أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شذى احمد - وضاع الوطن مرتين














المزيد.....

وضاع الوطن مرتين


شذى احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5270 - 2016 / 8 / 30 - 13:33
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



ضاع الولد

تخاف انفراط العقد ، منذ جنون الاحداث وهي في حيص بيص . لا تستطيع الاطمئنان او التعويل على أمل يكفل لها راحة البال . كل يوم يمر تتعاظم فيه الخسارات ،ووطيس المعارك يزداد اقترابا.

بالامس ودعت ابن العم والقريب والصديق. اصابتها عبارات المواساة،وتبادل الأوجاع بالخبل. هل يعقل استمرار الحال على ماهو عليه

هاهي المدن التي تهرب اليها تدك واحدة تلو الاخرى.استحال كل مافيها الى حجارة وانقاض. تزحف الى ارواح من بقوا على قيد الحياة تسلبهم تباعا رغبتهم بالحياة وفي افضل الحالات رغبة البقاء في الوطن الذي راحت صورته تتهشم امام اعينهم المذهولة

اخذته وهربت. الاب المغيب في ساحة معركة لا تعرف اذاما كانت قريبة ام بعيدة. مع الوطن ام ضده. ومن يفصل بالحكم!؟ لا احد يعرف

لم يبقى لديها شيء تخسره بعد هول الخسارات التي لو قصت عليها يوما ما . لم تكن لتصدقها. عليها الرحيل. في قوافل المهاجرين امضت الزمن المر الذي اختازته بالترويض القصري لحياة النكبة التي مرت بها منذ اندلاع الحرب في بلدها

وصلت منهكة تجيل النظر بمن حولها، كل شيء غريب . الارض والعادات والتقاليد، واللغة التي صارت حاجزا فولاذيا بينها وبين كل شيء على هذه الأرض. وادركت معنى الاسر المطلق. معنى ان تكون بلا حولة ولا قوة. معنى عجزك وانتظارك الرحمة. معنى خوف من نوع اخر. ينقلك من هنا لهناك. ويحرمك هذا الامتياز الذي يتمتع به هذا وحرم منه ذاك.معنى ان تكون رقما مطاردا بكومة اوراق تحدد لك كل خطوة من خطواتك. معنى ان تبقى ام ترحل الى حيث يريدون لك.ومعنى ان تقبل بالصدقات طائعا كانها اثمن الهدايا. ومعنى حرمانك من كل اساسيات حياتك من متابعة الاعلام بلغتك الام

ظلت الصباحات توخزها كل يوم بهذه الوساوس والمخاوف، بل المنغصات يا صاحبي .هي كذلك المنغصات!!. لكن حتى كتف الحنية الذي طالما كن من مثلها من النسوة تتكأ عليه ليبكين احزانهن لم يعد متاحاً . صار كل شيء هنا خالي

مثل طرق الاسفلت اللاهبة لقوافل جنود يسيرون بعجالة لاجتيازه ..من دون تفكير اذا ما كانت نهايتهم هي نهايته. المهم يمضون والسلام


لكن قد تضيق الفرص، وتخلو الخزانات من ثمينها . ربما تجف مياه الحياة الرغيدة من ينابيع الأمان الذي كان يغدق بخيراته بالامس . لكن تبقى في اليد اصابع . وللاصابع اظافر وللاظافر مهام عليها الضلوع بها
كذلك للامهات . قد يخسرن كل شيء لكنهن لا يخسرن الواجبات .. لا يتنازلن عن الاحتراق حبا لمن انجبن ،وربين .. ولمن بعن الغالي والنفيس من اجله في طريقهن للبحث عن مكان أمن له

هاهي في الغربة. تكابر على نفسها، تتجرع كؤوس الذل بصمت. تدفن امالها كي توهمه بالسعادة والرضى

وتتابعه بعيون حانية في روحاته وسكناته. لتضع وتتناثر مع الريح كل شيء . كل كنوز العالم . الا كنزي .الا هو . ولا تدري بمخالب الوحوش الكاسرة خارج اسوار سجنها الجديد. لا تعرف ماذا تخبئ تلك المدن المنمقة المرتبة وخضرتها الفاتنة من فخاخ لئيمة لطرائد غضة مثله

