أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - وليد يوسف عطو - عراق نوري السعيد - ج 4















المزيد.....

عراق نوري السعيد - ج 4


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5270 - 2016 / 8 / 30 - 11:21
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    



الحاقا بالجزء الثالث والمنشور على الرابط التالي : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=52916

من كتاب (عراق نوري السعيد :انطباعاتي عن نوري السعيد من سنة 1954 -1958 )بقلم : فالديمارغالمان سفير الولايات المتحدة الامريكية في العراق – دراسة وتقديم وتحقيق: البروفيسور سيار الجميل – ط 1 – 1965 – ط1 المحققة 2015 – الناشر : دار ميزوبوتاميا – بغداد – شارع المتنبي .

انقلاب 14 تموز 1958

يقول السفير الامريكي فالديمار غالمان عن انقلاب 14 تموز في مذكراته:
في صبيحة 12 تموز 1958 زرت نوري زيارة وداع , اذ كان سيغادر بغداد يوم 14 تموز – يوليو مع فيصل الثاني وولي العهد عبدالاله (هذا احد الاخطاء القاتلة ان يخرج ثلاثتهم سوية من بغداد – كاتب المقال)الى استانبول لاجراء محادثات مع رئيس الوزراء مندريس حول اجتماع مجلس ميثاق بغداد ,الذي كان سيعقد في اواخر تموز في لندن ..

بعد الخامسة بقليل فجر يوم 14 تموز – يوليو سمعت اصوات مدافع فخرجت الى الحديقة حيث كنت استطيع ان ارى الشوارع .كانت السابلةعادية والمبكرون من الناس يمشون بدون انزعاج .وكان منظر جوار السفارة مطمئنا لدرجة انني استنتجت بان القذف كان جزءا من مراسيم توديع الملك وجماعته ..

وماكدت اعود الى البيت الا وجاءني احد موظفي السفارة وابلغني ان القطعات تقصف القصر وبيت نوري .. حوالي الساعة السابعة صباحا , كان العهد الجديد قد ركز نفسه.فقد تالف مجلس سيادة من محمد مهدي كبة وخالد النقشبندي واللواء الركن نجيب الربيعي.ليحل محل العائلة المالكة . كما اعلنت اسماء الوزارة الجديدة والموظفين الكبار , والكثيرون منهم لم يكونوا معروفين ..

احيل على التقاعد 40 ضابط منهم رفيق عارف رئيس اركان الجيش ومساعده السابق غازي الداغستاني وكثيرون ممن اذيعت اسمائهم ارسلوا الى المحاكمة في بغداد امام محكمة عسكرية خاصة (محكمة المهداوي ).
الرعاع الذين ظهروا فجر فجر يوم 14 تموز – يوليو قاموا بالنهب في الصباح الباكر .

كانوا على الاكثر شبابا تتراوح اعمارهم بين الثانية عشرة والعشرين عاما .وقد جهزت السلطة سيارات نقل جلبت الكثيرين منهم الى بغداد (وهذا يشير الى تاييد اهالي الريف للانقلاب العسكري ورفض اهالي بغداد للانقلاب العسكري – كاتب المقال ).ونقلتهم ليطوفوا في المدينة . وبقي الرعاع بعد ان اضيف لهم مشردين اكبر سنا يعبثون في المدينة فسادا لمدة يومين.

ثم عملت السلطة على انهاء عمل الرعاع المتطرفين.وازالة الشعارات والنداءات المثيرة ضد الغرب التي كانت قد ملات المدينة.واعتقد ان موقف السلطة وليد موقفين , اولهما ان السلطة بد ان شجعت الرعاع , لتظهر على الاقل بمظهر المدعوم شعبيا , بدات تخشى ان ينفلت الزمام من يدها , فيؤدي ذلك الى القتل والاضرار بحياة واموال الاجانب .وكذلك ساورها القلق مما قد تؤدي اليه قيادة الرعاع بواسطة البعثيين والشيوعيين .

ففي يوم 14 تموز – يوليو استلم عملاء هذين المعسكرين قيادة الرعاع , وادهشت سرعة عملهم قادة العراق الجدد .في 16 تموز – يوليو تسلمت جميع البعثات الدبلوماسية في بغداد مذكرة من وزير الخارجية الجديد ( عبد الجبار الجومرد)يخبرهم فيها بان الانقلاب كان عبارة عن حركة داخلية استهدفت انقاذ العراق من مساويء الحكم الفاسد والرجعي .

