أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - نداء الى الوطنيين العراقيين: جدول اعمال وطني جديد.. بماذا هومختلف ؟(2/2)















المزيد.....

نداء الى الوطنيين العراقيين: جدول اعمال وطني جديد.. بماذا هومختلف ؟(2/2)


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 5273 - 2016 / 9 / 2 - 15:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نداء الى الوطنيين العراقيين:
جدول اعمال وطني جديد.. بماذا هومختلف ؟(2/2)
عبدالأميرالركابي
يحدث في المسارات التاريخية ـ ولو في النادر ـ ان تصبح الحركات او القوى المعبرة عن إرادة التاريخ، ادنى واضيق رؤية، ومن ثم فعالية، قياسا للمستجدات، او للضرورات الناشئة والطارئة الجديدة، وقد يكون هذا هو السبب وراء ماهو حاصل، ومايخيم منذ فترة على حالة القوى الوطنية العراقية، ملقيا بها الى الصمت، والى تضاؤل الفعالية والحضورفي الخارج والداخل، وكما ان لهذا المظهر وقعه ودلالته السلبية في العموم، الا انه لايخلو من جهة أخرى، من معنى، ربما يكون فاصلا على المستوى التاريخي، بالأخص من حيث مايطرحه من تساؤلات ومهام تأسيسية، تستحث إعادة النظر في القواعد التي منها، وعلى ضوئها، يصبح الفعل الوطني، متناغما ومنسجما مع الضرورة.
ومما يمثل احد اركان العزوفية الاجبارية، المخيمة على حضور القوى المقصودة هنا، قبولها بفكرة "الصوابية الوطنية" غير القابلة للترجمة، في واقع تحكمه ظروف معاكسة كليا، وكارثية وطنيا ودوليا، ومثل هذا الاعتقاد الضمني، لايعفي أحدا من لزوم العمل على اماطة اللثام عن مصدر" العقبات" و "الكوابح" الموضوعية المعاكسة، وهو مالم نشهد عليه حتى اللحظة، أي مظهر يستحق التنويه، او حتى الإشارة، ويمكن للمرء ان يقرر بان القوى الوطنية التي نتحدث عنها هي "قوى ايديلوجية حزبية" في الغالب، وانها هي نفسها من نمط تعداه الزمن، مع ملاحظة كون هذا الشكل من اشكال "الوطنية الحزبية الايديلوجية"، لايتميز بطبيعته بالحيوية النظرية، و الفكرية، وان فترة حضور هذا التيار على تعدد مشاربه خلال فترة التسعينات وبعدها، حتى بعيد الغزو الأمريكي بفترة، قد أمكن وقتها، لان الوضع كان يسمح لمثل هذه القوى الخوض فيه شعاراتيا وايديلوجيا، فبازاء احتمالات الغزو الأجنبي، ناهيك عن وقوعه بالفعل، لايجد من يرفعون شعار رفضه ومقاومته، صعوبة في تبرير موقفهم، لابل ومواجهة الجميع باسم مبدأ صارخ العدالة، جاهز، ولايتطلب اية جهود، او عدة استثنائية على مستوى الفكر او الممارسة، فاحتلال بلاد واستباحتها عسكريا من قبل اعتى قوة في العالم والتاريخ، امرمستنكر وفق جميع المباديء والشرائع الإنسانية.
غير ان الحدث المذكور بحد ذاته ( الغزو الأمريكي للعراق )، لم يكن يخلو من الإستثنائية، من حيث مااحتوى عليه من حزمة ضخمة من التناقضات، وتاجيج احتمالات او ممكنات ومحركات الانقلاب التاريخي غير الموضوع على جدول الافتكار، وفي العراق على سبيل المثال، مايجعل الموقف الوطني العراقي الجاري الحديث عنه بحد ذاته، إستثنائيا ومنفتحا على سياق لاحق غير عادي ولا مالوف على الاطلاق، فحضور هذه القوى بصفتها ك "معارضة وطنية" منشقة على تيارمعارض آخر، يتبنى سياسة التفريط بالوطن، والالتحاق بالقوة الغاشمة الامريكية، لم يكن في العمق يعفيها من حكم التاريخ الذي كان قد قال كلمته بخصوص نمط من "الوطنية"، هي "الوطنية الحزبية الايديلوجية" الغالبة في التاريخ العراقي الحديث منذ الثلاثينات، والتي يمثل النظام نفسه وخطابه في الجوهر،جزءا من خطابها واساليبها، فاذا كان حضورهذه القوى خلال فترة التهيئة للغزو ومابعده من "مقاومة جزئية مسلحة"، قد بدا مبررا وملموسا، الا ان سياق التطورات اللاحقة، وكل المعطيات المتوالدة لاحقا، أظهرت ظرفية تلك اللحظة، وتفارق طاقات هذه القوة، ومقومات ديناميتها مع مقتضيات لحظة تجاوزت تماما احتمالات، او طاقة الفعل، او الحضور الايديلوجي الحزبي المتراجع عموما.
