتماعية - اقتصادية معينة ، محل تشكيلة أخرى هي عملية مرهونة بطائفة من القوانين الموضوعية التي يستحيل ترويظها أو تطويعها بالملامسات الرومانسية الوديعة ، أو حتى بالارادة الانسانية الصارمة وعليه يكمن تطور المجتمع البشري في تطور قوى الانتاج الاجتماعي التي تتالف "... من ثلاث عناصر هي: عنصر الانسان العامل وعنصر الطبيعة التي يعمل عليها وعنصر الادوات التي يخترعها ويستعملها ويطورها في الانتاج. والطبقة التي تستولي على كامل الانتاج الاجتماعي عليها ان تستولي على احد العناصر الثلاثة لكي تستولي على كامل فائض الانتاج الاجتماعي. وكان عنصر الانسان العامل هو العنصر الاول الذي يجب الاستيلاء عليه من اجل الاستيلاء على فائض الانتاج الاجتماعي كله. فكان المجتمع العبودي. ولكن تطور الانتاج الاجتماعي ادى الى امكانية الاستيلاء على العنصر الثاني، عنصر الارض، بينما ادت ثورات العبيد الى اسقاط دولة اسياد العبيد فتحولت العملية الطبقية الى عملية اقطاعية ونشأ المجتمع الاقطاعي. وادى تطور الانتاج الاجتماعي الى امكانية استخدام العنصر الثالث، عنصر الالة، من اجل الاستيلاء على فائض الانتاج الاجتماعي وادت الثورات البرجوازية ضد النظام الاقطاعي الى نشوء النظام الراسمالي الذي يستولي على عنصر الالة من اجل الاستيلاء على فائض الانتاج الاجتماعي كله فنشأ النظام الراسمالي... نرى من هذا ان تطور المجتمعات الطبقية تاريخيا مر في ثلاث مراحل، مرحلة السيادة على عنصر الانسان، النظام العبودي، ومرحلة السيادة على عنصر الارض، النظام الاقطاعي، ومرحلة السيادة على عنصر الالة، النظام الراسمالي ... لان استيلاء الراسمالية على العنصر الثالث، عنصر الالة هو اخر العناصر الثلاثة. ولم يعد ثمة عنصر اخر يمكن الاستيلاء عليه لتطوير مجتمع اخر غير المجتمع الراسمالي الامبريالي. فالامبريالية اعلى مراحل الراسمالية. لكن تطور الانتاج الاجتماعي لا يمكن ان يتوقف واصبح النظام الراسمالي الامبريالي عائقا امام تطور الانتاج... ".( التوكيد منا- الناصري)
كما أن الصراع الطبقي هو في الواقع قوة محركة كبرى في التأريخ البشري ولكن ليس القوة الأولى والاخيرة في صياغة وبلورة سائر الاحداث والتحولات في هذا التاريخ. طالما "... إن تأريخ كل مجتمع إلى يومنا هذا لم يكن سوى تأريخ صراع بين الطبقات - فالحر والعبد، والنبيل والعامي، والسيد والاقطاعي والقن، ورئيس الحرفة والصان ، أي باختصار المضطهِدون والمضطهَدون- كانوا في تعارض دائم ، وكانت بينهم حرب مستمرة ، تارة ظاهرة وتارة مستترة: حرب كانت تنتهي دوما إلى إنقلاب ثوري يشمل المجتمع بإسره، أو بانهيار الطبقتين المتصارعتين معاً ... ".
