أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - بصدد قصيدة النفوس الميتة ...















المزيد.....

بصدد قصيدة النفوس الميتة ...


عبد الغني سهاد

الحوار المتمدن-العدد: 5271 - 2016 / 8 / 31 - 18:33
المحور: الادب والفن
    


بصدد الارواح الميتة ...

حلقات المسلسل الديموقراطي لا تنتهي ...
كلما جاءت لحظة الانتخابات التشريعية في البلد كلما رجعت بي الذكرى الى الوراء عشرات السنوات .الى.اواخر القرن العشرين عندما كنت منهمكا في قراءة رواية الاديب العظيم نيقولاي غوغول ( الرواح الميتة ) كتبها في جزئين ولم يتمم الجزء الثاني حين اهداه للهيب النار ..كنت حينها في بداية الطريق منهمكا ايضا في العمل السياسي يداخل الشبيبة الاتحادية .. استوعبت جيدا ان موضوع الرواية يغمز الى ظروف مرور الانتخابات في البلدان المتخلفة الغارقة في الجهل والفوارق الطبقية الحادة..و..لم تكن تحتوي هذه القراءة الشبابية اية غرابة ..بل كان قراءة من صميم الحياة كما يقولون قراءة بدمها ..فالانتخابات في البلاد المتخلفة هي على الدوام تغري بالتزوير..وهذا التزوير تديره السلطة وتحميه ويحدث ..على عينيك يا ابن عدي ..؟وطريقة تزويرها تتم اما بواسطة شراء الاصوات الحية اي ما يسمونه شراء الذمم...(50 درهما او 100 درهما للصوت خصوصا اصوات النساء والعاطلين من الشباب في الاحياء الفقيرة وفي البادية ..او السطو على بطاقات الاموات من المواطنين التي تحتفظ بها مكاتب التصويت لسنوات عديدة .. لاستعمالها في هذه اللحظات التاريخية ..واما سرقة الصندوق الحقيقي بعد يوم الاقتراع وغالبا ماتتم السرقة الديموقراطية في الليل باشراف القايد او الشيخ .. ..ووضع صندوق اخر على مقاص رغبة مرشح السلطة ..في الارواح الميتة يدور البطل على القرى الروسية بالترويكا ..التي تجوب الطرقات في الارياف بحثا عن اقطاعي كبير ليشتري من الموجيك الاموات باثمان بخسة ..ويتساءل الناس لماذا يشتري هذا الاحمق العبيد الاموات ..ويقدم فيهم ثرواته ..؟
مهما كان وتكون حيثيات القصة في روسيا فالمسلسل الديموقراطي المغربي يتضمن حلقات غريبة من القصص الواقعية التي تضحك الحيران وتستاثر باهتمام كل من له اهتمام بالديموقراطية والانتخابات المحلية والتشريعية في بدان علي بابا لمتخلفة .البلدان التي يتنطع فيها الجهل والامية والفقر المذقع..والفوارق الطبقية الشديدة وحياتها الاقتصادية لا تزال تعتمد على هطول الامطار من السماء ..اي قد تكون بعض السنوات حارة جافة وطويلة فيحدث القحط و المجاهات والاوبئة..(وحتى النوازل ؟لان ربما ظروف القرن العشرين في البلد مشابهة لظروف روسيا في القرن التاسع عشر مع بعض الخصوصيات ..حتى لا نثير قلق محبي الخصوصيات ...) معروف ان المسلسل الديموقراطي دشنه الحسن 2 سنة 1975 متزامنا مع المسيرة الخضراء لتحرير الصحراء ..وانتهى المسلسل بموته ..المسلسل الديموقراطي اخرج البلد من حالة الاستثناء والفوضى والرصاص ..من مرتكزاته التعددية السياسية وحرية التعبير والتجمهر وتاسيس الجمعيات والاحزاب والنقابات والمشاركة الشعبية في الحكم ..اي كون الملكية لم تعد مطلقة حين زفت اليها الديموقراطية ..احد القادة السياسيين لما عاد من منفاه وشارك في المسلسل الديموقراطي صرح ان الديموقراطية المغربية حتى لا نقول الحسنية كان كعجوز زوقزها زنمقوها بكثير من المساحيق والماكياج وزوجوها بعجوز ,,واقاموا لها الاعراس والافراح ..وبالرغم من وصفه هذا الساخر شارك في الانتخابات المزيفة وحاز على كرسيه في البرلمان ولعقود عديدة تراس احدى اللجان البرلمانية في قطاع اجتماعي مهم لعقود طويلة ...