أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوتيار تمر - اللعبة الدولية من جديد وخاسر واحد















المزيد.....

اللعبة الدولية من جديد وخاسر واحد


جوتيار تمر
كاتب وباحث

(Jotyar Tamur Sedeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 5272 - 2016 / 9 / 1 - 03:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اللعبة الدولية من جديد وخاسر واحد
جوتيار تمر/ كوردستان
31/8/2016
تَعوَد العالم على المتغيرات السياسية والجيوبولوتيكية منذ بدأ علم السياسية بالدخول في المعترك الوجودي الواقعي، وهذا العلم لم يكن يوماً الا كما برهنت النتائج حصيلة افكار ومتغيرات اقتصادية حتمية تحكم مسارات العالم بكل اصعدته، حيث الساسة هم مجرد ادوات لازمة لتحقيق الغرض الاسمى للحتمية الاقتصادية المصلحوية ضمن سياقات النظام العالمي المسمى بالجديد في هيكله ومظهره الخارجي والعتيق في جوهره وسياقاته ونظرته للشعوب وللعالم باجمعه.
فكل ما ورد من تسميات ظاهرة وفق تداعيات العصر والوقت ( نظام، حداثة ، عولمة ) ليست الا تلك الحقيقة الكامنة في الفعل الديناميكي للحتمية الاقتصادية، والتي بدورها اوجدت عوالم بشرية فوقية واخرى تحتية( الطبقية)، بحيث تحكم سنن القوة والمال على وجود الاخر ضمن مراسيم وطقوس ربما هي في احسن حالاتها لاتنتمي الى الانسانية والى الحق او الفرضيات التقنية والمقننة باغلفة اثنية او عرقية او دينية او حتى مذهبية طائفية، لكونها اجمالا ليست الا حصيلة حراك اقتصادي بحت، وهذا الحراك وحده من يحتم الهوية الملائمة لتلك العوالم المختلقة .
وحين نراجع اجندة الوجود الكوردي منذ البدء سنلاحظ هذا التحكم في صيرورته التاريخية والوجودية بشكل يثير دهشة المتابع، ودهشة الباحث، ودهشة الانسانية نفسها، هذا ان لم يكن مصطلح الانسانية ايضا مجرد غطاء غير مرئي لمصلحة اقتصادية اقتضت لبس هذا الثوب كي تخفي جرائمها بحق الاخرين.. ان المتتبع لحركية الوجود الكوردي سيجد بان المصلحة السياسية والجيوبولوتيكية ليست الا حصيلة مصلحة اكبر واهم الا وهي المصلحة الاقتصادية التي تفرضها هذه الانظمة المتعاقية والمتوالية بمسمياتها المختلفة ظاهرياً، فالوجود الكوردي انما اقترن بالوجود الاقتصادي والمصلحوي للقوى الكبرى، والتي حتى وان وجدت مصاغات ومحركات اقتصادية ضمن الحدود الجغرافية الكوردية الا انها تبدأ بالحاسبات، وتقارنها بالمكتسبات الاخرى، وحين تجد شكاً وتهاوناً من الموجودات الاخرى، تبدأ بقرع الطبول للكورد وتدفعهم لخوض احلامهم بكيان مستقل، يوحدهم تحت راية واحدة، وتبعد عنهم سوط اعدائهم ممن يتاجر بدمهم، وممن يحقد عليهم، وممن يعاديهم بالاخص القوميات والانتماءات العرقية والدينية والقومية الاخرى.
فحين تحركت الاوساط الدولية مؤخرا وضمن سياقات متعددة ابرزها محاربة الارهاب، كان الوجود الكوردي حتمياً لكونه على ارض الواقع يواجه المد الارهابي المهدد للمصالح الاقتصادية للقوى الكبرى، فتنافست هذه القوى على وضع لمساتها ضمن سياقات وسيناريوهات متعددة، حيث وجدنا امريكا تؤسس حلفاً وتضع البيشمركة الكوردية اولاً ومن ثم ووحدات حماية الشعب الكوردية ثانياً ضمن بروتوكولاتها العسكرية، وتبعتها فرنسا التي وضعت الكثير من قدراتها العسكرية ضمن سياقات هذا الحلف، فجاءت بعدها ايطاليا وقدمت مساعدات عسكرية، ومن ثم بريطانيا وبلجيكا والمانيا وهذه الاخيرة برزت بتقديمها للاسلحة المطورة للبيشمركة، ومن ثم كانت كندا واستراليا والكثير من الدول الاخرى، التي وضعت اجنداتها سواء من خلال تقديم مساعدات لوجستية مباشرة، او من خلال تقديم الاستشارات العسكرية وتدريب البيشمركة، وبلاشك ضمن هذا التواجد الدولي ضمن الجغرافية الكوردية بعث من جديد الحلم الكوردي، ولكن كما هي العادة، اللعبة السياسية الدولية لايمكن توقع نتائجها الا في النهائيات، حيث كل التكهنات، وكل التوقعات ليست الا مجرد اوهام لايمكن البت فيها او حتى الايمان بتبعياتها، لانها في الاصل مخاض غير شرعي لحالة طارئة اوجدتها وخلقتها تلك القوى المتحالفة معاً ضمن رؤية اقتصادية ومادية بحتة للمصالح المهددة بالفقد، وتلك التي يمكن ستكسبها جراء عملياتها وافعالها واقوالها المؤقتة.. ولعل ما افرزته المقارنات في الاونة الاخيرة لهذه الانظمة، كان بالفعل غير ما يريده الكورد، لانه وحسب ما يمكن رؤيته حالياً هو ميل هذه القوى للجهات المعادية للكورد على حساب القضية الكوردية نفسها، فالعامل الاقتصادي ضمن المقارنات والمقاربات يشير بوضوح ان المعادين للكورد لديهم ما يحقق مصلحة هذه القوى اقتصاديا اكثر مما يمكن ان يقدمه الجغرافية الكوردية .
