أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - -نداء الى الوطنيين العراقيين-:آن الأوان كي تستعيدوا المبادرة ( ½)















المزيد.....

-نداء الى الوطنيين العراقيين-:آن الأوان كي تستعيدوا المبادرة ( ½)


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 5270 - 2016 / 8 / 30 - 15:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"نداء الى الوطنيين العراقيين":آن الأوان كي تستعيدوا المبادرة ( ½)
عبد الأميرالركابي
يتملكني في الآونة الأخيرة شعور بأن لحظة "اللافعالية" التي تحل على القوى الوطنية العراقية منذ سنوات، ربما تكون شارفت على التراجع، لا ادري ماالسبب الذي وضع في نفسي مثل هذا الإحساس المبهم، والذي يبدو لي قبل غيري، من نمط ومهمات إعادة الانبعاث الصعب، او تصور كيفيات تجديد حالة متراجعه، من دون السقوط امام كثرة العقبات واسباب التعثر، والإمتناعات الذاتية والموضوعية، ومنها وابرزها، ثقل "ووساخة" وسائل القوى التي نجحت في إيقاف استمرارتبلورات هذا التيار، قبل إمكانية او احتمال تطوره، ناهيك عن احتلاله موقعا مؤثرافي الساحة الشعبية والوطنية العراقية.
والغريب ان يكون الوضع العراقي اليوم، ومنذ عام 2003 بغاية السوء، ان لم يكن الأسوأ في تاريخ العراق الحديث، ومع هذا فان الحكم، او شكل الإدارة السياسية القائمة، والتي بالكاد تنتمي الى أي صيغة من صيغ النظم المتعاف عليها في العالم، لايواجهه أي اعتراض جدي، او منفصل، او يوحي بملامح الصيرورة المستقبلية للعراق، الامر الذي يدخل في خانة الاستثناء قياسا على كل ماعرفه تاريخ العراق القديم والحديث كخاصية ثابتة، فالعراق هو بلد الحيز المضاد للدولة، ونقيضها، وفي حالات كثيرة يتجلى العالم المضاد اقوى منها، واكثر فعالية وحضورا، بينما تظل الدول القاهرة في التاريخ العراقي في العزلة، وتفشل في ان تجد لها طريقا يغرس جذورها داخل القوى المجتمعة الحية.
لايمكن لمن على معرفة واختبار بتاريخ العراق، إزاء ماهو جار اليوم، الا ان يجرب وضع الحال الراهن ضمن خانة الكارثة، او يقبل مفهوم الموات الطاريء، ويوافق على تطبيقه واقعيا، هذا اذا كان هو متحررا من الايديلوجيات، ومن احكام الشعاراتية الجاهزة المنتشرة حتى الان، بين أوساط تعتبر حداثية، تتجلى بصورة "حزبيه ايديلوجية مغلقة عادة". ويستطيع المرء ليس من موقع الاستجابة للطاريء ( وهذا ماسنثبته خلال المقال)، ان يعترض على محاولات الإيحاء بان النصاب العراقي الوطني داخل العراق، مكتمل، وان حركات التظاهر والاحتجاج الأخيرة، هي التعبير الصادق والمكتمل عن زخم الاعتراض على الوضع الحالي، فمثل هذا الاعتقاد او التحجج به، يذكر بممارسة سابقة، لم يكن الوضع، او التقسيمات والتوزعات المعبرة عن العراق وقواه الاجمالية قد ظهرت خلالها على هذه الشاكلة، فمن كانوا، او من اختاروا سبيل اسقاط "الوطنية"لصالح تضخيم مرضي لدعوى "الديموقراطية" الكاذبة في ظل الاحتلال، وسيادة منطق وتحكمات "قوى ماقبل الدولة"، مايزالون يحاولون بكل قواهم نكران وجاهة، وليس حتى احقية، او صوابية، موقف قوى كانت قبل الغزو الأمريكي قد وقفت بوجه خيارالتحالف المشين مع الغزو.
صحيح ان هذه القوى ( المقصود الرافضة للغزو الأمريكي قبل وبعد 2003) قد عجزت عن ان تثبت وجاهة خطابها في الداخل، فلم تفلح في استقطاب أي من القوى المجتمعية المؤثرة، خلال فترة تعززت فيها "العملية السياسية الطائفية"، وتغلب تيار التفتت السياسي المناطقي المشتغل عليه كمنهج وكقاعدة حكم، فلم يبق من اشكال الدلالة على عدم آهلية تلك العملية المصصمة من قبل الاحتلال،وقصورها الخطر، سوى تازمها الداخلي، ممثلا بحركة "اصلاح" كسيحة من نفس معسكرها، تضطر لخوضها قوى مضطربة الخطاب، متناقضة الشعارات والاهداف، هي بالأحرى جزء عضوي من الوضع القائم منذ عام 2003 واحد وجوهه المنطوية على ازمة داخلية، لاتتيح التوازنات الداخلية والإقليمية التي تتحكم في مصيرها، لاي من شعاراتها، برغم محدوديتها، التحقق على الاطلاق.
ويظل وضع عراقي منتقص من ناحية الحاجة لتجديد رؤاه الوطنية، بما يصل لحد الحاجة لانقلاب تاريخي، يمكن ان نتوقع فراغا مدمرا،غير ان فداحة هذا النقص، لاتمنع بعث المواكبة بالمتاح من الخبرات، والوزن المستحصل من تاريخ طويل من العمل خارج وداخل العراق، للمعسكر الذي ظل يصر على ثنائية وتلازم "الوطنية/ الديموقراطية". في اقل اعتبار. فثمة شخصات وتجمعات تنتمي لهذا العالم، حل عليها السكون منذ بضع سنوات، ولم تعد تفكر في السبل التي يمكن ان تمنحها من جديد، مقومات الحضور والفعل، ليس لانها تريد ذلك ذاتيا، ولا لانها مدعوة لان تمارس وظيفة وجدت لتؤديها، بغض النظر عن الدواعي او المبررات والحوافز الواقعية.
وكمثال فانني قد وجدت بان صمتا كالذي خيم على موقف تلك القوى، ومن يمثلونها، بعيد الاعتراف البريطاني بخطا اقدامها هي والولايات المتحدة، على غزو العراق، غير مبرر، وينم بالحد الادني عن ضعف الحساسية والمبادرة الوطنيتان، بقدر مايتعارض مع المسؤولية. فالربط بين موقف هذه القوى وما كانت تتبناه في حينه، وثبتت صوابيته اليوم، هام جدا على صعيد الوعي العام السائد، بظل عملية سياسية خطابها الأساسي "احتلالي"، مع تداخل هذه الناحية الحيوية مع موقف قوى العدوان، السابق والحالي، وماقد أقدمت عليه آنذاك من تحشيد ماعرف ب"المعارضة العراقية"، وكسب ولائها ضد بلادها، مع استمرارها في تعضيدها ودعم موقعها الراهن في السلطة.
ولا أريد ان ابالغ في أهمية الحدث الأخير برغم قوة ايحائه، الا انني لا استطيع في الوقت نفسه ان امنع نفسي من التساؤل عن خلفيات العجز الذي من شانه كما هو حاصل، ان يمنع يقظة القوى المعنية، ويحول بينها وبين ان تحرز فرصة نشر خطاب يعكس ويعيد احياء وتجديد رؤيتها، عدا عن ان يسهم في إعادة توضيح مشروعها؟
وحتى لايعتبر موضوع الاعتراف البريطاني بالخطا مؤخرا، المحفز الوحيد لمثل هذه الانتباهة المعروضة هنا، اضيف أيضا اعتقادا ينتسب لمجرى الحراك الداخلي المتنامي باطراد. فبحسب ماارى، ان موجة الاحتجاج والتظاهر المستمر في الداخل، تنطوي على إشارات قوية، قد تكون في بعض وجوهها خطرة، بالأخص اذا انهارت دينامية القوى المحركة للاحتجاجات حتى الان، وتاكلت مبررات ووسائل احتجاجها امام قدرة الطرف الآخر على الاحتواء، باعتبارها الجناح "الإصلاحي" من "العملية السياسية الطائفية المحاصصاتية"، الذي يمنح هذه الأخيرة زخما وحيوية مفتعلتين. والخطر ينبع من احتمال تجلي العجز الكامل، والانغلاق المطلق في خيارات الوضع القائم، بعد نفاد طاقة الخط الثاني الإصلاحي منها، وهذا ليس من الاحتمالات المستحيلة، او التي لايجوز التفكير بها، ووقتها ستزداد الحاجة للاجوبة من خارج الاطار العام ل"العملية السياسية الحالية" بفرعيها الحاكم والمعترض الإصلاحي، وهو ماينبغي ان يحضر له منذ الساعة.
فهل مايجري ومايعيشه الوطنيون الصامتون منذ بضع سنوات، هو بحد ذاته دليل طغيان معطيات حالة انقلاب شامل، يسري على القوى المذكورة، بما انه غالب مهيمن راهنا على جماع البنية الوطنية؟. وما هي في مثل هذه الحالة ياترى، القضايا، او الموضوعات، و الوسائل الصالحة، وغير التقليدية، او غير المكرورة بداهة على مدى عقود ماضية، الواجبة الاعتبارراهنا على طريق "وطنية عراقية جديده مابعد حزبية ايديلوجية مستعارة"، الأرجح انها خرجت من التاريخ.
ـ يتبع ـ
جدول اعمال وطني جديد