وعلى ضوء هذا المنهج النظري المجرد، فان الانسان يمثل الجوهر في هذه النظرة وبخاصة عندما يمتلك فهم الضرورة الموضوعية (الحرية) . كما ان هذه المراحل أعلاه لا يمكن ملاحظتها ضمن سياق التطور الاجتماعي في العراق، ضمن المسايرة التاريخية التي تستوجب مراحل انتقالية وحلقات وسيطة، أي انضاج الشروط الضرورية لتحقيق التطور المنشود، طالما كان عراق تلك المرحلة يمر بمرحلة انتقالية لم نستطع تحديد أبعادها من حيث تطور قوى الانتاج الاجتماعي، أي أنه في مرحلة تداخلية حيث سادها شيء من ماهيات الانماط الاقتصادية (وليس تشكلية اجتماعية) المتماثلة إلى حد ما، مع نمط الانتاج الاسيوي المنتقل إلى النمط شبه الاقطاعي الذي أبتدأ منذ آواخر القرن التاسع عشر، ومن ثم الانتقال النهائي إليه وهذا ما وسم المرحلة الملكية برمتها رغم نشوء انماط أخرى كنمط رأسمالية الدولة الوطنية ، ومن ثم الانتقال لتعددية الانماط بعد ثورة 14 تموز حيث كانت الغلبة فيه للنمط الرأسمالي الموجه سواءً نمط القطاع الخاص أو نمط رأسمالية الدولة الوطنية ( القطاع الحكومي) والنمط التعاوني الذي برز بعد الثورة .
وعليه شهد العراق المعاصر وبخاصة بعد تأسيس الدولة المركزية ولحد الان، صراعات حول الافق اللاحق لشكل الدولة السياسي ونظامها الاقتصادي، تجسدت ماديا في جملة من الصراعات الاجتماسياسية والفكرية والأثنية الداخلية ،بالاساس، ومع قوى الاحتلال على تعدديتها ومضامين استراتيجيتها لمستقبل العراق والمنطقة.. انعكست بجملتها على تغيير معادلات وتوازنات القوى الاجتماعية وتمظهرها وعلى نشاطها الاجتصادي والسياسي والفكري سواءً بالريف وحواضره وقيمه المعيارية أو بالمدينة ومتجاوراتها المؤسساتية التي انبثقت بعد تأسيس الدولة على وفق معاييرها الدستورية ( الغربية) التي رسمتها الدولة المحتلة وحققتها ماديا القاعدة الاجتماعية للحكم. وهذا ما وسم أهم معلمين أرأسيين في التاريخ العراقي المعاصر وهما:
- تأسيس الدولة المركزية في آب 1921؛
- التغيير الجذري في 14 تموز 1958 ؛
ومن ثم:
- إعادة تاسيس الدولة ( الاحتلال الأمريكي- نيسان 2003)
واعتقد أن أفضل منهج لمعالجة أية ظاهرة اجتماتاريخية، أن يتم تناولها ضمن الأطر التالية :
- نطاقها التاريخي الملموس ؛
- في الحقبة التاريخية المعينة ؛
- ضمن منظومة المفاهيم العلمية ؛
- على ضوء الخصائص المادية الملموسة لتلك الظاهرة .
لهذا سنحاول قدر الامكان متابعة هذه الظواهر المبحوثة في هذا الكتاب، وغيره، ضمن هذه المنهجية العلمية. نقول لقد تعددت وتنوعت هذه الصراعات مع الدولة العراقية المعاصرة ( الملكية والجمهورية على السواء) وقاعدتها الاجتماعية، كمكونات طبقية وأفق برنامجها المستقبلي. كانت مفردات هذا الصراع وماهياتها تتغير حسب طبيعة القوى الاجتماعية التي تدير الدولة، وزمنيتها وتسيسها، ونضج هذه المفردات في التعبير عن ذاتها ومصالحها الطبقية ورؤاها الفكرية. لذا كان صراع الهوية الجماعية للبلد واحد من أهم المناحي التي وسمت الصراع السياسي في العراق المعاصر. كما أنه كان ولا يزال أحد أهم عوامل عدم الاستقرار فيه منذ تأسيس الدولة العراقية ولحد الآن.
لقد مثل أنبثاق وتشكل فئة الانتلجنسيا العراقية بحد ذاته أحد أهم أوجه الصراع النوعي والاجتماسياسي في العراق المعاصر سواءً مع محيطها الاجتمافكري أو القاعدة الاجتماعي للمرحلة الملكية ، أو فيما بين عناصرها المتعددة كذات عضوية، إذ حاول بعض منها استحداث تاريخ جديد للمجتمع من خلال تعميق فكرة التغيير القرينة بالحداثة.. وفي الوقت نفسه وقفت القوى المحافظة من هذه الفئة بالضد النوعي من خلال إثارة بعض من مفاصل الوعي الديني والترويج للافكار السلفية غير المتجددة.