لم يخطر ببالها اسنة الرماح المشرعة من واجهات المحلات المزدانة بالالوان والاشكال المدهشة تعرض كل شيء للبيع والشراء. وتغري الجميع بالاقتناء والتبغدد

تعرف اذا ما عاد صامتا ،فهو يفكر بفرض مدرسي استعصى عليه. او اذا ما بدا على وجهه امارة من امارات التذمر لعل سببها صبي اغلظ له القول. فهو شديد الحساسية لاي نوع من انواع الاهانات اللفظية التي يبرع بها الاولاد الشرسين هنا

الت على نفسها عدم ازعاجه وزيادة الطين بله بمطالبته بالكثير، فسرد الحكاية احيانا يوقع بالنفس وجعا مضاعفا . فلتجنبه شروره

وتمضي الايام وهو بين وجه شاحب يوم ،واخر منشرح يوما اخر. بين واجم ومنفتح الاسارير في اليوم التالي. ودواليك

في ذلك اليوم لم يعد بالوقت المحدد تاخر كثيرا. واستبد بها قلق افقدها صوابها. شكت للمسؤولين عن النزل .. ببرود ردوا عليها ..ربما كان يلعب مع الاخرين ونسي نفسه.
ـ لكن هاتفه مغلق
ـ لا تقلقي سيتصل او سيعود
لم يتصل ولم يعد . فرفع احدهم الهاتف واتصل بالشرطة. مرت الساعات عصيبة . لا خبر انتصف الليل .وراحت ملامح الفاجعة ترتسم على وجهها. سألت نفسها اين تذهب من تسأل. قالوا لها : اذهبي للنوم .وغدا يمكنك السؤال عنه في المدرسة لعله هنا او هناك . فذهلت للطلب. توسلت للسؤال عنه في المستشفيات. قالوا لها : لا معنى لهذا ففي حقيبته بطاقة التأمين وكانوا سيتصلون بنا لو كان في احداها

ظلت تفكر في طرق تثير فيها نخوتهم ،وهم بين متعاطف ،ولا مبالي بارد الاعصاب. حتى الصباح
امضت يومها بين المدرسة ،والشارع ،والاصدقاء .. علمت من احدهم بانه صار موزع مخدرات منذ مدة . فلقد نجح احد تجار المخدرات في استدراجه واغرائه.سمعت كل هذا وكانه يتحدث عن غريب لا تعرفه

في اخر النهار لم يكن بجعبتها الا قصص وقصص وقصص عن ابنها الذي ما عرفته. والذي غاب عن عيونها كانه لم يكن تاركا لها كومة احزان مثل احجار مدينتها وطريق اسفلتي حارق سار ويسير عليه الاف غيرها يعدون به الى نهاية صار شبه مؤكد انها نهايتهم



#شذى_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترحل وقيودها معها
- مخالب الامومة
- اغراء لاينتهي
- فرنسا تلعب بهن
- اوراق انثى . النادلة
- السلطان في حدائق الكون
- رماد النقاب
- رفعة رأس بالمايوه
- خوذ العار
- كتبوا (يطالبون باعادة نظام الجواري)هم
- خرق الذاكرة
- وصايا للعاشق
- الاسيرة الجميلة
- ولست دميتك
- حياة المفخذة
- الاميرة البابلية
- قناع الشمع
- البث الناقص
- رايح على الجنة
- صمت الوداع


المزيد.....




- إطلاق أول مسابقة لـ-ملكة جمال الذكاء الاصطناعي-
- الأمم المتحدة: أكثر من 10 آلاف امرأة قُتلت في غزة منذ بدء ال ...
- -الحب أعمانا-.. أغنية تقسم الموريتانيين بين حرية المرأة والع ...
- ليدا راشد.. ضحية العنف الطبي في لبنان
- دراسة: النساء استهلكن كميات أكبر من الكحول مقارنة بالرجال خل ...
- -المدرسة تلبي أوهام صبي يتظاهر بأنه فتاة-.. غضب بعد فوز عداء ...
- لبنان.. العثور على جثّة امرأة مقطّعة في المية ومية
- ما هي العوائق التي تواجه النساء في إجراء تصوير الثدي بالأشعة ...
- توصية بتشريع الإجهاض في ألمانيا.. بين الترحيب والمعارضة
- السعودية.. القبض على رجل وامرأة ظهرا بطريقة -تحمل إيحاءات جن ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شذى احمد - وضاع الوطن مرتين