اخر وهو قائد كاريزمي كبير شارك في مفاوضات اكس ليبان وسجن ووزر لعدة مرات ..كان ينصح اعضاء حزبه الثوري وانصاره باكل خيرات واموال مترشحي احزاب السلطة والحضور في ولائمها وفي ساعة الحسم اي وضع الورقة في الصندوق يستعمل دكائه ويضع ورقة المعارضة ..المهم نتقولبوا معاهم كما يتقولبوا علينا ..كانت بداية المسلسل الديموقراطي تشهد مشاركة كبيرة ..ووقع الرواج في السوق السياسي عاد بعض المنفيين ونشط اخرون في المنفى ..وشاركت المعارضة في اللعبة ..في مكاتب التصويت كانت تحدث الغرائب والطرائف ..لوكان غوغول حاضرا لكتب عنها ورقات طويلة وحافظ عليها اي لن يودعها للنار تاكلها ..ففي احد المكاتب يوم الاقتراع كان المراقبون يدققون في بطاقات الناخبين ...وعلى طاولة رئيس المكتب تتكدس البطاقات البيضاء للمواطنين الذين لم يسحبوا بطاقاتهم ..مرشح المعارضة الذي لم ينجح في الانتخابات كان ينصح من حين لاخرمن وراء النافذة ( في الديموقراطية الحقيقية لا يقترب المترشح لمكتب التصويت ...) ...ممثله وهو عضو في حزبه المعارض ..في المكتب بحراسة كومات بطاقات التصويت البيضاء ..وعند انتهاء التصويت ..شرح له الامر ...تلك البطاقات هي للمواطنين الاموات ..فالسلطة لا تراجع اللوائح الانتخابية وان راجعتها فهي تناور كانها قرات لنيقولاي غوغول ...تتركها لعقود من الزمن ..وهي تسرق البطاقات لتوزيعها على اعوانها للادلاء بها في يوم الاقتراع قصد انجاح مرشحها ...لم يستوعب المراقب اللعبة الديموقراطية ..المهم انه شارك في المسلسل الديموقراطي حتى لو انه يتوقع ان الصندوق في النهاية سيتم قرصنته والهروب به الى زاوية محددة لملئه باوراق المترشح المحبوب .......تصاب السلطة في البلدان المتخلفة بالجنون عند التفكير في ممارسة الديموقراطية المفروضة عليها من الخارج ..لتلميع الواجهة السياسية ..
مغامرات البطل الغوغولي تشتيشيكوف المنشغل بالبحث وشراء النفوس الميتة للحصول بواسطتها على كرسي في الدوما تشبه الى حد بعيد المترشحين الليبرالييين والاشتراكيين للبرلمان المغربي في كل مراحل المسلسل الديموقراطي ..استعمل تشتيشيكوف مقلب واحد هو الشراء للعبيد الاموات بشهامته وشطارته في فرض الثمن على الاقطاعي ..وهؤلاء ينوعون من المقالب والحيل ..والاستغباء لناس ليسوا عبيدا ولا موجيك لكنهم لازالوا.... رعاع ..لم يصلوا بعد الى درجة المواطنة ...لان هذه الاخيرة كانت غائبة تماما في المسلسل الديموقراطي الطويل ..التلاعب والحيل والاستغفال قواسم مشتركة مابين ما بين النصاب الروسيفي القرن التاسع عشر ..والشناق المغربي السياسي المتطفل على الديموقراطية في القرن العشرين ..على اي هي حالة سياسية مغربية تبقى كبداية فاشلة في تحقيق المثل الديمقراطية والدخول الى رحاب العصر ..كما ان رواية الارواح او النفوس الميتة لم تكن سوى قصيدة مجرد قصيدة في اعتبار كاتبها العظيم غوغول..


س.ع
02-09-2012



#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القط الابيض ..
- الله يخليها سلعة....
- رعشة في وطن...
- والا...ستزيد طينة الفساد بلة...
- المغرب مطرح عالمي للنفايات ....
- في الحفل ...
- العياشي ( المقاوم)
- شاشية اليهودي ( مساءات مراكشية )
- عبد السلام صديقي ...والساعات.
- وجع و تراب... لويس جانتي
- صورة الخطيئة الاولى ....
- حين أغضب ...(أحيانا)
- جداريات تافهة في مدينة
- حلاق المدرسة....
- التباس
- حوانيت سياسية
- ﻻ-;- اعرف ....
- شهيق اﻻ-;---;--يام
- وراء اﻻ-;-كمة ...ما وراءها ...
- عندما لوحت امه بقبضتها ..


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - بصدد قصيدة النفوس الميتة ...