كما اشتدت أوار هذا الصراع مع تطور الدولة في الملكية وبالأخص في الجمهورية الأولى ( 14 تموز 1958- 9 شباط 1963 ) والذي تمحور حول أولوية المهام المطلوب تحقيقها هل للوحدة الفورية أم للاتحاد الفدرالي .. حيث رفعت الشعار الأول المجاميع العروبية، في حين رفعت الثاني المجاميع العراقوية . واستمر هذا النزاع بين الطرفين إلى وقتنا الحاضر في الجمهورية الثالثة ( 9 نيسان 2003- ولحد الان) ، وهذا الصراع ( الذي في الكثير من أوجهه مبوصل ومصطنع) كان واحداُ من الاسباب الأرأسية لعدم استقرار الوضع السياسي في العراق المعاصر. ويمكن تفسير بعض أوجه الصراع الحالي في الجمهورية الثالثة بهذه المعضلة التي لم تحل بكل قناعة وعلى وفق التشاركية التضامنية للمكونات الاجتماعية العراقية.
وفي الوقت نفسه، وفي زمن الجمهورية الأولى (14 تموز1958-9 شباط 1963) ، كان الصراع بين تيارين ارأسيتين هما :
- التيار العراقوي والعروبي ؛
- وبين مكونات القوى السياسية للقاعدة الاجتماعية العراقوية .
وهذا الصراعان كان لهما أسوء العواقب على صيرورة التمدن الحضاري التي بدأت تعي ذاتها واهميتها وولادتها المعاصرة. كما كان للأخير الذي يمثل أحدى أهم المفارقات التاريخية، ذات العواقب الوخيمة، بعد نجاح التغيير الجذري وتأسيس الجمهورية، وأثرت سلباً على حراكها، كذات اجتماسياسية وقوى حية سبرت غور الظاهرة العراقية وأشكالياتها على مختلف الأصعدة، أو/و في عدم استكمال ذاتها والهادفة على إحداث نقلة نوعية في الحياة الاجتصادية والسياسية، الثقافية والفكرية للعراق المعاصر.
لقد تمثل هذا الصراع الأخير في: عدم الإلتئام والإلتقاء الفكري والسياسي المنتظر بين القوى العراقوية ذاتها، رغم ضرورته الموضوعية والذاتية، وبينها وبين قيادة التغيير الجذري المتمثلة بالتحديد بقاسم، وبعض القيادات السياسية للقوى الاجتماعية الحية، ورموزها السياسية ذات البعد التاريخي آنذاك، واعني في هذه الدراسة بالتحديد كامل الجادرجي رئيس الحزب الوطني الديمقراطي، الذي مَثَلَ، وبقية زعامة القوى العراقوية المُنطلق :
- جزء مهماً وأساسياً من القاعدة الاجتماعية لذات التغيير الجذري الفكرية والسياسية ؛
- كما مثلت ماهيات القاعدة الاجتماعية لهذه القوى الغائية المستهدفه من فعل التغيير الجذري ذاته ؛
- ولأنها الأكثر تمثيلا للتنوع الاجتماعي العراقي ؛
- والأكثر انعكاساً وتبنياً للذات الثقافية العراقية المتنوعة ؛
-. تمثل هذه القوى الاغلبية المطلقة للشعب العراقي نوعياً وعددياً .
