أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - لماذا اختلفتْ برلمانات مصر بعد يوليو1952؟















المزيد.....

لماذا اختلفتْ برلمانات مصر بعد يوليو1952؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5273 - 2016 / 9 / 2 - 13:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا اختلفتْ برلمانات مصر بعد يوليو1952؟
طلعت رضوان
هل يمكن أنْ يكون رئيس مجلس الشعب مسيحيـًا ؟
هل يمكن عمل (تمثال) لويصا واصف ؟
ينكر كثيرون من المتعلمين المحسوبين على الثقافة المصرية السائدة وجود ليبرالية فكرية وسياسية قبل يوليو1952. وقد يختلف البعض حول الحياة النيابية قبل يوليو52، ورغم ذلك توجد مظاهر لابد من الاستفادة منها : فبعد أنْ وضع محمد على قواعد الدولة الحديثة ، بدأتْ آليات النهضة تشق طريقها ، مثل وجود برلمان للرقابة على المال العام. وفى الخطاب الذى ألقاه شريف باشا يوم2 يناير1882أمام مجلس النواب قال ((أعطتْ لكم الحكومة الحرية التامة فى إبداء آرائكم وحق المراقبة على أفعال الحكومة. ونــُـصرّح لكم بنظر الموازنة العمومية وإبداء رأيكم فيها ونظر كافة القوانين واللوائح))
اعترضتْ بريطانيا وفرنسا على حق النواب فى مناقشة الموازنة العامة للدولة. اجتمع البرلمان يوم 2 فبراير1882وأجمع النواب على أنه ((لاحق لمُـعتمدى الدولتيْن فى معارضة ما هو من شئون مصر الداخلية)) وفى يوم 6 فبراير عقد مجلس النظار جلسة بشأن لائحة النواب، فأقرّها بما فى ذلك نظر الميزانية. وكان تعليق أحمد باشا شفيق ((إلى هنا كان النصر حليفــًـا للعرابيين. وكانت الهزيمة شديدة لسياسة الدولتيْن))
وعندما أرادتْ سلطة الحكم مُـمثلة فى رياض باشا فض جلسات شورى النواب دون نظر الميزانية ، شهدتْ مصر جلسة تاريخية يوم27مارس1879، حيث وقف النائب عبد السلام المويلحى وقال ((إننا هنا سلطة الأمة ولن نخرج من هنا إلاّ بقوة الحراب)) وكانت المناسبة رغبة بريطانيا وفرنسا فى إعلان إفلاس مصر، فإذا بالنائب المويلحى يُـضيف ((كيف ينفض المجلس وهو ينظر فى القانون الخاص بالشئون المالية ؟ إنّ الأهالى قد أنابوا عن أنفسهم نوابـًـا للدفاع عن حقوقهم ، فمن الواجب عرض جميع ما يتعلــّـق بالأهالى لينظروا فيه ويتدبروه))
تصور رياض باشا أنّ المويلحى يُـعبّـرعن موقف شخصى فقال ((أظن أنّ حظرات إخوانك لا يوافقون على ما تقول)) فاندفع الأعضاء للدفاع عن زميلهم ، فصاح رياض ((يعنى حظراتكم تــُـقلــّـدون نواب فرنسا؟)) فردّ عليه أحمد العويسى ((ياباشا أنت الآن تشتم نواب أمتك التى تعطيك أنت وغيرك مرتباتكم)) وقال النائب عبد الشهيد بطرس لرياض باشا (إنّ كلامك هذا وقاحة)) وقال أحمد الصوفانى ((أوافق الزميل على رد الإهانة للناظر حتى يعلم أنّ فى مصر أمة حية ولها نواب يدافعون عن كرامتها)) فقال المويلحى ((أسمعتَ ياباشا ؟ أريتَ عاقبة تسرعك فى الكلام ؟ اعلم أنّ المسألة مسألة نواب لهم عقول تفهم جيدًا رغبات الأمة التى أنابتهم عنها. أليس من العيب أنْ تكون وزيرًا فى وزارة يـُـزاملك فيها وزير بريطانى وآخر فرنسى، وهما فى الحقيقة خفيران عليكم وعلى الحكومة؟)) وكان آخرالمُــتحـدّثين حسن عبدالرازق الذى قال ((إنّ ماقاله المويلحى يـُـعبّـرعن أفكارنا جميعـًا)) فصاح النواب ((موافقون.. موافقون))
ويرى المؤرخ محمود الخفيف أنّ شريف باشا كان الأب الحقيقى للدستور((وأنّ المجلس الذى تعهده برعايته منذ إنشائه سنة1866وتمّتْ له السلطة على يديه سنة1879فصار الحكم فى مصر دستوريًا. وما كان دستور1923إلاّ الدستور الثانى للبلاد، وبعبارة أخرى كان توقدًا للجمرة التى ظلــّـتْ مطمورة تحت رماد الاحتلال)) وبعد ثورة برمهات/مارس1919تدخــّـلتْ بريطانيا لتعطيل البرلمان فى أواخر1924. وفى يوم21نوفمبر1925 قرّر أعضاء البرلمان الاجتماع فى فندق الكونتنتال حيث منعتْ الحكومة عقده فى مقره.
