أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - عبدالرازق مختار محمود - أطفالنا أكبادنا في أحضان الشاشات














المزيد.....

أطفالنا أكبادنا في أحضان الشاشات


عبدالرازق مختار محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5272 - 2016 / 9 / 1 - 22:39
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


الأطفال هم الثروة الأعظم، والمشروع الأكبر لأية أمة تسعى لتضع أقداما راسخة لها في المستقبل. فالأطفال هم الطريق السريع إلى بناء مجتمع متماسك، هم الممر الآمن للعبور إلى التقدم، هم الأراضي الخصبة لنبت المستقبل الطاهر، هم السلاح الفاعل للدفاع عن مقدرات الأمة، هم المنتج الأصيل لمصانع الطاقات، هم الشئون المعنوية لكل الأمة، هم الأذرع الاعلامية لتسويق انجازات الغد، هم الخلايا اليقظة للإنقاض على أعداء المستقبل، هو كتائب الفوز لواقع كل هزيمة، هم الاستثمار الحقيقي لكل الوطن، هم الأمن النفسي، هم الأمن الاقتصادي ،بل هم الأمن القومي لأية أمة تريد أن تكون أمة تعرفها وتعترف بمكانتها الأمم.
وعلى الغرم من كل ذلك فإنه وللأسف الشديد واقعنا العربي يدلل على أننا تركنا كل ذلك جانبا، وتركنا هذا الكنز الثمين في أحضان شاشات تكنولوجية خداعة لا ترحم ضعفهم، ولا ترفق بقله خبرتهم، بل على العكس فهي في الغالب تقذفهم في بحر هائج من الخرافات، والمضللات، وذلك من أجل هدف وحيد هو تدمير هذه الطاقات المتجددة، والمتدفقة النابتة في أرض الفطرة السليمة، التي فطر الله الناس عليها .
انشغل الآباء بلقمة العيش، وانشغل الساسة بدواوينهم، وانشغل الاقتصاديون بثرواتهم، وهذا بدوره أدي إلى تراجع المؤسسات الحاضنة لهذه الثروة عن دورها؛ فالمدرسة تعاني ما تعاني من تكدس وازدحام وغياب لمنظومة القيم، والمسجد والكنيسة والنوادي كلها مؤسسات أصابها ما أصباب غيرها من ضعف الدور وضآلة التأثير.
فذهب أطفالنا راغبين، أو مدفوعين، أو ربما مضطرين إلى هذه الشاشات التكنولوجية، التي تسابقت فيما بينها باختراع وسائل الجذب، والتشويق، والتجديد المتلاحق؛ فأصبح الطفل لا يكاد يخرج من أحضان لعبه حتي تجذبه مسابقة، ولا يكاد ينتهي منها، حتي يخترقه فيلم من أفلام الرعب والخيال الكاذب، فإذا أوشك على الانهاك، تلقته يد البرامج الهادمة لكل القيم، فإذا أجهزت عليه تلك البرامج، سرعان ما يرسل له التطبيق الجديد منشطات ظاهرية، تجعله يواصل الليل بالنهار بعيدا عن والديه، وهو في أحضانهم، غائبا عن إخوته وهم بين يديه، فارا من أصدقائه وهم غايته.
قديما كان التلوث ناقلا للأمراض واليوم أصبحت الشاشات مصدرا للعدوي، وحاملة لبؤر بعض الأمراض، فمرض التوحد ذائع الصيت، ومشكلات الانطواء، وعشرات الأمراض النفسية هي نتاج طبيعي لفترة الاحتضان الخادعة من تلك الشاشات.
وإذا أردنا لهذه الأمة قوة، وإذا رغبنا في صحوة لا مناص منها، علينا أن نعمل جاهدين، وبكل السبل؛ لكي يعود الأبناء إلى أحضان الآباء والمعلمين، والدعاة والأقارب والأصدقاء.
فلا مفر في هذا التوقيت الحرج من تاريخنا العربي المتداعي، وتكالب الجميع على مقدراتنا، وأولها وأهمها هذا الجيل الصاعد من الأبناء، وتراجع أدوارنا الإنسانية والثقافية، وضعف مشاركاتنا في سباق التكنولوجيا، لا مفر من عودة الآباء إلى دورهم الطبيعي وهو التربية، وأن تعود المدرسة إلى دورها الطبيعي وهو التربية والتعليم، وأن تعود كافة المؤسسات لأدوارها في مساعدة الأبناء على التنشئة السليمة، والمساعدة في إعدادهم للمستقبل، كمواطنين صالحين نافعين لأنفسهم ولمجتمعهم، ولوطنهم، وللإنسانية، ولكن وهم يفعلون ذلك ينبغي أن يتسلحوا بأدوات العصر، لأن هؤلاء الأطفال هم الثروة الحقيقية، والكنز الثمين الذي ينغي ألا نسلمه طوعا لأعدائنا.



#عبدالرازق_مختار_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - عبدالرازق مختار محمود - أطفالنا أكبادنا في أحضان الشاشات