ونقصد بالإلتئام الموعود، ضمن نطاق الأمنية المفترضة ، ليس مع الحزب الوطني الديمقراطي حسب، بل مع كل قوى والأحزاب العراقوية في جبهة الاتحاد الوطني والقوى المستقلة فيها وسوف نطلق عليها مجازا ( الكتلة التاريخية ) آنذاك كما اعتقد، التي ساندت التغيير الجذري في 14 تموز، وما كامل الجادرجي هنا إلا ممثلاً للتيار العراقوي ولثورة الطبقة الوسطى، بفئاتها المتعددة، المعبر عن طموحاتها ومصالحها ورؤيتها. وفي اعتقادي، إن هذا اللقاء المفترض، موضوعيا وذاتياً، في تلك الظروف الملموسة مادياً تحديدا، التي سادت عراق آنذاك ، كان له أكثر من ضرورة :
- لذات صيرورة التغيير الجذري وسيرورته اللاحقة ؛
- ولمشروعه الوطني وهويته الوطنية ؛
- ولامتداده الأرحب نحو العروبية ؛
- ولذات قادة الكتلة التاريخية (السياسيين والعسكريين على السواء) وأحزابهم المعبرة عن الذات الطبقية؛
- والأكثر اهمية للقاعدة الاجتماعية المستهدفة والارتقاء بها (ماديا ومعنوياً وبضمنها معرفياً) إلى ما عجزت عن تحقيقه كل حكومات المرحلة الملكية، وفتح الأبواب نحو التحقيق المادي للمساواتية والعدالة الاجتماعية (النسبيتين) لجميع المكونات الاجتماعية الجمعية والفردية على السواء، وبالأخص للطبقات الفقيرة (مادة التاريخ الانساني) ولذوي الدخل المحدود والمتوسط، ضمن إطار الهوية الوطنية العابرة للهويات الفرعية وللولاءات الدنيا من مناطقية ومذهبية وأثنية ورابطة الدم (قبيلة،عشيرة، فخذ...الخ)، فتكون الجامع الموحد لكل هذه المكونات، مع احتفاظ كل مكون بخصوصيته الاثنية والثقافية واللغوي والدينية بإعتبارها حقوق طبيعية ومكتسبة، والارتقاء بها وتطويرها ضمن الممكن المتاح. كل تلك الماهيات تشمل ايضاً الحياة الريفية وترمي بالاساس إلى إلغاء قانون التفاوت بين الريف والمدينة.

الهوامش
- حسقيل قوجمان، كلمة عن ثورة 14 تموز، الحوار المتمدن في 14 /7/2016 http://www.ahewar.org/
2- ماركس وانجلس، البيان الشيوعي، مستل من عامر عبد الله، مقوضات النظام الاشتراكي العالمي، ص. 17 ، مكتبة رمضان، لندن1997.
3 - يبدأ تأريخ العراق المعاصر ، كما في هذه الدراسة منذ الحرب العالمية الأولى (1914-1918) والأحتلال البريطاني للعراق وما اعقبها من نتائج غيرت من الماهيات الأرأسية لحياة المجتمع العراقي واهمها تأسيس الدولة المركزية. أما العراق الحديث فنعني به منذ بداية تشكل السوق الوطنية في مطلع العقد الرابع من القرن التاسع عشر، أي منذ عام 1830 وما بعدها.
4 - لقد خضع العراق المعاصر لثلاثة احتلالات : الأول 1914-1932؛ الثاني 1941- 1947، والثالث 9 نيسان 2003- 31 كانون اول 2011 .
5- للمزيد راجع للمؤلف: قراءة فكرية للظاهرة التموزية، المنشورة في الحوار المتمدن بتاريخ 24/ تموز/ 2016. http://www.ahewar.org/
6 - تكونت ، كما نعتقد، القاعدة الاجتماعية للسلطة الملكية، من : 1- قوى الاحتلال الأجنبي والكادر الاداري المرافق لها ؛ 2 - القوى الاجتماعية المحلية المتكونة من : أ -المدينية وتتمثل بالأشراف والعائلات الارستقراطية القديمة وكبار التجار والملاك ؛ ب- الريفية وتتمثل برؤساء القبائل والعشائر والكبيرة منها خاصة؛ ج- المؤسسة الدينية السنية واليهودية خاصة؛ 3- الإرث المعنوي للملك المستورد والضباط العراقيين في الجيش العثماني وبخاصة الذين عملوا معهم (الضباط الشريفيون). لقد انتابت التناقضات بين هذه العنصر ولم تبقى موحدة من حيث الاهمية. راجع للمزيد كتابنا 14 تموز- الثورة الثرية، طبخة الملكية، ص. 54 وما بعدها، دار الحصاد ، دمشق 2009
7 - لقد اجتهدت وقسمت النظام الجمهوري في العراق إلى ثلاثة جمهوريات وهي : الجمهورية الأولى ( 14 تموز 1958-9 شباط 1963 )؛ الثانية ( 9 شباط 1963- 9 نيسان 2003 ) ؛ الثالثة ( 9 نيسان 2003 - ولحد الان ) . هذا التقسيم تم على وفق المعايير التالية: القضايا المتبناة ؛ القوى المحركة لها ؛ والأفق التاريخي لمشروعها ؛ وأخيرا غائياتها الاجتماعية.