وكما هي العادة وقع الكورد في شرك هولاء القوى المفترسة، والتي لايهم انها تقتل حلم الملايين من الكورد، وتضحي بالالاف من شبابها، في سبيل تحقيق مصلحتها الاقتصادية، والتي نجدها يوما بعد يوما تجمع الاضداد مع بعضها، دون خجل او استحياء من دماء الابرياء، ولعل التاريخ هنا يلعب دوره الهمجي في تحقيق تلك المكاسب الاقتصادية لتلك القوى، فكل من امريكا وروسيا كانا ومازالا هما الذئبان المفترسان لكل النظم والحقوق البشرية لابناء المنطقة الشرق اوسطية بكل اثنياتها وتعقيداتها المذهبية والدينية.
فمن خلال سعي هاتين الدولتين مع حلفائهم لتحقيق مكاسبهم الاقتصادية يمكنهم ان يدفنوا بعض احقادهم تجاه بعضهم، ولو لبعض الوقت، فيبدأوا بالمناورات السياسية والمداخلات غير المتوقعة ويخلقوا ازمات اقتصادية واخرى سياسية في المنطقة وكل ذلك كي يخفوا جرائمهم ويلبسونها ثوباً شرعياً مقنناً من قبل الامم المتحدة والتي بدروها ليست الا غطاء فاضح لمؤسسة اقتصادية عالمية تتحكم مواردها بالسياسات والجغرافيات والبشريات الموزعة بشكل غير متناسق فوق هذا الكوكب المليء بالحقد والكره والدم.
ولننظر معاً الى خارطة التحالفات الوضيعة التي ظهرت للوجود من جديد،والتي اراها تقارب للاضداد فايران الاسلامية تتحالف مع روسيا الشيوعية والتي بدورها تؤيد النظام العلوي السوري، ومن ثم التحالف العلماني الامريكي مع التركي االاسلامي ظاهرياً، والمناورات السياسية الهوليودية التي شهدتها المنطقة مؤخراً من تعارض مصلحوي روسي تركي، مع عدم المساس بالدعم الروسي العلوي الايراني، وكذلك عدم المساس بالتعاون التركي الايراني من جانب اخر، فضلاً عن التغاضي عن العدائيات بين كل تلك الجبهات، ومن ثم التهافت الامريكي الحديث مع تلك القوى لاسيما تقارباتها مع روسيا، وتغاضيها عن افعال تركيا، وتخاذلها مع الكورد في كل من العراق وسوريا، وتركهم فريسة مرة اخرى للانظمة الحاكمة فيها وللقوى المجاورة، واخيرا سكوت كل من فرنسا والمانيا وبريطانيا وايطاليا وكل دول التحالف الاخرى على المجريات الوقائع والاحداث التي بدأت تعصف بالمنطقة، حيث تعمد تركيا التدخل المباشر في سوريا وضرب الكورد، ومن ثم تخاذل امريكا وتركيا مع الكورد في العراق .. كل ذلك دليل واضح على دناءة اللعبة الدولية تجاه شعوب المنطقة او الطبقة الاخرى التي هي بنظر هذه الدول ليست الا مصلحة اقتصادية بحتة.
ان هذه التحالفات ليست وليدة اللحظة، انما هي تجذرات تاريخية مصلحوية قائمة بركائزها الاقتصادية، دون ان تعترف في سياقات الاقتضاء الاقتصادي بالهويات والديانات والقوميات والاثنيات والمذهبيات والانتماءات، انما هي في كل تحركاتها وسياقاتها تؤكد على عولمة العالم ضمن مناخات اقتصادية توفر لهذه القوى الدعم الكافي للبقاء في طبقتها الفوقية.



#جوتيار_تمر (هاشتاغ)       Jotyar_Tamur_Sedeeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحوش الهجرة / قصة
- البيشمركة ترد على المالكي
- اولمبياد الساسة في الشرق الاوسط
- تمرأة الحرائق
- هل هي ملوكية ثابتة للجماعات الارهابية ام موقف ثابت ضدهم
- امرأة النزوات / قصيدة
- خطوة نحو تحقيق الاسمى
- لن اكون الا شوكة
- الارهاب يجدد نفسه
- صانعوا التاريخ وقفة تأملية
- ايهما الأولى الثأر ام القضية
- ما اكثر النباح في عصر الحريات
- تراتيل مدن تحترق
- حرب الدولة... أم حرب اللحى والعمامات ..؟
- لماذا علينا الانتظار اكثر
- طفلة / قصيدة
- الارهاب بثوب الاسرة
- لماذا تلجأ داعش لذبح الاسرى
- لماذا الارهاب
- هذا الخراب المظلم / قصة


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوتيار تمر - اللعبة الدولية من جديد وخاسر واحد