أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - القط الابيض ..














المزيد.....

القط الابيض ..


عبد الغني سهاد

الحوار المتمدن-العدد: 5271 - 2016 / 8 / 31 - 07:19
المحور: الادب والفن
    


القط اﻻبيض..
لم يكن يتململ في حجرتي اﻻ انا وهو اﻻثنان معا كنا من الذكور ..كنت اعرف من انا ..لكني لم اكن اعرف عنه اﻻ القليل..يقضي الليل كله ممددا على وسادته المزركشة ..مستلقي على بطنه...يحدق بغطرسة..ويتامل في الظلمة وجهي وفي اﻻشياء المتناثرة في الغرفة..الفسيحة ...كانه يريد ان بقول شيئا او يبوح بسره لي ..ولكوني احبه تركت له كامل الحرية والتصرف في الغرفة ..اعتبرته انا . كنت اكلمه واناقشه في بعض امور الحياة ..و و كان يلود بالصمت كانه يفهمني.يدخل ويخرج برفقتي.ﻻ ادري اين يقضي جل اوقاته في النهار على السطوح ..او في اﻻزقة..ﻻ اعرف اين يختقي ..ﻻ يسبقني وﻻ يتاخر عني .يشعر بقدومي من بعيد ..فيموء .ويتحكك بقدمي ..و .عندما اركن الى الصمت وانا افتش في الكتب والمراجع في الدوﻻب القديم. .. كان هو ينط الى النافذة يراقب لوحة السماء ..هل كان يحلم بصيد الطيور والفراشات او يحلم بتقليد الطيور.في تحليقها ...يشاهد كل ما يتحرك على اللوحة الزرقاء ... ويغمغم ..غووووو.وحتى ﻻ يصاب باﻻحباط كنت اناديه ..(ماذا بك يا عبدو.....!!) واملس براحة يدي على فروه الرطب .الكثيف ..لماذا سميته(عبدو)...؟.ﻻنه اسمي على كل حال اسمي المذلل الذي تناديني به امي..وليس حبيبتي ..لكوني
وحيد في الدنيا..ﻻ ادري ما الحب...( كعبدو.)... ﻻنك ﻻ تعرف كيف التقيت بعبدو ..! ساقص عليك تلك قصة تعارفي له وهي قصة مؤلمة ..اتجنب كثيرا التفكير في التباساتها..واتجنب استدراج العبرة من تكرار وقائعها.. ..كاد (عبدو ) يوما.. ان يمزقه قطيع من الكﻻب الضالة قرب حديقة الحي..هذه الحديقة تسكنها القطط من كل اﻻصناف واﻻلوان ..هزيلة وسمينة .صفراء .وسوداء.. لكنها متالفة فيما بينها .تسعى الى احﻻل السلم الدائم فيما بينها ..والناس كعادتها ﻻ تابه لحالها ..ﻻن حالها في جل اﻻيام كان قاتما كمعارك الليل في الطرقات والحانات .واﻻماكن المظلمة...و قطي اﻻبيض كان يبلي البﻻء الحسن في الدفاع عن كيانة..لونه الناصع الجميل يسبب له المتاعب .و.والمخاطر.. يغري الناس بحيازته وامتﻻكه بل استعباده.من الجهتين اﻻنسان و الحيوان....في هذا الوجود الصعب ...استهدفه ذات يوم قطيع من الكﻻب الضالة.حاصرته في زاوية الحديقة على مشارف غرفتي الفسيحة ..ومرمرته لساعات على اﻻرض ..واشبعته عضا ونشﻻ... .لكنه كان يقاومها ينهشها باظافره الحادة ويموء.. ينتفخ كاﻻسد .يفر ويكر.. تتراجع..الكﻻب وهي تزمحر و تنبح تحيط به من كل الجهات..الضخية ﻻ يلزم ان تفر بجلدتها..وهو ﻻ يريد ان يكون ضحية القطيع الضال.. وﻻحد من التافهين تدخل ﻻيقاف المعركة الضارية... ..لكونه ابيض كان هدفا مزدوجا لقطيع ضال وﻻناس تافهين ﻻ يحيدون سوى الفرجة والتحلق.واﻻستمتاع باﻻم اﻻخرين..البعض منهم (التافهون) .ويتسلق..على اﻻعناق .ويشمت ..يتكور ضحكا.