8 - للمزيد راجع الدراسة المهمة التي كتبها عامر عبد الله الموسومة : الشيوعيون وقضية الوحدة العربية، الثقافة الجديدة ، العدد 293 ، صص. 26-40.
9 - استخدمنا مفهوم العراقوية بزيادة "...الواو في كلمات ومصطلحات كهذه - في المعتاد - للتشكيك والتفريق كأن تقول : هذا ليس برنامجاً ثورياً بل ثوروياً، أي فيه تطرفاً وتزيدا ... وكقولك هذا ليس فكراً قومياً بل قوموياً، أي فيه مبالغة شوفينية؛ والعراقوية من هذا الغرار فهي إذن يمكن أن تعني الشعور المبالغ فيه بالاعتداد الوطني والانتماء إلى وطن هو العراق، وقد ينحرف أحياناً هذا المعنى بشكل سلبي وحاد فيصير رديفاً لمشاعر وسلوك وأفكار الذات الوطنية الوارمة والمزدرية للآخرين وأوطانهم. وكونها للتفريق إنها أكثر دلالة من النسبة البسيطة (العراقية) والتي تختلط بالنعت والهوية ..إلخ. ويمكن اعتبار الباحث الفلسطيني الأصل حنا بطاطو أول من استعمل مصطلح العراقوية بمدلولاتها العلمية في العصر الحديث في ثلاثيته المهمة "العراق" وتحديداً في الجزء الثالث منها والذي يحمل عنوان "الشيوعيون والبعثيون والضباط والأحرار.. .". علاء اللامي، النزعة العراقوية من الجاحظ إلى عبد الكريم قاسم، في 9/6/2002. http://www.ahewar.org. وقد استخدمنا هذان المفهومان بالمعنى الايجابي .
10- لقد اعترف العديد من الباحين والسياسيين من ذوي التوجه العروبي من أن التوجه العراقوي يمثل الأغلبية المطلقة للسكان في العراق.. للمزيد راجع حنا بطاطو، الطبقات الاجتماعية والحركات الثورية في العراق ، ت. عفيف الرزاز، في 3 أجزاء، مؤسسة الأبحاث العربية، بيروت 1990. كذلك الاكاديميان بينزور أديث وأيفا، العراق: دراسة في علاقاته الخارجية وتطوراته الداخلية 1915-1975، ترجمة عبد المجيد القيسي، العربية للموسوعات، بيروت 1979، كذلك د. عديد دويشا ، تاريخ العراق المعاصر ،ترجمة مصطفى نعمان أحمد،ص.100،دار المرتضى، بغداد 2012. كذلك إريك دافيس، مذكرات دولة، ترجمة حاتم عبد الهادي،، المؤسسة العربية للدراسات ، بيروت 2008. الذي يقول في ،ص. 96، : " اجتذبت النزعة الوطنية العراقوية بعض الأفراد من علية الطبقة المتوسطة، ولكنها كانت متجذرة إلى حد كبير لدى مثقفي ومهنيي الطبقة الوسطى والطلاب من خلفيات فلاحية فقيرة وأفراد الطبقة العاملة ".