هل يمكن لنا اليوم التحلى بروح التناغم مع حكم التاريخ، فنحاول التماهي مع الشروط المستجدة، بالتضاد ربما مع طبيعة تكويننا، وماقد تربينا عليه وتشربناه على مدى عقود طويلةمن مصطلحات وشعارات، واحكام وترميز او تقديس حتى. وهل نملك، على فرض اننا قبلنا مثل هذا الخيار الصعب، الوسائل الضرورية والأدوات، والاستعداد النفسي، والحوافز والشروط العمرية، بغض النظر عن الحماسة والإيمان، اوالثبات ـ المختبر من دون شك ـ على مدى طويل. لم يعرف في التاريخ الا في اندر حالات الندرة، ان قامت قوى بالانقلاب على ذاتها، ناهيك عن ان تكون قد نجحت حين قررت ان تفعل، وها نحن هنا والان امام لحظة غائمة، بلا مداخل ولا مقومات جاهزة أولية او غيرها، لانعرف من اين نبدا، ومن المستحيل ان نطمئن لموقع خطواتنا اللاحقة، حيث لايبقى امامنا سوى المجازفة، وطرق الأبواب المقفلة. وهاانني استميح الجميع عذرا، وانا أقوم بمثل هذه المهمة كبداية وكمخطط واشارات، على آمل ان تثير التساؤولات، وتستجلب رغبة حقة في استكمال المحاولة، وصولا لاجتراح آلية اعرف انها يجب ان تتوفر على ثنائية ذهبية (فكرية /سياسية)، مع كل مايعنيه ذلك من أعباء هائلة. فهل سيتقبل المعنيون ولو قراءة هذا الجدول الطموح للاعمال، كما هو مبسط في نقاط اعددها في :
1ـ التوافق على الإعتراف قناعة، بان التاريخ قد شرفنا بان منحنا فرصة نادرة، ليجعل منا معبرا بين مرحلتين ولحظتين تاريخيتين عراقيتين: الاولى هي حقبة ومرحلة "الوطنية الايديلوجية والدولة القسرية" والثانية الحالية، "مرحلة الوطنية الذاتية الطوعية البنيوية" هذا التفارق بين مفازتين تاريخيتين، يدخل ضمنه وفي جنباته انهيار و"خيانة" تيار" المعارضة" المرتهنة وقد قررت الخروج من "الوطنية"، مع العلم ان الامر هنا لايقع في باب التنابز والرغبة بالادانة، والاعدام السياسي، فالقوى المذكورة مثلها مثل ظاهرة "الدكتاتورية" التي سبقتها، هي ظواهر تاريخية عراقية، وهي دلائل على انهيار تجربة عراقية تاريخية، تشمل مسارات "الحداثة" المستعارة، والمفروضة من الغرب، مع إقامة "الدولة الحديثة عام 1921 عقب ثورة 1920 المطموسة ـ التي لم يعد يفصلنا الكثير عن مرور قرن على انفجارهاـ غير المدقق في مغزاها التاريخي، والمعرفة قسرا بمفاهيم ومصطلحات جاهزة مستعارة.
2 ـ تركيز الجهد الوطني على الآليات "الوطنية الذاتية" بحثا عنها أي عنمقومات " الحداثة الذاتية"، خارج المؤثرات، او منهجية هيمنة الغرب الإحتوائية، او "الطوعية الشكلية"، ممثلة ب"الدولة الحديثة" و "الوطنية الحزبية"، بحثا عن السبل المتاحة اليوم بعد انهيار الدولة التوحيدية بالقسر، وبالأخص مواجهة السؤال حول السيرورة الوطنية الذاتية الحديثة المستمرة منذ القرن السابع عشر، واذا ماكانت ماتزال توفر معطيات استمرارية ما بعد الكارثة الراهنه الحالة على مختلف مناحي الحياة، ومختلف وجوهها، مايقلص أهمية الجانب العملي المباشر، فالمجال العملي، يأتي بالتلازم مع، وبعيد انجاز العمل النظري، عادة وبداهة، مع ان مثل هذا الوضع الغالب، لايمنع الممارسة الوطنية الإعلامية، والدعائية التحريضية، وحتى العملية الأخرى، مع توخي ربط الخطوات والتحركات في هذا المجال بافق إعادة التأسيس قدر المتاح والممكن، تمييزا للوجهة الوطنية التأسيسية الناهضة.
3 ـ لعل مثل هذا الأفق يتطلب على صعيد اساسي، تجسيد امتياز التحرر الكلي من قوة الاستقطابات الإقليمية الجارية، الموكولة اجمالا لمشاريع، هي في الغالب ليست وطنية بالمقياس الآني المنسجم مع الضرورة، او يتفق مع الحقيقة التاريخية العراقية الراهنة والمستقبلية، ان لم تكن هي الأخرى من ظواهر المرض المستشري والازمة الوطنية الكبرى،ومن بقايا، او نتائج، او ردود الفعل، على التخبطات التي يمر بها المجتمع العراقي، بين "دولة ووطنية التوحيدالقسري" المنهارة على يد الغزو، وبين افق الوحدة الوطنية البنيوية الطوعية، المطروحة كمهمة تاريخية على المجتمع العراقي وقواه الحية، وهو مايعد من اكبر التحديات العقلية الجمعية التي يمكن تخيل قيامها بوجه شعب او امة على المستوى التاريخي.
يتبع / ملحق
ـ هل كان العراق موحدا عام 1921 ؟ ـ