قرّر صدقى باشا (رئيس الحكومة) فى الثلاثينيات إغلاق الشوارع المُـؤدية إلى مقر البرلمان. وأغلق أبوابه بالسلاسل الحديدية، فإذا بمصطفى باشا النحاس يقتحم مقرالبرلمان بسيارته، وكان فى إثره أغلب أعضاء البرلمان، الذين قرّروا تحطيم السلاسل، ولكن النحاس باشا منعهم وقال لهم ((هذا الحق لا يملكه إلاّ رئيس البرلمان)) فإذا برئيس البرلمان (ويصا واصف) يتقـدّم الصفوف وأمر رئيس الحراس بتحطيم السلاسل، بينما ذكر حافظ محمود أنّ ويصا واصف ((أمسك بآلة حادة وأخذ يهوى بها على السلاسل حتى حطــّـمها.. ودخل ومن معه من النواب إلى المجلس)) (أسرار الماضى - كتاب روزاليوسف - يوليو1973- ص128)
من هو رئيس مجلس النواب إنه ويصا واصف (1873- 1931) شغل منصب رئيس مجلس النواب (بالانتخاب الحر المُـباشر) مرتيْن (20مارس1928- 18يوليو28) والمرة الثانية (11يناير1930- 21أكتوبر30) وأطلق عليه المؤرخون ((مُـحطــّـم السلاسل)) ألا يستحق هذا الرجل تكريمه والتفكير فى عمل (تمثال) تخليدًا لاسمه مع عبارة (مُـحطــّـم السلاسل))؟ ولماذا لم يتكرّر ما فعله شعبنا عندما لم يعترض أحد على أنْ يكون رئيس المجلس التشريعى (مسيحى الديانة) وسط أغلبية مسلمة ؟ فلماذا لم يتكرّر هذا المثال بعد يوليو52؟ وما سبب ذلك؟ وهل يمكن أنْ يحدث مرة أخرى؟ بل إنّ ويصا واصف قبل أنْ يُـنتخب رئيسًا لمجلس النواب ، كان (وكيل المجلس) عام1926، لدرجة أنّ سعد زغلول (رئيس مجلس النواب) عندما أراد أنْ يـُـدلى برأيه فى بعض ما جاء بجدول الأعمال ، نزل إلى مقاعد الأعضاء ورفع يده وطلب الكلمة من وكيل المجلس ويصا واصف.
وهل يجرؤ نواب البرلمان الحالى انتقاد الحكومة كما فعل نواب ما قبل يوليو52 لدرجة أنهم طالبوا بتخفيض ميزانية السراى الملكية ((وبطريقة لا تخلو من القسوة))؟ كما ذكر د. محمد حسين هيكل فى مذكراته؟ (ص273) وكذلك رفـْـض اعتماد أى مبلغ لتجديد الباخرة (المحروسة) كما أنّ رئيس ديوان المحاسبات (الجهاز المركزى للمحاسبات فيما بعد) وقف فى البرلمان وقـدّم تقريرًا تضمـّـن الاعتراض على ما ورد فى موزانة الدولة بشأن حملة فلسطين، وأنّ القصر هو المُـتسبب فى ذلك ؟ وعندما أراد الملك فاروق إزالة بعض البيوت القريبة من قصرعابدين، فإنّ وزير الأشغال (أحمد عبدالغفارباشا) اعترض وقال ((إنْ أراد مولانا تنفيذ هذا المشروع فليدفع تكاليفه من جيبه)) فهل يمكن عودة ذلك الزمن الذى كان فيه النواب يـُـراعون مصلحة مصر قبل مصالحهم الشخصية؟ وأليس ما سبق (وهو مجرد نماذج وغيرها كثير) أدق دليل على ميلاد الليبرالية المصرية بشقيها (الفكرى والسياسى) ومع مراعاة أنّ سقف الليبرالية الفكرية كان أعلى بكثير من الليبرالية السياسية.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد على السيد ماسنسن بشأن القومية المصرية
- هل الواقع أفرز النص أم العكس ؟
- من أفرز الآخر : الواقع أم النص ؟
- ملاحقة القرآن للواقع (2)
- لماذا تجاهل النقاد مسرح اللامعقول لتوفيق الحكيم؟
- لماذا وقف القرآن مع الوثنية وليس مع المسيحية
- ملاحقة القرآن للواقع الاجتماعى
- لماذا تختلف الأنظمة فى الدفاع عن مواطنيها ؟
- متتالية أسباب النزول
- لماذا غفر الله لوحشى ولم يغفر لأم النبى ؟
- هل النص الدينى سابق على الواقع أم العكس؟
- مغزى تجاورضريح محمد بن أبى بكروضريح مارجرجس
- ما حقيقة موقف سارتر من الصهيونية ؟
- العلاقة بين المجتمع والنص الدينى
- نوال السعداوى والقمنى والفاشية الدينية
- حملة التضامن مع سيد القمنى
- إحنا المصريين بنتكلم مصرى
- أهمية الاحتفال بذكرى ميلاد فرج فوده
- شخصية اليهودى المُتدين والنزعة العدوانية
- هل يوجد فرق بين لفظ العرب ولفظ (الأعراب)؟


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - لماذا اختلفتْ برلمانات مصر بعد يوليو1952؟