11 - تعقب المبدع علاء اللامي مفهوم الكتلة التاريخية بـالقول: "... أن الواقع المعزز بالأبحاث النظرية يؤكد أن غرامشي ذاته أخذ هذا المفهوم / المصطلح عن كتابات المفكر والفيلسوف الفرنسي جورج أوجين سوريل (1847- 1922 Georges Eugène Sorel)، صاحب كتاب "تأملات في العنف"، وسنفرق الان بين تعريفين للكتلة التاريخية : الأول تعريف وصفي ماهياتي، والثاني تعريف وظيفي يتعلق بالدور والسياق. فالتعريف الوصفي هو: تحالف أو ائتلاف واسع يتألف من عدة طبقات وفئات وشرائح اجتماعية وقوى وتيارات سياسية واقتصادية وثقافية تدور في فلك طبقة أو فئة رئيسية مهيمنة بسبب نفوذها الاقتصادي أو الديني أو الثقافي، كما كان الحال في القرون الوسطى الأوروبية وعصر النهضة في مواجهة الاقطاع الذي كان يحكم ويهيمن . يفرق غرامشي دائما بين مفهومي الهيمنة والحكم ) متحالفا مع الكنيسة وطبقات أخرى). أما التعريف الوظيفي المتعلق بالدور والسياق فيمكن اختصاره بالكلمات التالية (هو تحالف أو ائتلاف – لم يقل غرامشي إنه سياسي - يتأسس وينشط بموجب رؤية استراتيجية جديدة مندمجة ومتغاضية أو مخففة من خلافاتها وتناقضاتها الجوهرية والأساسية الطبقية، وموحَدة حول نقاط برنامجية موحِدة قادرة على جمع كل أو غالبية فئات وطبقات المجتمع وقواه حول هدف واحد. وتلعب الأيديولوجيا وبعض المكونات الثقافية دوراً حاسماً في صياغة هذا التوجه التحالفي وتمتين الوحدة بين مكوناته. وعليه وعلى هذا فإن المثقفين العضويين ينبغي أن يشكلوا "الاسمنت العضوي" الذي يربط البنية الاجتماعية بالبنية الفوقية ويتيح تكوين كتلة تاريخية ذات منطلقات ونسيج وطرائق وآفاق ثقافية. راجع موقع علاء اللامي: http://www.facebook.com



#عقيل_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضوء على كارزمية قاسم والجادرجي : (5-5)
- ضوء على كارزمية قاسم والجادرجي :(4-5)
- ضوء على كارزمية قاسم والجادرجي :(3-5) 2- كامل الجادرجي:
- ضوء على كارزمية قاسم والجادرجي : (2-5)
- ضوء على كارزمية قاسم والجادرجي :(1-5)
- الزعامة الكارزمية ( الملهمة):
- قراءة فكرية في: الظاهرة التموزية و ذاتها الموضوعية
- المثقف القروي ورجل الضل .. خير الله طلفاح نموذجاً
- من تاريخية الثورة الثرية : الانتلجنسيا العسكرية العراقية :
- عبد الكريم قاسم والانتلجنسيا ( المدنية والعسكرية):
- من تاريخ العراق المعاصر: واقعة قصر الرحاب ومقتل العائلة الما ...
- من تاريخ العراق المعاصر: واقعة قصر الرحاب ومقتل العائلة الما ...
- من تاريخ العراق المعاصر: واقعة قصر الرحاب ومقتل العائلة الما ...
- من تاريخ العراق المعاصر: واقعة قصر الرحاب ومقتل العائلة الما ...
- من تاريخ العراق المعاصر : واقعة قصر الرحاب ومقتل العائلة الم ...
- من تاريخ العراق المعاصر: واقعة قصر الرحاب ومقتل العائلة الما ...
- من تاريخ العراق المعاصر : واقعة قصر الرحاب ومقتل العائلة الم ...
- من تاريخ العراق المعاصر : واقعة قصر الرحاب ومقتل العائلة الم ...
- دروس من تجربة الثورة الثرية ***: الجادرجي والزعيم (2-2):
- دروس من تجربة الثورة الثرية : الجادرجي والزعيم (1-2):


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عقيل الناصري - افكار عن صيرورات تشكل الدولة العراقية ( 1-5)