و هو يتابع فصول المواحهة الضارية بين القط اﻻبيض ..والكﻻب الضالة ....واخرون يوتقون اللحظة و يصورون المشهد بايفوناتهم البليدة ....بعيون هواتفهم المشحونة باشرطة الكراهية والبغض و التفاهات..لكني حينما شاهدته يختنق بين حوافر الكﻻب الضالة..وهي تغرس انيابها الحادة في جسده.. . وعلى اذنيه تسيح بقع دم حمراء امتزجت ببياض فروه الناصع .قطعني الالم... فتشجعت فلم اتمالك روحي فقبصت بحجارة صماء متوغﻻ في دروب المعركة...الكﻻب الضالة كانت مسعورة تماما..تنظم صفوفها وتحكم اﻻستدارة بالقط ...قدفتها بالحجارة ..وانحدرت ارضا ابحث عن حجارة ..وحجارة.. اخرى..بدات تبتعد وهي تصيح الما...وحجارتي كانت تهوي على رؤوس الكﻻب كوابل من الغبار....اعتقد التافهون اني كنت صاحب القط اﻻبيض..فصاح احدهم وهو ينظر الى تافهه ..ويصور...(لم نكن نعرف انه لك...)!!
فقلت مزمجرا..(وانا لم اكن اعرف انكم اكثر جبنا من قط وحيد...)..
تحرك صوبي غاضبا واضعا تافهه في جيبه الخلفي..وقابضا على وسط حزامه كعجوز راقصة في السيرك ...
-اعد ..ماقلت..!
؛ قلت .....انكم جبناء..؟
لوح بيده اليمنى ..لكني تراجعت ...خطوات الى الوراء..و اندفعت عليه بقوة..فنطحته في اعلى انفه..فسيلت دمه .. اعدت تسديد ركلة قوية اخرى الى بطنه ..فتهاوى ساقطا على اﻻرض كخشبة جوفاء.مسوسة..هل هم هكذا هؤﻻء التافهين ..!!.لسانهم امضى من عضﻻتهم. ..رايت قطي اﻻبيض ينهض من جديد يحوم حول الجثة الساقطة ارضا... .يغرز اظافره في نخورها..كانه ينتقم من التافهين الشامتين في محنته تلك مع الكﻻب الضالة ......لكني سرعان ما استرجعت هدوئي مع انفاسي. وتملكت اعصابي...فرأيته يحرك ذيله ..ينظر في وجهي..لقد عاد مسالما...وهو اﻻن يعبر لي عن سعادته وامتنانه لتدخلي غير المرتقب الى جانبه ...و لربما كان حينها مستهزاءا من منهم حوله من التافهين والمغفلين ..لكنه سرعان ما عاد ...فلوى اذنيه الى الوراء.كالفهد الوردي ...وكشر من اسنانه ..وتوجه نحو ذلك الساقط على اﻻرض مرة اخرى ..يتصفحه ..هل كان يريد زرع اظافره في نخرته من جديد....او كان بسخر من خسته و جبنه..كيف لي ان اعرف.!!!. غادرت الحشد نحو الدرب الفارغ من الرجال..متوجها الى غرفتي..و القط اﻻبيض يتبع خطواتي... اصبحنا رفيقين منذ ذلك اليوم المشهود.....تجمعنا الغرفة ليﻻ ونغادرها كل صباح .... نخوض معارك الحياة اليومية...

س.ع
ماي 2015



#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله يخليها سلعة....
- رعشة في وطن...
- والا...ستزيد طينة الفساد بلة...
- المغرب مطرح عالمي للنفايات ....
- في الحفل ...
- العياشي ( المقاوم)
- شاشية اليهودي ( مساءات مراكشية )
- عبد السلام صديقي ...والساعات.
- وجع و تراب... لويس جانتي
- صورة الخطيئة الاولى ....
- حين أغضب ...(أحيانا)
- جداريات تافهة في مدينة
- حلاق المدرسة....
- التباس
- حوانيت سياسية
- ﻻ-;- اعرف ....
- شهيق اﻻ-;---;--يام
- وراء اﻻ-;-كمة ...ما وراءها ...
- عندما لوحت امه بقبضتها ..
- ماعاد...


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - القط الابيض ..