أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - الملك ينادي فهل من مستجيب ؟














المزيد.....

الملك ينادي فهل من مستجيب ؟


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 5270 - 2016 / 8 / 30 - 17:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


لعل المواطنين لاحظوا أن الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب جاء حازما في موقفه من تجار الدين ومشددا على ضرورة مواجهة التطرف والإرهاب وصريحا في إخراج الدواعش من ملة الإسلام . خطاب ، في شقه الأساسي يجسد السلطة الدينية لمؤسسة إمارة المؤمنين التي ينيطها الدستور المغربي بالملك ، حين أعلن صراحة (إن الإرهابيين باسم الإسلام ليسوا مسلمين، ولا يربطهم بالإسلام إلا الدوافع التي يركبون عليها لتبرير جرائمهم وحماقاتهم. فهم قوم ضالون، مصيرهم جهنم خالدين فيها أبدا).إن الخطاب في جوهره فتوى تستهدف قضيتين جوهريتين لم تجرؤ أية جهة أو مؤسسة إفتاء في العالم الإسلامي على معالجتهما بشكل صريح . أولاهما تتعلق بإخراج الإرهابيين من ملة الإسلام حتى لا تظل جرائمهم محسوبة على دين المسلمين ؛ إذ لم تجرؤ أي مؤسسة إفتاء رسمية أو أي مجمع فقهي أن يخرجا ، بفتوى رسمية ومؤسَّسة ، الدواعش وكل الإرهابيين في العالم من ملة الإسلام . وهذه خطوة مهمة تضع المجلس العلمي الأعلى في تناقض مع خطاب الملك بفعل فتاواه ومواقفه من قضايا كثيرة أبرزها : أ ـ موقفه من الدواعش الذين لم يصدر فتوى تكفرهم وتخرجهم من دائرة الإسلام ، الأمر الذي يَفهم منه عموم المواطنين أن هؤلاء الإرهابيين هم مسلمون وينتمون لدين الإسلام إلا أنهم متشددون ومغالون في فهمهم للإسلام ولتعاليمه. وهذا اللبس يسمح للأئمة والخطباء بالدعاء بالنصر للمجاهدين دون تحديد من يقصدون بالمجاهدين . بل كثير من خطباء الجمعة يعتبرون العراق وسوريا واليمن وليبيا أرض الجهاد ، ما يسمح بالاعتقاد أن العناصر الإرهابية التي تقتل الأبرياء وتسبي الفتيات والنساء هم "مجاهدون".الأمر الذي يهيئ نفسية الشباب وذهنيتهم لتقبل خطاب التطرف الذي يبثه المتطرفون فضلا عن خلق الاستعداد لدى كثير منهم للالتحاق بمناطق التوتر ، وهذا ما يفسر وجود نسبة 10% من المغاربة يؤيدون الدواعش وجرائمهم في سوريا والعراق وليبيا. ب ـ فتوى المجلس العلمي الأعلى بقتل المرتد ،وهي الفتوى التي ليس فقط تتعارض مع نص الدستور والمواثيق الدولية التي صادق عليها المغرب ، ولكن بالأساس تناقض جوهر الدين الإسلامي ومنطوق القرآن الكريم الذي ينص على حرية الاعتقاد (لا إكراه في الدين). فالقرآن الكريم لم يخصص عقوبة دنيوية لمن ارتد عن دينه ولو لمرات عديدة ،مثل قوله تعالى( إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا(ص:137). وكون المجلس العلمي يفتي بقتل المرتد ، معناه أنه يشرعن جريمتي التكفير والقتل ويحرض عليهما ، وفي هذا لا يختلف نهائيا عن عقائد الدواعش وفتاواهم . فالمجلس العلمي إياه يؤسس للدولة الدينية التي لا مكان فيها لغير المؤمنين ولا حق لهم حتى في الحياة أو الأمان . وهذا تخريب للمشروع المجتمعي والسياسي الذي أجمع عليه الشعب المغربي ، بل إن الدستور يجعل الخيار الديمقراطي ثابتا من ثوابت المغاربة بما يعنيه ويؤسس له من حقوق المواطنة بغض النظر عن العقيدة والمذهب والعرق . ج ـ ثم ازدراؤه لبقية الديانات السماوية . فالمجلس العلمي الأعلى والمجالس الإقليمية المتفرعة عنه يجيز للخطباء بسب أهل الديانات والملل الأخرى ونعتهم بأقذع النعوت ، بل وتكفيرهم . وهذا مخالف للتوجه الرسمي للدولة المغربية التي انخرطت في محاربة الكراهية والتأسيس للحوار بين الأديان . اعتبارا لهذه المواقف السلبية للمجلس العلمي الأعلى ولتخلفه عن مسايرة حركية المجتمع والانفتاح عن قيم العصر وثقافة حقوق الإنسان ، فإن المنطق السليم يقتضي أن يتخذ الملك ، وفق ما تخوله له صفته الدستورية كأمير المؤمنين ، قرار حل المجلس العلمي الأعلى وإعادة تشكيله وفق معايير وأسس جديدة تأخذ في الاعتبار ماضي الأعضاء المرشحين للعضوية ومواقفهم السابقة من حرية الاعتقاد وحقوق الإنسان في بعدها الكوني وحوار الأديان وكذا مواقفهم من حقوق النساء والأطفال حتى لا يأتي يوم ويخرج المجلس العلمي الأعلى بفتوى تحرم سفر المرأة بدون محرم أو خروجها من البيت دون إذن الزوج أو توليها القضاء وغيرها من الوظائف والمهام التي ظلت الفتاوى الموروثة عن الفقه التقليدي تشترط فيها "الذكورة". فما يؤهل الفقيه لعضوية المجلس العلمي الأعلى أو المجالس المحلية المتفرعة عنه ليس شهاداته الجامعية ولكن مواقفه الصريحة من القضايا الجوهرية التي تتعلق بالدولة المدنية والمجتمع الحداثي والخيار الديمقراطية . فكل من يُدين القوانين الوضعية وينتصر لتطبيق الشريعة ويتطلع لدولة الخلافة لا عضوية له بهذه المجالس ولا سبيل له لاعتلاء منابر الجمعة أو دروس الوعظ والإرشاد ، لأنه يطعن في أسس الدولة وخيارات المجتمع وثوابته .فلا يمكن أبدا بناء مجتمع متماسك ومتصالح مع عصره ومنفتح على قيمه الكونية بفقهاء يقضون كل أوقاتهم في التحريض على الكراهية وتشكيل ذهنيات المواطنين بما يصادم العصر بقيمه وعلومه ومنجزاته . القضية الثانية الجوهرية التي تطرق إليها الخطاب الملكي بكل تركيز وجرأة تتعلق بسحب احتكار الدين وتمثيله عن الجمعيات والهيئات ذات المرجعية الدينية ، بل حمّلها مسئولية ما يقع بسبب هذا الاحتكار من جرائم (فعلى هؤلاء أن ينظروا إلى أي حد يتحملون المسؤولية في الجرائم والمآسي الإنسانية التي تقع باسم الإسلام).الآن وقد سمى الملك الأشياء بمسمياتها ، فهل ستتخذ الحكومة الإجراءات اللازمة لأجرأة الخطاب الملكي ؟ لا خيار أمام النظام والدولة والمجتمع غير التصدي الحازم للتطرف في منابعه الفكرية والاجتماعية قبل أن تحل الكوارث.