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -نداء الى الوطنيين العراقيين-:آن الأوان كي تستعيدوا المبادرة ...
- بعد الإعتراف البريطاني: من يعيد الإعتبار للوطنيين العراقيين؟
- ماذا لو انهارت الامبراطورية الامريكية ؟ (2/2)
- ماذا لو انهارت الامبراطورية الامريكية ؟ (1/2)
- اذا فكر الترك انفجروا: الانقلاب وتناقضات - الوطنية / الامبرا ...
- متى تعود المرجعية للنطق؟ وماذا اذا نصبت ايران رئيس وزراء تاب ...
- هل سينتهي دورمسعود بارزاني؟: الوطنية والجزئية بظل - العملية ...
- النشوئية الجديده وهزيمة كلكامش ودارون ( الكون كصيرورة تحولية ...
- العراق والشرق الأوسط في عالم انتقالي بلا -ثوابت- : من -الحدا ...
- روسيا والشرق الاوسط: العراق كركيزة إستراتيجية بدل ايران
- عبد الجبار الكبيسي ..... متى ينصفه التاريخ 6 :على طريق تجدي ...
- عبدالجبار الكبيسي .. متى ينصفه التاريخ 5 الايديلوجية الحزبية ...
- عبدالجبار الكبيسي... متى ينصفه التاريخ 4: وطنيتان ماقبل وماب ...
- عبدالجبار الكبيسي.. متى ينصفه التاريخ 3 الطريق المضني نحو وط ...
- عبدالجبار الكبيسي.. متى ينصفه التاريخ 2
- عبدالجبار الكبيسي.. متى ينصفه التاريخ 1
- وليد جمعه: شاعر يقتل شعره وظله2/2
- وليد جمعه: الشاعر الذي قتل شعره/1 2 /
- امة- مابين النهرين- الامبراطورية والكونية في تاريخ العراق ال ...
- - امة مابين النهرين- امة حصتها الغياب /12/


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - نداء الى الوطنيين العراقيين: جدول اعمال وطني جديد.. بماذا هومختلف ؟(2/2)