وفي 26 تموز – يوليو عقد قاسم مؤتمرا صحفيا حاول ان يكشف فيه النقاب عن اعمال الحكومة في المستقبل .
انقلاب وليس ثورة

كثيرا مايسمى حدث 14 تموز – يوليو (ثورة ). ولكن هذه التسمية مضللة . فالثورة تعني نهضة شعب وقيامه ضد السلطة . اما ماحدث في 14 تموز – يوليو 1958 فلم يكن يشابه ذلك في اي وجه .
كانت الحركة عبارةعن قيام جماعة بالاستيلاء على السلطة بعزم .صحيح ان قطعانا من الناس كانت فرحة وبقيت تجوب الشوارع لعدة ايام , الا ان هؤلاء لم يكونوا ليمثلوا الشعب العراقي , بل كانوا من الاشرار الذين جندهم مثيروا الشعب .

ولم تكن ثمة دوافع خاصة وراء المظاهرات وافرادها ,بالرغم من انه كان في البلاد استياءا عاما .وانتقادا كثيرا لنوري وحكومته ..
وفي ذلك الوقت بالذات , زرت صديق شنشل الذي كان وزيرا للخارجية بالوكالة .. قال الوزير انه منزعج من سيول الزوار القادمين الى بغداد والمدن والاقضية التي خطب فيها عارف, لان ذلك سيبعد مئات الناس عن اعمالهم , وسيؤدي الى اثر تخريبي في اقتصاديات البلاد .

والانكى من ذلك هو خطر الجو العاطفي الذي كانت تعامل فيه هذه الجماهير (ملاحظة: كلمة الجماهير هي ضد كلمة الغوغاء وهي من اخطاء المترجم على مااعتقد ), فتكال لها الوعود التي لايمكن تحقيقها .وكان الوزير يرى مشاكل ستحدث في المستقبل ..

اتسمت الاسابيع التي تلت الانقلاب بشكوكنا حول مصير مصالحنا المقبلة في العراق .. ماذا سيفعل قاسم باتفاقية المعونة العسكرية ؟وماذا سيفعل باتفاقية التعاون الامني ؟ هل ستدفع التعويضات لعائلات الامريكيين الثلاثة الذين قتلهم الرعاع يوم 14 تموز – يوليو ؟

الى متى سيستمر التدخل باعمال السفارة الاعتيادية على ايدي الموظفين الصغار من العسكريين والمدنيين , بالرغم من ان قاسم قد عبر عن رغبته في علاقات ودية؟.. ابلغت وزير الخرجيةالعراقي الجديد باننا مستعدون للاستمرار في تقديم مساعداتناالفنية ,اذا كانت حكومة العراق ترغب بذلك .اما المساعدات العسكرية فقد قلت انها ستكون موضوع بحث بين الحكومتين لوضع التفاصيل العملية والسياسة العامة لها .

نجحت في السعي الى ايضاح موقف الحكومة الامريكية في حديث مع قاسم ومع موظفين عراقيين اخرين .ولم يبلغنا قاسم بانهاء المعونتين العسكرية والاقتصادية الا في ايار – مايس 1959 ..
شعرت انه ينبغي لنا اذا امكن الحصول على اثنين من الضمانات قبل ان نعترف بالعهدالجديد .الضمان الاول هو ايقاف محاصرة السفارة , لتتمكن من القيام بواجباتها العادية .والثاني هو التعويض على عائلات الامريكيين الثلاثة الذين قتلوا يوم الانقلاب..

كان من بين الجماعة التي حاصرها الجنود في اوتيل بغداد يوم 14 تموز – يوليو ثلاثة من رجال الاعمال الامريكيين, هم يوجين بيرنز وجورج كولي وروبرت كوك .وقد شاهد معارفهم الامريكيون الذين كانوا يحلون ايضا في اوتيل بغداد كيف القي القبض عليهم .ونقلوا بالسيارات . وكذلك القي القبض على رجل اعمال الماني ونقل معهم ,

الا انه تمكن من الهرب بعد ضربه . وقد عرف هذا الالماني الامريكيين الثلاثة.وهوجموا وهو معهم في سيارة الشحن .ولم يعثر على جثثهم فيما بعد .وادعت الحكومة العراقية بانها لم تعثر على اثر لهم . كما علمنا من المستشفى الذي كانت تنقل اليه ضحايا الرعاع بانه لم يصل احد منهم حيا , وبان جميع الجثث قد مزقت بشكل لايدع مجالا لمعرفة هويتها .