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها اليساريون ! الوطن يناديكم.
- لما تصير الدعوشة رأيا والتعبير عنها حرية.
- متى ينتهي العبث السياسي؟
- خدام الدولة ناهبو الثروة .
- للدبلوماسية حكمتها.
- كلنا مشاريع مساجين .
- جذور إرهابنا في تراثنا الفقهي .
- أين الشعب من كوارث الحكومة
- ما العمل بعد أن صرنا -مغربستان-؟
- أهل الكتاب مؤمنون والجنة ليست حكرا على المسلمين.
- فصل المقال فيما بين الغنوشي وبنكيران من انفصال.
- أية آفاق لفصل الدعوي عن السياسي في تجربة حركة النهضة.
- ماذا بعد قرار المجلس الدستوري في قضية عزل القاضي الهيني ؟
- دولة الخلافة حلم البيجيديين وعقيدتهم. 2/2
- دولة الخلافة حلم البيجيديين وعقيدتهم. 2/1
- استغلال القاصرات عقيدة الإسلاميين.
- ذكرى 16 ماي وتعاظم خطر الإرهاب.
- شتان بين دموع رجال الدولة ودموع رجال الدعوة.
- داعشية جماعة العدل والإحسان2/2.
- خطاب الرياض:التحديات والمسئوليات المشتركة.


المزيد.....




- مادة غذائية -لذيذة- يمكن أن تساعد على درء خطر الموت المبكر
- شركة EHang تطلق مبيعات التاكسي الطائر (فيديو)
- تقارير: الأميرة كيت تظهر للعلن -سعيدة وبصحة جيدة-
- عالم روسي: الحضارة البشرية على وشك الاختفاء
- محلل يوضح أسباب فشل استخبارات الجيش الأوكراني في العمليات ال ...
- البروفيسور جدانوف يكشف اللعبة السرية الأميركية في الشرق الأو ...
- ملاذ آمن  لقادة حماس
- محور موسكو- طهران- بكين يصبح واقعيًا في البحر
- تونس تغلق معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا لأسباب أمنية
- ?? مباشر: تحذير أممي من وضع غذائي -كارثي- لنصف سكان غزة ومن ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - الملك ينادي فهل من مستجيب ؟