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد الإعتراف البريطاني: من يعيد الإعتبار للوطنيين العراقيين؟
- ماذا لو انهارت الامبراطورية الامريكية ؟ (2/2)
- ماذا لو انهارت الامبراطورية الامريكية ؟ (1/2)
- اذا فكر الترك انفجروا: الانقلاب وتناقضات - الوطنية / الامبرا ...
- متى تعود المرجعية للنطق؟ وماذا اذا نصبت ايران رئيس وزراء تاب ...
- هل سينتهي دورمسعود بارزاني؟: الوطنية والجزئية بظل - العملية ...
- النشوئية الجديده وهزيمة كلكامش ودارون ( الكون كصيرورة تحولية ...
- العراق والشرق الأوسط في عالم انتقالي بلا -ثوابت- : من -الحدا ...
- روسيا والشرق الاوسط: العراق كركيزة إستراتيجية بدل ايران
- عبد الجبار الكبيسي ..... متى ينصفه التاريخ 6 :على طريق تجدي ...
- عبدالجبار الكبيسي .. متى ينصفه التاريخ 5 الايديلوجية الحزبية ...
- عبدالجبار الكبيسي... متى ينصفه التاريخ 4: وطنيتان ماقبل وماب ...
- عبدالجبار الكبيسي.. متى ينصفه التاريخ 3 الطريق المضني نحو وط ...
- عبدالجبار الكبيسي.. متى ينصفه التاريخ 2
- عبدالجبار الكبيسي.. متى ينصفه التاريخ 1
- وليد جمعه: شاعر يقتل شعره وظله2/2
- وليد جمعه: الشاعر الذي قتل شعره/1 2 /
- امة- مابين النهرين- الامبراطورية والكونية في تاريخ العراق ال ...
- - امة مابين النهرين- امة حصتها الغياب /12/
- ملحق: عراق مابعد - الدولة المدنية-؟؟


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - -نداء الى الوطنيين العراقيين-:آن الأوان كي تستعيدوا المبادرة ( ½)