وهكذا تعذر العثور على بقايا الامريكيين هؤلاء او تشخيصهم , الامر الذي عقدجهودنا للوصول الى حل لقضيتهم .وبينما كنا نشتغل في حل هذه المشاكل دون اي تقدم نحوها , كانت الحكومة تفقد صبرها لعدم اعترافنا بها .بعد مرور اسبوعين على الانقلاب شكا وزير الخارجية الجومرد من عدم اهتمامنا بالاعتراف ,مع ان ستة عشر حكومة , وكلها من الكتلة الشيوعية , او من تلك التي تعطف على تلك الكتلة قد قدمت اعترافاتها .

وقال الجومرد :
(اذا لم تتوخوا الحذر , فقد تدفعوا الحكومة الجديدة نحو الشيوعية ).وبعد هذا التحذير بمدة قصيرة قررت بريطانيا وتركيا وايران والباكستان الاعتراف بالعهد الجديد .ومع ان الشكوك كانت ماتزال سائدة . فقد شعرت باننا بلغنا نقطة لانفع فيها لنا من عدم الاعتراف وان تاخرنا عن الاعتراف قد يضعنا في عزلة خطرة .

قدمنا اعترافنا في اوائل اب – اغسطس وابلغت وزير الخارجية بقرارنا على اساس ان العراق سيلتزم بمباديء القانون الدولي فيما يتعلق بالامريكيين الثلاثة المفقودين , والذين يعتبرون ميتين , وبان التعويضات ستدفع عندما تهيا الاستعدادات الشرعية . وفعلا دفعت التعويضات ولكن بعد مرور سنتين من ذلك .
تميزت الاشهر الباقية التي قضيتها في العراق بشلل في الحكومة وجمود في اقتصاديات البلاد ..

بمجيء قاسم طرد الموظفين الكبار واغلب الموظفين المرؤوسين بسبب الاشتباه بولائهم الشديد للعهد القديم .وفي اواسط تشرين الاول – اكتوبر طرد 57%من الموظفين بمستوى مفتش عام , او مدير عام ممن كانوا في مناصبهم يوم 14 تموز – يوليو .ولم يشمل ذلك الدوائر العسكرية والقضائية .ولم يكن هنا ك موظفين للتعويض عنهم .اما الموظفون الباقون فكانوا يشعرون بالخوف , فلا يستطيعون البت في اي امر , فبقوا مجمدين.

كان العامل الاهم في سلامة اقتصاديات البلادهومنهاج مجلس الاعمار . اذ ان مشاريعه وفرت العمل ووزعت النقود على فعاليات مختلفة من الاعمال ,فكان المنهاج اداة حسنة لاستمرارالنشاط الاقتصادي .

وكان من بوادر العهد الجديد ايقاف معظم المشاريع الكبرى ,لاعادة النظر في العقود مع الشركات الاجنبية , والتي كان يجري بموجبها تنفيذ الاعمال . وبالاضافة الى ذلك طرد الفنيين والمستشارين الغربيين .وامتدت حمى الثورةالى العمال ,فعمدوا الى التراخي والتشبث بالاجازات المرضية باسراف,او الامتناع عن العمل .

فنجح العمال في ايقاف الفعالية القليلة التي كانت لاتزال مستمرة في ورشات المشاريع الكبرى . وهكذا اصبح منهاج الاعمار محطما من الوجهة العملية , مما ادى الى شلل الاقتصاد.
يتبع..



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراق نوري السعيد - ج 3
- عراق نوري السعيد - ج 2
- عراق نوري السعيد - ج 1
- شيزوفرينيا المثقفين
- المثقف بين عصرين
- الله للمسلمين فقط
- شكر وتقدير الى ادارة الحوار المتمدن
- ملاحظات حول سلسلة مقالاتي عن 14 تموز 1958
- تهميش المسيحيين في العالم الاسلامي
- مالاتعرفونه عن اسرار 14 تموز 1958 - ج4 والاخير
- شروط صيرورة الامة
- ( مالاتعرفونه عن اسرار 14 تموز 1958 - ج3 ).
- اضطهاد المتنصرين في الدول الاسلامية
- مالاتعرفونه عن اسرار 14 تموز 1958 - ج 2
- الارهاب الاردوغاني ضد المسيحيين
- مشكلات المتنصرين في اوربا
- ما لاتعرفونه عن اسرار 14 تموز 1958
- العداء للمسيحية وتزوير التاريخ وتسليع الثقافة
- الحوار المتمدن : قراءة انثروبولوجية
- انتهازية الحكومات الغربية تجاه اضطهاد المسيحيين


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - وليد يوسف عطو - عراق نوري السعيد - ج 4